رحلة إبداع في عالم الضيافة والعلاقات العامة.. رويدا أبيلا نورذن لـ"هي": لا تدعي الشكوك تعيقك
في عالم يزخر بالتحديات والفرص، تبرز قصة "رويدا أبيلا نورذن" مثالا يحتذى به في الإبداع والتميز. بخبرة تمتد على مدى أكثر من عشرين عاما في صناعة الفندقة والضيافة الفاخرة، تمكنت "رويدا" من نقل تجربتها الغنية إلى عالم العلاقات العامة، مؤسسةً شركة JRN CONSULTANCY، وهي وكالة علاقات عامة رائدة تتميز بفهمها العميق لديناميكيات السوق، وقدرتها على تقديم حلول مبتكرة ومتكاملة. في هذا الحوار، نغوص مع "رويدا" في أعماق رحلتها المهنية، ونكتشف الدروس والأفكار القيّمة التي جعلت منها اسما محترما في صناعة شديدة التنافس. من خلال التركيز على الجودة، والابتكار، والتزامها الراسخ بالقيم، تشاركنا "رويدا" أسرار النجاح وكيفية بناء علامة تجارية ناجحة ترتقي بمعايير الضيافة والعلاقات العامة إلى آفاق جديدة.
قصتك الملهمة تبلورت على مدى عشرين عاما من الطموح اللامحدود والنجاح اللافت في عالم الأعمال. شغفك بالسفر وأنماط الحياة المختلفة عزز إصرارك على دخول هذا المجال وتأسيس شركتك JRN CONSULTANCY للعلاقات العامة. حدثينا أكثر عن رحلتك.
كانت رحلة مليئة بالتحديات والإنجازات. أصولي ليبيّة، وأنا اليوم أم لأربعة أطفال. بدأت مسيرتي الأكاديمية والمهنية في ماليزيا، قبل أن أعود إلى ليبيا، وأنخرط بالصدفة في مجال الفندقة، الذي فتح لي أبواب العمل في عدة دول في أوروبا وآسيا والخليج العربي، إلى أن استقر بي المقام في دبي. خلال الجائحة، قررت تغيير مساري المهني وإطلاق وكالتي الخاصة JRN CONSULTANCY التي تجمع خبرات سنين في قطاع الضيافة الفاخرة وغيرها. ولأنني أعتبر دعم المرأة وتمكينها أحد أهم أهدافي، أسست فريق عمل من نساء يعملن أربعة أيام أسبوعيا لضمان تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية.
ارتبط اسمك بالنجاح والتميز في مجال الأعمال، وخصوصا في قــطـــاع العـــلاقـــــات العامة والضيافة. لكن ماذا عن التحديات؟ لا بد من أنك واجهت صعوبات في مشوارك، وخــاصة في الانتـــقـــــال من الــعـــمـــل في العــــلاقــــــات الــعـــامـة إلى تأسيس شركتك الخاصة.
التحديات جزء لا يتجزأ من مسيرة أي رائد أعمال. بالنسبة لي، كان عليّ التغلب على الخوف والشك في القدرات الذاتية، لأتمكن من الخطوة الأولى. أسستُ شركة JRN CONSULTANCY، وبدأت أجني ثمار ذلك بسرعة، ونلت جوائز تقديرية على مستوى المنطقة. كان دعم زوجي حاسما في هذه المرحلة، فهو السند والمحفز الدائم لي. كان لإيمانه بي وتشجيعه الأثر البالغ في إقدامي على هذه الخطوة الجريئة.
عملت لأكثر من عشرين عاما في مجال الضيافة الفاخرة والسفر. كيف أسهمت هذه الخبرة في تأسيس نجاحك الحالي؟
العمل في قطاع الضيافة الفاخرة مليء بالتجارب الغنية والمعرفة التي لا تقدر بثمن. تلك السنوات الطويلة منحتني فهما عميقا لتوقعات العملاء وأهمية الخدمة المتميزة. هذا الإدراك للتفاصيل الدقيقة والحرص على تقديم تجارب لا تُنسى هو ما شكّل الأساس الذي بُنيت عليه شركتي.
كيف استفدت من خبرتك في الفندقة لتعزيز علامتك التجارية في مجال العلاقات العامة؟
في الفندقة، كل التفاصيل مهمة لتحقيق النجاح، وهذا ما نقلته إلى عالم العلاقات العامة. السمعة الطيبة وبناء العلاقات وفهم السوق هي ركائز أساسية اكتسبتها من خلال خبرتي السابقة، وهي ما يميز JRN CONSULTANCY اليوم في السوق.
ما الذي يجعل الخدمة في قطاع الضيافة الفاخرة فريدة؟ وكيف دمجت ذلك في فلسفة شركتك؟
الضيافة الفاخرة تعتمد على التميز والتفرد، وهذا يعني تقديم خدمات لا مثيل لها تتجاوز توقعات الضيوف. في JRN، نتبع المبادئ نفسها، حيث نسعى إلى أن نقدم لعملائنا تجارب علاقات عامة تتسم بالخصوصية والتفرد، مع التركيز على الجودة والابتكار.
كيف تحافظين على معايير الجودة والتميز في الخدمات التي تقدمها شركتك، وخاصة في مجال يتسم بالتنافسية الشديدة مثل العلاقات العامة؟
الحفاظ على معايير الجودة يبدأ من ثقافة الشركة نفسها. نحن نؤمن بأهمية الابتكار والتطوير المستمر، ونضع معايير عالية لأنفسنا وللخدمات التي نقدمها. الشفافية، والتواصل الفعّال، والتفاني في العمل هي مبادئ أساسية نتبعها في JRN. ولكن، ما يميزنا حقا هو انتقاؤنا للعملاء والمشاريع التي نقبلها. نحن لا نُدفع بالمقام الأول بالعوائد المالية، بل بالشغف والرغبة في إحداث فارق حقيقي في عالم العلاقات العامة. نختار العمل مع عملاء يشاركوننا رؤيتنا وقيمنا، ونؤمن بأن هذا التوافق الأساسي ينشئ شراكات مثمرة ودائمة. هذا النهج يسمح لنا بتقديم خدمات ذات جودة عالية تعود بالفائدة على عملائنا، وتعزز مكانتنا في السوق كوكالة رائدة تضع الجودة والتميز فوق كل اعتبار.
مع مثل هذا النهج الانتقائي، كيف تواجهين تحديات السوق وتحافظين على استمرارية شركتك ونموها؟
الحفاظ على نهجنا الانتقائي يتطلب منا أن نكون دائما في طليعة الابتكار والتميز في مجالنا. نحن نستثمر بشكل كبير في تطوير فريقنا وفي تقنيات واستراتيجيات جديدة تمكننا من تقديم قيمة أكبر لعملائنا. إضافة إلى ذلك، نحن نركز على بناء علاقات طويلة الأمد مع عملائنا، وهو ما يضمن لنا قاعدة مستقرة ومتنامية من العملاء المخلصين الذين يقدرون جودة الخدمة التي نقدمها. واحدة من ميزاتنا الفريدة في JRN CONSULTANCY هي أن فريقنا يتكون من محترفين سابقين في مجال الفندقة، وهذا ما يمنحنا فهما عميقا وحقيقيا للصناعة. فلا نقدم خدمات العلاقات العامة التقليدية فحسب، بل نتعمق في فهم ديناميكيات الفنادق والضيافة بشكل شامل. هذا الفهم يسمح لنا بتقديم استشارات وحلول مصممة خصيصا وتلبي الاحتياجات الفريدة لكل عميل. نحن نعلم تماما التحديات التي يواجهها عملاؤنا، ونقدم لهم الدعم الذي يحتاجون إليه للتميز في سوق تنافسي. الخبرة العميقة في مجال الفندقة تعتبر من أهم ما يميزنا، وتجعلنا لا نقتصر على العلاقات العامة بمعناها التقليدي، بل نمتد لنشمل كافة الجوانب، مثل تحليل الاتجاهات السوقية وتقديم توصيات استراتيجية تستند إلى بيانات دقيقة وتجارب عملية. ونفهم الجوانب المعقدة لإدارة العلامات التجارية في الضيافة، وهذه الخبرة تمكننا من الذهاب إلى ما وراء مجرد نشر البيانات الصحفية وتنظيم الفعاليات، لنصبح شركاء استراتيجيين يسهمون بشكل فعال في نمو علاماتنا التجارية الشريكة وتطورها. التزامنا بالتميز وفهمنا العميق للصناعة يجعلاننا قادرين على تقديم نصائح قيّمة تتعلق بكيفية التواصل مع الجماهير المستهدفة، وتعزيز الحضور الرقمي، وإدارة التحديات التي تواجه الصناعة بشكل يومي. نحن لا نقدم فقط حلولا للتحديات الحالية، بل نعمل أيضا على توقع التحديات المستقبلية وإعداد عملائنا لمواجهتها بنجاح. باختصار، إن JRN CONSULTANCY ليست مجرد وكالة علاقات عامة، بل هي شريك استراتيجي يجمع بين الخبرة العملية الواسعة في مجال الضيافة والفهم العميق لديناميكيات السوق، وهو ما يمكّننا من تقديم حلول متكاملة تسهم في تعزيز مكانة عملائنا في السوق ودعم نموهم المستدام.
في مسيرتك، ما هي أصعب اللحظات التي واجهتها لكونك امرأة؟
كوني امرأة طموحة وعنيدة، كان التحدي الأكبر كسر الصور النمطية والتغلب على العقبات التقليدية. لم أقبل يوما بالاستسلام لكلمة "مستحيل"، وهذا الإصرار كان له نصيب في الصعوبات التي واجهتها، لكنه أيضا أسهم بشكل كبير في تحقيق النجاح الذي أنا عليه الآن.
هل تعتقدين أن نجاح المرأة في عالم الأعمال يُعد استثناء؟ وهل يجب عليها بذل جهد مضاعف؟
لقد أثبتت النساء قدرتهن على النجاح في كل المجالات، ولكن من المهم الإشارة إلى أن المرأة غالبا ما تحتاج إلى إثبات نفسها أكثر من الرجل. في شركة JRN CONSULTANCY، حرصت على إنشاء بيئة تدعم النساء، وهو ما يتيح لهن تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية، وهذا يُعد جزءا من ثقافة الشركة، ويعزز الإنتاجية والإبداع.
هل يمثل تركيزك على دعم النساء تحيزا ناتجا عن تجارب شخصية؟
ليس تحيزا بقدر ما هو سعي لتحقيق المساواة. على مدى عقود، لاحظتُ ندرة وجود النساء في المناصب القيادية، وخاصة في قطاعات الفندقة والسياحة. لذا أردت أن أوفر بيئة تشجع النساء على تحقيق طموحاتهن والوصول إلى المناصب التي يستحققنها.
ما نصيحتك لكل امرأة تطمح إلى بدء مشروعها الخاص ولكنها مترددة؟
الثقة بالنفس والأحلام المبنية على العلم والدراسة هي أساس النجاح. يجب أن تعي المرأة ما ينقص السوق، وتستغل هذه المعرفة لتقدم شيئا متميزا. لا تدعي الشكوك تعيقك، وكوني دائما مستعدة للمثابرة، ولا تستسلمي أبدا.
كيف تجمعين بين مسؤولياتك المهنية والعائلية؟
التوازن بين الحياة المهنية والشخصية ليس بالأمر اليسير، لكنه ضروري للغاية. يتطلب الأمر مرونة لإدارة الأولويات والحفاظ على الطاقة للاستمتاع باللحظات الشخصية القيمة. قد تطول ساعات العمل في بعض الأيام، ولكن الأهم هو أن تعوضي ذلك بالاستمتاع بأنشطة ترفيهية أخرى.
وأخيرا، ما مقومات النجاح برأيك؟
النجاح يعتمد على الأهداف الشخصية لكل فرد. بالنسبة للبعض، قد يكون النجاح في رؤية أطفالهم ينجحون في حياتهم المهنية، بينما للآخرين قد يكون في تحقيق أهداف مهنية محددة. لكن، العامل المشترك دائما هو وجود رؤية واضحة والعمل الدؤوب لتحقيقها، مع الإيمان بقيمة ما تقومين به، والشغف الذي يدفعك إلى التطور والإبداع في مجالك.