تاج الملكة اليزابيث..فصول من تاريخ بريطانيا
تتربع الملكة اليزابيث الثانية على عرش أعظم الامبراطوريات التي عرفتها الانسانية، فهي وريثة التاج الذي تعاقب عليه ملوك وملكات استثنائيين وأشتهرت بصندوق مجوهرات ملكة بريطانيا الفريدة.
والملكة اليزابيث بدورها تتمتع بشخصية استثنائية مكنتها من الحفاظ على عرش بريطانيا بثبات وقوة منذ عام 1952 بعد أن ورثت الحكم عن والدها.
ولكونها أهم الملكات على الأرض فهي تتمتع بمقتنيات باهرة من المجوهرات الملكية والتيجان التي تحرص على حمايتها تحت حراسة مشددة في قبو قصر باكنجهام.
ومعظم تيجان الملكة اليزابيث قد ورثتها من عائلتها التي تتمتع بالعديد من المقتنيات التاريخية، حيث تحرص العائلة على توريث المجوهرات الثمينة وتبادلها دون بيعها أو التصرف في أي منها.
ويشتهر تاج الملكة اليزابيث بأنها ترتديه في لمسة واحدة وحتى لو كانت تمشي أو تتحرك، فبعد مرور سنوات من الحكم الملكي أصبحت خبيرة في تثبيته بشعرها دون الحاجة الى مساعدة.
وبخلاف التاج الملكي للحكم الذي يرثه ملوك بريطانيا لارتدائه في حفل التنصيب والمناسبات الرسمية، فإن الملكة اليزابيث تمتلك مجموعة مذهلة من التيجان والمجوهرات لكل منها قصة.
هدايا الزواج الملكي
ومن أجمل مقتنيات العائلة الملكية البريطانية تاج الملكة اليزابيث الفاخر من كارتييه والذي تلقته كهدية بمناسبة زواجها من أحد أمراء عائلة نظام الملك في حيدر آباد والذي طلب تصميمه خصيصاً كهدية للملكة ليشمل 1300 قطعة من الماس.
وقد تلقت الملكة اليزابيث العديد من هدايا المجوهرات عند زواجها، لكن أقربهم الى قلبها تاج مرصع بالماس والياقوت الأزرق وهو هدية من والدها لابنته العروس الشابة وقد ارتدته عام 1963 ونسقته مع قلادة فاخرة بالياقوت الأزرق.
مقتنيات الملكة اليزابيث من عائلتها
كما ورثت اليزابيث عن عائلتها تاج فاخر يعود تاريخ صنعه الى عام 1855 وكان ملكاً للأميرة ألكسندرا أميرة ويلز ووصل الى اليزابيث كميراث من والدتها، وهو من الذهب الأبيض والماس الفاخر.
كما تمتلك الملكة اليزابيث تاج آخر لا يقل فخامة وجاذبية من صنع دار مجوهرات Garrard أيضاً، وهو كان ملكاً للملكة فيكتوريا في القرن التاسع عشر وورثته اليزابيث عن والدتها وهو من الذهب الأبيض والماس بتصميم غاية في الرقة.
كما تلقت اليزابيث تاج ماس من كارتييه هدية من والديها في عيد ميلادها الثامن عشر وهي لم تظهر للعلن وهي ترتديه أبداً وإن كانت تقوم بإقراضه للأميرات في العائلة الملكية كان آخرهن كيت ميدلتون دوقة كامبريدج، حيث قامت الملكة اليزابيث بإقراضها التاج ليوم زواجها من الأمير ويليام.
ميراث الجدة
ثمة تاج آخر تمتلكه الملكة اليزابيث لكنه يحمل قصة تاريخية، فقد صنعه صانع المجوهرات بولين وهو أحد أقدم الصاغة الملكيين في روسيا وذلك ليتم تقديمه الى الامبراطورة بافلوفنا في عيد زواجها عام 1865.
وبعد قيام الثورة البلشفية عام 1917 هربت العائلة الامبراطورية الروسية الى اوروبا وباعت التاج الى الملكة ماري جدة الملكة اليزابيث عام 1921 والتي قامت بدورها بترميمه لدى دار مجوهرات Garrad بعد أن فقد 3 ماسات ثم قامت بتعديل تصميمه ليشمل قطع من الزمرد.
وفي عام 1953 ورثت إليزابيث هذا التاج الاستثنائي من جدتها لترتديه في العديد من المناسبات الفاخرة وتنسقه مع قلادة تاريخية مرصعة بالزمرد من مقتنيات ملوك الهند وصلت الى عائلة ويندسور خلال حكم بريطانيا للهند.
كما حصلت الملكة اليزابيث على تاج آخر من جدتها وهو تاج بتصميم قوطي كلاسيكي من الماس واللآلئ المتدلية التي يمكن تركيبها أو خلعها حسب المناسبة.
وقد ورثت الملكة ماري هذا التاج عن الملكة فيكتوريا وقد أورثته بدورها الى حفيدتها الملكة اليزابيث عام 1953، وتنسق الملكة اليزابيث التاج مع قلادة فاخرة مرصعة باللؤلؤ تعود للملكة فيكتوريا أيضاً وقد صنعت عام 1877، وقد ارتدته في عدة مناسبات في شبابها ثم قامت بإهدائه للأميرة ديانا عند زواجها من الأمير تشارلز.
تاج الزفاف
أما تاج الملكة اليزابيث الذي ارتدته في يوم زفافها الى دوق أدنبرة فهو من أعز مقتنياتها على قلبها حيث اقترضته من والدتها ليوم الزفاف وهو من صنع Garrard عام 1913 وورثته بعد وفاة والدتها عام 2002.
تيجان من تصميمها
ومن بين مقتنيات اليزابيث اللافتة تاج كانت قد طلبت تصميمه من دار مجوهرات Garrard عام 1977 للاحتفال باليوبيل الفضي لجلوسها على العرش وهو من الماس والياقوت الأحمر ويعكس ذوقها في المجوهرات لكونها اختارت تصميمه بنفسها.
كما طلبت اليزابيث من دار المجوهرات الملكية Garrard عام 1975 تنفيذ تاج فاخر بأحجار الأكوامارين ليتلائم مع قلادة وأقراط تلقتها من رئيس البرازيل كهدية بمناسبة تتويجها عام 1953.
وتمتلك اليزابيث مجموعة مذهلة من المجوهرات الثمينة التي يتطلب الأمر توفير حراسة مشددة عليها على مدار الساعة، حيث تختبئ تحت قصر باكنجهام لتشكل ارثاً انسانياً وتاريخياً لا يقدر بثمن.