أماندا ميل لـ"هي": دارنا الوحيدة التي يمكنها تقديم مجموعة ساعات مثل هذه...
كشفت دار "ريتشارد ميل" Richard Mille في السنوات الأخيرة، وخلال معرض الساعات الراقية في جنيف، عن ساعات تكسر القواعد وتدهش في ميزاتها وتصاميمها. أما في معرض هذا العام وهو آخر دورة تشارك فيها بعد أن أعلنت انسحابها منه في نهاية العام الماضي فأتت بمجموعة "بونبون" Bonbon المفاجأة لتحدث بها ثورة على كل ما هو متعارف عليه من عادات وتوقعات في عالم الساعات الراقية.
تزخر هذه المجموعة، الموجهة للجنسين، بالألوان وتدل من خلال موديلاتها العشرة على خبرات الدار المتميزة وبراعتها التقنية واهتمامها بأدق التفاصيل. المديرة الفنية "سيسيل غينا" التي صممت المجموعة قالت عنها: "بونبون" Bonbon " إن مجرد التفوه بالكلمة يكفي لأن يضع البسمة على وجهك. فهي تعبر عن مزيج من المتعة والبهجة والمشاركة في نفس الوقت. هذه المجموعة متمردة وأنيقة وجريئة ومرحة في الوقت نفسه".
ولا شك أن لإبنة "ريتشارد ميل" البكر، أماندا، تأثير على توجه المجموعة فهي من خلال سنوات عملها مسؤولة عن "الخدمات المميزة"Privileged Services ، في دبي، أتيحت لها فرصة التعرف عن قرب عن توقعات زبائن الدار ورغباتهم. في لقاء معها خلال المعرض أكدت أن هذه المجموعة حتما تلبي رغبات زبونات أردن ساعات فاخرة عبقة بالألوان المفرحة. تجلب مجموعة "بونبون Bonbon " روح الطفولة المرحة والمتمردة الى عالم صناعة الساعات الراقية والى الحرفية الفنية العتيقة. ألوان ساطعة ومشرقة تأتي في عشرة موديلات، يتم انتاج كل منها في إصدار خاص من ثلاثين قطعة فقط. أما تصميمها فهو مستوحى من عالم السكاكر والحلويات والفواكه. وهي مقسمة الى تشكيلتين: الأولى هي تشكيلة "سويتس" Sweets (الحلويات)، وتضم أربعة موديلات هي: RM 07- 03 في "كابكيك"Cupcake ، و RM 07- 03 في"مارشميلو" Marshmallow ، و RM 37 - 01 في "سوسيت" Sucette وRM 16 -01 في "ريغليز" Reglisse. تميّز التشكيلة علب السيراميك الثنائية الألوان والتصاميم التزيينة المطلية بالمينا بطريقة "غراند فو" العريقة. تستحضر ألوانها أشهى نكهات الحلويات، وتستحضر بفضل طلاء المينا المتقن ملمس النعومة والقرمشة التي يتوقع المرء أن يشعر بها عند تذوق أو تحسس هذه الحلويات. أما للحصول على شكل العرق سوس في ساعة "ريغليز" Reglisse فشغل بعملية ختم متبوعة بطلاء من الكروم الأسود فأضفى عليها لون العرق سوس وملمسه اللذيذ.
أما التشكيلة الثانية، فتحمل عنوان "فروت" Fruit (فواكه) وتضم ستة موديلات هي: RM 16 - 01 في "سيترون" Citron و"فريز" Fraise ، وRM 07 - 03 في "ميرتل" Myrtilleو"ليتشي" Litchi وأخيراً RM 37 - 01 في "كيوي" Kiwi و"سوريز" Cerise . صنعت علب هذه الساعات من كربون TPT وكوراتز TPT وتميزت بالتدرج اللوني لهيكلها. وقد أضيف اليها لأول مرة لون الفيروز، الذي تطلب التوصل اليه نحو عام من الأبحاث والتجارب الدقيقة في مصنع "بروآرت" ProArt المخصص لصناعة علب الدار ومكوناتها.
3000 منحوتة مصغرة، ملونة بالأكريليك وملمعة يدويا، دخلت في تشكيل ساعات المجموعة لتبرز جمال قرص الساعة. الحس الفني الراقي والحرص على أدق التفاصيل يظهر في كل عناصر الساعة وزينتها، مثل أثر "طبقة السكر" التي Hبدعتها أنامل الحرفيين باستخدام المينا المسحوق والرمل الناعم المستخدم في الساعات الرملية. فتبدو مثلاً شرائح الحامض والبرتقال في موديل "سيترون" Citron وكأن عليها طبقة من السكر. ركبت تلك المنحوتات الصغيرة على أطباق من التيتانيوم صنف5، وتم تشكيلها وهيكلتها كمكونات قياس الزمن.
تفاصيل فنية مذهلة
وقد أشارت "سيسيل غينا"، المديرة الفنية للمجموعة، أن الفكرة وراء "بونبون" Bonbon تمثلت في إعادة النظر في مجموعات الساعات القائمة مع تغيير الألوان، مما سمح لي بإضفاء حس من البهجة والمرح عليها مستوحى من الحلويات. وبالمجمل طورنا لوحة لونية من 60 لوناً لهذه المجموعة الصالحة للجنسين. هذا وفي لقائنا مع" أماندا ميل"، خلال المعرض العالمي للساعات الراقية في جنيف SIHH، أشارت الى أن التحدي هذا العام لم يكن من خلال تطوير عيارات جديدة للساعات وإنما تمثل في
المنحى التقني في انتاج الساعات وعلبها والمنحوتات الصغيرة التي زينتها. وقالت: "رغم أن المجموعة تبدو ناعمة ومرحة ومليئة بالألوان لكن انتاجها شكل تحدياً كبيراً خلال عدة مراحل. وهي غير متوقعة ونحن معروفون بأننا نقدم ما هو غير المتوقع وهذا بحد ذاته يميز ريتشارد ميل. التقنية التي دخلت في صناعتها مميزة، فعدا عن الحركات التي تنبض في داخل الساعات هذه، تظهر الحرفية في علب الساعات وعلى الحلويات التي تزينها، منها ما زين بتقنية طلاء المينا بطريقة غراند فو العريقة، التي تعد من الأكثر تعقيداً في مجالها، والتي تستغرق الوقت الطويل لإنجازها. فمثلاً في ساعة "مارشميلو" Marshmallow كان علينا أولاً التوصل إلى الألوان الصحيحة، ثم تعيّن علينا أن نقوم بتزيينها بطلاء غراند فو، الذي يطلى على طبقات ولكن توجب استخدام سمك معين في الحد الأدنى ولم يكن بإمكاننا أن نتلاعب كثيراً بالحجم". وأشارت الى حرص المديرة الفنية "سيسيل غينا" إلى التوصل الى لوحة لونية تعكس بشكل واقعي ألوان الحلويات والفواكه وأيضاً الى تقديم ثروة من الظلال والملمس.
وأضافت: "كان علينا أن نتأكد أن كل من المنحوتات الصغيرة ثابتة ومقاومة للصدمات وكل واحدة منها لها قاعدة وقد خضعت لاختبارات الصدمات لنتأكد من ثباتها فأسوأ ما يمكن أن يحدث عند الصدمة هو أن تتحرك من مكانها! أما التفاصيل الفنية فمذهلة، إذا نظرت الى الحامض لرأيت تفاصيل طبقة السكر التي توصلنا اليها باستخدام المينا المسحوق والرمل الناعم". استطردت "أماندا" في الحديث قائلة: "وقد استغرقت صناعة المنحوتات الصغيرة (3000 منحوتة) نحو أربعة أشهر من العمل الدؤؤب المتواصل وقد دربنا حرفيين متخصصين كي يتمكنوا من صناعتها. هذا وكان من الأسهل لو لوناها أو رسمنا هذه الحلويات لكننا لا نبحث عما هو سهل ونواجه التحدي".
التفاصيل الجمالية تظهر في كل عنصر من عناصر الساعة، فقد امتدت الى التيجان وبعض النطاقات المحيطة بعلب الساعات. نأخذ مثلاً تاج ساعة "كابكيك" Cupcake شكل الحلوى التي تحمل اسمها الساعة، وبدا تاج ساعة "ريغليز" Reglisse وكأنه ملفوف بعرق سوس.
تأثير أساسي
عاشت "أماندا ميل" في دبي لمدة ثلاث سنوات، قبل أن تنتقل أخيراً الى باريس بناء على طلب والدها. واهتمت في دبي بالعناية بالزبائن المميزين. تحدثت لنا عن تجربتها في الخليج بكل محبة وحرارة، وأشارت الى سعادتها البالغة بالصداقات التي تربطها بأهل المنطقة.
ولربما كان لتجربتها تأثيرا أساسيا على توجه هذه المجموعة، حيث أن الكثيرات من زبوناتها المقربات عبرن لها تكرارا عن رغبتهن باقتناء ساعات "ريتشارد ميل" Richard Mille بألوان مبهجة. وقالت: "قضيت الوقت الكثير مع السيدات من زبائننا وخاصة في الشرق الأوسط، وقد عبرن لي عن رغبتهن بالألوان. كن يغرن لأن الكثير من الساعات الرجالية مقدمة بالألوان الباهية، لكن الساعات النسائية، وان كانت جميلة جدا، كانت تغيب عنها الألوان". وقد عرفت "أماندا" المديرة الفنية "سيسيل غينا" على بعض زبوناتها في الشرق الأوسط كي تتعرف بدورها على رغباتهن وأسلوب حياتهن. وقالت: "صممت سيسيل بتميز ساعة توربيون 71 – 01 للمرأة والتي أطلقناها العام الماضي. ونحن كنساء نعمل بمشاعرنا ونحاول أن نفهم عن عمق حاجة الزبون، وربما بطريقة مختلفة عن الرجل. قدمنا الكثير من الساعات للمرأة، لكننا كنا ندرك أننا نريد أن نقدم حلولا جديدة للمرأة. كان لدى سيسيل المبدعة أفكارا كثيرة ولكنها أرادت أن تلتقي ببعض الزبونات لتناقشهن وتفهم منهن ما يرغبن به. والنتيجة كانت: السعادة!".
مواد وألوان حصرية
إدراك دار "ريتشارد ميل" Richard Mille في كيفية تصرف السيراميك الملون والخبرة في تشكيل طبقات المواد مثل كربون TPT وكوارتز) TPT الحصريتين للدار) والتحسينات المستمرة في تركيب الأحجار الكريمة الملونة كانت أساسية في صناعة مجموعة "بونبون"Bonbon . هذا وكان التوصل الى التدرج اللوني في علبة الساعة والسيراميك الثنائي الألوان انجازا بالغ التعقيد. وقد أشارت "أماندا" الى صعوبة التوصل الى ألوان جديدة قائلة: "قدمنا التدرج اللوني لأول مرة في علبة ساعة من الكوارتزTPT. وقد يبدو ذلك أمراً بسيطاً لكنه في الواقع صعب جداً. والتوصل الى لون جديد قد يستغرق نحو عام كامل من الأبحاث والتطوير، فنختبر كيف تتفاعل الألياف مع اللون". تحقيق استقرار اللون وفق معايير الدار الصارمة ومعالجة قضايا التوافق مع الحياة البيولوجية والديمومة أمر يشكل تحدياً يتطلب توظيفاً هائلاً لبراعة مهندسي الدار في مصنع "بروآرت" ProArt. وقد وفقت جماليات الساعة وزينتها بامتياز بين الابتكارات على مستوى المواد مع الحفاظ على بنية وتركيبة الساعة.
الجرأة دائماً
وعند سؤالها إن كانت ترى مجموعة ثورية مثل هذه تعد مجازفة في عالم الساعات الراقية، أكدت أن الدار تجازف دائما، بل وأن الناس يتوقعون منها الجرأة. ولفتت الى أن المجازفة كانت في خطوات عديدة، مثلا أن تطلب من شركاء الدار وسفرائها الرياضيين أن يمارسوا رياضاتهم وهم يرتدون ساعات "ريتشارد ميل" Richard Mille على معصمهم، لتخضع الساعة الى أقسى الاختبارات. وقالت: "صدقيني كانت تلك مجازفة كبيرة وأعتقد أن والدي يتذكر أول مباراة لعبها رافاييل نادال. ولذلك فإن دارنا هي الوحيدة التي يمكنها تقديم مجموعة مثل هذه المجموعة. عندما يراها الناس يدركون فورا أنها ساعة ريتشارد ميل دون شك".
تلقى ساعات الدار اقبالا كبيرا من هواة جمع الساعات، والطلب على ساعات "ريتشارد ميل" يفوق بأضعاف كمية الانتاج. وبما أن المجموعة ستنتج بإصدار محدود مجموعه 300 ساعة فقط توزع حول العالم، كان لا بد من سؤال أماندا أن كانت الدار ستخصص لسوق الشرق الأوسط حصة ترضي الطلب عليها خاصة وأنها تتميز بالألوان التي ستلقى حتماً إقبالاً في سوقنا. فأجابت: "بالطبع لن أسمح لأحد أن يهمش الشرق الأوسط. الكثير من زبائني المميزين وأصدقائي من الشرق الأوسط أرسلوا لي رسائل يعبرون فيها عن اعجابهم الشديد بقطع المجموعة. كانوا في السابق يطالبون بساعات فيها الألوان وهاهي المجموعة تلبي رغباتهم، لكنهم كانوا أيضا يطالبون بساعات تحمل هوية ريتشارد ميل وهذه المجموعة تلبي ذلك أيضا ودون شك".