مصممات مجوهرات سعوديات .. من المغامرة إلى النجاح
إعداد: لمى الشثري Lama AlShethry
انطلاقة المواهب النسائية السعودية باتت حديث العالم، وخاصة مع تمكين المرأة ضمن رؤية المملكة 2030 . وتابعنا باستمتاع تغيّر مشهد صناعة المجوهرات في السعودية، ليتحول من منصة تهيمن عليها كبرى دور المجوهرات الفاخرة إلى حاضنة للمواهب الجديدة في عالم تصميم المجوهرات. نستعرض لكم اليوم 4 مصممات مجوهرات سعوديات غامرن بخوض تجارب فريدة في عالم المجوهرات، وحققن نجاحا لافتا. تحدثنا معهن حول المشهد الحالي لتصميم المجوهرات في السعودية، كما تطرقنا إلى تمكين المرأة ضمن رؤية 2030 . وتعرفنا أكثر إلى أحلامهن الجميلة في عالم تصميم المجوهرات.
الأميرة نورة الفيصل
أسست نورة الفيصل علامة NUUN Jewels من وحي أول حرف من اسمها “نون”. أبدعت في تقديم مجموعات فريدة من جذور ذكرياتها السعيدة في السعودية. تعشق نورة التراث العريق للسعودية، والذي مزجته بفن مع ابتكاراتها في عالم تصميم المجوهرات. بدأت رحلتها من دراسة الأدب الإنجليزي مرورا بالتصميم الداخلي إلى أن التحقت بإحدى ورش العمل المرموقة لتصميم المجوهرات في فرنسا، ولعل ذلك ما جعلها تختار مدينة باريس لتكون مقرا لمتجر مجوهراتها في شارع سانت أونوريه العريق.
وفي حديث مع مجلة "هي" أخبرتنا نورة عن رأيها في عالم تصميم المجوهرات حاليا بالسعودية، بقولها: "أرى بأن مشهد تصميم المجوهرات في السعودية في مرحلة نمو، وهي فرصة مثيرة وحقيقية للمصممين من الشباب بشكل عام ومصممي المجوهرات بشكل خاص. يتواصل معي بشكل مستمر طلاب ورواد أعمال شباب للبحث عن النصيحة. إنه مشهد مليء بالإمكانات الواعدة". وعن رؤية المملكة 2030 تقول نورة: "بكل صدق، أشعر مثلما يشعر الكثير بأن رؤية 2030 قد خلقت من أجلي! لكوني امرأة وسيدة أعمال، فقد دعمتني الرؤية باستهدافها خلق بيئة حاضنة يزدهر فيها الرواد من أمثالي. أشعر بتمكين الرؤية لي وللعديد مثلي للبدء في التفكير والنظر في إنشاء صناعاتنا الخاصة". أما عن أحلامها في ما يتعلق بعلامتها NUUN Jewels ، فتحدثنا نورة: "أحلامي بسيطة تتلخص في تمكني من الاستمرار في التصميم والتطور لكي أصل إلى أعلى ما يمكن الوصول إليه في الجودة والحرفية في الصنع، إضافة إلى الاستمرار في تمثيل التصميم السعودي عالميا".
شذا صبّاغ
شذا صبّاغ باحثة ومصممة مجوهرات جمعت بين الشغف بالمعرفة وتصميم المجوهرات، فحب الاطلاع جعلها تحصل من بريطانيا على درجة الماجستير ومن بعدها الدكتوراه في مجال جديد على عالم التصميم في البلدان العربية والخليجية، وهو التصميم بالتكنولوجيا وتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد. أسست علامتها Shatha London لتكون مظلة لمجوهراتها الفريدة. تخبرنا شذا عن تجربتها بقولها: "عملت سابقا في مجال المجوهرات باستخدام الطرق التقليدية من الرسم والتنفيذ اليدوي، وكانت لي رؤية بأن العالم يتقدم نحو التقنيات الرقمية، فقررت من خلال دراستي للماجستير والدكتوراه في التصميم والتكنولوجيا العمل على إيجاد أساليب حديثة ومبتكرة في التصميم والتصنيع باستخدام التكنولوجيا المتقدمة". وتضيف شذا: "المملكة العربية السعودية أصبحت في واجهة الدول المتقدمة، وعملت على تمكين المرأة في مختلف المجالات وإعطائها مساحة كبيرة، ليكون لها دور فعال في تطوير وازدهار المملكة". تعمل شذا بجد على تحقيق أهدافها لكي ترى علامتها حيث خططت لها.
ليليان إسماعيل
حملت بفخر لقب "أصغر مصممة مجوهرات" بالسعودية، وهي الآن ضمن الأسماء النسائية المتصدرة في عالم تصميم وصياغة المجوهرات في الخليج العربي. وعلى الرغم من أن ليليان درست في Pratt Institute في نيويورك إلا أن الشغف بالتراث والتاريخ في السعودية الذي يمثل جزءا لا يتجزأ من هويتها هووقودها لتقديم مجموعات فريدة.
في حديث خاص بمجلة "هي" تقول ليليان: "تغير مشهد تصميم المجوهرات بشكل ملحوظ خلال السنوات الماضية. عندما بدأت التصميم عام 2013 كان هناك شح في المصممات السعوديات، أما الآن، فنرى إقبالا كبيرا على عالم المجوهرات من الشابات، سواء كن صائغات أو مصممات. يتواصل معي عدد كبير من المقبلات على هذا المجال، سواء للحصول على مشورة قبل دراسة تصميم المجوهرات أو للانضمام إلى ورش عمل للتعلم قبل الانطلاق في إنشاء علامة تصميم مجوهرات". وتضيف ليليان: "رؤية المملكة 2030 ساعدت المرأة في التوغل بالعمل مع الرجل، ووسعت الآفاق للمرأة لكي تخوض غمار جميع المجالات سواء تصميم المجوهرات أو غير ذلك". وعن أحلامها في ما يخص علامة "ليليان إسماعيل" Lillian Ismail ، تقول :"أحلم بأن تتألق مجوهراتي على السجادة الحمراء، سواء في الوطن العربي أو عالميا". وتضيف: "كما أتمنى أن تجد تصاميمي حيزا ضمن متاجر التسوق الراقية في نيويورك أو باريس أو ميلانو، وأن تكون في موقع منافسة مع علامات مجوهرات عالمية".
سارة أبوداود
أسست سارة أبوداود مصممة المجوهرات السعودية علامتها عام 2008 ، وأطلقت عليها "مجوهرات ياتاغان" التي تعني السيف باللغة التركية. درست بالمعهد العالمي لعلوم المجوهرات في بلجيكا، كما حصلت على الشهادة الدولية من المعهد الأمريكي للأحجار الكريمة في لندن GIA . خاضت سارة رحلة صعبة وشائقة تضمنت الكثير من المغامرات، وفي حديث لمجلة "هي" أخبرتنا سارة عن رأيها في المشهد الحالي لتصميم المجوهرات بالسعودية بقولها: "اليوم أي مصمم أو مصممة سواء في المجوهرات أو في مجالات التصميم المتنوعة يمر في مرحلة ذهبية في السعودية، وذلك لبضعة أسباب. أولا، العميل اليوم منفتح ويتوقع الأفضل، وهو ما يضيف تحديا إيجابيا يحفز المصمم للابتكار والطموح المتجدد. ثانيا، الجهات الحكومية المختلفة تبحث عن وسائل لدعم المصمم ليس فقط للنجاح محليا، بل للنجاح إقليميا، ومن بعدها عالميا بإذن الله". وتضيف سارة: "إن رؤية المملكة ٢٠٣٠ ، ولله الحمد، تمثل أوكسجين النمو الاقتصادي. على الشخص الاجتهاد والمثابرة ليحظى بدعم الرؤية والجهات المعنية بكل قوة. هناك برامج مخصصة للكوادر، كتنمية التصدير، وتسهيل الإجراءات وغيرها".
أما عن حلمها، فتقول سارة: "منذ اليوم الأول، حلمت بأن تكون علامة ياتاغان وسيلة يمكن لعملائي أن يعبروا من خلالها عن أنفسهم ومشاعرهم وطموحاتهم. هناك من يلبس من مجموعة حب، ليحتفل بزواج مبارك بالحب، أو من مجموعة حرية، للاحتفال بوطن دعم المرأة فيه بالقيادة والتمكين، أو مجموعة "الله" ليتذكر فضل الله عليه في كل لحظة". وتختم بقولها: "أتمنى أن أتمكن عبر تصاميمي من مشاركة عملائي أفراحهم، وكذلك طبعا مواساتهم في الأوقات الصعبة".