ما هي أخلاقيات العمل وكيفية الوصول إليها والالتزام بها؟
من المتعارف عليه والمسلم به بين الجميع، أن لكل مهنة أو وظيفة مجموعة من الأخلاقيات الخاصة بها، ومهما اختلفت المجالات والمهن، ستبقى مجموعة من المعايير والمبادئ الأخلاقية لا يوجد اختلاف عليها وأساسية في أي عمل، أخلاقيات العمل قد لا تكون مدونة أو مكتوبة لكنها موجودة عرفا، والالتزام بها واجب أكيد. فالمرء لا يعيش معزولًا عن البشر ولكنه يعمل مع أناس مثله، وهناك أخلاق تحكم تصرفاته مع زملائه في العمل، وأخلاقيات تخص العمل نفسه.
ما هي أخلاقيات العمل عموما؟
أخلاقيات العمل هي مجموعة من المبادئ والقيم الأخلاقية التي تحكم سلوك الأفراد في بيئة العمل وأثناء أداء مهامهم المهنية، وهذه الأخلاقيات هي المرجع الأساسي للتصرف المقبول أو غير مقبول في مجال العمل، بمعنى آخر، تعرف أخلاقيات العمل المهني أو اخلاقيات المهنة بأنها الضمير الحي للعمل الاحترافي، فلا يقتصر أداء الأعمال على استيفاء الحد الأدنى من مسؤلياتها، بل يعتمد على منظومة الصواب مقابل الخطأ وتأثير هذا الفعل على الفرد والمؤسسة والمجتمع التابع له المنظومة.
ويمكن وصف اخلاقيات المهنة بأنها مجموعة من القواعد والسلوكيات التي تنظم عمل الفرد داخل المؤسسة، بحيث تدرس التبعات الأخلاقية لقرارات خاصة بالفرد ونتائجها على الدوائر المحيطة به.
هل هناك فرق بين الاخلاق وأخلاقيات العمل؟
فاقد الشيء لا يعطيه، لذلك يمكن القول بأن الأخلاق الشخصية وأخلاق العمل بينهما ترابط شديد، لأنالأخلاق المهنية تستمد فعاليتها من الأخلاق الشخصية التي يمتلكها الفرد، ومع هذا فهما ليسا سواء، لأنه الأخلاق الشخصية هي مجموعة الاعتبارات والمبادئ التي يتم غرسها في الفرد من طفولته، ويتم غرس هذه المبادئ من قبل الدائرة المحيطة بالشخص، بداية من حدود الأسرة والعائلة والمدرسة، مرورًا بما يمليه عليه الدين والعرف والمجتمع وتستمر عملية تأثيرها طوال فترة حياته، أما أخلاقيات المهنة فهي المبادئ والإطار الاخلاقي الذي ينظم العمل وآلية التعامل فيه، والتي ليست بالضرورة أن تتوافق مع الاخلاق الشخصية، لكنها ملزمة للجميع، ونقول إن صاحب الأخلاق الحميدة يمكنه الالتزام ببساطة بكافة الأخلاق المهنية، لأنها بطريقة ما جزء من أخلاقه، أما من لا يملك الخلق الحميد فقد يستطيع "لفترة" مجاراة أخلاقيات العمل، لأسباب مادية على سبيل المثال.
أهم مصادرأخلاق المهنة والعمل
كما قلنا إن أخلاق العمل هي مجموعة من القواعد والمبادئ المتعارف عليها والواجب الالتزام بها في بيئة العمل، لكن من أين تستمد أخلاقيات العمل؟
تستمد أخلاق العمل من العرف والقيم السائدة في المجتمع، فهو عامل مؤثر في تحديد الأخلاقيات المهنية، أيضا لكل شركة مجموعة من القواعد والسياسات التنظيمية التي تنظم سير عملها وآلية التعامل بين الأفراد داخليا وبين العملاء الخارجيين. كما يمثل الدين أهم العناصر المؤثرة في تشكيل المنظومة الأخلاقية للفرد، وكذلك العقل الجمعي للمجتمع. أيضا يلعب القانون دور محوري في إلتزام الأفراد بالمنظومة الأخلاقية المتاحة، فقد لا يهتم أحدهم بالعرف أو التقاليد، وقد يتجاهل تعاليم دينه، لكنه سيخشى العقوبة القانونية.
مبادئ أخلاقيات المهنة والعمل وأساسيات أخلاق العمل
هناك بعض القواعد والأخلاق الأساسية في أي عمل، مثل الالتزام بالوقت، الالتزام بالإنتاج، عدم التذمر، العمل تحت أي ظروف، تنفيذ العمل كما ينبغي. كما أن هناك مجموعة من المبادئ والقواعد المشتركة التي تنظم الممارسات داخل منظومة العمل، وهي كالتالي:
-
الشفافية
يجب على الموظف أن يتحلى بالشفافية الكاملة قولًا وعملًا، فلا يجب أن تحتوى تصريحاته على كلمات متعددة التأويل أو تحتوى على أى تصريحات أو إيحاءات خفية. وأن يساعد زملاء المهنة أو العملاء بما يمتلكه من صلاحيات في حدود المشروع له.
-
عدم التحيز
ونعني هنا أن ألا يتصرف الموظف أو العامل بناء على تحيز شخصى بداخله، ويجب أن يبعد خلافاته الشخصية مع الزملاء داخل مكان العمل، وألا يستخدم صلاحياته في الإضرار بهم.
-
عدم التجاوز
هناك مجموعة من القواعد المتفق عليها فيما يتعلق بالتعامل مع النساء، فلا يجوز أن يمنح الذكور الحق لأنفسهم بالتعدي على المساحات الخاصة بالنساء أو التصرفبشكل غير لائق، كما لا يجب أن يمنح الموظف لنفسه أيضًا حق التجاوز مع العملاء باختلاف جنسهم. أو تجاوز حقوق المؤسسة عليه، مثل استغلال مكانته أو إفشاء الأسرار أو قبول الرشاوى وغيرها من التجاوزات.
كيفية الوصول إلى أخلاقيات العمل
الموضوع يحتاج لتدريب قد يستمر فترة من الزمن خلال بيئة العمل، وذلك من خلال العديد من الأمر مثل:
بناء العادات: لأنه العادات هي من أهم أخلاقيات العمل وترسيخها في النفس من خلال بناء العادة في نفوسنا.
تنفيذ العادات: المرحلة الثانية وهي تطبيق العادات الصحية في النفس وبناء عادة صحية تظهر من خلال أخلاقيات الشخص في أثناء العمل.
المثابرة على العادة: تنفيذ العادة يحتاج للالتزام الشديد بكافة الأخلاق سواء كانت الأخلاق الشخصية أو الأخلاق المهنية، وذلك من خلال تدريب نفسك على القيام بكافة المهام والأخلاقيات التي تقوم بها في يومك أثناء العمل.
وأخيرا نقول إن كل إناء بالذي فيه ينضح، فإن الالتزام الأخلاقي الشخصي، وبالتعاليم الدينية، والسير على النهج التربوي الأسري وفقا للعادات والتقاليد المجتمعية، سينتج موظفا وعاملا متميزا ومتمسكا بأخلاقيات العمل والمهنة.