محاور المشاهير عدنان الكاتب يحاور الرئيس التنفيذي لـChaumet جان-مارك مانسفيلت

حوار: عدنان الكاتب Adnan alkateb

التقيت "جان-مارك مانسفيلت" Jean-Marc Mansvelt بضع مرات، وكانت أولها قبل نحو ثلاث سنوات في مكتبه في ساحة الفاندوم الشهيرة وسط العاصمة الفرنسية باريس، عند بداية توليه منصب الرئيس التنفيذي لدار المجوهرات الفاخرة " شوميه"Chaumet ، قادماً من دار "لويس فيتون" Louis Vuitton الشهيرة، وفي ذلك اليوم لمست عن قرب إصراره على إعادة أمجاد هذه الدار العريقة بعد غيابها لسنوات، أو لنقل بعد "كبوة" طويلة استمرت فيها بعيدة عن المنافسة في سوق المجوهرات الذي بات يغص حالياً بالكثير من دور المجوهرات القوية التي تسعى لكسب المزيد من الزبائن الخاصين، وبالفعل نجح هذا القيادي الخبير الذي تخرّج في المدرسة العليا للتجارة في فرنسا، وتو مناصب عالية في مجموعة "لوريال" قبل انضمامه إلى شركةLVMH ، ومن ثم" شوميه"، في إعادة أمجاد هذه الدار العريقة في زمن قياسي، حيث تضاعفت مبيعاتها، وباتت تأخذ حصة كبيرة من السوق.

اليوم أتحدث مع "جان-مارك مانسفيلت" Jean-Marc Mansvelt عن حكايته المستمرة مع دار "شوميه" Chaumet وعن علاقة هذه الدار العريقة مع المرأة العربية ومنطقة الشرق الأوسط، وعن المجموعات والمبتكرات الجديدة، كما أتحدث معه عن متجرها في الطابق الأرضي من "دبي مول"، الذي يحملنا في رحلة افتراضية إلى ساحة فاندوم، تكريما لإرث الدار الباريسي، فخلف الواجهة الزجاجية الزرقاء، يطل علينا متجرا راقيا، فرنسي الأجواء يعكس رموز الدار، التي أسسها سنة 1780 "ماري إتيان نيتو" Marie-Etienne Nitot صائغ زفاف "نابوليون" Napoléon من "جوزفين" Josephine والصائغ الرسمي للإمبراطورة جوزفين منذ عام 1805 . ونستكشف مجموعات الدار المميزة بدقّة تصاميمها وتوهّج أحجارها، في إبداع معاصر يحترم جذورها التاريخية وتقاليدها الحرفية، ويقدّم مجوهرات. ماذا تفعلون اليوم؟
ما نفعله اليوم يعكس رؤية جديدة لدار "شوميه"، تعود إلى جذور العلامة الباريسية المرتكزة حول التفاصيل والحرفية. فها نحن نخبركم من خلال المتجر الذي جددناه الكثير من حكاياتنا وقصصنا ذات الطابع الباريسي. هذه المساحة الجديدة ستجذبكم بمشاعرها وأحاسيسها وحس الفخامة والنبل، من دون أن تفرض عظمتها بالقوة. فما يهمّنا هو أن يشعر الزائر بمزاج جميل وكأنه في راحة منزله، فيرغب في البقاء. سافرتم منذ فترة ليست ببعيدة بدار "شوميه" إلى القارّة الإفريقية مع مجموعة "تريزور دافريك" ..Tresor d'Afrique
كيف كانت ردة فعل زبائنكم على هذه التشكيلة الملهمة؟

لاقت نجاحاً كبيراً، وقد بيعت معظم القطع. كانت خطوة جريئة ومغامرة نوعا ما، فلم يسبق لأحد في عالم المجوهرات أن قدّم مجموعة مرتبطة بالكامل بإفريقيا. وكان الجميع مهتما جدا برؤية كيف يمكن لدار "شوميه" أن تستوحي من إفريقيا. كان التجاوب رائعا. مجموعة "جوزفين إيغريت" Josephine Aigrette القابلة للجمع والتنسيق التي جرى إطلاقها بمناسبة يوم الحب في فبراير / شباط الماضي، ما زالت تحقق رواجا ونجاحا كبيرين، ما السر برأيك؟ الكل يعرف مجموعتنا الأيقونية "جوزفين". نواصل عبر السنين توسيعها وتطويرها، والآن نقدّم تشكيلة بطعم عالم الموضة العصري، وتستطيع المرأة من خلالها أن تضفي لمستها الشخصية الفريدة على طلّتها من خلال الاختيار والجمع بين تصاميم الخواتم المختلفة على طريقتها ومزاجها. مجموعة "جوزفين" الأساسية تركّز أكثر على الماس والأحجار الكريمة، وقد تكون أكثر عظمة. لكن التشكيلة الجديدة تسمح للمرأة بالتغيير كل يوم، فتكون المرأة ذاتها وامرأة مختلفة في الوقت عينه. وهنا أود أن أؤكد أن "شوميه" بابتكاراتها الرائعة المختلفة،  تروي لحظات رائعة مختلفة، في مناسبات مختلفة، ولأسباب مختلفة.
وماذا عن المجموعة الجديدة Josephine Aigrette imperiale؟
هذه المجموعة انعكاس نفيسٌ لذوق المرأة، وتشمل قطعا استثنائية أنيقة لا يحدها زمان، ويتميّز كل منها بأوجه اختلاف مبتكَرة تتمحور حول تيجان الإمبراطورة. وكالقطرات البرّاقة، تتناثر ماسات "إغرِت آمبِريال" بتألّقٍ حول الحجر المركزي الذي يكون إمّا ماسة أو حجر ياقوت أحمر بقطع الكمثرى. وتجمع التشكيلة الأولى بين الألماس والياقوت الأحمر. وهي أحجار نادرة وثمينة تشكّل فروقا لونية دقيقة للغاية عند جمعها معا بشكل تاج أو قلادة مَرِنة أو قلادة مصمّمة مع حلية متدلّية أو زوج من الأقراط المتدلّية. أمّا المجموعة الثانية، المرصّعة برمّتها بالألماس، فإنّها تضمّ تاجا وقلادة وزوجا من الأقراط المتدلّية وسوارَين ناعمَين.

مجموعة "بي ماي لوف" Bee my love المستوحاة من عالم النحل رائجة جدا في منطقتنا. ما السبب برأيك؟
في هذه المنطقة تحديدا، تلقى المجموعة نجاحا هائلا، خاصة بفضل قابلية الجمع والتنسيق بين قطع المجموعة. سكان المنطقة يحبّون هذا الأسلوب.

لماذا نرى علامات مجوهرات كثيرة مثل "شوميه" تقدّم أكثر فأكثر خيارات معقولة الأسعار إلى جانب المجموعات الراقية والفاخرة؟

لنتشارك عالمنا مع عدد أكبر من الناس، وننفتح أكثر على الجميع.
ما مشاريعكم الآتية في الشرق الأوسط؟
المرحلة الأولى هنا البوتيك الجديد، بصفته ضوءا جديد نسلّطه على الدار. فمن دبي انطلقنا في بداية جديدة. وفي السنوات الآتية، سنفتتح المزيد من المتاجر، وسنكون مرئيين ظاهرين أكثر، لأننا ندرك أن في المنطقة إمكانيات كبيرة لنا. ونعرف أن لدينا في المنطقة زبائن يملكون مستوى مميزاً من النضوج والإدراك والذوق الرفيع. فصارت الآن مهمتنا أن نكون ظاهرين أكثر، وأنا متأكد من أن الناس سيكونون راضين ومسرورين. لكن علينا الآن بذل بعض الجهد الإضافي.

في السعودية تحديداً، تجربتنا الحديثة إيجابية جداً، فنشعر مرة جديدة بأن الناس سعداء بإعادة اكتشاف "شوميه" أو اكتشافها من جديد. "شوميه" من أقدم دور المجوهرات في العالم، وهي موجودة في منطقتنا منذ زمن بعيد. نساء كثيرات يعرفنها من خلال والداتهن وجدّاتهن. هل تهتمّ الدار بمفهوم انتقالية المجوهرات عبر الأجيال؟
نعم طبعا. الإرث جزء لا يتجزأ من قصّة "شوميه". بمناسبة افتتاحنا متجر دبي الجديد، صمّمنا قطعا حصرية فريدة لا تتوفر في العالم إلا قطعة واحدة منها، ما يجعلها استثمارا عائليا وكنزا يستحق التوريث والتسليم لأجيال وأجيال. وهذا تماما ما نحاول قوله أيضا من خلال إكليلي "جوزفين إيغريت" Joséphine Aigrette الحصريين لبوتيك دبي، فالتاج الكبير للأم والصغير للابنة.
ماذا عن الساعتين الفاخرتين المصممتين حصريا لبوتيك "دبي مول"؟
ألوان الساعتين مستوحاة من منطقة الشرق الأوسط. الساعة السرّية المخبأة في سوار رائعة الجمال؛ ونحن أيضا فخورون جدا بساعة "روند دو نوي" Rondes de Nuit مع علبتها الرائعة، وماساتها، وجلد التمساح الأخضر، وتفاصيلها الدقيقة، واللمسة الياقوتية الحمراء. حجر الملكيت الرائع يخطف الأنفاس، وقد عمل الحرفيون في مشغلنا بدقة عالية لاختيار الحجر وتنفيذ التصميم المرسوم بالحجر الطبيعي. وحفروا على ظهر الساعة أنها الوحيدة في العالم. اللون الأخضر قوي لكنه في الوقت نفسه أنيق، وطبعا الشكل الإجاصي رمز أيقوني لمجموعة "جوزفين". كان من المهم لنا أن نقدّم تحية إلى هذه المنطقة، وإلى هذا الافتتاح الذي يمثّل خطوة حاسمة.
ما الرسالة التي توجّهها إلى المرأة العربية؟ لماذا ستختار "شوميه"؟
أعتقد أن "شوميه" فريدة حقا، واختيارها يقول الكثير عنك، من ناحية التاريخ، والذوق، والثقافة، وما يميّزك عن الغير. "شوميه" جزء من تاريخ فرنسا وعائلتها الملكية منذ نحو قرنين ونصف القرن. نحن جزء من هذا التاريخ، لكننا في الوقت نفسه معاصرون وعصريون.
ما انطباعك عن المرأة العربية؟

كلما اكتشفت هذه السوق أكثر وزبائننا هنا أكثر، أدركت كم أن مستوى متطلباتهم عالٍ. وليس صحيحا أن السبب هو حب المظهر أو الاستعراض، بل السبب هو العمق والجودة اللذان يصنعان الفارق. إنه أمر يثير اهتمام دار "شوميه"، لأن المرأة العربية تفهم حقيقة ما يجري في كواليس المجوهرات وفي المشاغل وفي كل المراحل. وهذا ما تجسّده "شوميه" منذ سنين عديدة، وهو سبب صمودنا. مررنا بتقلّبات كأي علامة تجارية، لكننا في النهاية صمدنا وما زلنا على قيد الحياة.