مصممة المجوهرات الفرنسية Valerie Messika لـ"هي": أعشق نساء الشرق الأوسط فهن ناعمات وقويات
لمى الشتري Lama AlShethry
نقدم لكم مجوهرات فاخرة من وحي الطبيعة حيث أن احدث صيحات مجوهرات من "فاليري ميسيكا" Valerie Messika اسم سطع في عالم المجوهرات، وخاصة تصاميم الماس الأبيض. ورثت فاليري عشق المجوهرات من والدها الذي عرفها منذ صغرها إلى سحر أحجار الماس لتطلق عندما اشتد عودها علامة خاصة بها، وهي Messika . التقينا بها خلال زيارة لها إلى دبي، وكان لنا معها هذا الحوار الممتع عن المجوهرات والعائلة والمرأة والمشاهير.
حدثينا عن مجموعة المجوهرات الفاخرة Born To Be Wild من أين استلهمت تصاميمها؟
جاء الإلهام من رحلة لي إلى أريزونا خلال زيارة للولايات المتحدة، حيث وقعت في غرام الصحراء هناك. تعجبت من روعة تدرجات ألوان الضوء خلال النهار، وعشقت الصخور الحمراء. كما أثرت بي المساحات الشاسعة من الفراغ. وجدت أن التضاد بين المجوهرات الفاخرة وهذه الصحراء الكبيرة سيكون أمرا رائعا.
هل شعرتِ بأنك وهبت أحجار الماس حريتها عبر هذه المجموعة؟
حتما! فأنا مهووسة بهذا الأمر. كنت محظوظة بالتعرف إلى أحجار الماس منذ صغر سني، حيث إن والدي تاجر ألماس. وكان يشجعني كثيرا للتعرف إليها عن قرب، فيضع أحجار الماس على الطاولة ومن ثم يسألني: أيها المفضلة لديك؟ كما كان يجعلني أتمعن بأحجار وأتفحصها، ومن ثم يطرح علي أسئلة عنها. كنت أضع الأحجار على أصابعي، فتكونت علاقة متينة بيني وبين أحجار الماس. ولذا، أخبرته عندما كبرت وانضممت إليه في عالم تجارة الماس بأني أريد أن أخلق علامتي الخاصة لتصميم المجوهرات، وأن أجعلها تتمحور حول الماس لكي أكسر النمط السائد بأن الماس يجب أن يكون إلى الأبد، بمعنى أنه خاص فقط بالمناسبات المهمة، مثل خواتم الخطوبة والمجوهرات الفخمة الخاصة بالسهرة. ولذا، قلت له: دعنا نهب الماس الحرية التي يستحقها، عبر تصاميم بسيطة تستطيع النساء الشعور بالتواصل معها، ويرغبن في اقتنائها لأنفسهن. وهكذا بدات أولى رسوماتي في علامة "ميسيكا".
إذا حرية الماس هي الهدف وراء عرض مجوهرات "ميسيكا" اليوم من دون صناديق زجاجية؟
بالطبع، أحب أن يتمكن الحضور من لمس التصاميم وأحجار الماس، ولذا لا أريد أن تكون مجوهرات "ميسيكا" الفاخرة حبيسة حواجز زجاجية تمنع الزائر من الشعور بها.
تفضلين الماس ولا تقدمين أي تصاميم بالأحجار الكريمة، ألا تغريك ألوانها؟
إنه التزام أعتز به منذ إطلاق علامتي وفاء لوالدي، حيث أوصاني بأن تكون تصاميمي باستخدام الماس فقط دون غيره، لأنه يشعر بأن هذا الخط هو تخصصي وهويتي. وقال لي: إذا أردتِ أن تكوني “مختصة”، فعليك أن تثبتي ذلك للعالم، وأن تلتزمي به.
ما الحجر الكريم المفضل لديك؟
أحب الزمرد، لأني إنسانة "خضراء"، فهذا اللون يعكس هذه الإيجابية، وجمال الطبيعة.
قد لا يكون من السهل تقديم مجموعة تلو الأخرى باستخدام أحجار الماس فقط، هل تواجهين تحديات بسبب هذا الالتزام؟
بالتأكيد، ولكنه تحدٍّ يدفعني باستمرار إلى مواجهته والتفكير بشكل إبداعي.
أخبرينا عن المستقبل، ما الذي تحلمين بتحقيقه؟
آمل أن نستمر بالنمو عالميا، فقد افتتحنا مؤخرا شركة فرعية في هونج كونج واليابان، وهي خطوة كبيرة بالنسبة لنا، فنحن لم نكوّن بعد قاعدة عملاء في آسيا. أعلم أن بعض دور المجوهرات والساعات الفاخرة تجني ما يقارب 50% من أرباحها من السوق الآسيوي. ولذا، التحدي القادم هو تقديم تصاميم خاصة لهذا الجزء من العالم، وهو أمر أعمل عليه باستمرار، فأنا محظوظة بكون علامة "ميسيكا" عالمية، وتقدم ابتكارات منوعة لمناطق مختلفة من حول العالم. قدمت سابقا مجموعة خاصة لعملائنا في الشرق الأوسط.
ماذا تمثل منطقة الشرق الأوسط لدار "ميسيكا"؟
إنه أشبه بعائلة كبيرة لي. إنها السوق الأولى التي غازلتها "ميسيكا" خارج أوروبا. تعاونت كما يفترض بي مع المختصين البارزين في هذا المجال، مثل مجلتكم الرائعة، وهو ما دعمني كثيراً. شعرت بأن العملاء تلقوا العلامة بمصداقية كبيرة منذ البداية، فهم شعوب تمثل العائلة قيمة كبيرة بالنسبة لهم، خاصة في مجال الأعمال. ولأن علامة "ميسيكا" عائلية في منشئها وإدارتها، فهي تعتنق الفلسفة نفسها في روح العائلة واستمراريتها. وهذا الأمر يمثل فارقا كبيرا بالنسبة لي، وهو ما يجعلني أشعر بتميز الشرق الأوسط عن غيرها من الأسواق الكبرى مثل أمريكا أو روسيا. ربما هناك البعض من عملاء الدار لا يعلمون بأن "ميسيكا" علامة عائلية تديرها امرأة، ولكننا نشعر مع ذلك بتواصلهم التلقائي والعفوي.
هل يعني ذلك أن لنا مكانة خاصة في قلبك لن يغيرها الوقت؟
بالطبع، دائما وإلى الأبد! أعشق نساء منطقة الشرق الأوسط، فهن يمتلكن جمالا لافتا من الخارج والداخل ينعكس في عيونهن وطاقتهن، فهن ناعمات لكن قويات في الوقت نفسه. هذا المزيج الفريد لديكن يشبه كثيرا تصاميم "ميسيكا" التي أسعى أن تكون ناعمة وأنثوية، ولكنها مع ذلك تمنح القوة للمرأة التي ترتديها.
حدثينا عن عائلتك ومفهوم العائلة بالنسبة لك.
عائلتي هي كل شيء بالنسبة لي! كوّنت عائلة صغيرة خاصة بي، وتتألف من زوجي وابنتي الصغيرتين بعمر الثامنة والسادسة، وهم يمثلون مصدر الوحي الأكبر لي. إضافة إلى علاقتي المتينة بوالدتي، وكذلك جدتي كان لها أهمية خاصة، للنساء في حياتي تأثير كبير. أما أبي، فهو صلة الوصل بيني وبين عالم المجوهرات، فهو من بنى الجسر الذي عبرت من خلاله تجاه الماس، لأتعرف إلى جماله وأقع في حبه. أعرف زوجي منذ عقدين من الزمن، ولكني أغرمت به بعد العمل معه منذ 13 عاما، حيث اعتنينا معا بعلامة "ميسيكا" كطفل حديث الولادة، وشاهدناه يكبر. كما أن ابن عمي الذي أعتبره أقرب صديق لي يعمل معي أيضا على تصميم المجوهرات، ووالدي هو تاجر الماس الذي نعمل معه للحصول على أروع الأحجار.
من أين تستلهمين أفكارك لتقديم مجموعات "ميسيكا" المنوعة؟
كلما درّبت عينيك لمشاهدة الجمال من حولك، اشتعل لديك الشغف وفتح الإلهام ذراعيه. الاطلاع المرئي بمنزلة تمرين، فالعقل يعمل مثل الكمبيوتر. أحب مشاهدة الفنون كما أعشق السفر، وأنا مهووسة بالديكور وأتابع الموضة. كل هذه الأمور تمتزج في عقلي لتفتح لي أبواب إلهام ربما كانت موجودة من قبل ولكنها مغلقة. مع تطور علامتي أصبحت عيناي "تلتقطان" بشكل فوري مصدر الوحي لأن عقلي بعد سنوات الخبرة والممارسة في دار "ميسيكا" أصبح يستجيب بشكل سريع للغاية لطرح أفكار جديدة للتصميم. الأمر أشبه بوصفة طبخ على الرغم من أني لست طباخة ماهرة!
كيف نجحت في أن تكون تصاميم "ميسيكا" انعكاسا للنساء اللاتي يقدّرن الإبداع والحرية ويملكن قوة لتحقيق ما يصبون إليه؟
الحقيقة هي أني شخص أتبع غريزتي، فأنا لا أفكر ولا أحلل كثيرا قبل أن أقدم على أمر ما. حس المبادرة لدي سريع جدا، سواء في الحملات الإعلانية للدار أو الديكور وغير ذلك. ولعل هذا الأمر انتقل بشفافية عبر مجوهراتي إلى النساء من حول العالم. يهمني كثيرا أن أعزز ثقة النساء بأنفسهن وهو نابع من احترامي الكبير لهن بدءا من والدتي وجدتي إلى جميع النساء في حياتي. أنا محظوظة لأن لدي الوسيلة لكي أغير الفكر النمطي السائد بأن الماس يعكس الثروة أو الجاه إلى فكرة أصيلة أكثر وحقيقية، وهي أن حجر الماس له خصوصية مرتبطة بالأنثى، ويمكنها ارتداؤه بالشكل الذي يعبر عنها وعن شخصيتها الفريدة بغض النظر عن حجمه أو وزنه.
كيف تصفين رحلة النجاح لدار "ميسيكا" التي انطلقت من فريق حميم صغير نحو انتشار عالمي؟
إنه حقا أمر مذهل يدفعني للبكاء أحيانا! أن يكون اسم “ميسيكا” معروفا حول العالم هو شعور يفوق الوصف. أحيانا عندما أقدم نفسي لشخص غريب لا يعرفني فيسمع اسمي الأخير يبادر فورا بالسؤال "ميسيكا علامة المجوهرات؟". أشعر بالهبة العظيمة التي أنعم بها عندما أعود بذاكرتي إلى البداية، وكيف انطلقت بفكرة عفوية "لم لا أخلق علامتي الخاصة؟" إلى التأثير في حياة كثير من النساء من حول العالم اللاتي عندما ألتقي بهن يعبرن عن امتنانهن للتصاميم الجميلة التي قدمناها، والتي أضافت إليهن طاقة رائعة من الإيجابية والحب.
كيف تبقين شعلة الشغف متقدة لديك؟
ابنتاي! فخرهما بي يثير حماستي بشكل مستمر. كانت لدي مناسبة خاصة بالنساء في دبي وأحضرتهما معي، فقد كان لدي توقيع كتاب خاص بي من إنتاج دار Assouline للنشر، وكانتا تشاركانني في التوقيع وكتابة الإهداء على الكتاب لضيفاتنا. ولأنهما أصبحتا في سن تمكنهما من القراءة، فقد كانتا فخورتين للغاية برؤية اسمي على الكتاب.
هل ورثتا شغفك بالمجوهرات؟
في الوقت الحالي هما شغوفتان بمرافقتي إلى المكتب، وهي بداية جيدة. أحب كثيرا طاقتهما خاصة عندما تلعبان دور المساعد، فتحضران القهوة، أو تجيبان على الهاتف.