ليكول.. مدرسة فنون صياغة المجوهرات من Van Cleef & Arpels
تسعى ليكول – مدرسة فنون صياغة المجوهرات التي تأسست عام 2012 بدعم دار "فان كليف أند آربلز" Van Cleef & Arpels، إلى تقديم مدخل أو تعريف إلى فنون المجوهرات بطريقة تكون بمتناول الجميع. فمن المستوى المبتدئ وصولاً إلى مرحلة الهاوي المطّلع، ومن الفضولي إلى الجامع المتحمّس، هي تتيح مجالات الفن التي لطالما كانت حكراً على عدد محدود من المتدربين. ويشكّل تاريخ المجوهرات وعالم الأحجار وتقنيات صياغة المجوهرات أساس النهج التعليمي الذي يجمع بين الجانب التاريخي والعلمي والتطبيقي في آن.
على مفترق طرق الفن وعلم الأحجار الكريمة والمجوهرات، تروي المجوهرات قصة: هي قصة رجال ونساء احتضت مغامراتهم لآلاف السنين. عبر استخدام الأحجار التي تشكّلت بعد مرور آلاف الأعوام، اتسع النطاق ليضم العالم بأكمله. تتأمل ليكول في هذا التاريخ الرائع من منظور واسع ومتعدد التخصصات، مع الاهتمام بالحقبات الزمنية والثقافة. من المجوهرات ما قبل التاريخ وصولاً إلى المعاصرة، ومجوهرات الرجال إلى التصاميم القبلية، والأحجار النادرة وتقنيات صياغة الذهب، تعزز ليكول تنوّع المواضيع والأساليب. كما تخوّل الجمهور التعلم عن دور المجوهرات التي لم تعد موجودة مثل لاكلوش، بالإضافة إلى تسليط الضوء على النساء في عالم صياغة المجوهرات من القرن العشرين وعلى فنانين مثل دانييل براش. باختصار، تستكشف ليكول كافة المجالات حتى الجانبية منها ولا تتردد أبداً في تفكيك المفاهيم الشائعة (“المجوهرات غير ضرورية"، "المجوهرات هي للنساء فقط"، "إن المجوهرات قيمة حكماً" على سبيل المثال). في كل موضوع من المواضيع التي يتم بحثها، تتبنى ليكول منهجاً جديداً ورائداً.
تتبنّى ليكول قيم نقل المعرفة والمشاركة والفضول إلى جانب العمل الخيري والكرم الفكري والعاطفي بحيث تجعل المعرفة متوفرة للجميع. فالكل مرحب به من دون أي شروط مسبقة.
ولأن العلم لا يكون بحسب طريقة واحدة، فإن مسارات التدريس التي تقدّمها ليكول، مدرسة فنون صياغة المجوهرات عديدة: الدورات والمحادثات والدورات المتخصصة والرحلات الميدانية والمعارض والمنشورات التي تساعد جميعها في استكشاف ثقافة المجوهرات ونقلها إلى أوسع جمهور ممكن. يمكن للجميع التعلّم بالسرعة التي تناسبهم ووفقاً لاهتماماتهم الخاصة.
مجموعة واسعة من الدورات التعليمية التي تمتد بين ساعتين إلى 4 ساعات، تدرّس في حلقات من 12 طالباً على الأكثر باللغة الفرنسية أم الإنكليزية أو الصينية من قبل حوالي 50 مدرساً ومؤرخاً وخبير أحجار كريمة وصائغاً وحرفياً، وجميعهم خبراء في مجالاتهم. كما يطّلع الأطفال على فنون المجوهرات بفضل ورش عمل متخصصة لمن هم في السادسة وما فوق. يقوم المدرسون بنقل شغف المجوهرات وفقاً لنهج تعليمي خاص بليكول، يعتمد على الخبرة العملية، حيث دائماً ما يتم دعم المعرفة بالحالات العملية. على سبيل المثال، تستند دروس تاريخ الفن على إبداعات تاريخية فريدة من نوعها من مجموعات ليكول، بينما يقدّم خبراء الحرفة دورات تمهيدية حول تقنيات صياغة المجوهرات ويدرّس علم الأحجار الكريمة من خلال مراقبة أحجار حقيقية واستخدام أدوات خبير الأحجار الكريمة الفعلية.
أنشئت ليكول، مدرسة فنون صياغة المجوهرات في فرنسا وهي تقدم نشاطاتها في موقعين دائمين: باريس وهونغ كونغ، كما تسافر حول العالم. في باريس، تقع ليكول في قصر أوتيل دو سيغور، الذي بُني في بداية القرن الثامن عشر من قبل المهندس جاك ف. غابرييل. وهو بالقرب من ساحة فاندوم، القلب التاريخي للمجوهرات الفرنسية لأكثر من قرن. تم افتتاح المقر الثاني عام 2019 في هونغ كونغ في قلب منطقة غرب كولوون الثقافية.
بمواجهة خليج هونغ كونغ وداخل متحف كي11، تفتخر ليكول بأجواء مشرقة من تصميم وتأثيث المهندس المعماري الياباني سو فوجيموتو. هذا وتتنقّل ليكول بانتظام إلى أميركا وآسيا والشرق الأوسط لتقديم المحادثات أو الدورات المتنقلة التي تمتد من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. باريسية منفتحة على العالم، تساهم ليكول في نشر ثقافة المجوهرات على نطاق دولي.
منذ العام 2017، يحرص قسم الأبحاث على جودة المحتوى التعليمي ودقته وأهميته. كما يكمّل البحث معرفتنا بالمجوهرات في أبعادها التاريخية والعلمية والتقنية. لذلك تم إنشاء دورات جديدة وتنظيم معارض إضافية ونشر كتب حول مواضيع غير معروفة أو لم يتم النشر عنها من قبل مثل رسومات المجوهرات. ولا شك أن ليكول التي تعتبر مكاناً لنقل معرفة ثقافة المجوهرات، تساهم أيضاً في بناء هذه المعرفة ذات المستوى المتميز نفسه.
إن المجلس العلمي الذي يضم خبراء من النطاق الأكاديمي والعلمي ومن المتاحف، يحرص على اتساق سياسات التعليم الخاصة بليكول وعلى أهمية المحتوى وتوجهات الأبحاث. ونهايةً، من أجل تعزيز ونشر ثقافة المجوهرات، تُبرم شراكات قيّمة مع متاحف ومؤسسات ثقافية من أجل مشاريع ثقافية و/أو علمية.
على مدى عشر سنوات مضت، أدّت هذه المبادرات إلى نطاق غير معروف ومجزّأ إلى حد بعيد، فقدّمت للجمهور نظرة ثاقبة مميزة عن أقدم أشكال الفن والأكثر عاطفية ألا وهو فن المجوهرات.