أعظم نجوم هوليوود قدموا شخصية نيلسون مانديلا
عمرو رضا
سيدني بواتييه، مورغان فريمان، ديفيد هاروود، تيرينس هوارد، داني غلوفر، كلارك بيترز، دينيس هيزبرت، إدريس إلبا، نجوم سطعت في شريط السينما الذي حاول توثيق مسيرة فقيد الإنسانية الزعيم الجنوب إفريقي، نيلسون مانديلا، بنفس الوقار والابتسامة الغامضة، والطيبة الواضحة، والتسامح المبهر، والمقاومة اللانهائية لكل أشكال التفرقة العنصرية، كلهم حاولوا التعبير عن جوهر العبقرية في شخصيته، وبقي لكل واحد منهم من عظمته مقدار ما فهم منها.
السينما لم تكن تطارد مانديلا في حياته فقط، وإنما رافقته لحظة وفاته، فكل من عشقوه ومن بينهن ابنتيه والأمير وليام وزوجته دوقة كمبريدج كيت ميديلتون، تلقوا خبر وفاة الرجل أثناء حضور العرض الأول لأحدث الأفلام التي تتناول قصة حياته،" مانديلا.. مسيرة طويلة نحو الحرية"، من بطولة النجم البريطاني الأسمر إدريس ألبا، وقد حقق الفيلم أرقاما قياسية في الحفلات الأولى لعرضه، ويتردد على مدى واسع أن وفاة مانديلا قد تمنح البا جائزة الأوسكار كأفضل ممثل.
شخصية مانديلا موعودة بالترشيح لجائزة الأوسكار، فقد حظي النجم مورغان فريمان بالترشيح نفسه عام 2009 عن فيلم "Invictus" ومعناه في اللاتينية "المقاتل الذي لا يقهر"، الذي يتناول بعض ملامح الفترة الرئاسية الأولى لمانديلا والتي واكبت استضافة بلاده لبطولة العالم لرياضة الرغبي. ويرصد كيف وظف الزعيم الراحل الحدث سياسيا، لإنهاء الاحتقان بين البيض والسمر في بلاده، والفيلم من إخراج الممثل الكبير كلينت ايستوود ومن انتاج مورغان فريمان وشركة وارنر برذرز وعرض عشية احتفالات العالم بعيد ميلاد مانديلا التسعين.
السير سيدني بواتييه يعد من أوائل الممثلين الأميركيين الأفارقة الذين اخترقوا أجواء هوليوود وحاربوا ضد أجواء التعصب العرقي، ولهذا ليس غريبا أن يكون واحدا من أعظم من قدموا شخصية مانديلا، في الفيلم التليفزيوني الشهير Mandela And De Klerk، عام 1997، وهو واحد من أهم الأفلام الوثائقية التي تناولت اللحظات الحاسمة في حياة مانديلا، عندما خرج من السجن عام 1990، ليقود مفاوضات إنهاء سياسة الفصل العنصري والدعوة لإقامة أول انتخابات متعددة الأعراق، وصولا الى عام 1994 عندما تم تنصيب "مانديلا" ليصبح أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا.
النجم الأسمر دانى غلوفر كان صاحب أول خطوة للاحتفاء بـمانديلا، بالتصدي لبطولة أول فيلم يحمل اسمه Mandela، وقد عرض للمرة الأولى عام 1987، واقتصرت أحداثه على رصد قصة حياة أهم ثائرٍ في العالم قضى في السجون 27 عاما، من أجل مناهضة التفرقة العنصرية وقيادة الحركة العمالية ضد الظلم الحكومي، وحرص في الوقت نفسه على استكمال دراسة القانون، ليصبح قائداً وملهما لملايين السود من داخل زنزانته.
دينيس هيزبرتفي Goodbye Bafana وداعا بافانا الذي عرض للمرة الأولى عام 2007، قدم أول رواية بيضاء عن الزعيم الأسمر، فالفيلم يقتبس مذكرات "جيمس جورجي" الحارس الأبيض الذي رافق مانديلا في السجن، وكيف غيّرت العلاقة بينه وبين هذا السجين الثائر في رؤيته للحقوق الإنسانية للسود في جنوب أفريقيا.
مانديلا أيقونة سمراء للحرية والتسامح أبهرت السينما، ومن شاشتها الكبير انتقل الابهار للعالم كله، عبر مواهب عظيمة لا تمثل فحسب وانما تؤمن بقيمة الرجل.