"قلب جدة": جهود وجولات لإحياء المنطقة التاريخية
جدة- ولاء حداد
باشرت مجموعة "قلب جدة" التطوعية مهامها في جولة تعريفية لتحقيق خطتها في إحياء المنطقة التاريخية.
و كانت المجموعة قد أعلنت في وقت سابق عن موعد بدء الجولة التعريفية لأحد أحياء جدة القديمة وهي "حارة البحر"، وانطلقت الجولة من "باب البنط" بشارع قابل مروراً بأشهر المساجد والأسواق والمباني القديمة في تلك الحارة. الجدير بالذكر أن هذه المجموعة تأسست عن حب نابع لمدينة جدة وأحيائها العتيقة وتراثها وبمجهود شبابي يهدف إلى إبراز التراث في المنطقة التاريخية ومدى أهميته لاسيما بعد دخول المنطقة في قائمة منظمة اليونسكو للتراث العالمي. فيما شاركت المجموعة في العديد من الأعمال التطوعية داخل المنطقة وعلى رأسها مهرجان "رمضاننا كدا وعيدنا كدا".
وأوضحت عبير أبو سليمان- أحدى الأعضاء المؤسسين لقلب جدة- أن المجموعة تأسست في 1 رمضان 1432هـ. وقامت على أساس الحراك الجماعي الذي يهدف إلى إحياء المنطقة التاريخية عن طريق استهداف السُياح وطُلاب الجامعات والمدارس وغيرهم من سكان المنطقة عن طريق الجولات والمحاضرات المجانية والحملات التطوعية والتوعوية تحت إشراف المحافظة وإشراف العمدة.
وأضافت: "لقد اكتسب أعضاء المجموعة خبرة في هذا المجال و هو الأمر الذي دعا المحافظة توظيف هذه المجموعة في المهرجانين السابقين لإرشاد الزوار و توجيههم".
ولفت إلى أن استخدام وتوفر أكثر من لغة في المجموعة كاللغات الإنجليزية والفرنسية والأسبانية واليابانية أسهم كثيراً في تسهيل مهمة تعريف السُياح بالمنطقة والتواصل معهم.
وتتلخص الجولة في هذا اليوم بالتعريف بإحدى الحواري الأربع القديمة بالمنطقة التاريخية وهي "حارة البحر". ولفتت الى أن هذه المنطقة كانت قد أهملت نوعاً ما بسبب كثرة الأسواق التجارية، مشيرة إلى أن هذه الجولة كانت بمشاركة من أحد سكان المنطقة وهو محمد نمر والذي قام بدوره على مدة 6 أشهر لجمع المعلومات الصحيحة عن المنطقة بسبب تضارب المعلومات. كما تم الاستفادة من المؤرخين والسكان في جمع تلك المعلومات.
ورأت أن إحياء المنطقة سيسهم في نظافتها وتحريك النشاطين الثقافي والتجاري. وقال حسن قائد: تُعتبر "حارة البحر" من الحارات المنسية القديمة بسبب تجاهل الناس لها وانشغالهم عنها وأكد أن «حارة البحر» هي أحد الحارات الأربع القديمة بالبلد (حارة الشام وحارة المظلوم وحارة البحر وحارة اليمن) والتي لم تندثر مع مرور السنين. واكد انها بداية جدة وبداية أعمال التجارة والتراث فيها انطلقت من حارة البحر.
وقال وهيب مسعد: "تساهم مثل هذه الجولات في إعادة الروح إلى المنطقة التاريخية وحمايتها من الاندثار والتعريف بهذه المنطقة بعد أن هجرها غالبية السكان، كما تساهم في دمج الماضي بالحاضر وتثقيف الأبناء والزوار وتزويدهم بمعلومات عن المنطقة التي كانت هي بالفعل قلب جدة النابض. وتساهم أيضاً في نشر العادات والتقاليد القديمة التي كانت مبنية على الحب والاحترام والأدب. كما ضم صوته إلى صوت حسن قائد من خلال الدعوة إلى زيارة المنطقة التاريخية وإحيائها والاهتمام بها كونها تراث يُنقش بماء الذهب".