ماهي قصة دار ميكوموتو Mikimoto "ملك اللؤلؤ"؟
على مر العصور عشقت النساء اللؤلؤ وارتبط بالمكانة النبيلة والأناقة الرفيعة، ولكن كانت حبات اللؤلؤ دائماً نادرة وقليلة حول العالم ومرتفعة الثمن للغاية فلا يتمكن من اقتنائها سوى الطبقات العليا.
وبحلول القرن الـ19 وُلد مزارع ياباني فقير اسمه ميكيموتو كويتشي في قرية تُسمى توبا، وعلى غرار والده عمل ميكيموتو في بيع الأرز المسلوق حيث كان يقضي نهاره في جر عربة تحمل الأرز ويقوم ببيعه وعندما وصل الى عمر الثامنة عشرة اتجه للعمل بالصيد ثم الغوص لصيد اللؤلؤ.
وسرعان ما أثارت الأصداف واللآلئ الثمينة شغف ميكيموتو الذي لم يحظى بأي قسط من التعليم لكنه تمتع بقلب شغوف وعقل مفكر وشخصية طموحة لرائد أعمال حقيقي.
تسائل ميكيموتو عن سبب وجود اللؤلؤ في بعض الأصداف دون غيرها وسبب ندرة الأصداف التي تحتضن اللؤلؤ مقارنة بالأصداف الفارغة..وقد بحث عن اجابة لتساؤلاته بشكل دؤوب حتى استطاع سؤال أحد دارسي العلوم والأحياء الذي أخبره بأن اللؤلؤ مادة جيرية تقوم الأصداف بإفرازها، وهذه المادة يتم افرازها عند دخول مادة غريبة الى داخل الصدفة مثل حبة رمل أو حشرة دقيقة أو قشرة من الأسماك..وهذه المواد الغريبة تقوم بخدش الأنسجة الرخوة للأصداف لذلك تقوم بحماية نفسها من الضرر عبر افراز تلك المادة وتغليف العنصر الغريب الذي اقتحم المكان، وبذلك لا يمكنه أذية الأنسجة الناعمة للمحار.
هذه المعلومات كانت كفيلة بإثارة مخيلة ميكيموتو حول فكرة انتاج اللؤلؤ يدوياً، وسرعان ما تسائل ماذا لو قمنا بإدخال عناصر غريبة الى داخل المحار بأيدينا؟ من هنا تولدت فكرة اللؤلؤ الزراعي أو اللؤلؤ المستزرع Cultured Pearls.
لكن الأمر لم يتم بهذه السهولة! فقد اتخذ الخيال سنوات طويلة ليتحول الى حقيقة، واستمر ميكيموتو في تجارب لمدة 15 عام دون نجاح لمحاولة انتاج اللؤلؤ بشكل يدوي بعد آلاف المرات من ادخال عناصر دقيقة في المحار!
وبعد هذه السنوات امتلك ميكيموتو الخبرة اللازمة فقد اكتشف أنه يضع الكثير من المحارات في قفص واحد مما يصيب المياه بالطفيليات المميتة وتموت المحارات!
واكتشف أيضاً ان اخراج المحارات من الماء لوضع المادة داخلها يسبب موت المحار بسبب تغير الحرارة، لذلك فقد قام بنقلها الى المياه الدافئة أولاً التي لا تقل درجة حرارتها عن 7 درجات مئوية.
وخلال سنوات المحاولة مر ميكيموتو بالعديد من الصعوبات، فهو يضطر الى الانتظار عامين قبل فتح المحارة، كما مرت عواصف جلبت معها تيار المياه الحمراء وهي مياه ملوثة بطفيليات كثيفة جداً تسببت في موت كل محارات أقفاص ميكيموتو التي كانت حوالي 10 آلاف محارة جمعها بصعوبة شديدة!
وبعد أن فقد آلاف المحارات وخسر الكثير من الوقت والمال قرر أن يعود الى بيع الأرز، ولكن زوجته طلبت منه استكمال التجارب على أن تقوم هي ببيع الأرز..وهكذا استمر ميكيموتو رغم سخرية الجميع من حوله الذين اتهموه بالجنون.
ومع المزيد من التجارب فكر ميكيموتو في الامساك بمحارة ذات لؤلؤ طبيعي من البحر ثم جلب المئات منها ليتعرف أين يتواجد اللؤلؤ بالظبط داخل المحار، واكتشف انه كان يضع العنصر الغريب في مكان خاطئ داخل المحارة..فلابد أن يلمس مكان معين يسبب الألم للمحارة مما يدفعها الى افراز مادة اللؤلؤ!
وبناء على المعطيات الجديدة قرر زراعة 5 آلاف محارة جديدة وعاد الى تجارة الأرز، وعند فتحها لم يجد اللؤلؤ لذلك تمكن منه اليأس تماماً.. وبعد عامين ذهبت زوجته لتجربة فتح احدى المحارات رغم يأس ميكيموتو وايمانه بالفشل الذريع..وتفاجأ ميكيموتو بصرخة فرح من زوجته! فقد وجدت لؤلؤة! انها أول لؤلؤة مزروعة في العالم.
كان ذلك اليوم هو 28 سبتمبر عام 1893 الذي أصبح يوماً للاحتفال باللؤلؤ المزروع كما يتم منح اليوم اجازة في متاجر ميكيموتو ومصنع الدار ومتاجر اللؤلؤ اليابانية.
ولم تتوقف التجربة هنا فقد كانت اللؤلؤة المزروعة غير مثالية فهي نصف كروية! واستمر ميكيموتو في تجاربه 10 سنوات أخرى حتى استطاع الوصول الى سر اللآلئ الكروية وفي نفس الوقت قام ببيع اللؤلؤ غير المنتظم الشكل الذي حصل عليه، وقام بعرض اختراعه في الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا حيث تتواجد أهم ورش المجوهرات كما شارك في معرض الحياة البحرية في النرويج، وافتتح أول بوتيك لمجوهرات اللؤلؤ تحت اسم ميكيموتو عام 1899 في ضاحية للتسوق الراقي بمدينة طوكيو.
هكذا بدأت امبراطورية ميكيموتو الذي انضم الى أشهر المخترعين حول العالم وامتلك لقب ملك اللؤلؤ وأصبح يمتلك جزيرة كاملة لزراعة اللؤلؤ يعمل بها 100 ألف عامل ومصانع متعددة لانتاج اللؤلؤ، بل واستطاع التحكم في شكل ولون وحجم اللؤلؤ وعدد اللآلئ في المحارة الواحدة!
وبذلك الاختراع المتفرد وضع ميكيموتو اليابان في مقدمة الدول المنتجة للؤلؤ وسحب البساط من أهم دول العالم التي اشتهرت بتصديره مما ساهم في الدخل القومي لليابان، ولذلك قامت اليابان بتكريم اسم ميكيموتو في حياته وبعد مماته وأقامت له تمثالاً كأحد الرموز القومية الهامة.
ومات ميكيموتو كويتشي عام 1954 عن عمر 96 عام مخلفاً ثروة ضخمة وإرث مميز في عالم المجوهرات حيث أصبحت كلمة ميكيموتو مرادف اللؤلؤ المميز من اليابان ومعبرة عن قصة ملهمة من قصص المثابرة والصبر والنجاح.
والآن بعد أن تعرفنا على قصة دار ميكيموتو ملك اللؤلؤ لنشاهد مجموعة من مجوهرات دار ميكيموتو الساحرة باللؤلؤ :
عقد من مجموعة Les Pétales Place Vendôme
بروش من مجموعة Wild and Wonderful
عقد من مجموعة Jeux de Rubans
بروش من مجموعة Jardin Mystérieux
عقد من مجموعة The Japanese Sense of Beauty
تاج من مجموعة Jardin Mystérieux
أقراط من مجموعة Jeux de Rubans