الرئيس التنفيذي لدار Cartier يتحدث لـ"هي" عن Cartier Women’s Initiative Awards
منذ عام 2006 تدعم دار المجوهرات والساعات الفاخرة العريقة "كارتييه" بالتعاون مع " إنسياد" وشركة "ماكنزي" النساء المبادرات والرائدات اللواتي يترأسن شركات ناشئة مسؤولة ومؤثرة اجتماعيا ومستدامة ماليا من خلال جوائز مبادرة النساء Cartier Women’s Initiative Awards واستمرت المسابقة الدولية هذا العام في البحث عن مبادرات نساء جريئات يسهمن في إيجاد حلول فعالة للأجيال المقبلة. وقد أقام البرنامج دورته الجديدة في إبريل في سنغافورة، حيث تعاونت "كارتييه" مع "تيد" TED في تنظيم جلسات خاصة وأحاديث ومشاورات بين النساء المبادرات. التقينا بالرئيس التنفيذي لدار "كارتييه" السيد "سيريل فينيورون" Cyrille Vigneron في حوار حول هدف هذه الجوائز التي تعكس قيم "كارتييه"، وتشكّل منبرا وفرصة فريدين للنساء الرائدات المبادرات، وحول تمكين المرأة وأهمية التنوع في عالم اليوم.
سنغافورة: مي بدر Mai Badr
لماذا قررت دار "كارتييه" إطلاق جوائز "كارتييه" لمبادرة النساء؟
بدأت هذه المبادرة قبل 11 سنة وكانت تحت مظلة منتدى النساء Women’s Forum . كان القرار وقتها دعم منتدى النساء وفي الوقت نفسه تقديم جائزة بمفردنا. "كارتييه" ماركة أنثوية لأنها بطبيعتها صانعة مجوهرات، لذلك تتوجه بشكل رئيس إلى النساء، وكذلك إلى الرجال الذين يحبون الأناقة. ومن خصائص "كارتييه" أيضا أنها تتحدث إلى النساء الراشدات اللواتي هن نساء حقيقيات بلحمهن ودمهن. ليس عالما خارجيا شاعريا، قلوب وأحلام وأطفال وأزواج وفواتير عليهن تسديدها، وواقع عليهن
مواجهته، وعالم يحاولن جعله مكانا أجمل. لذلك كان من الطبيعي عند تفكيرنا في جائزة وفي عالم الريادة والمبادرة أن نفكر أولا في النساء. هناك الكثير من الجوائز التي لا ترتبط بجنس معيّن أو تميل أكثر نحو الرواد الرجال. وهذه الجوائز معروفة ومشهورة أكثر من الجوائز المخصصة للنساء. فكان من العادل نوعا ما أن نأتي من هذا المنظار وأن نعمل أكثر مع ريادة الأعمال الاجتماعية التي تحاول أن تفعل شيئا صالحا جيدا للمجتمع.
عموما، لطالما كانت "كارتييه" ماركة منفتحة جدا على العالم. الشقيقان كارتييه غادرا باريس إلى لندن ونيويورك، وسافرا أيضا إلى الشرق الأوسط والصين والهند. كانت مسألة تبادل ثقافي وفضول وإلهام الآخر والاستلهام منه. لذلك مع هذه المبادرة، قررنا عدم حصرها بأوروبا فقط مثلا، بل الجوائز توزع على كل القارات وعلى كل النساء في كل مكان. الجوائز مقسمة إلى ست مناطق مع لجنة تحكيم لكل منطقة لدرس مشاريع المشاركين واختيار أسماء المرحلة النهائية والفائزين.
حتى الآن كيف تقيّم وقع هذه الجوائز؟
أثبتت المبادرة نجاحها مع استمرارية بنسبة 80 في المئة من الشركات الفائزة بالجائزة التي نجحت في خلق 6000 وظيفة، وأبقت مجتمعاتها المحلية قوية جدا.
الوعي حول هذه الجائزة نما بشكل هائل عبر السنوات كي تصل إلى عدد أكبر من المواهب النسائية؟
غيّرنا الجائزة عما كانت عليه العام الماضي، وقررنا أن نمنح جوائز أيضا للمركزين الثاني والثالث. جائزة المركز الأول مئة ألف دولار أمريكي، أما للأخريات فـ 30 ألف دولار، ذلك إضافة إلى برنامج ريادة الأعمال الاجتماعية مع "إنسياد" ثم التدريب الموجّه مع "ماكنزي" لتقوية نموذج العمل. ومع الانتشار المتزايد للجائزة ومع نجاحها المزدهر، تصبح فرص المشاركات في الحصول على قروض مصرفية أسهل وأفضل. وقد أضفنا هذا العام أيضا فكرة جماعة النساء القويات، فتواصلنا مع "تيد" TED ؛ لدى TEDWomen جماعة رائعة من النساء الناجحات. هكذا نمنح المشاركات نوافذ الشهرة والتمويل وشبكة أقران وجماعة أخرى يمكنهن التحدث إليها عند الحاجة.
ما الذي يجعل هذا البرنامج فريدا بالمقارنة مع منابر التمكين الأخرى؟
أولا إنه يركز على ريادة الأعمال الاجتماعية لدى النساء فقط. كما أن البرنامج فريد لأن فريق لجنة التحكيم والمرشحات والفائزات أصبح قويا جدا ومتماسكا. إنها أكثر من تجربة مشاركة وفوز، لأن المشاركات يتبادلن خبراتهن وتجاربهن ويحضرن عروضهن أمام اللجنة، ويلتقين بأشخاص آخرين في عالم الأعمال، ويبنين علاقات وصداقات متينة. يتميز البرنامج أيضا بمستوى الالتزام والتفاني والشغف، وكيف تحاول النساء فعل شيء صالح ومفيد ليس فقط لأنفسهن، بل أيضا لمساعدة الغير.
كيف تسهم هذه الجوائز في تمكين النساء على الصعيد العالمي؟
إن نجاح البرنامج يجذب عددا أكبر وأكبر من طلبات المشاركة. ومع زيادة قيمة الجائزة وإعطائهن انتشار أكبر مع منتدى "تيد" للنساء، سنزيد الاهتمام بهذه الجائزة. من المهم أن نكون مثالا جيدا لتشجيع النساء. النساء عادة يشعرن بثقة أقل من الرجال عند الفعل. فتريد المرأة أن تكون واثقة ومتأكدة 110 في المئة، بينما الرجال يكتفون عادة ب 50 في المئة. النساء بحاجة إلى قدوة للتحرك أكثر، وأعتقد أننا بما نفعله سنقنع كثيرات بأنهن يستطعن النجاح والإنجاز، وأن رأيهن مهم وأنهن قادرات على ترك وقع جيد. هذا مفيد جدا لتمكين المرأة.
التنوع كلمة أساسية في هذا البرنامج. كيف حققتم ذلك؟
أولا هناك التنوع بين الجنسين، فترى النساء العالم بشكل مختلف، ويستطعن التأثير بقوة كبيرة، لذلك فإن دعم النساء بهذه الطريقة يعزز تنوع وجهات النظر. ثانيا، إننا نذهب بالجائزة إلى كل زوايا العالم بلا أي شروط مسبقة سوى التأُثير في البيئة وعلى المجتمعات، وهذا يضمن تنوعا هائلا مع الناس الآتين من خلفيات مختلفة في العلم والأصول الوطنية والاجتماعية. هذا التنوع آتٍ من حول العالم، لكنه يواجه بطريقة أو بأخرى القضايا نفسها، ما يظهر أن ما يجمعنا أكبر من الذي يفرقنا. لكن الخلفيات تعطي زوايا مختلفة للنظر إلى الأمور. من الإيجابي جدا أن نرى ما الذي يقدر على جمع الناس حين لا يتقاتلون. التنوع يزيد فهمنا لهذا العالم. في الواقع، من التجارب الجميلة التي عشتها وتعكس التنوع كانت افتتاح متحف اللوفر في أبوظبي مع تنوع الثقافات والناس من مختلف أنحاء العالم الذين يمتلكون طرقا شبيهة في الجماليات أو التفكير في المرئي واللامرئي. ما أروع أن نرى ما يمكن للبشرية أن تكونه حين النوايا تكون حسنة، وتشجيع ذلك قد يكون أفضل درع في وجه رفض الآخر والكراهية والعنف. من المحزن أن نرى أن العنف ما زال يفرض نفسه في مناطق مختلفة من هذا العالم. نحن هنا نتناول ترياقا للحزن من نساء سعيدات. فلنجمعهن ونقربهن عبر الأشياء المشتركة مثل حس الذات وحس البشرية. ونساء هذه الجماعة رائعات من هذه الناحية.
بعد مرور أكثر من عقد، هل تشعرون بأنكم حققتم هدف إطلاق هذه الجائزة؟
سأقول نعم. النقطة الأولى كانت: هل بإمكان المشاريع التي تقدمها النساء هنا أن تتمتع بالاستدامة والاستمرارية؟ وسنة تلو الأخرى، قد أثبتنا نجاحنا في هذا المجال. والأمر الثاني كان أنه ضمن مظلة منتدى النساء. من ناحية ما، من الناضج أن نعمل وحدنا مع "إنسياد" و"ماكنزي" وأن نؤسس جائزة ليست جانبية بل قوية ومهمة. سأقول إنها وصلت إلى مرحلة النضوج. مع الاهتمام المتزايد بهذه الجوائز، لو سألت نفسي إلى أين تذهب هذه الجوائز، الجواب أن الأمر في الواقع يعتمد على ما تفعله النساء. هدفنا الأول حققناه بإطلاق الصاروخ، والآن المرحلة الثانية انطلقت ويمكنها أن تذهب بعيدا جدا، ربما إلى كوكب آخر، لا أعرف. هلا أخبرتنا عن لجان التحكيم؟ من أعضاؤها؟ هم أعضاء منذ فترة طويلة، وقد جددنا هذا العام عضويتهم. معظم الأعضاء نساء كنّ رائدات اجتماعيات أيضا، وبعضهن فائزات سابقات أردن المشاركة. الشيخة لبنى سفيرتنا، وهي ضيفة الشرف هذا العام. كانت أول رئيسة للجنة تحكيم الشرق الأوسط، وتجمعها علاقة قوية بالجوائز.
ما دور شريكيكم معهد الدراسات العليا "إنسياد" وشركة الاستشارات "ماكنزي"؟
بدأنا هذه الشراكة قبل عشر سنوات، وقد نجحت جدا. دورهما يبدأ مع فحص طلبات واقتراحات كل المشاركات للتصفية بعد فحص سلامة نموذج العمل واندفاع المشاركات وخلفياتهن الشخصية. على هذه النقاط نعمل مع "ماكنزي" و"إنسياد"، لنصل مع لجنة التحكيم إلى لائحة أسماء المرحلة النهائية. ثم نساعد بالتعاون مع "ماكنزي" و"إنسياد" النساء على تقديم طرحهن إلى لجنة التحكيم بطريقة أقوى ومقنعة أكثر. بعد الجائزة، نساء المرحلة النهائية يحصلن على برنامج "إنسياد" لريادة الأعمال الاجتماعية INSEAD Social Entrepreneurship Executive Programme لمدة ستة أيام. والكثير من المواضيع المهمة لهن في تطوير مشاريعهن. إنها طقم عطاء كامل من التحديد والتمييز إلى تقوية المشروع والتمويل، وأيضا الدعم المعنوي والتوجيه والإرشاد والتعليم الأكاديمي.
هل هناك متابعة من قبلكم مع الفائزات من سنة إلى سنة؟
نعم، نتابع ما يجري معهن. وننظم في الكثير من الأحيان ندوات وحوارات يتكلمن فيها. كما أنهن يتواصلن ويحافظن على علاقاتهن فيما بينهن. إنها جماعة متماسكة ومتقاربة جدا.
لنتحدث عن سوق الشرق الأوسط. ما مدى أهميتها لدى "كارتييه"؟
رأينا مثلا العام الماضي حملة كبيرة جدا لهذه المنطقة عكست تاريخ العلاقة التي تجمعها بالدار. الشرق الأوسط منطقة لها خصوصيتها المحددة، وهي أيضا جزء من الكل. دار "كارتييه" تتجه نحو العالم، فتحاول التحدث إلى كل زبائنها المختلفين. نشهد اهتماما متزايدا من الشرق الأوسط بدأ في دبي، وتوسّع تدريجيا في أنحاء الإمارات وفي المملكة العربية السعودية بدءا من جدة ثم الرياض. هوية المنطقة خاصّة بسبب تاريخها الثقافي الخاص وخلفيتها المميزة، ورغبتها في لعب دور كبير على الصعيد العالمي. المنطقة لا تريد أن تبقى منغلقة على نفسها. لا ينبغي أن نكون مختلفين ونشعر بأننا مختلفون، بل أن نكون مختلفين ونشعر بالفخر باختلافنا، خصوصا في منطقة لطالما كانت تقاطع طرق بين الشرق والغرب مثل بغداد ومكة، والآن دبي وأبوظبي. والسوق مشوقة وجذابة في المملكة العربية السعودية، ونحن سعداء جدا بوجودنا هناك. نفتح شركة فرعية لنا في السعودية، وإلى حد الآن الأمور تجري بنجاح فيها وفي المنطقة ككل. وقد أسهمنا بفعاليات رائعة في المنطقة وأنتجنا أفلاما لها واحتفالات بالعيد واحتفالات بروابطنا التاريخية معها. وكانت الأصداء رائعة. الشرق الأوسط سوق رائعة، ونحن متأكدون من أنها ستنمو بنجاح.
مسابقة دولية لدعم المرأة
جوائز مبادرة النساء من كارتييه هي مسابقة دولية أنشأتها كارتييه في عام 2006 بالتعاون مع كلية انسياد لإدارة الأعمال وشركة ماكينزي أند كومباني وشريكها السابق منتدى المرأة للاقتصاد والمجتمع لتحديد مشاريع تسيرها سيدات الأعمال لدعمها وتشجيعها، وتكافئ الجائزة كل عام ست سيدات أعمال تمثل كل واحدة منهن المناطق الرئيسة التالية: أمريكا اللاتينية وأمريكا الشمالية وأوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا – المحيط الهادئ. ضمت القائمة النهائية لمسابقة كارتييه العالمية لهذا العام 18 سيدة جرى اختيارهن وترشيحن من بين 2800 طلب تقدم للمشاركة في المسابقة التي تهدف إلى تشجيع سيدات أعمال ملهمات في جميع أنحاء العالم لمواجهة التحديات العالمية المعاصرة من خلال دعم النساء المبدعات اللواتي يسهمن بشكل ملموس في إيجاد حلول لمستقبل كوكبنا والاعتراف بهن، ونشر هذه الحلول العملية لبلوغ أكبر عدد ممكن من الناس. وتشترط المبادرة أن تكون المشاريع المقدمة للمشاركة في المسابقة أصلية ومربحة وفي مرحلة النشوء (مضى على إنشائها ما بين سنتين إلى ثلاث سنوات) وتقودها نساء. ثلاث سيدات عربيات تصدرن قائمة المرشحات في منطقة الشرق الأوسط، وهن: اللبنانية سيرون شاميجيان التي نالت الجائزة الأولى عن ابتكارها منصة عبر الإنترنت
تستخدم الذكاء الصناعي وتحليل البيانات للمساعدة في تعلم وتعليم اللغة العربية، والأردنية حنان خضرالمديرة التنفيذية لشركة Hello World Kids المتخصصة في تعليم الأطفال البرمجة، والدكتورة المصرية نهى خاطر جرّاحة العيون التي أسهمت من خلال خبرتها في مجال التكنولوجيا في تطوير برنامج يسهل التشخيص المبكر ويمكن من مراقبة تطور مرض السكري، فتصبح الوقاية أو العلاج أسهل.