فيلم وثائقي يثير فضيحة حول توم كروز!
لمى الشثري
أطلقت شبكة HBO أول من أمس فيلماً وثائقياً أثار زوبعة إعلامية بعنوانGoing Clear: Scientology and the prison of belief (الاتجاه نحو الوضوح: الساينتولوجيا وسجن المعتقد). وقد كشف الفيلم حسب اعتقاد صانعه عن بعض الأسرار المثيرة للجدل التي تمارسها إدارة الساينتولوجيا (أو الكنيسة) التي تتولى شؤون الطائفة على الأعضاء خاصة فيما يتعلق بالحرية الشخصية.
وقد عرضت الشبكة الفيلم يوم 29 مارس 2015م حيث سرد من ضمن أجزائه قصة نازانين بونيادي Nazanin Boniadi التي اختارتها إدارة الطائفة لتكون رفيقة لأهم شخصية هوليوودية تتبع الساينتولوجي اوهو الممثل الاميركي توم كروز.
وتعود القصة إلى عام 2004م بعد انفصال توم كروز عن الممثلة بينيلوبي كروز وبعد سنوات من طلاقه من الممثلة نيكول كيدمان. ويوضح الفيلم بأن إدارة الساينتولوجيا بقيادة رئيسها ديفيد ميسكافيج David Miscavige تولت مهمة البحث عن رفيقة مناسبة لتوم كروز حتى يكون الوضع تحت السيطرة بشكل تام ولا تعارض مثل سابقاتها نيكول و بينيلوبي أي من طقوس الساينتولوجيا.
وحسب إفادة تقرير نشرته مجلة فانتي فير قبل عدة سنوات بشأن نفس الحادثة؛ فقد وقع الاختيار بالفعل على نازانين الشابة الإيرانية الجميلة التي كانت حينها تدرس الطب وتعمل كممثلة صاعدة تطمح إلى أن تشق طريقها في عالم هوليوود؛ والتي تتبع منذ صغرها هذه الطائفة حيث أن والدتها عضوة فيها. و قد وقعت نازانين آنذاك - حسب ما يسرده التقرير - ضحية لما يمكن أن يسمى فخاً جذاباً حيث خضعت إلى سلسلة من التحسينات في شكلها شملت أسنانها ولون شعرها؛ ورحبت نازانين بهذه التغييرات ظناً منا بأنها جزء من عملية تحضرها لأدوار في أفلام وثائقية عن الطائفة بينما كانت الحقيقة هي تحضيرها لكي تكون رفيقة فاتنةللممثل الوسيم.
ويذكر تقرير آخر الذي نشرته أيضاً مجلة Elle يوم أمس تفاصيل الحادثة بأن الأمور على أفضل ما يكون بين كروز و بونياديحيث كان اللقاء مثل الحلم وقد انسحرت الشابة بشكل تام بالممثل الجذاب و انتقلت لتعيش معه في حصنه الشامخ. ولكن أيام السعادة معهلم تدم طويلاً حسب ما يفيد به تقرير مجلة Elleحيث كانت نازانين أحد الأيام تعاني من صداع شديد و أثناء حديثها مع رئيس الإدارة ديفيد ميسكافيج طلبت منه ببساطة أن يعيد ما قاله لها لأنها لم تستطع التركيز بسبب آلام رأسها وكانت تلك النهاية! حيث غضب الرئيس بشدة لأن مهارات التواصل تمثل أساساً مهماً في أعضاء طائفة الساينتولوجيا مما يجعل طلب نازانين منه بأن يعيد ماقاله إخفاقاً لا يمكن أن يغتفر خاصة من قبل رفيقة شخص مهم مثل توم كروز! أما رد فعل توم كروز لهذا الأمر فكان الغضب الشديد حيث ضرب بشدة على المنضدة أمامه قائلاً:" كيف تجرؤين على أن تطلبي منه أن يعيد ما قاله؟"!
أمُرت نازانين بعد ما حصل بمغادرة عش الحبيب كروز والانتقال إلى منشأة معزولة تابعة لإدارة الطائفة عقاباً لها حيث الممارسات فيها كانت أشبه بالعبودية على حد تعبير الممثلة. وعندما طلبت نازانين مقابلة حبيبها الممثل لم تلقَ صدى وتولىممثلوا الطائقة الرسميون أمر الانفصال مبررين فعلهم بأنهم لا يريدون إزعاج الممثل بهذا الأمر.
ويستعرض صانع الفيلم الجدلي أليكس غيبني Alex Gibney وهو اسم شهير في عالم الأفلام الوثائقية المزيد من الممارسات القسرية التي يدعي اننظام الطائفة يفرضها على الأعضاء مثل توثيق أسرار شخصية للغاية عنهمو مراقبتهم على مدار الساعة ومقاطعة من يقرر مغادرة الطائفة حتى وإن كان صديقاً أو أخاً أو زوجاً أو أماً أو أباً.
يذكر أن أليكس عمل على صنع هذا الفيلم بشكل سري خلال العامين الماضيين بمساعدة من بعض أعضاء الطائفة السابقين بعد أن انسحبوا منها حيث قدموا للمخرج الكثير من المعلومات الداخلية السرية.
يعود أصل طائفة ساينتولوجي إلى مؤسسها إل رون هابارد L. Ron Hubbard الذي أطلقها عام 1953م وهي ترتكز - حسب قول أليكس غيبني- على المال وتبرعات الأعضاء التي تصل إلى الملايين! أما أساسها فهو التحررمن التأثيرات السلبية لتجارب الحياة وترسباتها عن طريق الاعتراف بها للوصول إلى الصفاء والوضوح الداخلي! أما كيان الطائفة الحالي فهو ضخم ويعتمد على جذب المشاهير مثل توم كروز وجون ترافولتا و غيرهم لنشر مفاهيم الطائفة التي يرتقي بها العضو بمبلغ تبرعاته.
وبين مصدق ومكذب ومؤيد ومعارض يظل الجدل مستمراً حول هذا الفيلم الوثائقي الذي هز أصداء هوليوود.
رابط الفيديو الإعلاني للفيلم الوثائقي: