ما السر الذي يجمع الجسمي ودياب؟

دبي - فاتن أمان في حفل لا مثيل له، ولن يمحى بسهولة من ذاكرة الجمهور الذي حضره، اختتم النجمان حسين الجسمي وعمرو دياب الى جانب الإماراتية الصاعدة شما حمدان مهرجان دو الموسيقي الذي امتد من 22 مارس حتى 6 إبريل. أقيم الحفل الذي قدمه المذيع رامي حسن والمذيعة سلام حمود من إذاعة الرابعة أحد المشاركين في رعاية الحفل، وسط أجواء عاصفة ماطرة، لكن لم يمنع الجو السيئ، النجوم من التواصل مع معجبيهم، والغناء لهم وسط المطر، الذي كان سيد الموقف. وكان مشهد النجوم وهم يغنون مبللبن، موقفا غريبا فريدا، لم يحدث من قبل، لتبقى دبي صاحبة الريادة في أحداثها الاستثنائية. صوت "شما" جلب المطر بدأ الحفل بإطلالة الإماراتية الشابة "شما حمدان" وبعد غنائها بفترة قصيرة بدأت الأمطار تهطل بغزارة، بعد أن كان الأمر منحصرا في رياح قوية تحمل في طياتها الغبار والأتربة، ولم تتأثر شما وأكملت فقرتها بشكل جيد نوعاً ما رغم قلة الخبرة في التعامل مع موقف كهذا وسط جمهور غفير ليس معتادا على هذه الأجواء العاصفة الماطرة. الجسمي مبللا وبلا "آيباد" صعد "حسين الجسمي" على المسرح لتقديم وصلته الغنائية تحت المطر رافضاً استعمال مظلة، حتى أنه نزل وسط الجمهور، قائلا لهم إن وجودهم اليوم لحضور حفله، على الرغم من هطول المطر وسوء الأحوال الجوية هو وسام على صدره، وأنه مستمر بالغناء، معتبراً إياهم أفضل جمهور ومحبتهم شيء يعني له الكثير، مقدراً وقوفهم لحضور الحفل. وكانت كلماته دافعا للجمهور ليتحمل أكثر ويتفاعل معه بشكل لافت. إلا أن هطول المطر بغزارة أجبر الجسمي على التوقف بعد تعطل أحد أجهزة الصوت، ومن ثم توقفت الحفلة مرة أخرى لتخوف المنظمين من حدوث ماسٍ كهربائي قد يسبب الأذى للجمهور. واعتذر الجسمي من الحضور موضحاً لهم أن توقف الحفل لم يكن منه شخصياً بل بسبب المطر والحرص على سلامتهم. ثم عاد ليستكمل فقرته بعد أن هدأت الإمطار قليلاً، لكن جهاز الآيباد الخاص به كان قد تعطل بسبب المطر، وعادة يلجأ إليه ليقرأ منه كلمات أغانيه الجديدة التي لم يحفظها بعد، ليلجأ إلى هاتفه الشخصي وينقل منه كلمات إحدى اغنياته الجديدة، وتنتهي فقرة الجسمي ومحبة الجمهور له وشعبيته قد زادت وتضاعفت. "فرصة العمر لعمرو" معروف عن "الملك" عمرو دياب، أن حفلاته دائما ما ترافقها زوابع إعلامية أو تنظيمية، ما أثر سلبا على "عمرو" وشعبيته. لكن هذه المرة كانت الزوبعة من صنع الطبيعة، ولم يكن باليد حيلة، وتركت "الملك" بين خيارين أحلاهما مر، إذ كان عليه أن يختار بين أن يلغي فقرته مع ازدياد هطول المطر، كما طلب منه المنظمون، أو أن يغني في ظل ظروف أقل ما يقال عنها أنها سيئة وقد تتطور للأسوأ. لكنه كان ذكيا واعتبرها فرصة العمر لمصالحة جمهوره وإعادة بناء الجسور بينهما. وما إن بدا الغناء، حتى عاد المطر لينهمر بغزارة، لكن "دياب"صمد تحت الأحوال الجوية السيئة، وبين أغنية وأخرى، كان يخاطب الجمهور بقوله، انتم أبطال لتبقوا تحت هذا المطر، ليتفاعل الحضور مع أغنياته بشكل رائع أكثر وأكثر متناسياً الطقس السيئ. وختم عمرو دياب فقرته التي عرف كيف يستثمرها ليمحي ما في قلوب جماهيره من عتب، بزخات المطر الغزيرة، وكأن السماء تبارك تلك المصالحة وتوقع عليها بومضات البرق المتتالية. والطريف أنه كان يرتدي جاكيت، طلب منه الجمهور أن يخلعها، وبالفعل استجاب لهم، متحملا كل الظروف الجوية السيئة والبرد القارس ليكسب رهان استعادة دفء محبة الجمهور ورضاه. فهل يكون حفله هذا في دبي بداية مشوار جديد في علاقته بجمهوره التي لم تسء إلا في حفلات دبي؟ الأيام والحفلات القادمة كفيلة بالإجابة. ما السر الذي يجمع عمرو بحسين؟ هذا هو الحفل الثاني الذي يقام خلال 4 شهور لكل من الجسمي ودياب سويا، الأول كان في حفل إطلاق مركز الدراسات والبحوث الإستراتيجية لمجلتهم في العاصمة أبو ظبي، ساعتها تألق الاثنان في حفل رائع لا ينسى، وهاهو الثاني في دبي، وسط أجواء عاصفة ماطرة. فهل عقد النجمان اتفاقا بأن يكونا سويا في السراء والضراء، أم أن هناك سر ستكشفه الأيام لأحقا؟ ونحن بالانتظار.