المصمم Ini Archibong لـ"هي": ساعة Galop d’Hermès من القطع الأكثر تعقيداً ودقة
دبي :سينتيا قطار Cynthia Kattar
يُعد الفنان والمصمم Ini Archibong من أحدث وأبرز المصممين الذين يلمع اسمهم في سماء إلابداع والابتكار.أرشيبونغ الذي يتمتّع بأصول نيجيرية، ويتنّقل بين الولايات المتحدة الأمريكية وسنغافورة وسويسرا، عشق التصميم فيSسنّ صغيرة وتخرّج في كلية Art Center College of Design في كاليفورنيا ومن École cantonale d'art de Lausanne من سويسرا.
أ لرشيبونغ اهتمام عميق بالحرف اليدوية، وهو حريص على اختيار أفخم المواد. تصميماته آسرة ومربكة في آن، تسعى إلى الإلهام وهي بمنزلة دعوة للمشاهدين للغوص في أعماق الفن ورسالته. عمله ينبع من الهندسة المعمارية والبيئية، من شغف الحياة والرياضيات والفلسفة والأديان. مجلة "هي" التقت بأرشيبونغ أثناء وجوده في دبي للمرة الأولى، وفي حديث حصري عن ساعة Galop d’Hermès التي صممها للدار الفرنسية العريقة، مستوحياً من نمط حياة امرأة "هيرمس" Hermès العصرية دائمة التنقّل.
عشت بين الولايات المتحدة الأمريكية وسنغافورة وسويسرا، كيف ينعكس نمط حياتك على تصاميمك؟
أعتقد أنه من المستحيل الهرب من التجارب التي نمرّ بها. نحن حصيلة تجاربنا في الحياة. تجاربي المتراكمة ساعدتني على التواصل بطريقة أسهل وأسلس مع البشر. ما كنت لأصمم هذه الساعة لولا تمضيتي فترة زمنية محددة في سنغافورة. أسعى قدر الإمكان إلى استيعاب الثقافات التي أختبرها بطريقة منفتحة والتعمقّ فيها. منذ أن غادرت الولايات المتحدة الأمريكية، التقيت بشخصيات مختلفة وأعتقد أنّ تواصلي مع نساء من مختلف الجنسيات ساعدني على التوصل إلى هذه النتيجة وإلى ابتكار هذا التصميم.
سبق أن ذكرت في لقاءات سابقة أنّ الروحانية التي تتمتّع بها تنعكس بشكل مباشر على تصاميمك. أخبرنا أكثر عن هذا الأمر.
لست واثقا من إمكانية تفسير تأثير روحانيتي في تصاميمي، لأن الأمر لا يحصل بشكل مبسط أو مباشر. إنه جزء من كياني. لا أعتقد أنّ أي تصميم أبتكره يأتي مني مباشرة، بل يأتي عن طريقي إذا صحّ القول. لقد مرّنت نفسي ويديَّ لأستطيع ابتكار الأفكار التي تطرأ على ذهني وهذه الأفكار تأتي من روحانيتي.
في أي عمر شعرت بهذه الروحانية وبهذه القدرة على تحويل أفكار إلى حقيقة؟
طوال حياتي شعرت بهذا الأمر، إلاّ أنني لم أكن جديا تجاه موهبتي حتى سنّ ال 19 ، وذلك عندما قررت أن أصبح مصمما على الرغم من دراستي مجال الخدمات المصرفية. لطالما برعت بكل ما يتعلّق بالفن. البحث عن معنى لحياتي قادني إلى جذور روحانيتي التي لطالما كانت جزءا لا يتجزّأ مني. إن التعمّق بالأديان ساعدني على اكتشاف روحانيتي والتعمق فيها، وأعتبر أنني أتواصل مع الله من خلال القطع والتصاميم التي أبتكرها.
كيف جرى التعاون معHermès؟ وماذا يعني لك هذا التعاون؟
أثناء دراستي الجامعية، كان العمل مع دار "هيرمس" Hermès بمناسبة حلم لي ولكل طالب. وأنا سعيد أنّ حلمي تحقّق بعد تخرّجي فورا. ابتكاراتي في صناعة المفروشات نالت إعجاب إدارة الدار الفرنسية العريقة، ومن هنا بدأ التعاون لابتكار ساعة Galop d’Hermèsلتكون المرة الأولى التي أصمم فيها ساعة.
أخبرنا أكثر عن الأبحاث التي أجريتها لابتكار هذه الساعة وعن مراحل تصميمها.
اعتمدت على مرجعيات عديدة لابتكار ساعة Galop d’Hermès ، أبرزها أصول دار هيرمس بمناحيها المختلفة، إضافة إلى نظرتي الخاصة بالأنوثة العصرية. ركزت كثيرا على السفر، وبذلك أردت الجمع بين التكنولوجيا الفاخرة والسفر، وهو أمر تركّز عليه كثيرا دار هيرمس. عدت إلى أرشيف الدار، ولاحظت كيف استوحى المصممون الذين تعاونوا مع "هيرمس" من السفر والخيول، ومن نمط الحياة الذي تستمتع به امرأة الدار. كما اطّلعت على أسلوب العارضات والنساء اللاتي يعشقن الموضة، ولاحظت أنه في جلساتهنّ التصويرية يتحرّكن بشكل سريع وغير متوقّف.
كيف عكست نمط حياة امرأة هيرمس في تصميم الساعة؟
عكست هذا الأسلوب من خلال ابتكار سوار رفيع يتّصل بقالب الساعة بشكل سلس جدا، ومن خلال تصميم عقارب رفيعة جدا. حرصت على أن يكون وزن الساعة خفيفا كي تكون عملية بامتياز، وأردتها أن تزيّن معصم يد المرأة من دون أن تُسيطر عليه. تصميم هذه الساعة لم يكن عبر خطوات مدروسة، بل جاء عفويا بعد أن تعمّقت في تاريخ دار "هيرمس" Hermès وجوهرها. أعتقد أنه في عام 2019 يجب أن تكون تصاميم الساعات مُهداة للمرأة التي لا تتوقّف عن التنقّل من مكان إلى آخر. أجريت أبحاثا معمّقة عن النساء في مناطق مختلفة من العالم، وفكّرت في كيفية ابتكار تصميم راقٍ وأنثوي لكن عصري في آن.
يحقّ للمرأة أن تدخل إلى مكان ما بكل ثقة وهي تزيّن معصمها بساعة فاخرة تماما كما الرجل. يُذكر أنّ هذه الساعة يمكن أن يتزيّن بها الرجل أيضا وأن ينسّقها بطرق مختلفة بحسب أسلوبه، ولا سيما في حال كان يحب أن يتزيّن بإكسسوارات مختلفة وتنسيقها مع بعضها. وهي مثالية للمناسبات الصباحية والمسائية على حد سواء.
ما الفترة الزمنية التي احتجتها لابتكار التصميم النهائي للساعة؟
على الأرجح سنة كاملة. لم أعمل في ظل جدول زمني معيّن ابتكرت تصاميم أخرى قبل التوصّل إلى هذا التصميم النهائي.
هل تدخلّت في مراحل تصميم الساعة كافة؟
نعم بقدر الإمكان. كنت أتابع عملية الابتكار لأراقب مدى دقتها وانسجامها مع تصميمي. أمضينا الكثير من الوقت للوصول إلى هذه النتيجة، وقد تطلّب الأمر دقة كبيرة، وقد قيل: إنّ هذه الساعة من القطع الأكثر تعقيدا ودقة التي صُممت للدار. كما تلاحظين ليس هناك حواف للساعة، ولذلك فإن إيجاد حد للإطار من دون حواف لا يمكن تحقيقه بسهولة. وقد عملت جاهدا على الكمبيوتر للوصول إلى هذه النتيجة، وتحويل المجسّم إلى حقيقة تطلّب الكثير من المجهود.
سبق أن صممت مفروشات وقطعا للديكور والآن الساعة. ما التصاميم التي يمكن أن تصممها في المستقبل؟
أجد نفسي أصمم في المستقبل المعابد لجميع الأديان. أريد أن أبتكر أماكن ومساحات روحانية.
ما مشاريعك المستقبلية؟
أعمل حاليا على الجزء الثاني من مجموعة مفروشات خاصة لدار Sé ، والتي ستُعرض في شهر أبريل.