النجاح والمبادئ الراسخة
عشت وكبرت وتعلمت أشياء كثيرة على الصعيد الشخصي، وهو ما يضفي الكثير على فنّي. يبني الفنان "مخزونه" من تجاربه الشخصية الحلوة والمرّة. حين أشاهد "ورد جوري"، أعرف أن هذه أنا، ولكن هذه أنا قبل بضع سنوات. ومن أجمل ما في مهنتي أنه كلما كبرت وتطورت، يتنكّه تمثيلي أكثر.
دخلت الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة، وتخصصت في الإخراج الفنّي. ضمن المنهج الدراسي، تسجلنا في دورات تمثيل. لاحقا، شاركت في تجارب أداء أمام خرّيجي معهد الإخراج في الجامعة، وتم اختياري للتمثيل في فيلم قصير لأحد الطلّاب. وهذا الفيلم بالتحديد عُرض أمام مخرجين كثيرين في مهرجانات كثيرة بفضلها تلقيت أول اتصال مهني. من فيلم إلى فيلم، ومن مسرحية إلى مسلسل، تطورت الأمور تدريجيا.
فور تخرجي، عملت على أول مسلسل شاركت فيه على مدى ثلاثة أشهر، وكان بالتزامن مع تمثيلي دورا بطوليّا لستة أشهر على خشبة المسرح إلى جانب الفنان العملاق "جورج خباز". الضغط كان كبيرا، لأنني كنت أمثل مقابل "جورج خباز"، وأصوّر في الوقت نفسه مسلسل "ورد جوري"، وكنت بعد انتهاء المسرحية ليلا أنتقل مباشرة إلى موقع تصوير المسلسل، وفي الصباح أتابع التصوير قبل الذهاب مباشرة إلى المسرح للتمارين قبل العرض المباشر الذي يتبعه العودة إلى موقع تصوير "ورد جوري"، وهكذا دواليك. منذ البداية، بدأت أتعب، وأدركت أن هذه المهنة تتطلب جهدا، والنجاح فيها ليس سهلا أبدا.
وأود هنا التأكيد على أنني أعتمد كثيرا على عائلتي، وأرى أن العائلة القوية والثابتة تبقينا مركّزين على الصعيد المهني، وتبقي قدمينا على الأرض، مهما حصل في حياتنا. صحيح أنني أطمح إلى النجاح العالمي، لكنني أتمسك بأسسي ومبادئي العائلية الراسخة في داخلي والتي لا أتخلى عنها. لعائلتي مكانة كبيرة في حياتي اليومية، وأعطيها الأولوية قبل أشياء كثيرة. حتى حين يتعلق الأمر بمهنتي، أعتمد على رأيهم لأنهم أيضا فنانون، فأطلب في أحيان كثيرة من والدي أن يقرأ سيناريو معيّنا، ويرى ان كان النص والشخصية مناسبين لي. أثق بذوق والدي المنفتح للغاية وبنظرته الفنية، وهو يقول لي الإيجابي والسلبي في المشروع.
