قصة تاج سبنسر.. من أشهر التيجان الملكية على الإطلاق
تاج سبنسر تحفة ماسية و واحد من هي أشهر تاج في العالم الملكي، وسترثهاعلى ما يبدو شارلوت أميرة كامبريدج. تقول الشائعات الصادرةعن موقع "غود تو نو" إن خال والدها قد اتفق مع الأمير ويليام على أن هذه القطعة الجميلة التي كانت ملك ليدي ديانا ستُعطى قريبًا إلى شارلوت أميرة كامبريدج كونها الحفيدة الأولى للراحلة ديانا. بانتظار حدوث هذه الخطوة، فلنتتبع خطى واحدة من أشهر قطع المجوهرات في التاريخ.
تاريخ التاج العريق
تعود عناصر التاج الأساسية إلى العام 1767، وقد أعادت دار المجوهرات البريطانية العريقة "غرارد"في ثلاثينيات القرن العشرين صياغتها وتحويل التاج إلى ما هو عليه اليوم، مع إضافة جواهر أخرىمن مجموعة عائلة سبنسروعائدة إلى سبعينيات القرن التاسع عشر. صُمم التاج على شكل إكليل مكون من قلب مركزي محاط بسلسلة من اللفّاتالمزينة بأزهار متنوعة الأشكال.في وسط هذا التاج الذي تتوارثه أجيال أسرة سبنسر، صُمم شكل القلب ليكون تحية إلى ليدي سينثيا هاميلتون (جدة ديانا) في زواجها عام 1919 منفيكونت ألثورب الذي صار لاحقًا إيرل سبنسر السابع. ومن المعروف أن الليدي ديانا وضعت هذا التاج في حفل زفافهاإلى الأمير تشارلز في 29 يوليو عام 1981. كما زيّنت هذه القطعة إطلالات ديانا في العديد من المناسبات الأخرى، من بينها سبع حفلات على الأقل بين عامي 1983 و1992وفق ما ذكرته مجلة "بيبول".
بين القصص والحقائق
من بين أكثر الحقائق الملفتة والمشوقة عن هذا التاج، تفاصيل تصنيعه. كما ذكرنا، إنتصميم تاج سبنسر، على غرار الكثير من المجوهرات الملكية، يُنسب إلى دار "غرارد"، لكن تاريخ صنعه يبقى مجهولًا. يقال إن طلب تصميمه جاء في الثلاثينيات من الليدي سينثيا هاميلتون ابنة دوق أبركورن الثالث وزوجة إيرل سبنسر السابع. لم يكن ابتكارًا أصليًا بل جمعًا لقطع متنوعة عائدة إلى حقبات تاريخية مختلفة ومنفذة على أيدي مختلفة، وهو ما يجعل هذا التاج قطعة مجوهرات فريدة بالفعل. الجزء المركزي الذي كان في الأصل قطعة واحدة، وصل إلى يدالليدي سينثيا هاميلتون في عام 1919 كهدية زفاف من الليدي ساره إيزابيلا. في حين أن جناحي الإكليل قديمان أكثر، وقد تم تركيبهما معًا لبناء هيكل تاج سبنسركما نعرفه اليوم: قطعة ناعمة مزينة بالأزهار ومتلألئة بأحجار الماس المقطوعة بقصات مختلفة منسقة لنسج أشكال النجوم وأزهار التوليب والأوراق.
ومن القصص الأخرى حول هذه القطعة،اختيار ليدي ديانا الشخصيأن تضع هذه القطعة بالتحديد بدلًا من تاج "لوفرز نوت" في عرسها. وفي الواقع، إن العادة اقتضت أن تضع ديانا تاج "لوفرز نوت" الذي كان هدية زفاف من الملكة إليزابيث الثانيةالتي ورثتها بدورها من الملكة الأم. الملكة الأم كانت قد طلبت تصميمتاج "لوفرز نوت" ليكون نسخة عن جوهرة خاصة بجدتها أوغوستا أميرة "هيسه كاسل". ويتألف تاج "لوفرز نوت" المميز بأسلوب نيوكلاسيكي فرنسي والنابض بشاعرية بارزة، من عقد متشابكة بشكل جميل.يقال إن رقي إرث أسلاف العائلة المالكة يتجلى في هذا التصميم الساحر المصنوع من تسعة عشر لؤلؤة شرقية متدلية بين عُقد الحب التي تتوسط كل منها ماسة دائرية متألقة. غير أنه وبخلاف التقليد، فضلت الليدي ديانا إتمام طلة فستان التفتا الحريري العاجي الشهير الذي صممه الثنائي إليزابيث وديفيد إمانويل، مع قطعة من إرث عائلتها، بمناسبة زواجها من الأمير تشارلز في 29 يوليو 1981. وبهذه الطريقة، أكدت اعتزازها بانتمائها إلى عائلة إنجليزية أرستقراطية وكرّمت جدتها الليدي سينثياهاميلتون.
وعلى عكس الليدي ديانا، إن والدتها فرانسيس روث روش لم تضع تاج سبنسر في زفافها عام 1954إلى إدوارد جون سبنسرالملقب ب"جوني"، إيرل سبنسر الثامن والمعروف أيضًا بفيكونت ألثورب. كما أن الليدي كيتي سبنسر لم تضع هذا التاج حين تزوجت في العام الماضي من مايكل لويس، بل كللت إطلالة فستانها الرائع الذي صممته دار "دولتشي أند غابانا" مع مجوهرات أقل شهرة من مجموعة سبنسر، وذلك في تحية إلى عائلتها.ويقال إن "كيتي" اتخذت هذا القرار فقط لتجنب أي أفكار حزينة قد تذكّربوفاة الليدي ديانا. إذًا، إن آخر مناسبة استطعنا فيها تقدير جمال هذه القطعة المدهشة كانت زفاف سيليا مكوركوديل (ابنة ليدي ساره سبنسر وابنة أخت الأميرة ديانا)وجورج وودهاوس، الذي أقيم في بلدة ستوك روشفور في مقاطعة لينكنشير عام 2018.
من أهم التيجان الملكية الأيقونية
احتفالًا باليوبيل البلاتيني للملكة إليزابيث الثانية من 18 مايو إلى 15 يونيو 2022،استضافت دار المزادات البريطانية "سوذبيز" في مقرهاالموجود في شارع "نيو بوند ستريت" أكبر معرض للتيجان يقام في بريطانيا منذ أكثر من 20 عامًا. مع نحو 50 إكليلًا ملكيًا وأرستقراطيًامعروضًا، بما في ذلك تاج الزمرد والماس الذي صممه الأمير ألبرت للملكة فيكتوريا (ويقال إن الإمبراطورة جوزفين بونابرتوضعته)،وعدد من القطع التي تزين بها الضيوف الملكيون في حفل التتويج عام 1953، أظهر معرض "القوة والصورة:تيجان ملكية وأرستقراطية" Power & Image: Royal & Aristocratic Tiarasتغيّر الذوق الملكي في ما يخص التيجان.بالتركيز على العهد النابليونيوفترة "الحقبة الجميلة"، ضمّت المجموعة التي عرضتها دار المزادات الشهيرة أيضًا تاج سبنسرالأيقوني.
حتى لو كانت المناسبة التاليةالتي سنستطيع فيها تقدير هذه التحفة البريطانية النفيسة لا تزال غير معروفة، من المؤكد أن التاج الذي هو اليوم بحوزة شقيق الليدي ديانا تشارلز سبنسر، إيرل سبنسر التاسع، سيعتلي رأس أحد أعضاء العائلة المالكة يومًا ما. وفي الواقع، يبدو أن عائلة سبنسر قررت تخصيص التاج لإحدى حفيدتي الليدي ديانا المباشرتين، وهي الأميرة شارلوت التي تبلغ الآن من العمر 6 سنوات وتحتل مكانة عالية جدًا في خط خلافة العائلة المالكة. وعلى ما يبدو أن تشارلز شقيق جدّتها المقرّب جدًا من والدها الأمير ويليام، قرر أن يكون الأمر متروكًا لها في امتلاك هذا التاج في المستقبل. ولذلك، فإنه من المرجح أن نراه من جديد، وهذه المرة مع الأميرة شارلوت التي قد تجعلهنجم زفاف ملكي مستقبلي.