الإمارات تتجه إلى تأجيل سداد أقساط بعض القروض للمتضررين من المنخفض الجوي
في بادرة ولفتة طيبة غير مستغربة، أصدر مصرف الإمارات المركزي، إشعارا إلى البنوك وشركات التمويل كافة، بشأن إمكانية تأجيل سداد أقساط القروض الشخصية وقروض السيارات للعملاء المتضررين من تداعيات الحالة الجوية لمدة 6 أشهر، من دون فرض رسوم أو فائدة أو أرباح إضافية أو زيادة مبلغ أصل القرض على العميل مقابل تأجيل سداد الأقساط.
شركات التأمين مسؤولة عن تعويض خسائر المنخفض الجوي
وذكرت تقارير صحفية متطابقة، أن المصرف المركزي في الإمارات قد أكد على أن الأضرار التي تعرضت لها المركبات والمنازل جراء الأمطار الشديدة نتيجة الحالة الجوية التي شهدتها الإمارات الأسبوع الماضي مغطاة بالتأمين في حال وجود وثيقة تأمين ضد مخاطر الفقد والتلف أو ما يسمى بـ "التأمين الشامل"، وتعد شركات التأمين التي أصدرت تلك الوثائق مسؤولة عن التعويض.
وينطبق الوضع نفسه على المنازل، إذ يحق لأصحاب العقارات من بيوت وبنايات مشمولة بالتأمين تصليح أي أضرار حدثت نتيجة الأمطار أو التقلبات الجوية الأخيرة.
وشهدت الإمارات الأسبوع الماضي هطول أمطار غزيرة بكميات هي الأكبر منذ 75 عاما، أدت إلى فيضانات حاصرت السكان في الطرق والمكاتب والمنازل وخلفت أضرارا جسيمة في المركبات والممتلكات.
وكان المركز الوطني للأرصاد أعلنأن الإمارات شهدت هطول أكبر كميات أمطار منذ بدء تسجيل البيانات المناخية عام 1949، وأشار إلى أنه "جرى تسجيل أعلى كمية أمطار في منطقة خطم الشكلة بالعين، حيث بلغت 254.8 ملم في أقل من 24 ساعة".
وأدت الأمطار إلى إغلاق الطرق الرئيسية في دبي، وطلبت السلطات من موظفي الحكومة والطلاب البقاء في منازلهم من أجل تمكين فرق العمل من تكثيف جهودها لمعالجة تأثير المنخفض الجوي.
هذا واحتدمت نقاشات بين سكان دولة الإمارات حول مطالبات التأمين والمسؤولية عن إصلاحات المنازل والسيارات.
بنوك الإمارات تؤيد مبادرة المصرف المركزي لتأجيل أقساط القروض
من جانبها، قالت صحيفة الإمارات اليوم إن البنوك عقدت، اجتماعات داخلية، لبحث إمكانية تطبيق مبادرة المصرف المركزي، لتخفيف الأعباء عن المتضررين، حيث أبدت إدارات البنوك تعاوناً كبيراً واستعداداً للمشاركة في المبادرة.
وقال مسؤول مصرفي وفقا للصحيفة ذاتها، إن تأجيل أقساط السيارات أمر سهل التطبيق بالاستناد إلى تقارير الأجهزة الشرطية على مستوى إمارات الدولة، لكن في ما يخص تأجيل أقساط القروض الشخصية، لا توجد مستندات يمكن الاعتماد عليها كلياً لتمييز المتضرر، من غير المتضرر، لذا تتجه معظم البنوك إلى الموافقة على طلبات التأجيل ما بين شهر وثلاثة أشهر، على أن يكون تأجيل الشهر الأول دون شروط، لكن إذا طلب العميل شهرين أو ثلاثة، سيكون عليه تقديم ما يفيد بتضرر منزله أو تعرّضه وأسرته لأضرار مباشرة، وهذه الحالات سيتم تحديد المطلوب لإثباتها لاحقاً.
وأضاف المصدر أن مبادرة المصرف المركزي اختيارية للبنوك، لكن هناك التزام أدبي ومجتمعي من قبل القطاع المصرفي للإسهام في التخفيف عن العملاء، والمساعدة في التعافي الكامل من آثار الضرر الذي تسببت فيه الأمطار، لافتاً إلى أن فترة تأجيل ستة أشهر، هي الحد الأقصى المسموح في قرار المركزي، لكن لا ينتظر أن يحتاج العملاء إلى تأجيل كل هذه الفترة، بمعنى أن إدارات البنوك ستراعي حتماً إجراء توازن بين مصالح العملاء المتضررين ومصالح المساهمين والمودعين.
وقال المصدر نقلا عن الإمارات اليوم، أنه ومنذ صدور تعميم المصرف المركزي في الإمارات، هناك إقبال كبير من جانب العملاء بالاتصال بمراكز خدمة العملاء، للاستفسار عن التأجيل وتقديم طلبات، لكن الصورة المكتملة للتطبيق ستضح خلال الأيام القليلة القادمة، مشيراً إلى أنه يتوقع أن يشمل التأجيل أقساط الشهر الجاري وفقاً لطلب كل عميل.
مطار دبي الدولي يعود للخدمة بكامل طاقته
على صعيد آخر، نجحت مؤسسة مطارات دبي في إعادة العمليات التشغيلية في مطار دبي الدولي (DXB) إلى وضعها الطبيعي، بعد الجهود الحثيثة التي بُذلت للتعامل مع تداعيات هطول الأمطار الغزيرة التي شهدتها الدولة، والتي تُعدّ الأشد غزارة منذ 75 عاماً.
وأكد الرئيس التنفيذي لمطارات دبي، بول غريفيث، أن مطارات دبي تمكنت من إعادة جدولة الرحلات في مطار دبي الدولي إلى مساره الطبيعي بشكل أسرع من الخطة الزمنية الموضوعة مسبقاً، حيث يعمل المطار حالياً بمعدل 1400 رحلة جوية يومياً، وقال إنه مع خلو الطرق المؤدية إلى المطار ومحيطه بالكامل من تراكمات المياه، عادت جميع مرافقنا وقوتنا العاملة والخدمات اللوجستية للعمل بشكل طبيعي مرة أخرى وبكامل طاقتها. لقد واجهنا تحديات كبيرة جرّاء هطول الأمطار الغزيرة، حيث تم إلغاء 2155 رحلة، وتحويل مسار 115 رحلة أخرى. لكن بفضل جهودنا الدؤوبة وتعاوننا الوثيق مع شركائنا، تمكنا من إعادة جدولة الرحلات، وتعزيز القوى العاملة، وتقديم المساعدة لجميع المسافرين المتضررين من إلغاء الرحلات أو التأخيرات، لضمان راحة المسافرين وسلامتهم.
كما وأشاد غريفيث بروح الفريق الواحد التي سادت مجتمع مطار دبي الدولي، بمن في ذلك موظفو مطارات دبي والشركاء من شركات الطيران والوكالات الحكومية وشركاء الخدمات. وقال:شهدنا ظروفاً جوية استثنائية، وقد عمل موظفونا وشركاؤنا بلا كلل لإبقاء العمليات جارية قدر الإمكان ومساعدة المسافرين. ونودّ أن نتقدم بالشكر الجزيل لجميع من أسهم في إعادة الأمور إلى طبيعتها بسرعة وكفاءة.