رئيس دار دامياني العريقة للمجوهرات Guido Damiani لـ"هي": الماس ملك الأحجار يعجبني
"غويدو دامياني" Guido Damiani رئيس دار دامياني الإيطالية العريقة للمجوهرات الفاخرة، شخصية متواضعة وصريحة، هو إيطالي حتى النخاع وعاشق للسفر، ويقدر التنوع والحضارات المختلفة. شغوف بعمله ولديه ولاء عظيم لجذوره العائلية التي جعلته يتولى إدارة دار دامياني في ال 27 من عمره بعد وفاة والده بشكل صادم في حادث سيارة.. إليكم لقاءنا الممتع معه عبر صفحات مجلة "هي"..
انضممت إلى عالم الأعمال الخاص بكم "عائلة دامياني" عام 1994 لتصبح حاليا رئيس الدار.. كيف تصف هذه الرحلة التي تجاوزت ربع قرن؟
إنها رحلة مثيرة بكل ما تعنيه الكلمة. كل ما نفعله من الصباح حتى المساء يختلف من يوم إلى آخر ومليء بالشغف، ونتطلعمن خلاله نحو المستقبل. يتغير العالم بنمط سريع، وقد تخطىأزمات كبيرة. أؤمن بأن المستقبل مثير للاهتمام؛ وأجد أن ماركات المجوهرات من حول العالم في نمو ملحوظ. نرى
أن الفرص قادمة، ونتطلع إلى تحقيق إنجازات جديدة. نضع في الاعتبار طبعا الإرث العظيم الذي تحمله دار دامياني للمجوهرات والتقاليد المهمة التي يتضمنها، ونتطلع إلى أن نمرر إلى أبنائنا هذا الشغف والصناعة الحرفية المحببة إلى قلوبنا.
حدثنا عن تاريخ عائلة دامياني في صناعة المجوهرات؟
أسُست الدار عام 1924 على يد جدي في قرية فالنزا الصغيرة الواقعة شمال غربي إيطاليا، وتعتبر أهم "حي" لصناعة المجوهرات في العالم، فهي تحتضن أهم الماركات العالمية من فرنسا وإيطاليا وأمريكا. كانت دور المجوهرات في الماضي تقصد فالنزا لكي تلتقي بالموردين. أما اليوم، فقد أصبحت وجهة يتم فيها صناعة المجوهرات وصياغتها. ولد جدي في فالنزا، وأسس فيها مصنع مجوهرات دامياني عام 1924 . والدي أيضاولد هناك، وأنا كذلك، وأبنائي أيضا ولدوا هناك. نحن جزء من فالنزا، ونمثل أهم دار مجوهرات محلية انطلقت نحو العالمية من هناك. الجميل أيضا أن بلدية فالنزا قررت أن تغير اسم الشارع الذي يقع فيه مقرنا الرئيس إلى ،Piazza Damiani أي ميدان دامياني، ونحن بذلك أول دار تمنح اسمها للعنوان،
وليس العكس. نشأنا في حضن الدار، وأقصد ذلك بشكل حرفي، حيث كان منزلنا في المبنى الذي يضم المكتب وورشة العمل، ولا تزال والدتي تعيش هناك حتى الآن. ولذا، كنا نزور المصنع باستمرار بعد عودتنا من المدرسة، ونحن معتادون منذ الصغر على التعامل مع الذهب والماس. عندما توفي والدي كنت في ال 27 من عمري، ولم يكن لدي أي شك في رغبتي العميقة في استلام زمام الأمور، والمضي قدما بعملنا العائلي وإرثه.لسنا وحدنا، لدينا فريق رائع من الحرفيين، وقد حققنا الكثير منذ ذلك الوقت، حيث فزنا بالعديد من الجوائز المرموقة مثل Diamond International Award التي تمثل الأوسكار في عالم المجوهرات الفاخرة. إضافة إلى جوائز خاصة بالتصميم والجودة من حول العالم. نرى أنك ترتدي ساعة ذكية محاطة بالماس..
برأيك كيف يمكن أن تجمعوا بين تاريخ دار دامياني العريق وأسلوب الحياة العصري؟
يعتبر فن صياغة المجوهرات الأكثر تقليدية في عالم الرفاهية. إذا تحدثنا عن صنع المجوهرات، فنحن نفعل ذلك على طريقتنا التقليدية في الحرفية اليدوية التي بدأها جدي في هذا العمل، ومن بعده والدي، والتي تجعل كل قطعها متميزة عن غيرها. نلعب على وتر الأسلوب العصري في التصميم والتسويق. على سبيل المثال، هذه الساعة التي ترينها من صنع آبل، وقد عملنا على صياغة إطار من الماس يتم وضعه حول المينا يسهل تركيبه وفكه حسب الرغبة. نصنع تصاميم جديدة منه خلال الأشهر القادمة، وستكون دبي هي السوق الأولى لإطلاقها
. كيف تجد الاهتمام بالمجوهرات في الخليج العربي والشرق الأوسط؟
أنا على ثقة كبيرة بسوق الخليج العربي، وذلكلأن الناس هنا يقدرون المجوهرات الفاخرة، وهم يشبهون كثيرا الإيطاليين في هذا الأمر، حتى سكان القرى الفقيرة في إيطاليا مهتمون باقتناء قطعة مجوهرات. نتشابه أيضا في أن المجوهرات تمثل جزءا مهما من المناسبات المهمة مثل الاحتفال بالزفاف وغيرها من اللحظات العائلية المهمة، حيث تمثل المجوهرات الهدية الأهم والأروع. أؤمن بأن فرصتنا كبيرة في السوق، وذلك لأن المتلقين على دراية بتصاميمنا، ويقدرون الجودة والحرفية في الصنع، ويستطيعون اختيار ما يناسبهم من التصاميم، لأن لديهم المعرفة الكافية بعالم المجوهرات. أؤمن بأن إتاحة الفرصة للتواصل مع المتلقي والتعريف بتاريخ دار دامياني العريق والدقة في الصنع والصياغة سوف تفتح لنا الأبواب الصحيحة التي تجعل المتلقي يقدر ما نقدمه من تصاميم وجودة وحرفية. أعشق دبي، وأملك منزلا في نخلة جميرا، وأزورها باستمرار، سواء لقضاء أيام ممتعة مع عائلتي أو للعمل. زوجتي وأطفالي يعشقون المدينة، ويلحون علي لكي ننتقل للإقامة فيها.
كيف تصف ذوق المرأة العربية في اقتناء المجوهرات وطريقة ارتدائها؟
أجد أن المرأة العربية راقية ودقيقة للغاية عندانتقاء مجوهراتها. فهي تتبع أسلوبا عميقا بعيدا عن السطحية والعشوائية في الاختيار. عندما تقرر المرأة العربية شراءقطعة مجوهرات، فهي تنظر إلى التصميم والحرفية، وتحرص على تحري جودة الصياغة. هذا الأمر رائع جدا بالنسبة إلينا، لأن لدينا بعدا وراء صناعة كل قطعة يتعدى الذهب والماس، كل تصميم لدينا يفيض بعمق خاص
وحرفية عالية، وهو ما يجعلنا على ثقة كبيرة بأن منتجنا سوف يروق للمرأة العربية.
تتولى مهمة الإدارة والتسويق في دار دامياني، هل يجذبك جانب التصميم للمشاركة فيه؟
بالطبع! مجوهرات دامياني عمل عائلي نشأنا عليه منذ الصغر. أدير المجموعة كما أحرص على أن أكون جزءا من التصميم عبر اجتماعات شهرية مع الفريق، بحضور أشقائي، لمناقشة المجموعات الجديدة. تخطر لي أحيانا أفكار أعبر عنها عبر رسومات بسيطة، حيث لا أبرع كثيرا في الرسم، ومن ثم يترجمها فريق التصميم المحترف لدينا إلى تصميم واضح. أحب كثيرا أن أستلهم أفكارا من رحلاتي ومشاهدة الأشخاص من حولي. وعلى الرغم من أني لست مصمما إلا أنني شاركت بالفعل في ابتكار بعض قطع المجوهرات الأكثر مبيعا في دار دامياني.
درست تخصص علم الأحجار الكريمة، ما حجرك المفضل؟
أؤمن بأن الماس ملك الأحجار! أعشق الماس، فهو يعكس الضوء بشكل ساحر، خاصة إذا ما تم قصه بشكل سليم ومثالي. أحب أيضا أحجار الروبي، فلونها الأحمر يثير لدي الشغف والحب، ويجعلني أتذكر أيام الطفولة الجنونية. زرت مؤخرا أحد أهم المناجم في ميانمار التي تحتضن في باطنها أجمل أحجار الروبي على كوكبنا، وابتعنا من هناك بعضا من أحجار الروبي المذهلة.
هل لديك وجهة سفر معينة تجعلك تشعر بتجدد دائم وتلهم أفكارك؟
أنا محظوظ للغاية، لأن والديّ كانا يعشقان السفر، وهو ما جعلنا نزور العديد من البلدان حول العالم. لم يرد والدي أن يشتري منزلا للعطلات في أي مدينة مفضلة، لأن ذلك سيجعلنا نعود إليها باستمرار، ونفوت استكشاف أماكن جديدة. ولذا، كنا نزور كل عام وجهتين جديدتين صيفا وشتاء. أتذكر بشكل خاص أول زيارة لنا إلى مصر، كنت في الخامسة من عمري، وتجولنا في رحلتنا بين القاهرة والأقصر وأسوان. أحب كثيرا عنصر الاستكشاف، وزيارة مناطق جديدة وإن كانت في إيطاليا نفسها. أعشق البندقية، وأحب المكسيك، وتقديرهم للاحتفال والموسيقى، كما تعجبني اليابان والمهنية فيها. أحرص على أن تكون لدى أبنائي التجربة نفسها التي سوف تمكنهم من التعرف إلى مختلف الحضارات من حيث الشعوب والأديان والمذاقات، كما سوف تهيئ لديهم التفتح الذهني، وتقبل الآخر بشكل ودي.