من ماسة كروب إلى ماسة إليزابيث تايلور هذه هي القصة الكاملة
في السادس عشر من كانون الأول/ديسمبر من العام 2011، طُرحت مجموعة مجوهرات النجمة الأميركية البريطانية إليزابيث تايلور للمزاد في دار كريستيز Christie’s. تضمّنت المجموعة قطعاً فخمة حيث بلغ إجمالي المبيعات النهائية 156.8 مليون دولار أميركي. وكيف لا! فقد اشتهرت إليزابيث تايلور بتكديس أجمل قطع المجوهرات التي تحمل توقيع أهم الدور العالمية من كارتييه Cartier وبولغاري Bvlgari وغيرهما. إلاّ أنّ أبرز ما في المجموعة كان خاتم خطوبة مرصع بماسة ضخمة تُسمى بماسة كروب Krupp. تابعي القراء لتتعرّفي إلى هذه الماسة التي باتت تُعرف اليوم باسم ماسة إليزابيث تايلور.
ماسة كروب.. كيف بدأت القصة؟
لسوء الحظ، لا نعرف الكثير عن تاريخ هذه الماسة الشهيرة في الفترة التي تسبق أوائل القرن العشرين. ولكن، بشكل عام، يتوقع الخبراء أن يكون الحجر قد استُخرج من منطقة غولكوندا Golconda الهندية أو منجم جاجرسفونتين Jagersfontein الشهير في جنوب أفريقيا.
كذلك، يعتقد الخبراء أنّ الماسة قد قُصت قبل العام 1920. ويتميّز هذا الحجر عديم اللون بنقاوته، إذ يضعه الخبراء في الفئة نفسها مع ماسات شهيرة أخرى مثل كولينان أ Cullinan I وكوهينور Koh-i-Noor.
إليزابيث تايلور ليست المالكة الأولى
يُعتقد أنّ الممثلة الألمانية فيرا كروب Vera Krupp هي المالكة الأولى للحجر، إذ تلقته هدية من زوجها الثري بين العاميْن 1952 و1956. وبعد طلاقهما، انتقلت فيرا إلى الولايات المتحدة الأميركية، ودائماً ما كان تتجوّل مرتدية خاتمها المرصع بهذا الحجل الجميل. وذات يوم، نُشل الخاتم من إصبع فيرا، وبعد أسابيع تتبّع خلالها مكتب التحقيقات الفيدرالية مكان وجود الخاتم في جميع أنحاء البلاد، عُثر عليه لدى صائغ في سانت لويس أمّا حجر الألماس الرائع، فُعثر عليه في نيوجيرسي.
ماذا حصل بعد وفاة فيرا؟
بعد وفاة فيرا كروب في العام 1967، عُرض حجر الألماس عديم اللون المقدّر وزنه بـ 33.19 قيراطاً للبيع في مزاد بارك بيرنت غاليريز Parke-Bernet Galleries في مدينة نيويورك. زايد الصائغ الشهير هاري وينستون Harry Winston على الحجر، إلاّ أنّه كان من نصيب الممثل ريتشارد بورتون Richard Burton الذي اشتراه بمبلغ وصل إلى 305000 دولار، وهو أعلى سعر يُدفع في مزاد مقابل خاتم مرصع بالألماس آنذاك.
كيف وصل الخاتم إلى إليزابيث تايلور؟
أهدى بورتون إليزابيث تايلور الحجر بشكل مفاجئ، وذلك خلال احتفالهما بمشروع تجاري جديد على يختهما الراسي في نهر التمز قرب لندن.
من ماسة كروب إلى ماسة إليزابيث تايلور
بعد وفاة تايلور في العام 2011، عُرض خاتمها الشهير بالإضافة إلى 80 قطعة مجوهرات أخرى خاصة بها في مزاد نظمته دار كريستيز.
وبعد الانتهاء من المزايدة، حصلت مؤسسة تحمل اسم النجمة على الخاتم بأكثر من 8.8 مليون دولار، وهي مؤسسة تُعنى بالأبحاث الطبية وتدعم الجمعيات الخيرية. وهكذا أطلقت دار كريستيز على الحجر تسمية "ماسة إليزابيث تايلور".