خاص "هي": بطلات إماراتيات في الرياضة.. نعم لتحطيم الحواجز وتحقيق أعلى الطموحات
في زمن تواصل فيه النساء العربيات إعادة تعريف القواعد وكسر الحواجز، يقف عالم الرياضة كشاهد قوي على قوتهنّ وعزيمتهن الصلبة. في قلب الإمارات العربية المتحدة، حيث لا حدود لطموحات المرأة وأحلامها، برزت مجموعة من النساء الرياضيات المميزات، مثّلن بلادهنّ في أكبر بطولة عربية لرياضة السيدات، "دورة الألعاب للأندية العربية للسيدات 2024"، التي استضافتها إمارة الشارقة الشهر الفائت. فمن خلال تفانيهنّ المتواصل وشغفهنّ الصلب، تتحدّى كل من فاطمة البلوشي، حوراء العجمي، ياسمين تهلك، روضة الروباري، نورة المازمي وفجر المرزوقي، الصورة النمطية للمرأة في عالم الرياضة في العالم العربي، ليلعبن دوراً جوهرياً لرسم طريق أكثر شمولًا وتنوّعًا للمشهد الرياضي في المنطقة، وتحقيق إنجازات، تكون مصدر إلهام للأجيال القادمة.
ياسمين تهلك
إحدى المشاركات في البطولة العربية للســــيــــــدات، لاعبة متألـــقــــــة في ريــــاضـــــــة الرماية، التي تعتمد على الدقة والتركيز والهدوء. تبلغ ياسمين تهلك من العمر 28 سنة، وتجمع بين العمل والدراسة والرياضة. تعمل ياسمين في البنك، وتدرس الماجستير في العلاقات الدولية، إلى جانب ممارسة الرماية. وتقول في هذا الإطار: "أذهب للعمل وأدرس، أتمرن بين ساعتين وثلاث ساعات في المساء، لمدة ستة أيام في الأسبوع. بدأت في ممارسة الرماية في عمر 14 سنة، وبعدها تمرنت لمدة ثلاث سنوات، ثم توقفت لمدة ست ســـــــــنوات، وهذا ما أراه من أكــــــبر أخطائي التي ارتكبتها في حياتي".
وتوجّه ياسمين رسالة بشكل خاص للفتيات الصغيرات، اللاتي يرغبن في ممارسة الرماية أو أي رياضة أخرى، حيث تقول: "رياضة الرماية تحتاج إلى الصبر والانضباط والتركيز، وإذا كنت تحبين هذه الرياضة فيجب ألاّ تتوقفي عن ممارستها أبداً، الرياضة تمنحك الثقة بنفسك والقدرة على التغلب على التحديات، وتجعلك تتعلمين الكثير من الأشياء الجميلة في الحياة".
فاطمة البلوشي
فاطمة علي حسن البلوشي، لاعبة ألعاب قوى نادي سيدات الشارقة ومنتخب الإمارات لألعاب القوى، التي خاضت منافسات الجري السريع في مسافات 100 و200 متر. فاطمة، التي تبلغ من العمر 22 سنة، تجمع بين حياتها المهنية وحياتها الرياضية بنجاح، وتقول: "من المهم أن أوازن بين الشيئين، لأني لست متفرغة للرياضة، لذلك فإنني أتدرب كل يوم ثلاث ساعات على الأقل، وإذا كنت في المعسكر أتدرب صباحاً ومساء".
فاطمة بدأت مشوارها الرياضي قبل ثلاث سنوات، وكانت تلعب كرة اليد والرجبي قبل أن تنتقل إلى ألعاب القوى. وتقول: "دخلت ألعاب القوى لأني تأثرت بصديقاتي، ورغبت في منافستهن، وهذا ما حصل، فأنا أحب الألعاب الفردية، لأني أركز فيها على استثمار كامل قدراتي، بينما الألعاب الجماعية تعتمد على استثمار التعاون، ومع أن التعاون شيء جيد وممتع، ولكني رغبت أن أكتشف قدراتي الكاملة، وأن أثبت أنني قادرة على النهوض بهذه القدرات لتحقيق التميز الشخصي على المستوى الرياضي".
يُذكر أنّ فاطمة تحمل في جعبتها ميدالية على مستوى الخليج، ورقم الدولة في 100 و200 متر، وحول ما يميز رياضة ألعاب القوى، تقول فاطمة: "أنصح الفتيات بأن يجربن ألعاب القوى لأنها متنوعة، ويمكن لهن من خلال أي نوع من تلك الألعاب أن يحققن التميز".
روضة الروباري
ومن اللاعبات اللاتي مثلن الإمارات في هذه الدورة، روضة محمد الروباري، لاعبة نادي الشارقة للمرأة، وكابتن فريق السلة. روضة تعشق الضجيج الذي تخلقه منافسات كرة السلة، والمودة الكبيرة التي تنشأ بين لاعبات الفريق الواحد فيها. وتقول: "السلة رياضة تحتاج إلى تواصل وتفاهم وتعاون بين اللاعبات، وهذا يجعلنا أكثر قرباً وصداقة وتآزراً. نحن نشجع ونساند بعضنا، والرياضة تجعلنا نشعر بالحيوية والنشاط والبهجة، وأنا من الناس الذين يحبون العمل الجماعي أكثر من الفردي، حتى في مجال عملي.
بدأت روضة (25 عاماً) ممارسة كرة السلة في عام 2010، وهي تثني على الدعم الذي تتلقاه من النادي والمؤسسة والاتحاد؛ إذ تقول: "نتدرب بجد وبانتظام، ونحاول تطوير مهاراتنا وتحسين أدائنا، ونلعب بروح الفريق، ونحترم خصومنا، ونلتزم بالقواعد. نحن نتلقى دعماً كبيراً من نادي الشارقة للمرأة، ومؤسسة الشارقة لرياضة المرأة، واتحاد كرة السلة، وهذا يعطينا الثقة والحافز للمضي قدماً".
حوراء العجمي
تمارس حوراء العجمي ذات الـ28 سنة "الكاراتيه" منذ عام 2010، دخلتها بالمصادفة، قائلة: "أعجبتني لأنها تنمي في الشخص مهارات الدفاع عن النفس، وهذا شيء مهم في حياتنا. ومع أنني مارست الرياضة في البداية من باب التجربة وبالمصادفة، إلا أنني بعد مزاولة الكاراتيه تعرّفت إلى نفسي، وحققت ميداليات وتطورت شخصيتي، وجعلتني الرياضة أثق بقدراتي، ومنحتني القوة لمواجهة الصعاب وتحديات الحياة".
حوراء تؤكد أن رياضة الكاراتيه زرعت في نفسها الانضباط واحترام الآخرين، وهذا ينعكس على حياتها الشخصية والمهنية. حيث تقول: "اللاعب الذي يعتاد أن يكون ملتزماً في حياته، وضابطاً لأوقاته هو الذي ينجح في المجال الرياضي؛ فالرياضة والحياة يتفاعلان في الرياضية.
حوراء تنفي أن تكون قد شعرت بالرغبة في الاعتزال. وتقول: "أعتقد أن الوقت مبكر، وأن لدي المزيد من الطاقة لإنجاز المزيد والمزيد من النجاحات. طالما أنني قادرة على العطاء فلن أفكر في الاعتزال. كل رياضي لديه صعوبات عليه أن يجتازها، والرياضة تساعد الإنسان على اجتيازها، وخاصة الكاراتيه".
نورة المازمي
تجربة مختلفة تلك التي تحدثنا عنها نورة حسن المازمي، (25 عاماً) التي تلعب في نادي الشارقة الرياضي للمرأة، وفي الوقت نفسه هي طالبة ماجستير في جامعة الشارقة كلية الاتصال، وموظفة، فهي تلعب تنس الطاولة منذ عام 2011، وتحب هذه الرياضة لأنها تنمي فيها أشياء كثيرة. تقول: " تتميّز تنس الطاولة بحركة بصرية، وحركة جسدية بآن معاً، وتنمّي لدى اللاعب التركيز البصري والحركي".
نورة حققت إنجازات عديدة في تنس الطاولة على المستوى الخليجي والعربي والآسيوي، وهي تقول: "تنس الطاولة نمت في نفسي أشياء كثيرة، قبلها كنت ألعب شطرنج، لكن عندما بدأت تنس الطاولة أحسست بأني قادرة على الإبداع فيها، حتى أصبحت عالمي الذي أشعر فيه بنفسي ونجاحي".
فجر المرزوقي
ومع استعدادها لارتداء ملابس رياضة المبارزة، تحدثت فجر عبد الله المرزوقي، ذات الـ21 من العمر، والتي تلعب في نادي الشارقة الرياضي للمرأة وفي نفس الوقت هي طالبة في السنة الرابعة في جامعة الشارقة، تخصص نظم معلومات الأعمال. بدأت فجر ممارسة المبارزة في عام 2015، بعد أن شاركت في أولمبياد المدرسية. تقول: "المدرسة كانت البيئة الأولى التي زرعت في نفسي بذور حب المبارزة، وهي شجعتني لممارستها المبارزة، وأعطتني الفرصة للتدريب والمشاركة في المسابقات".
فجر تمتلك موهبة وشغفاً بالمبارزة، وحققت نتائج مشرفة في هذه الرياضة، وهي تقول: "المبارزة رياضة تحتاج إلى السرعة والمهارة والتكتيك، وهذا يجعلني أتحدى نفسي وأطور قدراتي باستمرار، وقد حققت نتائج مشرفة وأتطلع للمزيد".