في يوم المرأة العالمي: نساء وضعن بصمة في عالم المجوهرات الفاخرة
نحتفل في 8 مارس بيوم المرأة العالمي، وبهذه المناسبة نسلط الضوء على نساء ذوات شخصيات استثنائية، فقد تركن أثراً لا يمحى على عالم المجوهرات الفاخرة.
وبين الاقتناء أو التصميم أو الادارة الابداعية منحت هؤلاء النساء بصمتهن الخاصة وتأثيرهن الساحر على ذلك المجال المفعم بالبريق الساحر.
واليس سيمبسون Wallis Simpson (1896- 1986)
عاشت واليس سيمبسون قصة حب أسطورية مع الملك ادوارد الثامن والتي دفعته الى التنازل عن عرش بريطانيا للزواج منها وتحوله الى دوق وندسور، وهذه العلاقة متأججة المشاعر تبرز مدى قوتها كإمرأة وشخصيتها المميزة التي فرضت سيطرتها على الحبيب.
الا ان مجوهرات واليس التي أصبحت تحمل لقب دوقة وندسور تعبر أيضاً عن هذه الشخصية البارزة والتي تمتعت بذوق مميز في المجوهرات الفاخرة، وصممت من أجلها قطعاً فريدة بتوقيع أرقى العلامات تتسم بألوان قوية ولافتة..حيث شاركت واليس سيمبسون زوجها عشق الاحجار الكريمة والمجوهرات النادرة كما استمتعا بقصة حبهما رغم الصعوبات من خلال حياة مترفة تتخللها الحفلات ولقاءات المشاهير.
وقد أهدى دوق وندسور العاشق زوجته الكثير من قطع المجوهرات من علامات مثل كارتييه وفان كليف أند أربلز حتى تشكلت في مقتنياتها مجموعة مذهلة تجسد قصة الحب بينهما وأثارت الشغف عند ظهورها في المزادات.
وينبع عشق محبي الاقتناء لمجوهرات واليس سمبسون نظراً لأنها تشكل تلك القطعة التي نادراً ما نراها في قصص العاشقين، فلم يسبق لرجل أن ضحى هذه التضحية من أجل الحب.
فيكتوار دي كاستلان Victoire de Castellane ( مواليد عام 1962)
منذ عام 1998 وعلامة ديور تمتلك هوية مميزة في المجوهرات تقف ورائها الأنامل الذهبية للمصممة ذات الأصول الارستقراطية فيكتوار دي كاستلان والتي تنسج تصميماتها بالكثير من الحسية والشغف.
وكل من يلتقي فيكتوار يمكنه التأكد أن أصولها النبيلة وحياتها المترفة واختلاطها أيضاً بطبقة الفنانين ومصممي الأزياء البوهيميين شكلت عوامل مؤثرة في نظرتها الفنية الابداعية.
ولأنها قادمة من عالم الموضة فهي تدرك قواعد فنها جيداً، فقد عملت فيكتوار لمدة 14 عام في دار شانيل لتنفيذ المجوهرات المكملة لعروض الأزياء وفقاً لابداعات المصمم كارل لاغرفيلد كما عملت كمساعدة شخصية له، قبل أن تغادر الى دار ديور وتشكل هويتها الجذابة الجديدة في المجوهرات الفاخرة..ويصفها لاغرفيلد "بأنها إمرأة مميزة والعمل معها ملهم وممتع نظراً لأنها تتبع نفس قواعدي في العمل والحياة حيث لا تقارن نفسها بالآخرين ولا تتنافس مع أحد".
واتخذت المسيرة الفنية لفيكتوار منحى آخر حين اختارتها علامة ديور لتكون المدير الابداعي لقسم المجوهرات الفاخرة عام 1998، ولمدة 20 عاماً راحت فيكتوار دي كاستيلان تفتش في أوراق كريستيان ديور وأرشيفه بحثاً عن مصادر الإلهام مع الحفاظ على روح الدعابة الطريفة الخاصة بها والتي اجتذبت زبائن جدد الى الدار.
وكان التحدي الذي يواجه فيكتوار حين بدأت العمل هو استقطاب زبائن ساحة فاندوم الشهيرة ببوتيكات المجوهرات الفاخرة نحو بوتيك ديور الواقع في الشانزلزيه، وهو ما نجحت فيه بجدارة بفضل الهوية المميزة في مجوهراتها.
وتبث فيكتوار لمسات فنية ابداعية خالصة تجعل تصميماتها من روح ومشاعر، حيث تلفت الأنظار بمبتكرات من عالم الزهور والعمارة التاريخية وحتى فساتين الهوت كوتور..كما لا تتردد فيكتوار في اعلان عشقها لأحجارها المفضلة مثل حجر الأوبال المفعم بالغموض، فراحت تشكله في تكوينات خالدة من المجوهرات السرية التي تخطف القلوب.
لوتشيا سيلفستري Lucia Silvestri (مواليد عام 1964)
على مدار ما يزيد عن 36 عام عاشت لوتشيا سيلفستري المدير الابداعي للمجوهرات في علامة بولغاري حياة حافلة بالأحجار الكريمة والتصميمات الفاخرة من روح العلامة..وقد بدأت لوتشيا مسيرتها مع العلامة الايطالية الشهيرة حين كان طالبة جامعية عمرها 18 عاماً كمساعدة مؤقتة لوالدها في قسم الأحجار الكريمة بدلاً من إمرأة أخرى في إجازة الامومة.
وفور ولوجها الى هذا العالم شعرت لوتشيا على الفور برابطة بينها وبين الأحجار الكريمة وبأن ثمة مستقبلاً لها بصحبتها، فتخلت عن دراستها العلمية للأحياء لتصبح اليوم رمز لعلامة بولغاري.
وتؤكد لوتشيا أن شغفها بالأحجار الكريمة بدأ حين قام باولو بولغاري حفيد مؤسس علامة بولغاري بإطلاعها على طاولته التي احتوت أحجار الياقوت الأحمر والازرق والزمرد، وتلى ذلك اختياره لها لتعمل بالقرب من العائلة في اختيار الأحجار وتنظيمها لإيمانه بتميزها وخلال عامين فقط من العمل أصبحت تشارك عائلة بولغاري رحلات السفر لشراء أندر الأحجار من مصادرهم الخاصة، وهو ما تقوم به حتى الآن.
اليوم وبعد 36 عاماً تجلس لوتشيا في مكتبها بمقر بولغاري في روما محاطة بأحجار كريمة فريدة مثل الزمرد الكولومبي والياقوت البورمي والياقوت السيريلانكي والاسبينل من ميانمار وهي أحجار اختارتها بنفسها من أصحاب المناجم..وتعمل لوتشيا مع فريقها الابداعي عن قرب خلال قيامهم بتصميم مجوهرات تستلهم روح العلامة الحافلة بالمرح والألوان وتحافظ على هويتها وتتخذ تاريخ بولغاري العريق منهجاً لها.
سوزان بيلبيرون Suzanne Belperron (1900- 1983)
يتم تشبيه تأثير سوزان بيلبيرون في عالم المجوهرات بتأثير كوكو شانيل في عالم الأزياء، فقد نجحت هذه المصممة الفرنسية الاستثنائية بكسر احتكار الرجال لعالم المجوهرات وتغيير هويتها في فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية وواجهت الآراء المنتقدة بشجاعة مثلما فعلت شانيل.
وتشير تصميمات سوزان بيلبيرون واسكتشاتها المتعددة الى جنوحها نحو عالم من الحداثة قبل حتى أن يدرك العالم هذا المصطلح! فقد كانت أول من خرج عن نطاق التصميمات الكلاسيكية ومنحت المجوهرات روح عصرية مثلما يؤكد دومينيك بايلر مقتني المجوهرات التاريخية المقيم في ميونخ.
وقد استمرت سوزان في تقديم ابداعها من عام 1919 وحتى وفاتها عام 1983،ويرى دومينيك أن مصممي الفترات اللاحقة مثل ديفيد ويب وفيرديورا لم يكن بإمكانهم الولوج من الباب قبل أن تفتحه سوزان، فهي التي تقف وراء تطور المجوهرات.
وقد عملت سوزان في البداية في دار مجوهرات رينيه بوافان ثم انتقلت لاحقاً لتشارك بيرنارد هيرز في انشاء دار أخرى، وظهرت تصميماتها خلال تلك الفترة في مجلات شهيرة مثل فوغ ترتديها نساء من صفوة المجتمع مثل دوقة وندسور واليس سيمبسون.
ومن أهم عشاق تصميمات سوزان المصمم الألماني كارل لاغرفيلد حيث يقتني العديد منها ويؤكد أنه لا يوجد مصمم مجوهرات ترك أثراً مثلها، كما يشير الى تميزها لكونها لم تكن توقع مجوهراتها بل كانت تعتبر أن أسلوبها هو توقيعها!
وتتفرق ابداعات سوزان بيلبيرون اليوم بين المقتنين مثل جوليا روبرتس وكاترين دونوف وصوفيا كوبولا وكارولينا هيريرا الذين يسعون الآن لمنحها ما تستحقه من اهتمام اعلامي وشهرة ومحاولة توثيقها وتصويرها لرد الجميل نحو إمرأة فتحت آفاقاً ابداعية مختلفة لكن الرجال من محتكري المجال استطاعوا لعدة عقود اخفاء هذا التأثير.