على "شط بحر الهوى": نجوم يغامرون بسمعتهم
هي: عمرو رضا
الأفكار النبيلة لا تصنع، وإن صدقت النوايا، برامج جميلة بالضرورة، والدليل الأبرز على ذلك هو برنامج "على شط بحر الهوى" الذي يقال إن هدفه الأسمى الترويج للسياحة بمشاركة أشهر نجوم الفن العربي، فإذا به يتحول لخليط من الترف الزائد عن الحد والمغامرات المفبركة والتمثيل "قليل الحيلة" الذي نجح بالفعل في إثارة الجماهير ولكن على عكس اتجاه الريح.
النجوم يبحثون عن المزيد من الأضواء والشهرة ، والبرنامج يتمتع بميزانية ضخمة للغاية ودعم واضح من شبكة عملاقة هي MBC والهدف الأساسي هو المتعة لا غير، أن يرى المشاهد نجومه في عطلاتهم مفعمين بالحيوية والابتسامة حتى في أحلك لحظات المغامرة الخطرة، ومحاطين برعاية تفوق أساطير هارون الرشيد في حكايات ألف ليلة وليلة، خلطة قد تصلح في مجتمعات الرفاهية مثل الغرب الذي يقبل على هذه النوعية من برامج تلفزيون الواقع، ولكنها تثير الكثير من الغيرة في عالمنا العربي المليء بالأزمات، فأغلب جمهور البرنامج لا يحلم برحلة كهذه، ولكنه يحسب بالورقة والقلم كم كان واقعه سيتغير لو أنفقت هذه الملايين على ضحايا الحروب والفقراء وسكان المخيمات وعلاج الأطفال، وهذا بالضبط ما قيل للنجم المصري تامر حسنى بعد مشاركته في البرنامج الأمر الذى اضطره مؤخرا للاعتذار لجمهوره.
تامر حسني الذي قدم أربع حلقات المح من بعيد أنه تعرض لخديعة من فريق إعداد البرنامج بعدما قيل له أن الهدف من المشاركة هو تنشيط السياحة المصرية، وان كل ما تم تصويره سيعرض في حلقة واحدة، بينما الحقيقة أن التنشيط كان لإدارة إعلانات البرنامج الذي مط مشاركة تامر لتصبح أربع حلقات كاملة أغلبها يندرج تحت بند الاستخفاف والتمثيل.
وائل كفوري صاحب واحدة من أشهر حلقات البرنامج بأميركا على هامش حفلاته هناك، بعدما حاول تمثيل تردده في المشاركة وخوفه من مقالب المنتج المنفذ والمذيع يوسف حرب، ولأن وائل لا يعرف فنون التمثيل لم تنطل حيلته على الجماهير، فقد بدا أن كل شيء مرتبا بعناية وان ارتباكه وتردده مصطنعا، وهدفه الوحيد استثارة الجمهور، وهو ما يتناقض مع الهدف الأساسي المعلن وهو تصوير النجوم العرب على طبيعتهم أثناء عطلاتهم.
يخف الارتباك قليلا مع نجوم يملكون بعض مهارات التمثيل، ولكن يحل محله الاستشراف فالرغبة في الظهور كشخص خفيف الدم وظريف المعشر ملحة على كل النجوم، ولكن هناك حلقات يمكن القول أنها ناجحة إذا اتفقنا على أن الهدف هو المتعة وفقط، فمع نجمة خفيفة الدم وذكية مثل نانسي عجرم يمكن تقديم حلقة تبدو طبيعية، فنانسي يمكنها الظهور من دون ماكياج كامل، ويمكنها أن تخترع الحجج للهروب من المغامرات الخطرة مثل الانزلاق بين الجبال، كما تبدو قيادتها السريعة للسيارات مخاطرة مأمونة العواقب إذا استثنينا الغزال الذي دفع حياته ثمنا لهذه المغامرة.
الإعلامية لجين عمران تملك هي الأخرى حضورا وشاركت النجم وائل كفوري مغامراته في الحياة البرية بالغابات، وقلدت نانسي عجرم في قيادة السيارات، وشاركت في رحلة بالطيران الشراعي بعد فترة تدريب بدت مقنعة، بينما جاءت حلقات نجمة الموسم الثاني من برنامج آراب أيدول فرح يوسف مليئة بالمبالغات خاصة اطلالاتها في لاس فيغاس ورقصها على نغمات زميلها محمد عساف وكأن وطنا تحمل هويته لا يحترق.
النجمة مروة محمد بدت مميزة بحرصها على الظهور بإطلالات مشرقية، ولعلها الوحيدة التي صدقت أن البرنامج يهدف للترويج السياحي، كما أقنعت الجمهور بحلقاتها الخاصة عن التسوق عندما أظهرت حسن تدبير وإقناع، وان كان لا زال أمامها الكثير لتخطف الأنظار في برامج تليفزيون الواقع خاصة مع كل هؤلاء النجوم.
يذكر أن الموسم الجديد من البرنامج سيتم تصويره بدءا من 23 أغسطس المقبل على متن يخت فاخر بمشاركة النجوم شيرين عبد الوهاب ونانسى عجرم وكاظم الساهر وعاصى الحلانى وماجد المصرى، مع وعد بمقالب بين النجوم لا تعد ولا تحصى!!
على "شط بحر الهوى" .. نجوم يغامرون بسمعتهم، من حقهم البحث عن النجومية والأضواء والترف، ولكن يتوجب عليهم مراعاة مشاعر الجماهير التي لم تتعود بعد على كل هذا الجنون.