التعلم المستمر مفتاح النجاح في سوق العمل
يتسم عالمنا اليوم بالتطور والتغير المتلاحقين، لذلك أصبح "التعلم المستمر" مهما جدا لمواكبة هذا التطور المتسارع، وذلك لتستطيع تحقيق النجاح الشخصي والمهني.
ففيما مضى، كان التعلم مقتصرا على قاعات المدرسة، لكن اليوم، باتتالحاجة ملحّة لاكتساب المعرفة والمهارات الجديدة كل يوم، الأمر الذي يساعدك على تعزيز قدراتك ومهاراتك ويوسع مداركك، والتكيف مع المتغيرات السريعة في سوق العمل والمجتمع من حولك.
وبات من المهم جدا أن يهتم الجميع بالتعليم المستمر، لأنه مفتاح النجاح والتقدم نحو أهدافك وتحقيقها، وهناك الكثير من الأشخاص الذين استفادو بشكل كبير وحقيقي من التعلم المستمر، وهم الآن يشغلون أهم الوظائف والمناصب الإدارية، في جميع القطاعات والمجالات المختلفة، وهذا دليل كبير على أهمية البدء في عملية التعلم المستمر.
مبدأ "التعليم المستمر"
مفهوم "التعليم المستمر" يقوم على مبدأ التعلّم مدى الحياة، حيث يتعلّم الشخص فيه مجموعة من مهارات ومعارف جديدة باستمرار، وهو التعليم الذي يأتي بعد التعليم الأساسي، وهو نابع من مبادرة ذاتية لمواجهة التحديات.
وغالبا ما ويُشار إلى "التعليم المستمر" بأنه الوسيلة للوصول إلى القدرات الكاملة لدى الشخص، وتحقيق الذات، والحفاظ على رغبة الفرد في اكتساب معرفة جديدة خارج نظام التعليم الرسمي، وبالتالي مساهمته في نجاح الحياة العمليّة للأفراد، إضافة إلى المؤسسات والشركات.
أهمية التعلم المستمر للفرد
في هذا العصر، أصبح التعلم المستمر أحد المفاتيح الأساسية التي تقودك إلى النجاح، فمع التقدم التكنولوجي السريع، والتغيرات الكبيرة في سوق العمل، بات الشباب يواجهون تحديات جديدة تتطلب منهم مهارات ومعارف جديدة لم يتعلموها في سنين الدراسة.
وتكمن أهمية التعليم المستمر أنه يساعد على مواكبة هذه التغيرات من خلال تعزيز القدرات الشخصية للفرد وتطويرها، مما يفتح للشباب آفاقا جديدة للنمو المهني ويزيد من فرص الحصول على وظائف أكثر رقياً في مجتمعاتهم.
هذا بالإضافة إلى أن بعض المهن تتطلّب متابعة الندوات والمؤتمرات لاكتساب الخبرة في المجال ومواكبة كل جديد فيه.
كما يُساهم "التعليم المستمر" في تقريب الأفراد من تحقيق أهدافهم المهنيّة، كالحصول على منصب جديد، أو الحصول على التراخيص أو الشهادات المهنية المطلوبة، أو تحديث شهاداتهم الموجودة لديهم بالفعل.
هذا إلى جانب الإثراء الشخصي، فبقاء الشخص مُطلّعاً على التطوّرات المهنيّة، يعتبر عاملاً مهمّاً لإبقائه قادراً على مواكبة مهنته، والحصول على وظيفة جديدة إذا طرأ شيء في وظيفته.
كما أن التعليم المستمر يساعد الفرد في تتغير آرائه ومواقفه،كما يمكن أن يمنحه فهماً أكبر للقضايا التي قد يواجهها، بالإضافة إلى مساعدته في حل المشكلات التي لم يتمكن من رؤية حل لها من قبل.
أهمية التعلم المستمر للمؤسسات والشركات
أما فوائد "التعليم المستمر" للمؤسسات والشركات فلا حصر لها، إذ إنّه فرصة ذهبية لتحسين أداء الموظفين، وأداة فعالة للابتكار، فكلما ازداد عدد الموظفين الذين يمتلكون المعرفة، ازدادت قدراتهم في العمل، وبالتالي ستزداد مساهمتهم في نجاح الشركة.
كما أن "التعليم المستمر" يُقلّل التكلفة على المؤسسات والشركات، حيث إنّ زيادة فعاليّة الموظفين تُقلّل من الحاجة إلى تعيين موظفين جُدد وإعادة تدريبهم.
بالإضافة إلى أن التعليم المستمر يؤدي إلى زيادة الإنتاجية، ويمكن أن يكون لذلك تأثير على مدة بقاء الموظفين في الشركة، وكذلك على نجاح العمل.
أشكال التعلم المستمر
يتخذ "التعلم المستمر" عدة أشكال، حيث يتعلم كل شخص بشكل مختلف عن الآخر، فهناك من يأخذ دروسا مسائية في جامعته المحلية، وهناك مع يلجأ إلى التعلم عبر الإنترنت.
هذا بالإضافة إلى ورش العمل، أو حضور المؤتمرات الخارجية، أو إجراء التعلم الذاتي، مثل البحث أو القراءة حول موضوع ما، أو الاستماع إلى المدونات الصوتية، أو مشاهدة مقاطع الفيديو التعليمية، بحيث يمكن للفرد تطوير مجموعة مهاراته، وتجاوز دوره الوظيفي الحالي.
تجدر الإشارة هنا إلى أن كل طريقة من الطرق المختلفة لها مزاياها وعيوبها، لذلك من المهم للفرد أن يختار الطريقة التي تناسبه بعناية، حتى يحصل على أقصى استفادة ممكنة.
الخطوات الأساسية لبدء التعلم المستمر
وضع خطة:
وضع خطة للتعلم تعتبر من الخطوات الأساسية لبدء التعلم المستمر، وذلك لضمان تحقيق الأهداف التعليمية بشكل منظم، وإليك أهم ملامح هذه الخطة:
تحديد الأهداف:
في بداية الخطة، عليك تحديد الأهداف التعليمية التي ترغب في تحقيقها، مثل تطوير المهارات المهنية، أو توسيع المعرفة الشخصية، مع التأكد أن الأهداف محددة وقابلة للقياس، مثل إتقان لغة جديدة أو الحصول على شهادة معينة في مجال محدد.
جدول زمني:
بعد تحديد الأهداف، يجب عليك وضع جدول زمني واقعي يتضمن الأنشطة التعليمية المختلفة، مثل حضور الدورات التدريبية،أوالمشاركة في ورش العمل، أو قراءة الكتب، حيث يساعد هذا الجدول بشكل كبير على تنظيم الوقت بشكل فعال وضمان الالتزام بالتعلم المستمر.
تحديد المصادر التعليمية:
من الضروري تحديد المصادر التعليمية التي سيتم استخدامها، مثل الكتب أو الدورات التدريبية عبر الإنترنت، أو الالتحاق بوشة عمل، ويفضل اختيار المصادر التي تتناسب مع أسلوب التعلم الشخصي وتوفر محتوى عالي الجودة.
تقييم التقدم بشكل دوري
ينبغي تقييم التقدم بشكل أسبوعي، وذلك من أجل إجراء التعديلات اللازمة على الخطة في حال الحاجة إليها، ولضمان تحقيق الأهداف التي قمت بتحديدها، ضمن الجدول الزمني المحدد.
الختام
في الختام، يجب أن نؤكد ونشجع على أهمية التعلم المستمر في العصر الحديث، فالتعلم لم يعد مقتصرًا على المرحلة التعليمية الأولية أو الجامعية، بل أصبح عملية مستمرة طوال الحياة.
فيجب على كل فرد منا تبني موقف إيجابي تجاه التعلم المستمر، والسعي لتطوير نفسه ومهاراته بشكل دائم، ويمكن الاستفادة من الموارد المتاحة،الدورات عبر الإنترنت، المؤتمرات،ورش العمل، الدورات التدريبية، قراءة الكتب، وغيرها كثير من مصادر المعرفة.
ولابد من التأكيد على أن التعلم المستمر هو مفتاح النجاح في العصر الحديث، فهو يساعد على تحقيق التطور الشخصي والمهني، ويمَكّن الفرد من التكيف مع التغييرات السريعة ومواجهة التحدياتبثقة.