خاص بـ "هي": الرئيسة التنفيذية لجمعية الحرف المهنية "مشاعل الفقيه" ورحلتها المتميزة في دمج الفن مع إدارة الأعمال
تعتبر رحلة رائدة الأعمال وفنانة التطريز السعودية "مشاعل الفقيه" والتي تشغل حاليا منصب الرئيسة التنفيذية لجمعية الحرف المهنية، تحت إشراف المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي ووزارة الثقافة، رحلة متميزة فريدة من نوعها، جعلتها إحدى النماذج السعودية المُشرفة.. فلقد كان شغفها بالفن والألوان بشكل عام والتطريز بشكل خاص هو بداية مسيرتها المهنية كفنانة، بينما كان نشر الوعي فيما يخص طبيعة عمل التطريز والأعمال اليدوية ككل، وتعريف الناس بأهميتها، وتسليط الضوء على المواهب الإبداعية السعودية في هذه المجالات، من أساسيات إهتمامها، فدمجت الفن مع إدارة الأعمال، وأصبحت جزءً من التجربة الفنية في المملكة العربية السعودية، خاصة من خلال منصبها كرئيس تنفيذي لجمعية الحرف المهنية.. رحلة مليئة بالعديد من التحديات والأعمال نحو تحقيق الطموح المستقبلي اللامحدود في ظل رؤية المملكة 2030.. فلنتعرف على رحلة رائدة الأعمال وفنانة التطريز السعودية "مشاعل الفقيه"، من خلال هذا الحوار الخاص الشيَق والممتع معها:
حدثينا عن مسيرتكِ المهنية كفنانة.
منذ صغري وأنا مهتمة بالفن والألوان، والتطريز بشكل خاص، بعد أن تلقيت هذا الفن في السن العاشرة، من والدتي في المنزل، حيث ابتدأ الشغف بألوان الخيوط والخرز والتصميم يلهمني، لأبدأ مسيرتي المهنية كفنانة تطريز، حيث حرصت على عرض القطع المطرزة، ليس فقط على المنازل والاكسسوارات المنزلية، بل كلوح فنية تعرض في المعارض المختلفة، وشاركت في عدة معارض محلية وعالمية منها معرض أثر، معرض حافظ، الأسبوع السعودي للتصميم، والعديد من المعارض العالمية في لندن ونيويورك.
كيف بدأت رحلتكِ المتميزة في دمج الفن مع ادارة الأعمال؟
كان من أساسيات اهتمامي نشر الوعي فيما يخص طبيعة عمل التطريز والأعمال اليدوية ككل، من جهد ووقت مبذول، وتعريف الناس بأهميته، وتسليط الضوء على المواهب السعودية في المجال.. ومن هنا ابتدأت رحلة دمج الفن مع ادارة الأعمال. فأنشأت عدة مشاريع، منها مؤسسة "تكملة" وهي مؤسسة توفر قطع للاكسسوارات المنزلية وأزياء، مصنوعة يدوياً بأيادي سعودية، هدفها الاستدامة وإعادة تدوير الأقمشة، ورفع مستوى المنتجات المحلية اليدوية.
وشاركت في العديد من الإقامات الفنية، وأقمت ورش عمل تدريبية، انبثق منها العديد من التعاونات مع جهات مختلفة، آخرها كان التعاون مع متجر مؤسسة بينالي الدرعية، لعمل مجموعة مع "تكملة" خاصة للبينالي تحت عنوان "مابعد الغيث".
ماهي تفاصيل المجموعة التي شاركتم بها في متجر مؤسسة بينالي الدرعية؟
عمل فريق "تكملة" على تصميم وعرض الأفكار في المنتجات التي تعكس روح الدرعية، والتطريز عليها يدوياً من قبلي وفريقي من الحرفيين منهم الحرفية "هالة الغامدي".
وتضمنت المجموعة عدة منتجات منها مفارش للطاولات، لوح مطرزة يدوياً، حقائب بتصاميم مختلفة مستلهمة من الدرعية والتراث السعودي بتصميم معاصر.
مشاركة "تكملة" في بينالي الدرعية إضافةً نفتخر بها ومواءمة مع أهدافنا الحالية في دعم المهنة الحرفية والإبتكار في التصميم.
حدثينا عن دوركِ كرئيس تنفيذي لجمعية الحرف المهنية.
امتلأت رحلتي بالعديد من التحديات والأعمال التي تجمع بين الحرف اليدوية، الفن وريادة الأعمال، ودعم الحرفيين في جميع المجالات وضمان حقوقهم، وهذا يمثل دوري كرئيس تنفيذي لجمعية الحرف المهنية، حيث تركز أهداف الجمعية على حفظ التراث الوطني وتعزيز الإبداع وتمكين الحرفيين المهنيين في مجالاتهم المختلفة.. ونحن نعيش في المملكة العربية السعودية مرحلة مهمة وجوهرية لنشر الوعي عن جميع القطاعات الثقافية، وتعريف المجتمع بالمهنيين والمبدعين الذين يعملون بشكل مكثف الآن من أجل تحقيق الأهداف المرجوة لرؤية المملكة 2030 ودفعها إلى المستقبل الواعد بشبابها وبناتها بإذن الله.
كيف تقيمين المشهد السعودي الفني خلال السنوات الأخيرة؟ وما هي تطلعاتكِ المستقبلية حول ذلك؟
أرى في المشهد السعودي الفني الفترة الأخيرة الكثير من الإبداع والتطور في التعبير الفني، أقصد بذلك قدرة الفنان على استخدام أساليبه الخاصة لعمل عمل فريد ونابع من تجربته، عوضاً عن تكرار الأفكار للحصول على إعجاب الجمهور العام.
منذ أن بدأت رحلتي الفنية عام 2012 م كانت بداية إنشاء المعارض وورش العمل في المملكة والتوجه الثقافي الفني كاد شعلة بسيطة.. الآن هذه الشعلة أصبحت بريق متوهج لايمكن تجاهله وتنوعت وسائط الفن وتثقف المجتمع والمتلقيين أكثر، وهذا مانحتاجه لبناء بيئة إبداعية واعدة.
نحن في عصر تمكين المرأة وفق رؤية المملكة 2030 .. كيف تقيمين وضع المرأة السعودية حاليا، وماهي رسالتكِ لكل سعودية طموحة تمتلك شغفا في هذا المجال وغيره من المجالات؟
أنا فخورة بكوني محاطة بأمثلة عديدة من النساء الملهمات، اللاتي يوازن بين عدة مسؤوليات.. رائدات أعمال ومبدعات وأمهات.. ورؤية الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- تخدم هذا الشغف المتواجد في طبيعتنا كنساء سعوديات بلا شك، وتدعمنا للمضي قدماً وتوسيع المدارك.
ماهي طموحاتكِ المستقبلية؟
أطمح أن أوسع أعمالي الفنية، ومؤسسة "تكملة" لتضم جزء أكبر من المنتجات والتعاونات المحققة مع الجهات المختلفة.
وأن أمكّن الحرفيين، والأعمال اليدوية بشكل يدفعهم للإبداع، وبالتالي التفرغ لهذه الموهبة الفريدة، ودمجها مع الجهود القائمة من قبل الجهات الداعمة ذات المصلحة في المملكة العربية السعودية وجعلهم جزء لا يتجزأ من سلسلة القيم في المجتمع.
كلمة أخيرة...
أفخر بكوني جزء من التجربة الفنية في المملكة العربية السعودية، ولعل الله يستخدمني لخدمة المبدعين والمبدعات في بلادي وأن يكون أثرهم إضافة تنمي مداركهم ومدارك المتلقيين.