"ماي تايم" كتاب يعرض نفائس من مئات الساعات النادرة
يحرص الهاوي الحقيقي لاقتناء الساعات على جمعها بقلبه بقدر حرصه على جمعهابعقله، وهو يشتري الساعات ليحفظها دون اكتراث لما يقوله السوق، فهو يهتم فقط بامتلاك ما يرغب بالحصول عليه. لقد تم بهذا الشغف جمع هذه التشكيلة التي تعد واحدة من أهم مجموعات الساعات في العالم وإدراجها في كتاب"ماي تايم"- MY TIME من Christie’s.ولكل ساعة سبب لوجودها في هذه المجموعة، ولكل منها رابط شخصي يربطها بجامعها، ساندرو فراتيني.
إلاّ أن الساعات الـ 650 الواردة في هذا الكتاب المرجعي لا تمثل سوى جزء من المجموعة الكاملةمن الساعات التي أحبها وخصص ساندرو فراتيني، بهدوء وبكثير من الشغف، قدراً عظيماً من وقته وجهده في جمعها.
تم إنتاج الكتاب المعنونماي تايم-MY TIME، الذي يُعدّ مرجعاً نهائياً يتألف من 688 صفحة من القطع الكبير، بأقصى قدر من العناية، وهو يمثل تكريماً لائقاً بمحتواه الفريد من الصور الفوتوغرافية، وسوف يميط اللثام عن مجموعة ساعات لم يسبق أن عُرضت على الملأ. وقد تم وضع هذا الكتاب من قِبل دار "كريستيز" للمزادات بالتعاون مع ساندرو فراتيني لإبراز شغفه بأفضل أنواع الساعات وما تشتمل عليه من جماليات التقنية والتصميم والحركة.
وسيتم توزيع هذا الكتاب، المشتمل على نصوص إيطالية وإنجليزية متوازية والذي شاركت "كريستيز" في تحريره، حول العالم عن طريق دار النشر "فام" ضمن سلسلة "كوليكشن" المرموقة،وهو يكشف النقاب عن طرز من ساعات "باتيك فيليب" و"روليكس" الشهيرة، العديد منها قطع فريدة غير معروفة في أوساط مقتني الساعات وجامعيها، كما يقدّم الكتاب الضخم تشكيلة رائعة من ساعات "أوديمارس بيجيه" و"فاشيرون آند كونستانتين" و"كارتير" تعودلفترة منتصف القرن الماضي. ولم تشهد هذه الساعات من قَبل سوى قلة من الناس، لكن أصبحت الفرصة متاحة أمام المهتمين من الجمهور لدراسةبعض من أهمّ الساعات على الإطلاق وإبداء الإعجاب بها وإجراء المقارنات فيما بينها.
أما الساعة التي تظهر على غلاف الكتاب فهي من ساعة توقيت عالمي من "باتيك فيليب"، وتحمل الرقم المرجعي 1415HU، ولعلها كانت ساعة المعصم الأكثر تعقيداً في أربعينيات القرن العشرين. لقد تمّ تطوير آلية التوقيت العالمي التي تعمل وفقها هذه الساعة، في الثلاثينيات على يد صانع الساعات السويسري الشهير لويس كوتير (1894 - 1966)، الذي كان الصانع العبقري المستقل لساعات الأوتوماتا والساعات المعقدة وباعأنظمة الحركة غير المنتهية للساعات، والمعروفة بالاسم "إيبوش"ébauches، إلى بعض أبرز شركات صناعة الساعات السويسرية، مثل باتيك فيليب. وتسمح ساعة التوقيت العالمي لمرتديها بمعرفة الوقت في المدن الكبرى بجميع أنحاء العالم بنظرة واحدة.
وقد أصبحت هذه الساعةالإكسسوار المثالي للمسافرين في العالم،وتم تقديم رقمها المرجعي 1415 في عام 1939 واستمرّ إنتاجها حتى العام 1954 تقريباً. وتم تحديث نظام الحركة في ميكانيكية التوقيت العالمي الحاصلة على براءة اختراع والتي ابتكرها لويس كوتير لهذا الطراز 115 مرة. وكانت الساعة متاحة باللون الأصفر (82 قطعة) والذهبي الوردي (32 قطعة فقط)، فيما لم تُعرف منها سوى نسخة واحدة فقط من البلاتين. وظلّت الساعة 1415HUحتى العام 1948 متاحة فقط بميناء معدني كلاسيكي، إما باللون الفضي أو الوردي،لكن جرى خلال السنوات الأخيرة من الإنتاج تقديم سلسلة محدودة منها بميناء مطلي بالمينا المشغولة بحرفية. وتظهر الحواف المنقوشة يدوياًأسماء أهمّ مدنالعالم. وكانت الطرز الأولى المنتجة تحمل أسماء 28 مدينة فقط، في حين يعرض الجيل التالي من الساعة 41 مدينة.
وكان ساندرو فراتيني تلقى في سن الثامنة ساعة "لونجين" متواضعة مصنوعة من الفولاذ، ليصبح منذ ذلك الحين مولَعاً بفنّ صناعة الساعات. ويمثل ساندرو الجيل الثاني من عائلة رجال الأعمال فراتيني، الذين أسسوا علامة الجينز الإيطالية الشهيرة في العام 1958. مجموعة الساعات الشخصية التي يملكها ساندرو فراتيني وشغفه وتعلقه بها، قادته إلى تأسيس سلسلة من فنادق البوتيك في فلورنسا والبندقية، وقريباً روما، تستلهم الساعات في تصميمها.
وبعد طرح الكتاب في جنيف خلال موسم مزادات الخريف 2018، وصفه ساندرو فراتيني بـ "الكتاب الرائع ذي التفاصيل المثالية"، معترفاً بأنه لم يكن متأكداً، قبل طرح الكتاب، مما ستكون عليه ردود فعل الناس، وقال: "عندما رأيت التألق في أعين من طالعوا الكتاب بالنظرة الأولى، أدركت أننا قد حققنا المُراد! لقد أُعجب الجميع من أصدقاء ومهتمين وجامعين،مخضرمين وجدداً، باكتشاف مجموعتي وكيف قدمنا الساعات في الكتاب، ما حقق لي رضاً لا يوصف!".
وقدّم فراتيني شكره لدار "كريستيز"على "السماح لي بإنتاج هذا الكتاب وعلى الفرصة التي أتاحتها لمشاركة الآخرين في أوساط جامعي الساعات في جميع أنحاء العالم شغفي هذا".