في يوم المرأة الإماراتية "هي" تلتقي رائدات متميزات.. العنود الهاشمي: أطمح من خلال مسؤولياتي في "دبي القابضة للترفيه" في تمكين جميع النساء من حولي
باتت المرأة الإماراتية عنوانًا أكيدًا للنجاح والتميز في مختلف المجالات، فتمكين المرأة ليس مجرد شعار في الإمارات العربية المتحدة بل واقع ملموس خطِّط له منذ سنوات بمبادرات عديدة أثمرت نتائج مبهرة في ميادين مختلفة. وللاحتفاء بإنجازات المرأة الإماراتية وإيمانًا بقدراتها الكبيرة يحل 28 أغسطس ليشكل موعدًا ثابتًا للتذكير بهذه الثوابت.
وبهذه المناسبة تخصص "هي" لقاءات متميزة مع نخبة من الرائدات الإماراتيات لنضيء عليهنّ وعلى مسيرتهنّ الحافلة بالإنجازات، حيث التقينا العنود الهاشمي، نائب الرئيس للثقافة المؤسسية والاستدامة في شركة دبي القابضة للترفيه. حاولنا معها اختصار رحلة عملية مليئة بالتنوع وقد تحدثنا عن التحديات والإنجازات والفرص والطموحات إلى جانب تطور دور المرأة الإماراتية خلال السنوات المقبلة...
هل لكِ أن تلخصي لنا أبرز إنجازاتكِ خلال مسيرتك المهنية والكيفية التي وصلتِ بها إلى منصبكِ الحالي كنائب الرئيس للثقافة المؤسسية والاستدامة في شركة دبي القابضة للترفيه؟
مسيرتي المهنية كانت حافلة بالتنوع والتحديات التي استطعت من خلالها تحقيق العديد من الإنجازات التي قادتني في النهاية إلى ما أنا عليه الأن كنائب الرئيس للثقافة المؤسسية والاستدامة في شركة دبي القابضة للترفيه، والذي أسعى من خلاله الى التغيير الذي يرسخ معالم جديدة لثقافة مؤسستنا والتأثير على المجتمع بشكل إيجابي، وأشغل في ذات الوقت منصب مستشار استراتيجي للرئيس التنفيذي للشركة، والذي يمكنني بالقيام بدورٍ حيوي في صياغة رؤية الشركة واستراتيجيتها للمستقبل.
لقد كان تركيزي منصباً طوال مسيرتي المهنية الطويلة التي تمتد لنحو عقدين من الزمن في مجال الموارد البشرية، ونحو 16 عاماً في مجموعة دبي القابضة، على تمكين الآخرين لا سيما النساء وذلك من خلال قيادتهن إلى تحقيق طموحاتهن وتقديم الإرشاد اللازم لهن والتعمق في فهم طبيعة الأعمال التي نؤديها في الشركة، إلى جانب مساهمتي في الإشراف على المبادرات الثقافية والمتعلقة بالاستدامة والتأثير.
ما هي اللحظة التي تشعرين بفخرٍ كبير لمشاركتها معنا طوال مسيرتك المهنية؟
لقد كان تواجدي ضمن 17 امرأة إماراتية حصلن على شهادة المديرين المعتمدين المرموقة من برنامج تطوير الإدارة، أحد المحطات التي شعرت فيها بحجم الإنجاز الكبير في مسيرتي، حيث جاء هذا التكريم كثمرة لجهودي الحثيثة التي بذلتها والتزامي ببلوغ أقصى مستويات التميز.
كما تعد مبادرة الشراكة مع "القافلة الوردية" للتوعية و الكشف عن سرطان الثدي وهي المبادرة التي عملت مع فريقي على تنظيمها وهي المبادرة التي وفرت للموظفات والزائرات في العديد من وجهاتنا الترفيهية التابعة لدبي القابضة للترفيه، إمكانية الوصول المجاني إلى اختبارات الفحص ذات التكلفة العالية وهو ما يسلط الضوء على التزامي بصحة المرأة ورفاهيتها.
إحدى المبادرات التي أقدرها بشدة هي مبادرة "جلسة مع فرناندو" التي تتيح الفرصة شهرياً لمجموعة متناوبة من الأفراد المُختارين من فرق عمل جميع وجهات دبي القابضة للترفيه للقاء السيد فرناندو إرواا لرئيس التنفيذي لشركة دبي القابضة للترفيه. وقد لاقت هذه المبادرة نجاحاً منقطع النظير بعدما مهدت السبيل لتوفير طريقة وديّة للموظفين لمشاركة أفكارهم ومقترحاتهم الجديدة ورؤاهم. تهدف هذه المبادرة إلى المحافظة على تواصل مباشر بين كل من القيادة وأعضاء الفريق بالإضافة إلى تعزيز دور المرأة في مؤسستنا. وفي هذا الجانب، فإنني أركز على زيادة مشاركة المرأة لضمان إيصال أصواتهن وطرح أفكارهن.
كيف ساهمت البيئة المحفزة للنجاح في دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة في نجاحكِ على المستوى الشخصي؟ وهل يمكنكِ الإشارة إلى مبادرات أو برامج بعينها ساهمت بشكل كبير في الارتقاء بمسيرتكِ المهنية؟
تعد دولة الامارات من الدول الرائدة في تطوير الانسان ومواهبه كما يجد فيها المجتهد الدعم من القيادة والذي ينعكس عليه إيجابا" في مسيرته التعليمية والعملية.
لقد كان التوجيه والإرشاد والدعم الذي لاقيته طوال مسيرتي، السر وراء تطوري المهني وصقل مواهبي وتحقيق الأهداف التي كنتُ أصبو إليها، وقد حالفني الحظ بأن أتواجد خلال فترة تطوري، بين قادةٍ مُلهِمين استطاعوا صقل مهاراتي ومساعدتي على بلوغ غاياتي، والآن فإنني أريد رد ذلك الجميل من خلال إرشاد الآخرين وتوجيههم ومشاركة خبراتي وتقديم النصائح التي تساعدهن على التقدم والنمو وتطوير الذات. وأتبع في جانب الإرشاد والتوجيه، نهجاً يركز على تقديم النقد البنّاء ووضع أهداف واضحة المعالم والتشجيع على مساعدة الآخرين لتمكينهم من تخطي المشاكل والتحديات التي تواجهنا جميعاً والوصول إلى أقصى إمكاناتهم.
ما هي طموحاتكِ وأهدافك المستقبلية في شركة دبي القابضة للترفيه والمراحل التي تليها؟
أطمح من خلال مسؤولياتي الحالية في شركة دبي القابضة للترفيه، في تمكين جميع النساء من حولي وغرس ثقافة الدمج والنمو لتكون جزءاً أصيلاً من نهجنا، وأتطلع إلى قيادة المشاريع المبتكرة التي تتماشى مع رؤيتنا الاستراتيجية والمساهمة بشكلٍ فاعلٍ في تنمية القطاع والمجتمع بشكل عام.
كيف تنظرين لدور المرأة الإماراتية ومساهماتها في قطاعات الترفيه والسياحة خلال مقبل الأعوام؟
تتحمل المرأة الإماراتية حالياً العديد من المسؤوليات الهامة وتشغل العديد من المناصب القيادية المهمة، وقد أثبتت جدارتها في إظهار مهارات قيادية فذة، لذا أتوقع أن تلعب المرأة الإماراتية دوراً أكثر أهمية في المناصب التنفيذية مستقبلاً، لا سيما في قطاعات الترفيه والسياحة. واستناداً إلى ما تحقق من إنجازات، فإنني أرى أن المرأة الإماراتية ستواصل نهجها في تولي المناصب القيادية بكل ثقةٍ وكفاءة لإحداث التغيير المنشود. وفي الوقت الذي تواصل فيه دبي ترسيخ مكانتها وجهةً سياحيةً عالمية، تقوم المرأة الإماراتية بدورٍ محوري في استكمال هذه المسيرة الناجحة وتعزيز الابتكار ورسم المعالم المستقبلية لهذه القطاعات.
تهدف السياسة الوطنية لتمكين المرأة في دولة الإمارات في العام 2023 إلى مشاركة المرأة العادلة والشاملة للتأثير في جميع المجالات، وتعزيز جودة الحياة في المجتمع، لتقدم إطاراً عاماً ومرجعياً وإرشادياً لصناع القرار في مؤسسات الحكومة الاتحادية والمحلية والقطاع الخاص والمجتمع المدني بما يضمن تعزيز جهود تمكين وريادة المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ما هي المشاريع أو المبادرات الحالية التي تقومين عليها والتي تحظى باهتمامٍ خاصٍ من جانبكِ لا سيما ما يتعلق منها بمجالات الاستدامة؟
أتمتع بشغفٍ كبير تجاه مبادرات المسؤولية المجتمعية للشركات والدمج وغيرها من الجوانب، وأشرفتُ في السابق على إطلاق العديد من المبادرات في مختلف الوجهات الترفيهية لدى شركة دبي القابضة للترفيه.
فقد أعلنّا في وقت سابق من العام الجاري، عن تعاونٍ استراتيجي بين كل من "أمسان" وموشنجيت دبي، أكبر متنزه مستوحى من هوليوود على مستوى المنطقة، بهدف تعزيز تجربة زيارة الوجهة الترفيهية للضيوف الصم وضعاف السمع. وهي الشراكة التي تسلط الضوء على المستوى المتقدم الذي بلغناه لتحقيق الشمولية والدمج في قطاع الترفيه، مستهدفين من خلالها إتاحة تجارب المدن الترفيهية لجميع فئات المجتمع.
وتجسيداً لالتزامنا الراسخ بالمسؤولية المجتمعية، استضفنا مؤخراً مجموعة من طلبة مؤسسة الجليلة في ذا جرين بلانيت دبي لاستكشاف "المخيم الصيفي للأطفال" ضمن العديد من البرامج التي وفرناها لهذا الغرض، من بينها زراعة البذور وعروض الدمى والألعاب التفاعلية والفنون والحرف اليدوية وغيرها من الأنشطة التي صُممت لتثقيف الصغار وتعريفهم بأسرار الطبيعة والحيوانات في بيئةٍ علاجية هادئة. كما استقبلنا في ذا جرين بلانيت دبي، مجموعة من أطفال قرية سند من أصحاب الهمم ووفرنا لهم تجربة تعليمية ترفيهية ثرية تعرفوا خلالها على مختلف أنواع النباتات والحيوانات التي تحتضنها الوجهة ضمن بيئة آمنة.
وقد شهد العام 2023 حصول "موشنجيت دبي" و"ذا جرين بلانيت دبي" التابعتين لدبي القابضة للترفيه، على شهادة اعتماد "مركز التوحد المعتمد™" من المجلس الدولي للاعتماد ومعايير التعليم المستمر IBCCES، لتكون أول الحاصلين على هذا الاعتماد الدولي المرموق على مستوى دبي، ضمن فئتي المتنزهات والوجهات الترفيهية الداخلية، وهو إنجاز أفخر به شخصياً. لا يقتصر التزامنا على تقديم تجارب استثنائية لضيوفنا بمختلف احتياجاتهم، بمن فيهم من يعانون من حالات التوحد واضطرابات الحواس، بل يمتد ليشمل توفيرنا بيئةً شاملة ومناسبة لجميع ضيوف وجهاتنا وزوارها.
كما أعمل حالياً بشكلٍ وثيق مع فريق "ذا جرين بلانيت دبي" لتثقيف الزوار وتعريفهم بالأجواء الاستوائية والأنواع التي تحتضنها، بهدف تعزيز الوعي وقيادة دفة التغيير ودعم الجهود الرامية للحفاظ على البيئة. كما تعهدنا بخفض بصمتنا الكربونية من خلال تبني مجموعة من الممارسات المستدامة والصديقة للبيئة للحد من النفايات وإعادة التدوير وتعريف الضيوف بما يمكنهم القيام به للمساهمة في حماية البيئة على المستويين المحلي والعالمي.
وعلاوةً على ذلك وتماشياً مع رؤيتنا طويلة الأمد لتعزيز الشمولية والدمج وإمكانية الوصول والاستدامة، فإننا نعمل حالياً لإطلاق عددٍ من المبادرات التي سنكشف النقاب عنها قريباً. كما أننا نعمل على العديد من المشاريع في مختلف وجهات شركة دبي القابضة للترفيه والتي سيتم الإعلان عنها قريباً.
ما هي الرسالة التي تودين إيصالها للجيل الجديد من النساء الإماراتيات ممن يطمحن للسير على خطاكِ؟ وكيف يمكنهن تحقيق أقصى استفادة من الفرص الماثلة أمامهن في دولة الإمارات العربية المتحدة؟
نصيحتي للجيل الجديد من النساء الإماراتيات هي الاهتمام بالتعليم وجعله أولوية قصوى، حيث إن التعليم هو الأساس الذي يُبنى عليه المستقبل، ومن ثم الاعتماد على قوة الشغف في توجيه الطريق نحو النجاح.
نحن محظوظون جداً لكوننا نعيش في دولةٍ تتجذر فيها قيم المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة. ولكوني امرأة إماراتية، أستطيع القول بأنه يمكننا تحقيق النجاح في كافة مناحي الحياة بقوتنا التي تتعزز بمساعدة بعضنا البعض.
لقد كان للقائد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بصمة واضحة في تمكين المرأة الإماراتية وضمان مساواتها ومساهمتها في رحلة بناء الدولة، فقد عمل على تحفيز النساء الإمارتيات على جعل طموحهن بلا حدود، وقد حظي قطاع تنمية المرأة في الدولة باهتمام كبير وبدعم ملحوظ وكبير من ِقبَل الشيخ زايد واستمر هذا الدعم غير المحدود ليومنا هذا، ما أدى إلى توفير العديد من الفرص للنساء في جميع المجالات بالدولة مما عزز دور المرأة الإماراتية في المجتمع.
الكلمات لا تكفي وصف الفخر الذي يتملكني بان أكون جزءاً من مجتمعٍ يؤمن بأن المرأة يمكنها الوصول إلى قممٍ غير مسبوقة، وأنصح الجيل الجديد باستغلال كل الفرص المتاحة للتعلم والنمو والقيادة.