خاص "هي": إليك خطوات إتيكيت مقابلة العمل من خبيرة الإتيكيت والبروتوكول كارمن حجار
من أهم المقابلات التي نقوم بها في حياتنا مقابلة العمل لأنها تحددّ مصير مستقبلنا المهني. لذا وأنت ذاهبة إلى مقابلة العمل القادمة، عليك أن تأخذي معك السلاح الأقوى على الإطلاق وهو "الإتيكيت". فبين عشرات المتقدمين للوظيفة، لن يقتصر الأمر بأن نكون ملائمين على الورق فقط بخبراتنا وتفوقنّا الدراسي. الانطباع الأول هو الأهم، وهو المفتاح لتولّي أي وظيفة.
فإذا كنت تعلمين جيداً ما هي قواعد واتيكيت المقابلة ستصنعين الفرق في الأداء والحضور والتصرفات والمظهر الذي سيؤهلك إلى الوظيفة التي تتمنين.
في حوار خاصّ لـ "هي" تقدّم لنا خبيرة الاتيكيت والبروتوكول السيدة كارمن حجار أهم القواعد الهامة في اتيكيت المقابلة التي يجب أن تعرفيها جيداً حتى تتركي الانطباع المحترف وإثبات الجدارة.
اتيكيت المقابلة: التحضير المسبق لمقابلة العمل
-في البداية تقول حجار بضرورة معرفة مكان المقابلة، وقياس المسافة التي يستغرقها الوصول. يفضلّ التوجه إلى المكان قبل يوم من الموعد المحددّ للتأكد من الوقت، المسافة وطبعاً العنوان والمدخل ومكان وقوف السيارات تجنبّاً لإضاعة الوقت أو التوتر في يوم المقابلة.
-التحرّك مبكراً عن الموعد لتجنّب الازدحامات المفاجئة، لأن أول انطباع سيسجلّ عند رب العمل هو دقة التوقيت والتأخير سيعطي انطباعاً سيئاً عنك بعدم الالتزام بالوقت. يجب الوصول قبل 15 دقيقة من الوقت المتفق عليه لمقابلة العمل.
-من الجيّد معرفة معلومات عن الشركة أو المؤسسة وصاحب العمل الذي سيقابلك، إلى جانب متابعة منشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، والقراءة عن أهداف وخطط الشركة. ومن المهم أن تظهري للمحاور أنك استثمرت وقتاً في البحث عن الشركة والوظيفة التي تتقدمين إليها، وسيسمح لك ذلك بطرح المزيد من الأسئلة التفصيلية حول الشركة.
-من المهم إحضار نسخة من السيرة الذاتية مع كافة الأوراق التي تؤيد خبرتك ومؤهلاتك والمتعلقة بالوظيفة موضوع المقابلة، مع مراعاة تدقيق هذه الأوراق بشكل جيد لتجنّب حدوث أي اختلاط. لا تذهبي إلى المقابلة دون استعدادٍ جيد، من خلال التأكّد من معلوماتك وأهم ما ستتحدّثين به في المقابلة، ومدى قدرتك على الإجابة على الأسئلة المقترحة.
اتيكيت المقابلة: اختيار الملابس المناسبة لمقابلة العمل
-الملابس من أهم عناصر مقابلة العمل، فلا بد من اختيار قطع لائقة لأنها تعطي الانطباع الأول عنك، يجب أن تكون رسمية أو شبه رسمية وفقاً لطبيعة العمل، وأن تعبّر عن شخصية ملتزمة وجدية.
-من الأفضل تجربة الملابس في وقت مبكر في الليلة السابقة، فقط للتأكد من أن كل شيء مناسب.
-تنصحك حجار بأخذ فكرة عن طبيعة الملابس التي يرتديها من يعملون في نفس المكان الذي ستجرين المقابلة فيه، ومحاولة اختيار ملابس قريبة من النمط المقبول في هذا المكان.
-في حال كانت الوظيفة في أماكن غير رسمية، يفضلّ اتباع قواعد الأناقة العامة، بهدف تقديم أنفسنا بصورة إيجابية وقريبة من طبيعة المكان لصاحب العمل.
-أما في حال كانت الوظيفة في مكان رسمي كالشركات الكبيرة، فالأفضل للرجل أن يقوم بارتداء الطقم الرسمي واختيار ألوان كالأبيض والأزرق السماوي والبيج. يجب الابتعاد عن الملابس غير الرسمية مثل الجينز أو القميص، السروال القصير أو القميص من دون أكمام. وللسيدات يجب ارتداء بنطالاً رسمياً أو تنورة تحت الركبة وبلون حيادي كالأبيض، الرمادي، البيج، الكحلي أو الأسود. في كل الحالات اختيار ما يناسبك ويظهرك بطريقة لائقة وجميلة.
-يجب أن يكون الشعر نظيفاً ومسرحاً بشكل بسيط، فالأناقة تكمن في البساطة حتى عند تسريح الشعر، ومن الأفضل أن يكون الشعر مسدلاً أو مربوطاً بشكل أنيق.
-ضعي مكياجاً ناعماً ومناسباً للمقابلة يبرز جمالكِ ولكن من الضروري ألا يكون قوياً أو مبهرجاً أو صارخاً، ويفضلّ استخدام طلاء أظافر بألوان هادئة ونيود. اختاري إكسسوارات بسيطة وبألوانٍ فاتحة، وتجنبّي الإفراط في اختيار التصميمات الكبيرة أو الألوان القوية. أما بالنسبة للعطور، فتجنبّي وضع عطور بروائح قوية، والاكتفاء بروائح خفيفة وناعمة.
-يمكنك ارتداء حذاء مسطح فلات أو بكعب مناسب، المهم أن يكون مغلقاً من الأمام، واحرصي على نظافته، وأن يكون أنيقاً. الأهم تجنّب ارتداء الصنادل المفتوحة من الأمام، أو الأحذية الرياضية.
اتيكيت المقابلة: التصرّف خلال مقابلة العمل
بحسب خبراء التواصل، فإن 80 بالمئة من تواصلنا هو تواصل غير لفظي. ومن هنا فإن للغة الجسد أثر كبير في التواصل، وبالأخص التواصل البصري الذي يعطي انطباعاً بأنك جديرة بالثقة لدى الآخرين.
-لدى الوصول، من الضروري التعامل بطريقة ودّية مع موظف أو موظفة الاستقبال. المصافحة والابتسامة ضرورية لأنها تظهر الثقة بالنفس والشخصية القيادية. كوني لطيفة تقول لك حجار بدءاً من أول شخص تقابليه عند باب الشركة وحتى مغادرة مكان المقابلة، وتجنّبي إلقاء التعليقات الساخرة.
-بعدها عرّفي عن نفسك وعن سبب وجودك، ومثال ذلك "اسمي.... ولديّ مقابلة عمل الساعة... مع المدير" وبعدها قد يُطلب منك الانتظار إلى حين موعدك.
-لا ترتدي نظاراتك الشمسية داخل المكتب أو خلال المقابلة، ولا تتركي سمّاعة "البلوتوث" في أذنك.
-انتبهي إلى طريقة جلوسك في المقعد ولغة جسدك من لحظة دخولك إلى المبنى. ابتعدي عن الاسترخاء واجلسي بثقة وبظهر مستقيم.
-لا داعي لتذكيرك بتجنّب الحركات الجسميّة السلبية، كهزّ الساقين أو ثني الذراعين ووضعهما متشابكين، أو اللعب بشعرك، أو الضحك بصوت مرتفع، أو إحداث أصوات بفمك أثناء انتظار وصول المدير المسؤول عن توظيفك.
-من الأشياء المهمة أثناء استعدادك المقابلة هو إغلاق هاتفك أو وضعه في وضعية الصامت حتى لا تتعرضي لردود فعل معاكسة إذا تم الاتصال بك أثناء المقابلة.
اتيكيت المقابلة: الأمور الواجب مراعاتها خلال مقابلة العمل
-قبل دخول غرفة المقابلة، انتظري لكي يسمح لك المسؤول بالدخول. أغلقي الباب خلفك بهدوء، وأدخلي بثقة، وألقي التحية على الموجودين في الغرفة، وبعدها عرّفي عن نفسك "اسمي.....، ويُسعدني مقابلتكم أو مقابلتك بشكلٍ شخصي" مع الحفاظ على ابتسامة خفيفة، ويُفضل مصافحة القائم على المقابلة برفق مع الحفاظ على التواصل بالعينين قدر الإمكان ومراعاة مخاطبة وذكر الألقاب مع المسؤول مثل السيد أو السيدة.
-في حالة مصافحة المسؤول ووقوفه استعداداً لهذه الخطوة، اتجهي فوراً إلى جانب المكتب، فلا يجوز السلام من خلال المكتب.
-لا تجلسي إلا عند السماح لك بالجلوس.
-لا تبدأي الكلام، ولكن انتظري أن يوجه لك الحديث أو السؤال. ويجب عدم التسرّع في الرد على الأسئلة قبل انتهاء المحاور من طرحها.
-هناك عدد من الأسئلة والجمل والعبارات التي لا يحبذّ قولها أثناء مقابلة العمل، لأنها قد تعطي انطباعاً خاطئاً أو سيئاً عنك لدى المسؤول، ومن تلك الأشياء التحدث بسلبية عن صاحب عمل أو وظيفة سابقة.
-تُعدّ خبرة العمل جزءاً مهماً في مقابلة العمل، لِذا حاولي أن تكون هي محور المواضيع التي تناقشيها، وركزّي على ذكر الخبرات والمؤهلات الأكثر اتصالاً بالوظيفة، وسلطي الضوء على خبراتك الأخيرة، مع شرح مسؤولياتك وإنجازاتك والأمور التي أضفتها لعملك السابق قبل أن تتركيه.
-احرصي أيضاً على وضع هاتفك أو مفاتيحك في الحقيبة أثناء المقابلة، لأن مسك هذه الأغراض في اليد منافي تماماً لقواعد الاتيكيت.
-من المهم جداً أن تنظري في عيني الشخص أثناء توجيه الكلام إليه، فهذا دليل الثقة بالنفس. ولكن، لا تفرطي في النظر بطريقة مُريبة، وعليك مراعاة نبرات صوتك.
-لا تَسترقي النظر إلى الساعة من وقت إلى آخر، كي لا يُفهم خطأ أنك متوترة أو تشعرين بالملل، أو أنك غير مهتمة بالمقابلة.
-حاولي أن تكون نهاية المقابلة إيجابية وفيها نوع من الحماسة المعقولة. يجب شكر المحاور على وقته وعلى الفرصة، وإظهار اهتمامك بهذه الوظيفة، ويمكن الاستفسار عن الخطوات التالية بعد هذه المقابلة، وكيفية الردّ على طلبك.
-بعد مغادرة مكان المقابلة، يفضلّ إرسال رسالة شكر رسمية عبر البريد الإلكتروني وذلك من ضمن مجاملات وآداب العمل.
ختاماً، تنصحك حجار بتحديث معلوماتك والانتباه لما تشاركينه على وسائل التواصل. هذه النصيحة مهمة جداً، على الرغم من أنه لا علاقة مباشرة لها بالمنصب أو بضمان مقابلة عمل ناجحة إلا أنها تؤثر في مكان ما على قرار الشركة المستقبلي باختياركِ، والسبب في ذلك يعود إلى حقيقة أن الشركة عادة، للتعرّف أكثر على المرشحين لها، تلجأ إلى البحث عليهم من خلال حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وما يشاركونه من صور ومقالات وآراء. وغالباً ما يكون "بحث Google" المكان الأول الذي يبحث فيه الأشخاص عن المعلومات التي تم نشرها عنك. ابحثي عن اسمك على جوجل للاطّلاع على المعلومات التي تظهر عنك. فإذا عثرت على محتوى لا ترغبين إظهاره على الإنترنت، مثل صورة لك غير ملائمة، قومي بإزالة المحتوى غير المرغوب فيه من حساباتك الشخصية ونتائج البحث المرتبطة به