نجاة بلقاسم.. من راعية غنم مغربية الى وزيرة التعليم بفرنسا
كان يا مكان، كان هناك فتاة صغيرة فقيرة عاشت طفولتها بين الجبال القاسية في احدى قرى المغرب، وكانت تساعد جدها في تربية الاغنام...كبرت الطفلة وسافرت واصرت على استكمال دراستها وكافحت بكل جهد...فإبتسم لها القدر لتصبح وزيرة دفعة واحدة في فرنسا!. قصة تبدو انها كالحكايات الخيالية...لكنها حقيقة حدثت في عصرنا الحالي..انها قصة حياة وزيرة التعليم الفرنسية الحالية نجاة بلقاسم والتي غزت مواقع التواصل الاجتماعي بعدما اصبحت هذه الطفلة محط انظار العالم.
دعونا نلقي نظرة على ابرز المحطات التي عايشتها الوزيرة الفرنسية نجاة بلقاسم في مشوار حياتها:
- ترعرعت نجاة بلقاسم المولودة عام 1977 في قرية بني شيكر المغربية الواقعة شمال المغرب، وأثناء فترة طفولتها قامت برعي الغنم والماعز على سفوح الجبال وذلك قبل أن تنتقل مع عائلتها إلى فرنسا بحثا عن حياة أفضل، وفق ما صرحت في احدى تصريحاتها مؤخرا لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
- بانتقالها الى فرنسا، ترعرعت نجاة بلقاسم في حي فقير بمدينة أبيفيل الواقعة شمال فرنسا، ثم انتقلت إلى مدينة اميان. وكانت والدتها تشجع أولادها السبعة على الدراسة، وتشجع الفتيات خصوصا على الاستقلال المادي عن العائلة. وكانت الكتب هي الملاذ الوحيد للطفلة في الظروف التي تعشيها مما منحها فرصة التفوق الدراسي.
- في سن الـ 18 حصلت نجاة على الجنسية الفرنسية والتحقت بكلية الحقوق ثم كلية باريس للدراسات السياسية المرموقة وتخرجت منها عام 2000 بعد حصولها على شهادة في القانون في جامعة بيكاردي فى أميان، كما حصلت على شهادة البكالوريس فى علم الاجتماع الاقتصادي عام 1995.
- بدأت نجاة بلقاسم حياتها المهنية كمحامية فى مكتب محاماة باريس إلى مجلس الدولة ومحكمة النقض لمدة ثلاث سنوات، وعندما دخل الرئيس هولاند الانتخابات الرئاسية في 2012، عينها في منصب المتحدثة الرسمية باسم الحملة الانتخابية وعقب فوزه بالرئاسة، عينها في منصب وزيرة حقوق المرأة والمتحدثة الرسمية باسم الحكومة، وفي 26 أغسطس 2014، تم تعيينها وزيرة التربية الوطنية والتعليم العالي لتصبح أول سيدة تشغل هذا المنصب فى تاريخ الجمهورية.
- تزوجت نجاة بلقاسم في أغسطس 2005 من أحد المقربين من الرئيس هولاند ويشغل حاليا منصب نائب كبير الموظفين بقصر الإليزيه، وانجبت منه توأمان.
جوانب من شخصيتها واحلامها
- تعترف نجاة بلقاسم أن مسارها يبدو غير اعتيادي بالنسبة لكونها من المهاجرين إلى فرنسا، إلا أنها تشجع باقي الأطفال المهاجرين على عدم التخلي عن أحلامهم. وتقول :"ليس عيبا أن نفشل طالما اننا نستمر في المحاولة. لقد كانت أمي دائما تقول لي: "لا تقلقي، ان بالحياة خيالا وأحلاما أكبر مما تتصورين".
- تعتبر نجاة بلقاسم من أكثر سيدات فرنسا تعليما، وتقول في هذا الاطار:"كانت المدرسة دوما لاعبا كبيرا ومؤثرا في رحلتي الشخصية، فقد سمحت لي بالانفتاح على العالم، وبالحركية الاجتماعية كذلك. كما سمحت لي بإثراء ذاتي، وبالتعلم والإدراك".
- من تصريحاتها حول انخراطها بالعمل السياسي :"كنت خجولة ومتحفظة للغاية، ولذلك كان أمرا يتعارض مع شخصيتي أن أنخرط في العمل السياسي. لكنني قررت أن أعلن التزامي مدى الحياة بمحاربة الظلم الاجتماعي، ومناهضة عدم المساواة".