أشهر 4 دبابيس بروش للملكة اليزابيث

يصعب التكهّن بالعدد الفعلي لدبابيس البروش التي تحتويها خزانة مجوهرات الملكة اليزابيث. إذ تضمّ مجموعة مجوهراتها أعدادًا ضخمة من أفخم القطع حول العالم، وهي تعير اهتمامًا خاصًا بدبابيس البروش، شأنها بذلك شأن كلّ الملكات حول العالم، السابقات والحاليات واللّاحقات. إذ أصبح ارتداء قطعة البروش من قبل نساء العائلات المالكة في المناسبات الهامة "بروتوكولًا أناقيًا" واجبٌ الالتزام به.

تعمد الملكة اليزابيث إلى ارتداء بروشات مختلفة في كلّ مناسبة، ولكلّ قطعة قصّتها وتاريخها، ولأنّ عددها كبير ومن الصعب حصرها في موضوع واحد اخترنا أشهر أربعة بروشات لها، للتعرّف على مواصفاتها واكتشاف قصتّها من ألفها إلى يائها.

بروش جريما روبي

دبوس بروش جريما روبي- الصورة من AFP
دبوس بروش جريما روبي- الصورة من AFP

 

هذا البروش عزيز جدًا على قلب الملكة إليزابيث الثانية، فهو هدية شخصية من قبل دوق إدنبرة الأمير فيليب في عام 1966.

من المؤكد أنّ هذه القطعة تحتل مكانة خاصة في مجموعة The Queen: فقد ارتدتها في الصور الرسمية بمناسبة مرور 70 عامًا على زواجها من الأمير فيليب في عام 2019.

يتميز البروش بحجر ياقوت منحوت في المنتصف مع ذهب أصفر يشع من المركز بست قطع من الياقوت المنحوت أصغر حجمًا من الحجر الأساسي، وقطع ألماس صغيرة متناثرة في جميع الأنحاء.

سُميّ هذا البروش تيمناً بالصائغ الذي صنعه ويدعى Andrew Grima، وهو مصمم مُعتمد من قبل العائلة المالكة إذ ارتدت عدّة نساء من العائلة من تصميماته، بمن فيهنّ الأميرة آن والأميرة مارجريت.

كانت الملكة ترتدي الهدية بانتظام طوال فترة حكمها، بما في ذلك الظهور خلال بثها السنوي لعيد الميلاد. وفي عام 2011، اختارت الهدية لواحد من أهم الأحداث الدبلوماسية في عهدها: زيارة الدولة التاريخية إلى أيرلندا.

بروش مابل ليف

الملكة اليزابيث- الصورة من AFP
الملكة اليزابيث- الصورة من AFP

يُعتبر البروش الملكي الكندي مابل ليف Maple Leaf أو ما يُعرف ببروش ورقة القيقب واحدًا من أكثر القطع شهرة وتميزًا في مجموعة المجوهرات الملكية. شكله المميّز والمُلفت وتكوينه الماسي المبهر يجعله من القطع المفضّلة لدى العائلة المالكة.

اشترى البروش الملك جورج السادس لزوجته الملكة إليزابيث في زيارة رسمية لكندا في عام 1939، وهي الأولى من قبل العاهل الحاكم عشية الحرب العالمية الثانية.

ولكن هناك قصّة أخرى لهذه القطعة، فوفقًا لرواية جو هيستيد وهو ابن صائغ المجوهرات في فانكوفر، فإنّ من صنع هذا البروش هو والده ويليام.

يقول إنّ والده صنع بروشًا مزدوج المشبك، مع ورقتي قيقب لزوجة رجل الأعمال الإنجليزي جورج ويستون، والتي ارتدته في حفلة حديقة ملكية. فُتِنت الملكة إليزابيث للغاية لدرجة أن السيدة ويستون قاسمتها البروش.

يقول هيستد لصحيفة صن البريطانية: "رأت الملكة الأم البروش وأعجبها فما كان من السيدة ويستون إلّا أن فكّكت البوش المزدوج وأعطتها نصفه... وبذلك كان لدى السيدة ويستون النصف والملكة (الأم) النصف الآخر".

احتفظت الملكة بالبروش في مجموعتها الشخصية حتى وفاتها في عام 2002، عندما ورثتها ابنتها الكبرى، الملكة إليزابيث الثانية.

صنع بروش Maple Leaf من الألماس اللّامع والمقطع باغيت والمثبت في البلاتين من قبل شركة Asprey & Co العريقة والتي تأسست عام 1781، يتميّز بحجمه الكبير (5.5 سم × 5 سم)، يأخذ شكل ورقة شجر القيقب (Acer saccharum)، الشجرة الوطنية في كندا ورمز كندا منذ منتصف القرن التاسع عشر، ولهذا السبب يتم ارتداؤه من قبل العائلة المالكة للمناسبات المتعلقة بكندا فقط.

بروش الأمير ألبرت

الملكة اليزابيث ببروش الأمير ألبرت- الصورة من AFP
الملكة اليزابيث ببروش الأمير ألبرت- الصورة من AFP

قدّم الأمير ألبرت لعروسه المستقبلية الملكة فيكتوريا هذا البروش كهدية عشية  حفل زفافهما عام 1840.

يتميز بحجر ياقوت كبير بيضاوي الشكل في المنتصف ومُحاط بـ 12 ماسة من قطع بريانت مرصعة بالذهب الأصفر. تشير المجموعة الملكية إلى أنّ صانع الهدية غير معروف؛ مع ترجيح صنعه إمّا في انجلترا أو في ألمانيا مسقط رأس ألبرت.

لقد كانت فيكتوريا مفتونة جدًا بدبوسها الجديد لدرجة أنها ارتدته في ثوب زفافها في اليوم التالي، حيث قامت بإقرانه بقطعة من المجوهرات المصنوعة من الألماس التي أعطاها لها سلطان تركيا.

على مدار السنوات العشرين التالية، ارتدت فيكتوريا بروش الياقوت بانتظام. وقد ظهرت واضعةً هذا البروش في مطبوعة حجرية تم توزيعها على نطاق واسع. ولكن كما كان الحال مع العديد من مجوهرات فيكتوريا، نادرًا ما كان يتم ارتداء البروش بعد وفاة ألبرت في عام 1861، لكنّها احتفظت به وصنّفته على أنّه "موروثات من التاج".

ومن المعروف في بريطانيا، أنّ المجوهرات التي تُصنّف "موروثات من التاج" تُخصّص لاستخدام الملكات الحاكمة، وفي الواقع، تم ارتداء بروش الأمير ألبرت من قبل النساء الأربع اللّواتي شغلن هذه المناصب لاحقًا. إذ تمّ تمريره عبر الأجيال، فارتدته كل من الملكات ألكسندرا وماري وإليزابيث الأولى والآن إليزابيث الثانية.

يُقال أيضًا أنه مصدر إلهام لخاتم الخطوبة الذي ارتدته الأميرة ديانا (والآن الدوقة كيت ميدلتون).

بروش بالم ليف

الملكة اليزابيث ببروش بالم ليف- الصورة من AFP
الملكة اليزابيث ببروش بالم ليف- الصورة من AFP

كلفت الملكة الأم كارتييه بصنع بروش أوراق النخيل في عام 1938. استخدم صائغو المجوهرات الألماس السائب الموجود بالفعل في مجموعتها لبناء القطعة. هكذا إذن صُنِع بروش بالم ليف من قطع الألماس الماركيزية والدائرية من المجموعة الشخصية للملكة الأم، والمرصعة بزخرفة بيزلي.

تم ارتداؤه في المناسبات الأكثر كآبة، بما في ذلك جنازة زوج الملكة الأم، الملك جورج السادس في فبراير 1952، بحيث ظهرت الملكة مرتدية البروش في محطة كينغز كروس عندما وصل جثمان زوجها من ساندرينجهام. ولهذا السبب، كانت سارت تكهنات بأن الملكة إليزابيث الثانية ارتدته أثناء زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزوجته ميلانيا للمملكة المتحدة في يوليو 2018 كرسالة ازدراء.

خلال فترة ترملها، ظل بروش أوراق النخيل عنصرًا أساسيًا في خزانة مجوهرات الملكة الأم.

عندما توفيت الملكة الأم عام 2002، ورثت ابنتها الملكة مجوهراتها. قسمت المجموعة منذ ذلك الحين، وقدمت عدّة قطع لأعضاء آخرين في العائلة المالكة (خاصة دوقة كورنوال) كقروض طويلة الأجل. لكنّها احتفظت ببروش بالم ليف لاستخدامها الشخصي، وهي اليوم واحدة من أكثر الدبابيس التي ترتديها بشكل متكرر.