4 قصص ملهمة لانطلاقة قوية لعام 2024.. طموحات تحوّلت إلى نجاحات ملموسة
الانطلاق في مغامرة تجارية جديدة هو رحلة مثيرة، مليئة بالمثابرة والإمكانيات غير المحدودة والأمل بالنجاح والتفوق. في هذه السطور، نعرض 4 رائدات أعمال شابات تجاوزن التحديات بنجاح. نساء لم يكتفين فقط بالجرأة على الحلم، بل حوّلن تطلّعاتهنّ إلى نجاحات ملموسة، ليكنّ مصدر إلهام للذين يتطلعون للانطلاق في رحلتهم الريادية الخاصة.
وعن التحديات الرئيسة التي واجهتِها خلال إطلاق مشروعها الخاص، تؤكد "جيسيكا" إن إيجاد موقع ملائم يلبّي كل المتطلبات هو تحدٍّ مستمر ما زالت تواجهه حتى اليوم. وأنه من الأشياء التي تراها تعترض طريق رواد الأعمال والشركات الناشئة، الحاجة إلى أن يكون كل شيء مناسبا منذ البداية، مشددة على ضرورة التخلي عن المثل الصارمة والغرور، مضيفة: "هناك شيء آخر أريد التشديد عليه، وهو التحقق من افتراضاتنا المقيّدة. قد نسمع ذلك كثيرا، لكنه صحيح: حين تقولين لنفسك إنك لا تستطيعين فعل هذا أو ذاك بعد، لأن... اسألي نفسك إن كان ذلك بالفعل صحيحا أم كان مجرّد حجّة أو حاجزا نابعا من خوف وغرور. اختاري أن تتّخذي وتثقي بقرارات مبنية على الحب وليس على الخوف".
ومن الخطوات التي اتّخذتها "لوك" لتأسيس مشروعها كان التعاون مع عدد من مستشاري الأعمال في مراحل التخطيط، ما أسهم في تبادل الأفكار ومناقشتها، وفي إبقائها على المسار الصحيح. أما أفضل نصيحة تلقّتها كانت أن تعرف السبب خلف قيامها بعمل معيّن، وقد تكون العوامل والدوافع كثيرة، فيجب أن نعرف لماذا.
كيف يمكن لعلامة تجارية جديدة أن تبرز وتلمع؟ سؤال يطرح نفسه بقوة في ظل السوق التنافسية التي نعيش فيها، أما جواب "لوك" فهو غاية في البساطة:
"كوني صادقة وحقيقية قدر الإمكان، وغوصي عميقا في نفسك أوّلا، لأن كل شخص منّا فريد. وهذا الجوهر الفريد هو ما نحتاج إليه للتميز والبروز، لأنه سينتقل إلى كل ما نفعله وينعكس من خلاله."
أما عن التقنيات والأدوات الإنتاجية التي وجدتها مفيدة أكثر من غيرها للإنطلاق بمشروعها فهي: كتابة خطة عمل منطقية ومعقولة إذ أمضت "لوك" وقتا طويلا في وضع خطّتها (الحد الأقصى ستة أشهر)، من ثم الانطلاق بخطة العمل، ومشاهدة ما سيحدث.
وبحسب خبرتها تقول "لوك" إنه في هذه الحالة يكون العقل الباطني هو بمثابة دليل داخلي. إنّ المرور بمرحلة وضع خطة العمل الممزوجة باتخاذ القرارات اليومية هو مزيج قوي وفعّال!
وأكدت عبدالله أهمية أن يحيط المرء نفسه بفريق داعم رائع، مشيرة إلى أنه ما من أخطاء حقيقية حين يبدأ المرء مشروعه، لأنّه يكون في صدد التعرّف إلى الجمهور وتعلّم ما يحبّه ويعجبه. وتؤكد إن التجربة منحنى تعليمي لا يمكن أن يُسمى خطأ، مضيفة: "أحب هذه "الأخطاء" لأنها ترشدنا نحو المسار الصحيح".
وعن أهم الدروس التي يمكن أن تشاركها مع أصحاب شركات ناشئة، تقول هلا: "أنصح أصحاب الشركات الناشئة الحرص على دراسة السوق، واكتشاف المصالح المتوفّرة بكثرة، اكتشاف ما هو ناقص، ومحاولة سدّ الفجوة. إن السؤال الذي أطرحه دائما على نفسي هو: كيف يمكنني أن أحسّن حياة الناس؟".
تشير عبدالله إلى أنه لا يوجد أي شيء ندمت عليه، فكل ما فعلته كان إمّا نجاحا أو درسا مفيدا، مضيفة: "قد يرى البعض أن إطلاق علامة جديدة خلال الشهر الأول من الإغلاق والحجر خطأ كبير، لكن لدار "أوفا"، كان ذلك نجاحا كبيرا".
أماّ عن ما يدفعها إلى الاستمرار فتقول: "ما يدفعني إلى الاستمرار هو أنني أريد أن أعيش كل يوم من حياتي بمرح وأنا أبدع. وذلك يشمل كل ما أنا شغوفة به من تصميم ورسم وتصوير وتنسيق أزياء. يوما بعد آخر، أفعل كل ذلك من أجل الفرح فقط. وإن مللت من تصميم المجوهرات، أبتكر شيئا جديدا ومنعشا يعيد إشعال شرارة شغفي بتصميم المجوهرات”.
تؤكد مي أنها اخذت وقتا طويلاً في اكتشاف ما الذي تُفضِّله بين مجالات التصوير المختلفة ووقت اطول في التعلم عن اسرار هذه المهنة وكيف تستهدف الفئة التي تريدها حسب امكانياتها وقدراتها. الوقت كان بمثابة عقبة بالنسبة إليها، لأنها شخص شغوف يريد تحقيق اشياء كبيرة خلال وقت قصير وهذا أمر مستحيل خصوصاً في البدايات.
شاهدت مي تعمل بكل شغف في "هي هب" وكان لا بد أن أسألها ما إذا كان الشغف هو سرّ النجاح فقالت: "نعم بالدرجة الاولى فهو الدافع للتعلم والتقدم، لكنه وحده لا يحقق شيئاً بل الممارسة وبذل الجهد والاطلاع على المجالات التي أصورها كالتجميل والازياء والتعلم الواسع من خبرات الاخرين ايضاً، كلها امور تقود الى النجاح".
تنصح الحربي الموهوبين الذين يطمحون للنجاح في مجال التصوير بالاستمتاع برحلة التعلم قدر الامكان وعدم استعجال النتائج، بالإضافة إلى الصبر والمثابرة.
وعن ما يدفعها إلى الأمام تقولي الحربي: "مهنياً .. ملاحظة التطور في أعمالي وشخصياً دعم عائلتي ومن حولي من فنانين و مبدعين الذين ألقى منهم تقدير وتشجيع دائم”.
تقول "تشينغ": "كثيرا ما أسمع أشخاصا يقولون: "ليس لدي عشرون دقيقة لقناع ورقي، لذلك لا أستخدمه"، وهذا ما يجعلني أتساءل: ألا نملك عشرين دقيقة لأنفسنا؟ الفكرة التي أريد إيصالها هنا تتلخص في أهمية معاملتنا لذواتنا معاملة الملوك والملكات، كلّ في مملكته الخاصة. وأقول لك بكل ثقة، إن ذلك هو الشيء الأكثر تمكينا الذي تستطيعين فعله لنفسك على الإطلاق".
صعاب كثيرة واجهت "تشينغ" لتأسيس "جليست"، وهي تخبرنا في هذا السياق: "التحدّي الأساسي الذي واجهتُه في البداية كان ترسيخ مكانة العلامة في سوق تنافسية إلى هذا الحد. وأذكر هنا على سبيل المثال، إقناع العملاء الجدد بأن يجرّبوا منتجاتنا، وإقناع تجّار التجزئة الكبار بشرائها. ما زلت طبعا أواجه هذه المشكلة حتى الآن، لكن مع مرور الوقت وبذل كل جهدي في التسويق وبناء مجتمع "جليست"، يزداد انتشار هذه العلامة وظهورها في المنطقة، وتصبح منتجاتها في أيدي المزيد من المستهلكين. إن تأسيس علامة تجارية ليس بالأمر السهل، وضمان استمراريتها صعب". ورداً على سؤال حول ما إذا كان هناك أي قرار معيّن كان محوريّا في نجاح مشروعها، تقول "تشينغ":
"اتّصل بي بعض تجّار التجزئة العالميين والمتخصصين في منتجات التجميل، وطلبوا الاجتماع من أجل مناقشة شراكات محتملة. وبعد الاطّلاع على منتجات "جليست" وتجريبها، استطاعوا رؤية إمكانات العلامة وقدراتها، وأشادوا بجودة أقنعتنا الورقية وبنتائجها الفورية. لا شك في أن بناء الشراكات الطويلة الأمد وضمانها يتطلّبان بعض الوقت، لكنني أعتبر ما حصل انتصارا بالنسبة إلي، لأنني أعرف أن الكثير من العلامات الأخرى ما زالت تدق هذه الأبواب. وفي تلك اللحظات، أعرف أن "جليست" ستصبح علامة كبيرة وتحقق الكثير، لأن أسماء مرموقة في عالم تجارة التجزئة ترى جودة منتجاتها ونوعيتها المميزة، وهذا ما يدفعني إلى بذل كل ما بوسعي في سبيل إنجاح علامتي".
وتؤكد "تشينغ" أنّ الدعم العاطفي من الأشخاص المحيطين بها هو أساسي للنجاح مضيفة:
"قد نشعر خلال رحلة تأسيس مشروعنا الخاص ببعض الوحدة والانعزال، لأننا نفعل شيئا يخشى الكثيرون فعله، ولا يفهم الجميع ما يواجهه روّاد الأعمال من مصاعب وإحباط. لذلك نجد أن التحدّث إلى الشخص الخطأ قد يقتل اندفاعنا، على عكس التحدث إلى الشخص المناسب والذي قد يغيّر يومك بشكل إيجابي حتى برسالة نصّية سريعة. أنت بحاجة إلى أشخاص يؤمنون حقا بك، ولا يريدون سوى الأفضل لك في رحلتك. وذلك يعزز ثقتك الذاتية، وحين تكونين واثقة من نفسك، يتقلص احتمال شعورك بالخوف، وحين لا تخافين، تؤمنين بقدرتك على تحقيق أي شيء والسعي إلى حصد النجاح الذي تستحقّينه".
وعن أبرز الأخطاء التي ارتكبتها وتعلّمت منها، تكشف "تشينغ": "كنت في الماضي كمالية ومستقلة جدا. قد تبدو هذه السمات جيّدة للفرد، لكنها في عالم الأعمال ليست دائما مفيدة. أردتُ أن يكون كل شيء مثاليا، فضغطتُ على نفسي كثيرا، قبل أن تساعدني مراحل هذه المسيرة حتى أفهم أن لا شيء مثالي أو كامل، بل هناك ما يسمّى بالعمل "الجاري". وذلك يعني أنك تعملين بجدّ، وتتعلّمين من أحداث كل يوم، وتجعلين اليوم التالي أفضل. ومن الأمور التي أتمنّى لو أنني فعلتها في وقت أبكر، كانت طلب المساعدة. لكوني شخصا مستقلا منذ سن صغيرة جدا، أصبحتُ معتادة على فعل كل شيء بمفردي. غير أنني في أحد الأيام أدركتُ أن الارتقاء بمشروعي إلى المستوى التالي يحتاج إلى الدعم. وكلما فهمتِ في مرحلة أبكر أن طلب المساعدة ليس علامة ضعف، بل علامة قوة، سيتحوّل عملك بشكل إيجابي جذري. "تشينغ" الشغوفة تؤكد أنّ التعليقات وردود الفعل الرائعة التي تسمعها من زبائنها، والناس المؤمنين بها يدفعونها لمواصلة السعي لتحقيق حلمها، ولجعل "جليست" إحدى أفضل العلامات الشرق آسيوية المتخصصة في العناية بالبشرة، ليس فقط في هذه المنطقة، بل في العالم أجمع.