احمد زكي.. صديق الكاميرا المفضل
الكاميرا لها اصدقائها الذين تختارهم بعناية فائقة، مهما كان الممثل موهوبا ومهما كان أدائه جيدا، لايمكن ان يصادق الكاميرا الا اذا امتلك "شيئا ما"، شيئا خاص جدا لا يفسر بسهولة.. احمد زكي كان صديق الكاميرا المفضل.
الفنان الراحل الذي وافته المنية قبل 11 عاما يبدو وكأنه لم يغب لحظة، رحل وهو في منتصف الخمسينيات من عمره فقط، وقدم سيرة سينماية لن تنمحي من ذاكرة الكبار والصغار ومن سبقوا ومن سيأتون، احمد زكي علامة سينمائية فارقة واستثنائية وغير قابل للتكرار.
التلميذ النجيب يغير حياته
تخرج احمد زكي عام 1973 من معهد الفنون المسرحية كان متفوقا بالطبع وحصل على تقدير ممتاز وكان الاول على دفعته، واللافت انه دخل هذا المعهد بعد ان اوشك ان يكتفي بدراسته في المدرسة الصناعية، ولكن مديرها في مدينة الزقازيق التي ولد فيها الراحل شجعه على داسة التمثيل نظرا لموهبته الواضحة جدا حينها، حيث كان يمثل في عروض المدرسة، واثناء دراسته نجح في ان يقدم اول ادواره ضمن مسرحية "هاللو شلبي" وكذلك مسرحية "القاهرة في الف عام" وكلتاهما عام 1969، وبعدها تتابعت الادوار وحقق نجاحات مسرحية في "العيال كبرت ومدرسة المشاغبين"، وجاء حظه في السينما ضمن بطولات جماعية في افلام "بدور والعمر لحظة وابناء الصمت"، ثم كانت الانطلاقة في أول بطولة امام السندريلا سعاد حسني بفيلم "شفيقة ومتولي" عام 1978، وبعدها انفتحت الابواب..
قصة تكشف للمرة الاولى
كان موعده مع الجائزة الاولي في بداية الثمانينيات من القرن الماضي حيث حصل على جائزة افضل ممثل من مهرجان القاهرة السينمائي عن دور "فارس" بفيلم "طائر على الطريق"، ومن المفارقات ان احمد زكي كان يفضل حضور المناسبات الفنية دون ملابس رسمية، وكان يكره ارتداء "البدلة" الكاملة، ولكنه في هذا اليوم قرر كسر العادة وارتدي ملابس انيقة للغاية، وقبل ذهابه الي الحفل استدعى صديقه المصور عادل مبارز الي منزله في منطقة وسط البلد حينها وطلب منه تصويره عدد من الصور، ولكنه لم يكن راضيا عن نفسه بهذا الشكل ووجد ان هذه ليست طبيعته، فغير ملابسه وارتدي اخرى من "الجينز"، ووقتها قال لمبارز:"افضل انا اكون بهذه الملابس وان اكون بشعر منكوش، انا اللي هستلم الجايزة بشخصيتي اللي بحبها مش حد تاني"، وهذه الواقعة رواها عادل مبارز حصريا لـ"هي".
المغنواتي
قدم احمد زكي على مدار تاريخه اكثر من 85 عملا ما بين المسرح والسينما والتليفزيون وكان اخرها "حليم" الذي عرض بعد وفاته بعام أي عام 2006، ووقتها تم تغيير بعض اجزاء في النص لانقاذ العمل الذي توفي قبل استكماله، وشهد الفيلم اول ظهرو لابنه الوحيد هيثم زكي من زوجته الراحلة هالة فؤاد، ومن ابرز اعمال زكي افلام "انا لا اكذب ولكني اتجمل واسكندرية ليه ومعالي الوزير وناصر 56 وايام السادات والبرئ والهروب واحلام هند وكاميليا وزوجة رجل مهم والبيه البواب"، ومن اهم اعماله التليفزيونية "هو وهي والايام"، وبجانب موهبته التمثيلية كان يتمتع زكي بالقدرة على اداء الاغنيات وهي ميزة استغلها المخرجون في افلامه مثل "مستر كارتيه"، وغيرها.