العنود بنت عبدالله الشويعر لـ"هي": الإنجاز الحقيقي للمرأة هو تجاوزها للتحديات بإرادتها وتحويلها إلى فرص تحفزها لتحقيق طموحاتها
إيماناً منها بأهمية دعم المرأة وتمكينها في مختلف المجالات، تحتفل دار "بوميلاتو" Pomellato على صفحات مجلة "هي" بيوم المرأة العالمي مع العنود بنت عبدالله الشويعر، المدير العام في وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة العربية السعودية. وفي حديث خاص وشيّق، تغوص الشويعر في موضوعات وقضايا عدة تخص المرأة السعودية وأبرز إنجازاتها، في عهد تمكين المرأة السعودية في ظل القيادة الرشيدة، والوقود الذي يشعل مسيرتها لخلق أثر مستدام في المجتمع.
تنسيق: سينتيا قطار Cynthia Kattar ومشاعل الدخيل Mashael Al Dakheel
إنتاج: محمد بن غشيان Mohammed Bin Gushayan
تصوير: عبدالله المشرف Abdullah Al Musharaf
تنسيق الأزياء: الهنوف الحمدان Al Hanouf Al Hamdan
تصفيف شعر: العنود المكيرش Al Anoud Al Mukairesh
ماكياج: حصة العجاجي Hessa Al Ajaji
الاخراج الفني: الجوهرة الهملان AlJawharah Al Hamlan
كيف كانت رحلة البحث عن النجاح؟
رحلة النجاح، وحتى الفشل، كانت شائقة في كل مراحلها، وما زلت أعتبر نفسي في البداية، خلال رحلة السعي للنجاح وعملي في قطاعات ومجالات عدة، التقيت بقادة التغيير وأصحاب العقول العظيمة، وعملت معهم، سواء في القطاع الخاص أو الحكومي، وخصوصا الهيئة العامة للجمارك، ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، فالقادة وزملاء وزميلات العمل مصدر إلهام لي وقدوة لإكمال الرحلة على خطاهم، واكتشاف مكامن القوة لدي، والسعي للمساهمة في تنمية اقتصادنا على جميع المستويات، وتمثيل وطننا الغالي بأفضل صورة محليا وعالميا.
هل تخللتها بعض العقبات أو التحديات؟ وكيف صنعتك هذه التحديات؟
أؤمن بأن التحديات والأحداث، سواء على مستوى مهني أو شخصي، تسهم بشكل كبير في صقل الشخصية وبنائها وتطور المهارات، وكذلك التكيف والتأقلم مع المتغيرات، لأنني مؤمنة بأن الأصل في حياتنا هو التغيير وليس الثبات، وكل مرحلة مررت بها صنعتني وجعلتني مستعدة للانتقال وخوض مرحلة جديدة. من أصعب التحديات التي واجهتها وفاة والدي الغالي عبدالله بن عبدالعزيز الشويعر، ففقد صديق وقدوة ومرشد وسند في الحياة أمر عظيم بالنسبة لي شخصيا، وتحدٍّ كبير للاستمرار في تحقيق الإنجازات، ولكن كان لدي إيمان بأن الحياة ستستمر ولن تتوقف عند أي تحدٍّ أو عقبة، وهذا ما تعلمته من والدي، رحمه الله، الذي صنع مني امرأة قوية تتحمل المسؤولية، وتسعى دائما لتكون خلفا صالحا لوالدها، سواء مهنيا أو شخصيا.
في عهد تمكين المرأة السعودية، كيف تصقلنا التجارب والفرص؟
نشهد اليوم وبشكل ملموس ما حظيت به المرأة السعودية من دعم وتمكين في كافة الجوانب، سواء الاجتماعية أو المهنية، وذلك تحقيقا لأحد مستهدفات رؤية 2030 ، وهي رفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل من 22 % إلى 30 %، ومن وجهة نظري الشخصية ولكوني امرأة سعودية، فإننا نحظى بدعم كبير لتحقيق طموحاتنا وأحلامنا في جميع المجالات والقطاعات وعلى مستوى محلي وعالمي.
كيف للمرأة أن تكرس طاقاتها وجهودها للتأثير في المجتمعات والأفراد؟
رسالتي لكل امرأة أنتِ ملهمة في عطائك وتأثيرك، فأنتِ نصف المجتمع، وتذكري أن أعظم الناس تأثيرا كانت بداياتهم بسيطة جدا، وأبسط مما تعتقدين، وأقل مما بين يديكِ الآن، لذلك انهضي واصنعي حاضرك، ومستقبلك بنفسك. وتذكري دائما هذه المقولة: "كما يحدد الماضي حاضرك، فحاضرك يحدد مستقبلك".
موضوع هذه السنة احتفالا بيوم المرأة يأتي تحت عنوان "كسر التحيز" كيف تضمين صوتك إلى علامة Pomellato التي عملت في الفترة الأخيرة لرفع صوت المرأة، ودعمها؟
مشاركة وتمكين المرأة هما القوة المحركة لعجلة التقدم والازدهار في المجتمع والاقتصاد بوجه عام، لذا أضم صوتي إلى علامة Pomellato بمساهمتي في دعم وتمكين كل امرأة شغوفة وطموحة تسعى للإنجاز والإبداع في مجالها، وهذا واجبنا جميعا. وأستشهد هنا بمقولة نصير المرأة وقوتها الأمير محمد بن سلمان: "أنا أدعم السعودية، نصف السعودية من النساء، لذا أنا أدعم النساء."
ما الصور النمطية والتمييز الذي تتحدينه بشكل شخصي ومهني في مجالك؟ وكيف يمكنك من خلال خبرتك المساهمة في صياغة مساواة المرأة؟
في يوم المرأة يجب أن نؤمن بأن صياغة المساواة تكون بتعزيز كفاءة المرأة في مجالات عملها، كما أنه يجب أن تكون هذه المناسبة للنهوض بالمرأة لا للهجوم على المجتمعات والعادات والتقاليد في أي دولة. في الحقيقة لم أواجه أي تحديات أو صورة نمطية، والسبب أن العائلة والمحيط هما المساهمان الحقيقيان في تحفيز أي امرأة بالعالم ودفعها للأمام.
تتصدر المملكة وتنافس العالم في إنجازاتها ومبادراتها على الصعيد التقني، وتصبو إلى مستقبل ذكي تكمن فيه حلول مستدامة تكمل أسلوب حياتنا اليومية، حدثينا عن أبرز مهام الوزارة في تطوير التقنيات الذكية ودور المرأة في صناعة القرارات والمبادرات؟
تعمل الوزارة على بناء أساس رقمي متين يرقى لمستوى المعايير العالمية، يسهم في خلق العديد من الفرص الوظيفية في المجال التقني، ورفع الناتج الإجمالي المحلي، عاملة من أجل ذلك على تطوير خطط استراتيجية لنواكب التطورات والتقنيات الحديثة على الصعيد الوطني والإقليمي والعالمي، وصقل المهارات الرقمية الحديثة لاقتصاد رقمي متقدم، إضافة إلى توفير الدعم الفعّال للأنظمة والمنصات الحكومية. وفي الواقع، يعتبر تمكين المرأة من ركائز استراتيجية قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، والتي نهدف من خلالها إلى بناء منظومة رقمية تحتضن وتنمّي وتستقطب العقول والمهارات النسائية الداعمة لعملية التحول الرقمي، وزيادة استدامة فرص العمل النوعية للمرأة في وظائف الاتصالات وتقنية المعلومات، حيث ارتفعت نسبة مشاركة المرأة من 7% في عام 2017 م، لتصل إلى 25% بنهاية عام 2021.
العالم الرقمي وحديث مهم عن العالم الافتراضي، ما خطط المملكة التي تدعم هذه الحركة الرقمية السريعة؟ ومن المؤثر الحقيقي في هذه المعادلة؟
المملكة تتقدم بخطى متسارعة في التحول الرقمي والتطور والتغيير من خلال تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، والمؤثر الحقيقي هو تطلع القيادة الرشيدة إلى مستقبل أكثر إشراقا للسعودية، وإيمانها بثرواتها البشرية والطبيعية والمكتسبة التي أنعم الله بها علينا، وقدرتنا على صناعة هذا المستقبل بعون الله وتوفيقه. ولعلي أتطرق إلى نموذج من خطط المملكة في تمكين الاقتصاد الرقمي، فمن قصر سلوى موطن الملوك والأبطال إلى الرياض عاصمة التقنية والابتكار، أقيم مؤتمر Leap العالمي، وهو حدث يمكّن الاقتصاد الرقمي، ويحفز نمو الاقتصاد، ويحقق التنوع، ويسهم بشكل مباشر في دعم مستهدفات رؤية المملكة 2030، ويعزز مكانة المملكة دوليا بوصفها نقطة التقاء لقادة الفكر وصانعي التغيير من جميع أنحاء العالم والوجهة الحقيقية للابتكار التقني العالمي، وكذلك يدعم توجه المملكة لأن تكون ضمن الدول الأكثر تقدما في مجالي الابتكار واقتصاد المستقبل. ولله الحمد اختتمنا فعاليات النسخة الأولى من المؤتمر، وشهدنا حضور أكثر من 100 ألف زائر وزائرة، ومشاركة أكثر من 506 متحدثين من الخبراء والمختصين وقادة التغيير والابتكار على منصة المؤتمر، لإثراء جهود المملكة لتحقيق التحول الرقمي. وكذلك تواجد أكثر من 716 شركة رائدة وناشئة محليا وعالميا من 129 دولة، وبحضور 330 صندوقا استثماريا ومستثمرين في رأس المال الجريء، و 90 شركة ناشئة تتواجد في المؤتمر الذي تُعتمد فيه التقنيات الناشئة أكثر من أي فعالية أخرى، وتنافست على جائزة تبلغ مليون دولار. وأُعلن عن استثمارات تزيد على 6,4 مليار دولار بهدف دعم التقنيات المستقبلية وريادة الأعمال التقنية، ومن ضمن الإطلاقات المميزة التي تمت خلال مؤتمر ليب العالمي إطلاق برنامج Ignite واستثمار ب 1,1 مليار دولار، للارتقاء بالمحتوى الرقمي والإنتاج الإعلامي في المملكة، وبرنامج Ignite الذي يجعل من المملكة مركزا رائدا لإنشاء المحتوى الرقمي وإنتاجه.
مؤتمر LEAP حدث تقني ضخم قدمته المملكة للعالم حدثينا عن مشاركتك.
انضممت إلى وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في شهر يناير 2021 ، وكانت فترة تشكيل الفريق القيادي لتنظيم مؤتمر ليب، ولله الحمد، حظيت بثقة وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله السواحة، ونائب وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس هيثم العوهلي، بترشيحي للانضمام في الفريق القيادي أو كما يسميه الوزير ب"فريق الأحلام" لتنظيم الحدث الفريد من نوعه، "ليب" كان بالنسبة لنا حلما نسعى لتحقيقه جميعا، وبعد فضل الله ثم دعم وتمكين وتحفيز قادتنا تحقق الحلم، ونعتز بإشادة خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد في مجلس الوزراء بالمؤتمر، فهذا وسام فخر لكل القائمين على تنظيمه وللوطن جميعا، ودافع ومحفز لبذل الغالي والنفيس لبناء مستقبل عظيم لهذا الوطن العظيم بعون الله.
برأيك ما الإنجاز والانتصار الحقيقي للمرأة في المجتمع؟
الإنجاز والانتصار الحقيقي للمرأة هو تجاوزها للتحديات بإرادتها القوية، وتحويلها إلى فرص تحفزها لتحقيق أحلامها وطموحاتها، وتمهيد الطريق، وفتح الأبواب للآخرين.
على الصعيد الشخصي، من تكون العنود الشويعر؟ وما دورك بصفتك امرأة سعودية تسعى إلى أن تكون مصدر قوة وتأثير في ظل رؤية 2030؟
أنا العنود بنت عبدالله الشويعر، أسعى لقيادة التحول في مجال عملي، وأتحدى كل ما هو مُسلَّم به لإحداث التغيير الإيجابي وصناعة الأثر، والمساهمة في تحقيق رؤية السعودية 2030 بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.