مصمم المجوهرات الإيطالي Roberto Coin لـ"هي": الإبداع حرية ولذا وضعت قانوني الخاص
الإيطالي المبدع "روبرتو كوين" Roberto Coin ، مصمم مجوهرات شهير، ومالك علامة مجوهرات Roberto Coin ، بنى لنفسه اسما بارزا عبر السنوات ارتبط بابتكاراته وميله نحو كسر التقاليد في عالم صناعة المجوهرات. كما عرف بين شركات الذهب والمجوهرات بحرصه على المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية، وهو ما خوله الحصول على جائزة Palladio الدولية لأفضل علامة تجارية للمسؤولية الاجتماعية للشركات في صناعة المجوهرات. جعل روبرتو كوين مفهوم "الترف المسؤول" أحد مفاهيمه الأهداف الرئيسة للشركة، وهو أحد مؤسسيالمجلس العالمي للماس، الذي يمثل منتجي الماس، وهو المحاور الرئيس في الأمم المتحدة للتأكيد على أن الأحجار تأتي من مناطق خالية من النزاع. تُعتمد جميع أنواع الألماس المستخدمة في مجموعات العلامات التجارية من خلال نظام شهادات عمليةKimberley الذي يضمن أنها تأتي من مناطق خالية من النزاع (يحتوي كل بند من عناصر الضمان والفاتورة على بضعة أسطر عن شهادة المنشأ).
كيف تصف رحلتك في عالم تصميم المجوهرات منذ عام 1977 حتى اليوم؟
إنها رحلة مثيرة للاهتمام بلاشك؛ زرت خلالها 116 بلدا، وكان ذلك هو الشق الأكثر إثارة بالنسبة لي. ولكن على الرغم من هذه
الرحلة الممتعة، أنا معتاد على الشعور بالحزن، إذ فقدت والديّ في سن صغيرة. وأُرسِلت بعد وفاتهما إلى مدرسة داخلية فيسويسرا، حيث أتممت دراستي، ووقعت في حب عالم الفندقة الفاخرة، وتخصصت فيه، ومن ثم انتقلت بعدها إلى إنجلترا لتعلم
الإنجليزية. تعلمت في مجال الضيافة عبر تدريب مكثف بأن تكون لدي عقلية فذة وذاكرة بصرية وبديهة سريعة لمعرفة ما يحتاج إليه الضيف، ولتحديد الأسئلة الصحيحة التي يجب طرحها. تعلمت أيضا أن أقدر الجمال، فلا بد أن تكون غرفة الضيف مزودة بعناصر جمالية أنيقة ومبهجة للنظر. عالم الفندقة هو الحياة بحد ذاتها، طعام رائع وأجواء ممتعة ومحيط من الجمال. وعلى الرغم من نجاحي الكبير فيه، إلا أن بريق الأزياء كان مذهلا بالنسبة لي، وكان لا بد لي من الخوض في غماره، ولذا قررت الانتقال إلى إيطاليا. ولمدة ست سنوات بعدها، قابلت الكثير من الأشخاص، وتعلمت كل ما يمكن معرفته عن عالم الأزياء الأنيقة من حول العالم. صممت لدور أخرى بشكل ناجح للغاية، وكنت أقدم معها بعض المجوهرات. ومن ثم، عملت مع دور مجوهرات فاخرة لأقدم رسوماتي لهم مثل "تيفاني أند كو" وغيرها. وفي مرحلة ما، غمرني شعور ملحّ لأن أصنع علامتي الخاصة التي تحمل اسمي. وها نحن هنا اليوم.
ما الذي يمتعك في رسم تصاميم المجوهرات؟
أشعر براحة كبيرة عندما أرسم تصاميم المجوهرات. لا بد أن تكون في حالة مزاجية معينة، فعندما يكون العقل مليئا بالأفكار الجيدة لا يصيبه الحزن أبدا. عندما يكون الفكر مسترخيا يكون العقل في حالة سعادة تجعله يبدأ شيئا ثم يعيد رسمه بحماس حتى يصل إلى النتيجة المرضية له والتي تعبر عنه.
ما العنصر الأهم بالنسبة لك والذي تركز عليه من خلال رسومات تصاميم المجوهرات؟
لا بد من استباق الوقت وتوقع المستقبل عند رسم قطعة مجوهرات، وذلك لأن عملية تحويل الرسومات إلى تصاميم فعلية ومن ثم صياغتها بمعادن وأحجار كريمة معينة قد يستغرق عاما أو عامين. ولذا، عليّ أن أراعي هذا الأمر؛ حينما أرسم لا بد أن أتخيل ماذا ترتدي المرأة التي سوف تختار هذه المجوهرات.
ما الذي يجعلك مختلفا عن الآخرين؟
أحب أن أكون غريبا ومختلفا ومتغيرا. منذ بدايات حياتي المهنيةكنت أبدأ شيئا وأنجح به، ومن ثم أقفز إلى شيء آخر، فالإبداع حرية. أنا دقيق للغاية مثل السويسريين، أفكر بأسلوب إنجليزي مثلالبريطانيين، ولدي جانب إبداعي مثل الإيطاليين. أخبرني الكثير من الناس بأن أسلوبي لن يخلق أبدا "علامة" تجارية ناجحة. أؤمن بأن ال"علامة" التجارية هي معتقد روحي يفرض نوعا على العميل ليعبر عن أسلوب العلامة وتوجهاتها، ولكي تحقق انتشارا علىنطاق واسع وأرباحا في نهاية الأمر. أما أنا، فلدي مفهوم مختلف أعمل به، أشعر دائما بأني غني ولا أقصد بهذا الأمر المال تحديدا، أؤمن بأن لدي دائما ما يكفيني، ولذا أركز على الإبداع والحرية فيرسوماتي لأقدم ما يعبر عني على طريقتي. وهذا الأمر أكثر صعوبة بكثير من الفكر التقليدي لتكوين العلامة التجارية. أؤمن بأن كل امرأة مختلفة عن الأخرى، وتبحث دائما عن الجديد، ولذا أقدم سنويا ما يقارب 600 نموذج، وهو ما يعني اثنين في اليوم تقريبا. أحب أن أقدم لعملائي خيارات منوعة من حيث التصاميم والألوان والأسعار. قد يخالف ذلك المفهوم السائد ل "العلامة"، ولكن تلك هي طريقتي، وهناك من تعجبهم أفكاري، ويختارون اقتناء مجوهراتي.
هل من قطعة مجوهرات مفضلة لديك؟
أقع في غرام قطعة مجوهرات جديدة كل يوم! عندما أنتهي من رسوماتي أضعها جانبا ولا أعود إليها، لأني أشعر بأن لدي المزيد دائما من الأفكار الجميلة. شغفي الكبير بالمجوهرات يجعلني أقدم أساليب متجددة في المجوهرات.
هل هناك محطات تركت علامة في مشوارك بعالم المجوهرات؟
بالطبع، هناك الكثير منها، فأنا فخور للغاية بقصة الماس Cento التي تعني 100 باللغة الإيطالية. إنها قصة ثورية للماس حاصلة على براءة اختراع حصرية. تعكس قصة الماس 100 جانب، أي ما يقارب ضعف القطع القياسية، فهو يلتقط ويعكس الضوء من خلال عملية أطول بكثير وأكثر تعقيدا من تلك المستخدمة مع الماس الآخر. والنتيجة هي مشهد حقيقي وساحر من الأضواء بشكل الأزهار التي تحددها الجوانب المئة المنعكسة. وهي أولمجموعة وضعت فيها بصمة حجر الروبي داخل القطع. أعتز كثيرا بكوني أول من قدم تصميم حمار وحشي في المجوهرات، إضافة إلى العديد من القطع الغريبة في عالم المجوهرات.
مجوهراتك تحمل توقيعك عبر حجر روبي صغير داخل القطعة. لم اخترت هذا الحجر تحديدا؟
حجر الروبي له مكانة خاصة في العالم العربي ومصر تحديدا. أعشق الحضارات، وأدرسها بتمعن، كما تجمعني بأخي هواية
اقتناء الأعمال الفنية. قرأت في أحد الكتب الأثرية بأن الروبي هوالحجر الوحيد الذي يقدمه أهل مصر لزوجاتهم، لأنهم يؤمنون بأنه يكتسب طاقته الإيجابية عندما يلمس جلد المرأة، ليصبح حجرا يبعث على التفاؤل والوفرة. عندها فكرت بأنه سيكون من الرائع أن أضع هذا الحجر هدية مرصعة داخليا في كل قطعة من "روبرتو كوين" لكي تلمس بشرة المرأة التي ترتديها، وتجلب لها الكثير من السعادة، وكانت بالفعل وقفة مهمة في تاريخ "روبرتو كوين".