من التصنيف الأول إلى قيادة نهائيات بطولة التنس في الرياض.. النجمة Garbiñe Muguruza لـ"هي": آمل إلهام المزيد من الأشخاص بقصتي
يورغو البيطار – الرياض
تُعد نهائيات رابطة محترفات التنس التي ستقام في الرياض جزءا من استراتيجية الاتحاد السعودي للتنس لإلهام مليون شخص لممارسة لعبة التنس بحلول عام 2030، من خلال خلق المزيد من الفرص للعبة التنس ومتابعتها ومشاهدتها على جميع المستويات. ويأتي ذلك في أعقاب النمو السريع للرياضة في المملكة، حيث تمارس اللعبة حاليا أكثر من 14000 لاعبة. ستتنافس أفضل لاعبات التنس في العالم في بطولات نهاية الموسم في الرياض في الفترة من الثاني إلى التاسع من نوفمبر 2024، وهو ما يصنع التاريخ كأول حدث تنس نسائي محترف يقام في المملكة العربية السعودية. وهي الأولى من شراكة مدتها ثلاث سنوات بين رابطة محترفات التنس والاتحاد السعودي للتنس، وتوفر للجماهير أسبوعا من الرياضة والترفيه العالميين، ومَن أفضل من غاريبيني موغوروا لقيادة هذه الرحلة من خلال منصبها بإدارة هذه البطولة؟
طموح السعودية مُلهِم وخطوات صحيحة رائعة
النجمة غاربيني موغوروزا تؤكد لـ"هي" حماسها الكبير لهذه الفرصة التي تصفها بالعظيمة. وتشرح عن الانتقال من دور اللاعبة التنافسية إلى دور قيادة الحدث في الرياض، تقول: "أنا متحمسة للغاية، إنها فرصة عظيمة أن أحظى بهذا التحول السريع والجديد تماما من حياتي في التنس، أعتقد أنه أمر رائع، فأنا أجلب منظور اللاعبين والقيَم الرياضية إلى البطولة، وآمل تحسين التجربة قدر الإمكان من أجل اللاعبين والجمهور".
تشهد المملكة العربية السعودية طفرة في الاستثمار الرياضي، بما في ذلك التنس. وفي هذا الإطار ترى موغوروزا أن هذه الفرصة تسهم في إلهام الكثير من الأشخاص في المملكة العربية السعودية، حيث ما زالت رياضة التنس تحتاج إلى اكتساب الشعبية، مثل بقية الرياضات، حيث تشير إلى "إنه أمر رائع للغاية أن تحدث البطولة هنا، يمكن للناس أن يأتوا لمشاهدة هذه البطولة المذهلة، وهي أكبر بطولة لدى رابطة محترفات التنس، لذا فهي فرصة رائعة لمعرفة المزيد عن هذه الرياضة، ويمكننا أيضا أن نحلم بأن نصبح نجوما يوما ما، عندما نراها في منازلنا، لا نشعر بأنها في متناول أيدينا لكن الآن الأمر مختلف".
كما تشيد بالاستثمار الرياضي في المملكة، فتؤكد أن "تطوير التنس من خلال الأكاديميات وتأهيل المدربين، هو الخطوة التالية، أولا، ما نراه هو استقطاب النجوم، ليشاهدهم الناس ويستمتعوا، ثم شيئا فشيئا، يصبح الناس أكثر إلهاما وحماسا تجاه هذه الرياضة، وخصوصا الأطفال. ومن خلال البطولة، فإن الهدف في المملكة العربية السعودية هو أن يبدأ مليون شخص في ممارسة التنس، وأعتقد أن هذه خطوات رائعة في الاتجاه الصحيح".
أريد ردّ الجميل والأفضل لم يأتِ بعد
حققت غاربيني موغوروزا لقبين في البطولات الأربع الكبرى إلى أن أصبحت المصنفة الأولى عالميا، فكيف تشكل هذه الإنجازات رؤيتها لنهائيات رابطة محترفات التنس، وما المنظور الفريد الذي ستجلبه لنهائيات البطولة؟ ردا على ذلك الاستفسار، تقول موغوروزا: "كنت ألعب منذ فترة طويلة وكنت محظوظة جدا، لأنني لعبت خلال أجيال مختلفة، وفي أكبر الملاعب. ويمكنني بالتأكيد أن أفهم كيف يعمل عالم التنس. وسأنقل وجهة نظري والقيم التي قدمتها لي لعبة التنس مثل الانضباط، والتصميم، والتركيز، فهذه قيم عظيمة، وأريد أن أنقلها إلى الجيل القادم. لقد منحتني رياضة التنس الكثير منذ أن بدأت اللعب، ولكنني أريد أن أرد الجميل لمختلف الأطراف والمجتمعات، والفرصة متاحة في هذا المشروع الرائع".
مما لا شك فيه أن قراء ومتابعي "هي" مهتمون بالتمكين والقيادة، وبصفتها امرأة حطمت الحواجز وصنعت التاريخ، توجه موغوروزا رسالة لكل الشابات الطموحات، مؤكدة أن "لكل شخص رحلته الخاصة، لكن ما ساعدني كثيرا هو الطموح والإصرار والتصميم، فلا يجب أن نشعر بالسوء، لأننا طموحون أو نعمل بجدّ كبير لأي أمر نريد تحقيقه في أي مجال كان. فيجب أن نبذل قصارى جهدنا في أي شيء نريد تحقيقه، لأننا عندما نبدأ، فإن الرحلة تقودنا نحو استكشاف الكثير من الخيارات، أقول دائما: الأفضل لم يأتِ بعد، لذا فإن وجود مسار واضح لما نريد تحقيقه هو طريقة رائعة للبدء".
وفيما يتعلق برؤيتها لتأثير الصعود العالمي للرياضة النسائية في التغيير الاجتماعي والتطور الثقافي، خصوصا في منطقة الشرق الأوسط، ترى موغوروزا أن تحقيق فرصة للاستثمار في الرياضة أمر رائع، لأن الرياضة توحّد العديد من الكيانات: البلدان والثقافات والأشخاص بشكل عام". وتضيف: "من الرائع أن تتاح لك الفرصة للإلهام والحلم، وهو أمر مهم للغاية، وخاصة بالنسبة للأطفال، والجيل القادم، حيث نريد لهم أن يحصلوا على أفضل الفرص والخيارات، ولهذا السبب فإن الاستثمار في الرياضة يعد دائما فكرة رائعة للمجتمع".
الفصل التالي.. تمكين وتأثير
عن حياتها والفصل الجديد من حياتها بعد اعتزالها المباريات والانتقال إلى مشاريع جديدة، تصف موغوروزا الأمر بالرائع، قائلة: "كنت أتطلع إلى الفصل التالي من حياتي، أستمتع حقا بالتواجد في المنزل مع عائلتي، وامتلاك حياة شخصية، فمع كل التضحيات التي نقدمها لتحقيق أهدافنا المهنية، نضع حياتنا الشخصية جانبا قليلا، لقد عدت إلى عائلة التنس بسرعة كبيرة، في الواقع أسرع مما كنت أعتقد، لكن الـDNA الخاص بي يتمحور حول التنس والمساعدة في التمكين عبر الرياضة".
لغاربيني موغوروزا دور يتخطى الرياضة فقط، فهي كذلك سفيرة لأكاديمية لوريوس الرياضية العالمية، حيث تعتبر من الناشطات في محو الأمية والتعليم، وحول ذلك تقول: إن الأمر بدأ منذ سنوات عديدة عندما قابلت المؤسس وشرح لها أهداف المبادرة. وتروي عن "التأثير المذهل الذي يمكن للتعليم أن يحدثه خاصة مع النساء اللاتي ينتظرن الفرص أمامهن كما سيصبحن أمهات المستقبل. لقد شعرت بأن علي المساعدة، وشيئا فشيئا بدأنا العمل بمشاريع مثل المكتبات والمدارس، وهذا مهم جدا. وأنا أساعد الكثير من المنظمات من خلال لوريوس أيضا في العمل مع الأطفال والتعليم من خلال الرياضة".
وعن انطباعاتها وتجاربها في المملكة العربية السعودية، تؤكد موغوروزا أن أول ما لاحظته عند زيارتها المملكة هو الود والدفء في الترحيب الذي تلقته. وتقول: "الجميع هنا يريد الاعتناء بك، والتأكد من أنك مرتاح. أنا أشاركهم الكثير من القيم مثل القيم العائلية، وأنا أقدر ذلك حقا، فمجرّد التعرف إلى أشخاص جدد وثقافات مختلفة ورؤى جديدة يجعلك أكثر ثراء".
كان لا بد لدى لقاء موغوروزا من سؤالها عن مختصر عن هذه الرحلة التي تطورت فيها من لاعبة تنس شابة في إسبانيا إلى أيقونة تنس عالمية، وعن اللحظات المميزة لها وكيف شكلت هذه اللحظات شخصيتها اليوم. تؤكد: "أنا محظوظة جدا لأقول إنني عشت لحظات رائعة كثيرة على أرض الملعب، مثل الفوز بالبطولات الكبرى، والوصول إلى التصنيف الأول عالميا، والفوز بنهائي رابطة محترفات التنس نفسها منذ 3 سنوات، وقد حصلت على فرق رائعة من حولي لدعمي في تحقيق هذه الأحلام، وقد تعلمت الكثير، خصوصا إلى أي مدى يمكن للعزيمة أن توصلك، قد أكون مزعجة في عدد المرات التي أخبر فيها من حولي بضرورة العمل الجاد أو التركيز على أهدافهم، لأنني أعلم أن هذا سيؤتي ثماره، لذلك آمل أن أتمكن من إلهام المزيد من الأشخاص بقصتي".