دكتورة ريم عثمان

الكفان الذابلتان

مجلة هي
5 ديسمبر 2013
صغارا وكبارا وهبونا الحنان والرعاية لنكبر ونقف على أرجلنا، لنواجه الحياة بشتى ظروفها، كانوا لنا حضنا دافئا، كانوا يدا نتكئ عليها، كانوا سندا لنا، هم كبروا ومرت الأعوام، وخطوط الزمن ها قد بدت تظهر على وجهوهم، ولربما كانت هاتان الكفان الذابلتان إلا من عروق نافرة قد قامت يوما بطهي وجبة شهية كنا نحبها، دعونا لا ننسى أن العمر غفلة، وستأتي الساعة التي سنكون فيها مكانهم،  كبار المسنين هم شهداء عصرنا وحملة الإرث العظيم، هم قيمنا، هم عاداتنا، هم تقاليدنا الذين لولاهم لما كنا نحن .. كبيرنا إن كان رجلا أو امرأة، فهو شخص كان يوما من الأيام يملك الشباب والقوة والمال، أمره بيده لا بيد غيره يذهب ويأتي دون إذن، ويتحرك دون مساعدة من أحد .. والآن بلغ من الكبر عتيا، وصار محتاجا إلى غيره، وربما يشعر بأنه شخص ثقيل على عاتقنا .. لا بل هو واجب علينا أن نجازيهم على ما بذلوه بالإحسان إليهم ورعايتهم، لأنهم شموع الرحمة والمحبة التي تنير حياتنا بالدعوات الصالحة، ليوفقنا الله تعالى في الدنيا والآخرة.
 
في إطار اليوم العالمي لكبار المسنين الذي يصادف الأول من تشرين الأول من كل عام كان للمستشفى السعودي الألماني دور بارز ومهم في المشاركة في  مبادرة إطلاق بطاقة "ذخر" برعاية الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم  لكبار المسنين، حيث هدفت هذه المبادرة للامتنان والتقدير للشريحة العمرية التي ساهمت في تنمية المجتمعات وقدرة هذه الفئة على مواصلة تقديم إسهامات متواصلة من خلال العمل التطوعي، ونقل الخبرات والمعرفة التي اكتسبوها للأجيال التالية، فمشاركتنا في مثل هذه الحملة تهدف إلى تعزيز التوعية بأهمية الرعاية الوقائية والعلاجية لكبار السن، وتعزيز الخدمات الصحية المقدمة لهم، وتوفير التكنولوجيا الملائمة للمراقبة والتأهيل، وتدريب الموظفين في مجال رعاية كبار السن، وحث المنظمات غير الحكومية والأسر على تقديم الدعم للمسنين لاتباع أسلوب حياة صحي، فضلا عن تعزيز التعاون بين المؤسسات الحكومية والأسر والأفراد لتوفير بيئة جيدة لصحة ورفاهية المسنين، حيث كان دور المستشفى السعودي الألماني في مبادرة بطاقة "ذخر" تقديم حسومات على الخدمات الطبية، وتسهيل إنهاء معاملات حاملي هذه البطاقة، وذلك لتضمن لهم حياة كريمة لفئة تستحق التقدير والثناء من قبلنا. كما أحب أن أضيف أن رعاية المسنين واجبة علينا، ويجب أن تكون رعاية المسنين على علم ودراسة لكي نتجنب حساسية الظروف والظروف النفسية، التي يمر بها كل مسن، وأعتقد أننا الآن في تطور سريع جدا بكل ما يتعلق بتحسين نوعيات الخدمات الصحية للمسنين، ونحن من واجبنا أن ننشر أولا الوعي بأهمية رعاية المسنين، وابتكار أنجح الوسائل والطرق لتحسين نوعية حياة المسن.