مزاد الشهر: بروش ليز تايلور المرصع بالماس والصفير

الحكاية التي جمعت ليز تايلور بإرثها الهائل من كنوز المجوهرات الراقية هي قصّة حب طويلة. مجموعتها هي إحدى أهم مجموعات المجوهرات الخاصة في الولايات المتحدة، ويمكن مقارنتها بمجموعة ملكة حقيقية. ممتلكاتها الثمينةالتي ازداد عددها على مر السنين أيضًا بسبب أزواجها الثمانية الذين أمطروهابالذهب واللؤلؤ والماس، عُرفت باسم "جواهر التاج الهوليوودي".

إليزابيث تايلور بأقراط بولغري الزمردية وبروش بولغري الزمردي مع التاج الذي أهداها إياه مايك تود
إليزابيث تايلور بأقراط بولغري الزمردية وبروش بولغري الزمردي مع التاج الذي أهداها إياه مايك تود

ربما ليس بالصدفة لقاؤها الأول بالممثل ريتشارد برتونفي موقع تصويرفيلم"كليوباترا" (1963) آخر ملكات مصر، قبل أن يجمعهما زواجان ويفرقهما طلاقان. وقد تلقّتنجمة هوليوود الأيقونيةمنه هديةبروش من"بولغري" مرصع بالألماس والصفير الوردي والأزرق،وتعود هذه القطعة اليوم بعد عقد من الزمن إلى السوق بمبلغ 88,500 دولار. 

كما هو معروف، أحبّت ليز تايلور في حياتها كثيرًا وذهب حبها إلى جهات كثيرة.لا نتحدث هنا عن الرجال، بل كانت تحب السينما وموسيقى البوب ​​والموضة، وقبل كل شيء المجوهرات. الألماس على وجه الخصوص كان يرافقها دائمًا، وجعلته ليز محور أمنياتها. وقد أدرك ذلك جيدًا ريتشارد برتونالذي رافقها في مراحل متناوبة بين العامين 1964 و1976. اشتهرت خواتم الخطوبة والهدايا القيمة التي تلقتها كرمز للحب،ومن بينها ماسة"كروب" بقصّة الزمردوعيار 33 قيراطًا، ولؤلؤة "لا بيريغرينا" الرائعة بعيار 50.6 قيراطًا والتي تم اكتشافها في بنما في القرن السادس عشر. وقد كتبت ليز في كتابها "إليزابيث تايلور: قصة حبي مع المجوهرات" Elizabeth Taylor: My Love Affair With Jewellery (2002) الذي كان بمثابة دليل إلى مجوهراتها الخاصة: "كان ريتشارد رومانسيًا للغاية،إلى درجة أنه كان يستخدم أي عذر لمنحي قطعة مجوهرات".

إليزابيث تايلور تتزين ببروش ليل الإغوانا الذي صممه جان شلمبرجيه لدار تيفاني
إليزابيث تايلور تتزين ببروش ليل الإغوانا الذي صممه جان شلمبرجيه لدار تيفاني

يمكن بالفعل سرد قصة الحب بين ليز تايلور وريتشارد برتون من خلال المجوهرات. في فيلمالمخرج "مانكيفيتش"، لعب ريتشارد برتون دور أنطونيو، بينما لعبت ليز دور كليوباترا، وهناك ولد حبهما الأسطوري. تبدأ الحكاية مع خاتم الخطوبة الأول، حين اختار "ريتشارد برتون" أن يعلن حبهمع ماسة عملاقة بقصّة متدرجة عيارها 33.19 قيراطًا وقيمتها اليوم 8 ملايين يورو. وصار اتحادهما أقوى على ضوء ماسة "تايلور-برتون" الشهيرة، وهي ماسة إجاصية الشكل عيارها 69.42 قيراطًا قدمها إليها ريتشارد برتونعربون حب في عام 1969. يعود تاريخ هذه الجوهرة التي صارت أكثر ما يمثل حبهما المضطرب، إلى منجم "برايمر" الجنوب أفريقي حيث استُخرجت قبل طرحها للبيع في مزاد علني نيويوركي اشترتها خلاله دار "كارتييه" مقابل 1,050,000 دولار. اشتراها بدوره برتون مباشرة من الدار الفرنسية التي كانت قد وضعتها علىقاعدة من البلاتين. وبعد وضع الحجر الجنوب أفريقي على عقد، تزينت به ليز تايلور مرتين فقط؛ وعام 1978، بعد طلاق تايلور وبرتون الثاني، باعت ليز الماسة في مزاد مقابل 5 ملايين دولار، واستُخدم جزء من العائدات لتمويل بناء مستشفى في بوتسوانا.

من المثير للاهتمام أيضًاقصة لؤلؤة "لابيريغرينا"، وهي جوهرةإجاصية الشكل وجدها عبد أفريقي في أوائل القرن السادس عشر على جزيرة اللؤلؤ في خليج بنماوقايضها مقابل حريته. ويقال إن هذه اللؤلؤةكانت هدية حب قدّمها فيليب الثاني ملك إسبانيا إلى ماري الأولى ملكة إنجلترا، كما يتضح من بورتريه لها رسمه هانسإيورثحيث تضع الملكة هذه الجوهرة. بعد أن مرّت اللؤلؤة على الكثير من الأرستقراطيين، فاز ريتشارد برتونبقطعة "لا بيريغرينا"في مزاد عام 1969 مقابل 39000 دولار، وصارت هديته إلى ليز بمناسبة عيد الحب في عام 1969.

إليزابيث تايلور خلال تصوير فيلم كليوباترا عام 1962
إليزابيث تايلور خلال تصوير فيلم كليوباترا عام 1962

غير أنأروع رمز لحبهمايبقىالبروش الذي صممته دار المجوهرات الإيطالية "بولغري" من الذهب الأصفر بعيار 18 قيراطًا والبلاتين مع صفير أزرق ووردي بقطع وسادي. البروش الأيقونيتحفة حقيقية في فن صياغة الذهب، ويذكّرنا شكله بباقة أزهار تمثل صفوف الماس فيها الأوراق، وتتألف البراعم من أحجار ملونة. تجسّد أحجار الصفير اللامعة بعيار إجمالي من 17.5 قيراطًاوماساتها التي تزن نحو 5.25 قيراط قواعد التصميم الراقي التي تلتزم بها"بولغري"، وهي علامة جمعت "ليز" قطعها بشغف خلال  حياتها. حتى أن ريتشارد برتون قال مرة مازحًا: "إن الكلمة الإيطالية الوحيدة التي تعرفها هي بولغري". اشتهرت ليز تايلور بذوقها في المجوهرات بقدر ما اشتهرتلأفلامها، وكانت علاقتهابالدار الإيطالية "بولغري"أسطورية. كانت "ليز" منحازة جدًا للدار، وحين نرى البروش، نفهم السبب.

في 14 ديسمبر2011 بعدفترة قصيرة على وفاة الممثلة، أصبحت الجوهرة جزءًا من مزاد"جواهر التاج" الشهيرالذي نظّمته دار"كريستيز" في نيويورك وجمعت خلاله مبلغًا باهظًا قدره 137 مليون دولار، وهو رقم قياسي في عالمالمجوهرات. من بعض القطع المذهلة التي كانت معروضة،عقود من "فان كليف أند آربلز"،وأساور من "ديفيد ويب"،وعلبة من الذهبمن تصميم "جان شلمبرجيه"ومجوهرات مرصعة بالماس من "شوبارد". أما البروشالمتعددالألوان فقُدّر في ذلك الوقت بسعر يبدأ بـ 8000 دولار فقط، وفي النهاية تم شراؤه مقابل 68,500 دولار.هو اليوم ملكغاليري التحف الأثرية "إم إس راو" الموجودة في نيو أورلينز،والتي تطرح هذا الكنز في السوق بعد مرور أكثر من 10 سنوات.

إليزابيث تايلور مع تاجها الماسي، 1957
إليزابيث تايلور مع تاجها الماسي، 1957

أكدت مرة ليز في تصريح لها عبّرت به عن حبها الكبير لكل مجوهراتها: "أشعر أنني الوصيةالوحيدة على مجوهراتي. عندما أموت وتذهب إلى المزاد، آمل أن يمنحها من يشتريها منزلًا جيدًا". وكتبت الممثلة البريطانية-الأمريكية في كتابها: "لم أعتبر مجوهراتي يومًاتذكارات". وأضافت: "أنا هنا لأعتني بها وأحبها، فنحن فقط أمناء مؤقتون على الجمال". واليوم، لا تزال مجموعة مجوهرات "بولغري" التي لطالما سحرت ليز تايلور تتحلىبالجاذبية العابرة للزمن التي حكت عنها تايلور في كتابها.