هبة القواس تشعل الأوبرا بأنوار الأندلس
أعربت الفنانة اللبنانية هبة القواس عن سعادتها بتجسيد "حلمها العتيق" في أدائها للعمل الموسيقي الضخم "أنوار الأندلس"، لتقدّمه على خشبة دار الأوبرا السلطانية – عُمان، باختتام استثنائي للموسم الخامس لدار الأوبرا وذلك في ثلاث حفلات متتالية كعرضٍ أول قبل أن تتحضَّر لتدور به عواصم العالم بدأً من بيروت.
أكثر من 150 شخص اشترك في العمل تصميماً وتنفيذاً وأداءً من مختلف الجنسيات، راسمين فسيفساء موسيقية غنائية راقصة، تتجاذبها خيوط سحرية تشدّ الرماح في الأوتار والأجساد والأصوات، لتحكي قصة هبة القواس التي غنت حبّها المتأرجح بين ضفَّتين، تتقاذفها أمواج الأنغام العربية الأندلسية تارةً وتجذبها طوراً إيقاعات الفلامنكو.
وامتزجت عناصر الموسيقى المتفجِّرة بالعواطف والحنين في هذا العمل بلهب وأصوات الكورال المنبعثة من صميم التاريخ مع الغناء والرقص بحيوية، فيختلط نبْضُ الفنانين المتنافسين على قلب النجمة بلهيب النار، بين عازف الغيتار الإسباني خوسيه ماريا غياردو دل ري، وعابر السبيل محمد عبد الرحمن، والفنان الإسباني خوسيه مالدونالدو.
وينقل هذا العمل المستمع من الحاضر الى الزمن الخارج عن المألوف بالموسيقى التي تطير به بين أروقة الأندلس على مدى ساعتين، حيث بنت القواس من خلال تأليفها الموسيقي عالماً من الفانتازيا في التصويتات الموسيقية التي تداخلت وتنوعت بين أصوات الأوركسترا الفلهارمونية والكورال، والتي ملأت فضاء الدار بدرامية البناء من جهة وبتنويع وقْع تداخل الإيقاعات العربية والإسبانية من جهة أخرى.
وتداخل "انوار الأندلس" مع مواويل حجازية من أشعار قديمة لطرفة بن العبد والحلاّج بصوت عبد الرحمن محمد، الذي فتنَ بإحساسه المرهف وحنان صوته أنفاس الصالة الحاضرة بجمهورها وعازفيها، وهو يشترك للمرة الأولى بعمل موسيقي غنائي من هذا النوع. وقد أدّى واياها موشحَين أندلسيين "زارني المحبوب" و"لما بدا يتثنّى"، اللذين وزَّعتهما القواس على الأوركسترا والكورال.
وقد ألّفتْ هبة مقدمة موسيقية من وحي الأندلس افتتحت بها العرض معلنةً طلوع فجر الزمن الذهبي، لتنشقَّ منه باقة أغنيات جديدة ألّفتها خصيصاً للعمل على أشعار عبد العزيز خوجة، كمال جنبلاط، هدى النعماني، زاهي وهبي وندى الحاج وذلك انسجاماً مع الفكرة والقصة اللتين وقّعتهما ريما كريمه وندى الحاج.
وتألقت هبة القواس من خلال تصاميم أزياء رامي القاضي نجمةً في فضاء الأندلس، وقرعت بقوة على أبواب الأندلس التي ختمتها بأغنية صوفية "أنا العاشق" لعبد العزيز خوجة، تعلن فيها بدء المسار: "أنا ماضٍ أنا آتٍ بلا أزمان...ألا مَن يفتح الأبواب للزائر". فاختصرت الأزمان وشرَّعت الأبواب للموسيقى والحياة.