الرئيس التنفيذي لدار "بياجيه" Benjamin Comar لـ"هي": الحرفية الاستثنائية تدخل في صناعة إبداعات Piaget
"بنجامين كومار" Benjamin Comar قامة مميزة في عالم المجوهرات، تبوأ في الصيف الماضي مركز الرئيس التنفيذي لدار "بياجيه" Piaget وهو يخط منذ ثلاثين عاما قصة نجاح في هذا العالم الجميل. إحدى محطاته البارزة كانت في دار "شانيل" CHANEL، حيث ترأس قسم المجوهرات، بعدها انتقل إلى "ريبوسي" Repossi رئيسا تنفيذيا. محطته الأخيرة كانت في دار "بياجيه" Piaget العريقة التي تعتلي أكبر القمم في عالم المجوهرات والساعات. "هي" التقت "بنجامين كومار" على هامش معرض "الساعات والعجائب"، حيث حدثنا عن رأيه في عالم السلع الفخمة وخططه لدار "بياجيه"، وأبرز معالم هذه الدار الراقية التي يتمنى أن يبني عليها لمستقبل أكثر ازدهارا وإشراقا.
كيف تطور سوق المجوهرات والساعات خلال الأعوام الثلاثين التي قضيتها في رحابه؟
أصبح من الواضح في عام 2022 أن للعملاء إدراكا كبيرا لصناعة السلع الفاخرة، كما أنهم يتطلعون باستمرار إلى زيادة هذه المعرفة. وبالنسبة لدار مثل “بياجيه” يعد هذا التوق للمعرفة رصيدا ثمينا، لأن للدار خبرة راسخة وعراقة في الحرفية اليدوية التي تستحق أن تُفهَم وتُستكشف. إضافة إلى ذلك، إن عادات الشراء تطورت على مدى السنين بالنسبة للرجال والنساء. حيث لم يَعد شراء السلع الفاخرة مرتبطا بحدث معيّن فنحن اليوم نكافئ أنفسنا بشرائها.
كيف أثْرت خبرتك السابقة إضافة في عملك في قيادة دار "بياجيه"؟
أنت تتعلم الكثير من شركة إلى أخرى، لكن في النهاية تختلف الشركات الواحدة منها عن الأخرى، فهي بالتالي تجربة غنية للغاية. أثْرت الأدوار المختلفة، التي اضطلعت بها خلال مسيرتي المهنية، رؤيتي للأعمال التجارية في جميع النواحي: من المبيعات إلى تسويق المنتجات إلى التواصل.
ما الأولويات التي حددت المهام الأولى التي أخذتها على عاتقك منذ أن أصبحت الرئيس التنفيذي في الصيف الماضي؟
كانت المهمة الأولى التي أردت القيام بها هي مقابلة الفرق وصانعي الساعات والحرفيين، إضافة إلى الانغماس في قلب وروح الدار! حيث أردت فهم هذا الإبداع الذي لا ينضب والخبرات المتفرّدة بشكل أفضل.
ترف ورقي
ما أوجه "بياجيه" التي تريد التأكيد عليها؟
تتمحور "بياجيه" حول الترف والرُقي. ترين ذلك في ساعاتنا ومجوهراتنا من خلال الإبداع الجريء والرموز الجمالية القوية. من صانع ساعات إلى صائغ مجوهرات، ظهرت هوية "بياجيه" بقوّة خلال حقبة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي. أما اليوم فما زلنا نستلهم من هذه الحقبة وهذه الروح البهيجة والمتُرفة والراقية، وهذا بالتأكيد ما نود أن نؤكد استمراره.
تسببت الجائحة حتما في التحول في أنماط التسوق. كيف أثرت في مبيعات "بياجيه"؟ وما الاستراتيجية التي اتبعتها لمواكبة هذه التغييرات؟
حقا إن الجائحة تسببت في تغيير محوري في سلوك التسوق. أولا، مع إمكانيات السفر المحدودة كان علينا إعادة التركيز على المتسوقين المحليين والاعتماد بشكل أقل على فرص السفر. كما أظهر العام الماضي أيضا أن تجارب التسوق عبر الإنترنت تثبت أنها تكاد توازي أهمية تجارب التسوق في المتجر. حيث إن رحلة العملاء تتجه بشكل متزايد نحو الطريق الرقمي. ولهذه الغاية، نفذنا حلولا مبتكرة مثل تجارب الواقع المعزز والمواعيد الافتراضية التي لا تعزز التجربة عبر الإنترنت وتجعلها واقعية فحسب، بل تلبي أيضا الاحتياجات العملية للعملاء. ومع ذلك، خلال معرض "الساعات والعجائب" في جنيف، لاحظنا مدى أهمية لمس قطع "بياجيه" والشعور بها وتجربتها. فإن إبداعات "بياجيه" صُنعت لتتم رؤيتها ولمسها كي يستطيع الإنسان أن يفهم حقا الحرفية الاستثنائية التي تدخل في صناعتها.
للدار هوية خاصة تتمركز في ازدواجيتها كصانعة مجوهرات وصانعة ساعات حائزة لعدة جوائز، مع التركيز على الساعات الهيكلية والساعات فائقة النحافة وساعات المجوهرات. كيف تتصور تطور مجموعات المجوهرات والساعات في الآتي من الأيام؟
نحن محظوظون للغاية لامتلاكنا مهارتين استثنائيتين في دارنا، صناعة المجوهرات وصناعة الساعات. بدءا من الساعات الراقية والساعات فائقة النحافة وإبداعات المجوهرات الفاخرة الاستثنائية، نحن نتقن الصناعتين في مصانعنا في سويسرا في بلدتي "لا كوت أو في" و"بلان لي وات". إنها قوة حقيقية أن تكون لديك هذه المهارات داخل الشركة، حيث يمكننا الدفع للأمام وإطلاق العنان لإبداعنا. ولكن الأهم من ذلك، يمكننا استكشاف ودمج هاتين المهارتين لصناعة ساعات مجوهرات استثنائية. وبذلك، سنواصل تطوير هذا التزاوج للحرف اليدوية وندفع بجهدنا للأمام وليس فقط في ساعات "لايملايت غالا" Limelight Gala بإبداع خلاق، ولكن أيضا من ناحية صناعة الساعات الراقية مع استخدام واسع للألوان والأحجار الكريمة والتعقيدات الساعاتية والنحافة الفائقة بالطبع. فنحن نواصل تطوير خبرتنا، ولكن دائما في مصلحة الأسلوب والإعجاز للمجوهرات والساعات على حد سواء.
مجوهرات بهيجة
كان الاحتفال بالحياة ورحلة النور في قلب مجموعات المجوهرات الراقية في السنوات الأخيرة. كيف سيستمر هذا في التطور؟ وما الإلهام الجديد الذي قد تستكشفه "بياجيه"؟
الكلمة الوحيدة التي يجب التركيز عليها عند التحدث إلى عملائنا حول إبداعاتنا هي "البهجة". إننا لا نصوغ القطع التصويرية، ولكننا نلهم أنفسنا من الطبيعة والنور والفرح المشترك،
ونترجم ذلك عبر مجوهراتنا الراقية. سوف نستمر في هذا الاتجاه وسنصنع دائما قطعا أكثر فخامة وأناقة.
يبدو أن اتجاهات الموضة التي ظهرت بعد الجائحة تميل نحو "الرفاهية المريحة"، كيف تتعايش "بياجيه" مع هذا الاتجاه؟
نحن نرى بوضوح أن العملاء لا يشترون السلع الفاخرة للمناسبات الكبيرة فحسب كما ذكرنا سابقا، بل يحبون تدليل أنفسهم وارتداء الإبداعات الفاخرة بطريقة أكثر حداثة. لقد كنا جزءا من هذا الاتجاه قبل الجائحة، وسنواصل فعل ذلك كجزء من هوية العلامة التجارية الخاصة بنا.
ما محل سوق الشرق الأوسط في خطط "بياجيه" لهذا العام والعام المقبل؟
إن سوق الشرق الأوسط هو أحد أسواقنا الرئيسة من حيث النمو ومن حيث خبرة ومعرفة العملاء. فالمتسوقون في هذه المنطقة على دراية واسعة بعالم الرفاهية، ويتعاملون معه بشكل
مختلف عما نشهده في الأسواق الأخرى. نود أن نوسع تلك المعرفة، وأن نخلق المزيد من الفرص لهم لاكتشاف عالم "بياجيه"، وخاصة أن لديهم ثقافة تبادل الهدايا في مناسبات متعددة خلال السنة، كما تقدم الهدايا تأكيدا للصداقة والود. نرى أن أسلوب تكديس المجوهرات يلعب دورا مهما عندما يتعلق الأمر بمجوهراتنا، وأن النساء في المنطقة لا يخفن من مزج العلامات التجارية الفاخرة في مصاغهن وأنهن دائما أول من يجربن أحدث إنتاجنا. والأمر نفسه بالنسبة للساعات، فهن على معرفة حقيقية بالبراعة التقنية والابتكار ويفخرن بالتزين بها.
أحدث الساعات
ماذا كان توجه وتركيز منتجاتكم الجديدة التي تم تقديمها في معرض "الساعات والعجائب" هذا العام؟
كان التركيز الأكبر هذا العام على ساعات "لايملايت غالا" Limelight Gala ، جوهر الترف والرقي وقيم "بياجيه". قدمنا ساعة تتميز بقرص من الملاكيت مرصوف بالماس، وهو مستوحى من القطع التراثية. تأتي هذه الساعة بسوار مرن من الذهب الأبيض المحفور يدويا بتصميم "بالاس ديكور" Palace Décor . كما قدمنا ساعة استثنائية مرصوفة بالكامل بمزيج من قطع الماس، منها الماركيز والبريليانت، وهو ما يمنحها مظهرا عصريا وأنيقا. ثم لدينا ساعة "التيبلانو التيمات كونسبت" Altiplano Ultimate Concept ، وهي أرق ساعاتنا التي يبلغ قطرها ميليمترين فقط بنموذج يشيد بأول دقة للنموذج الأولي لهذا الإبداع. صممناه بشعار "بياجيه" التاريخي على قرص الساعة، ووضعنا عليه تاريخ ووقت أول دقة للنموذج الأولي للساعة - 7.47 مساء في 7 فبراير 2017 - بتنسيق خاص ببلدة La Côte-aux-Fées السويسرية ممثلة بالنجوم الصغيرة المطلية بطلاء "سوبرلومينوفا" الذي يشع ضوءا في العتمة.
ما أبرز إنجاز بالنسبة لك هذا العام؟
نموذج ساعة "لايملايت غالا" Limelight Gala بقرص حجر الملاكيت والترصيع بأحجار التسافوريت على حواف العلبة. إضافة إلى ساعة "بياجيه بولو" Piaget Polo الجديدة التي أطلقناها بقرص أسود وحزام مطاطي. فهما تمثلان وجهين من "بياجيه"، وهما: ساعة مجوهرات أنيقة، وأسلوب رياضي وعصري.