نزار قباني .. شاعر الحب و المرأة
في مثل هذا اليوم 21 مارس من عام 1923 ولد الشاعر السوري والدبلوماسي نزار قباني ، لعائلة دمشقية عريقة وتوفي يوم 30 أبريل 1998، وما بين سنتي ميلاده ووفاته أسهم نزار قباني في الكثير من الأعمال الشعرية التي خلد بعضها عمالقة الفن والغناء في الوطن العربي.
نزار قباني نشر 36 ديوانا شعريا
درس نزار قباني في كلية وعمل في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته 1966، أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 36 ديوانًا أبرزها طفولة نهد، والرسم بالكلمات، تنويعات نزارية على مقام العشق، هوامش على الهوامش، السيرة الذاتية لسياف عربي، قاموس العاشقين، وسيبقى الحب سيدي.
أثر وفاة بلقيس و توفيق في نزار قباني
عرف نزار قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ استهدف السفارة العراقية في بيروت والتي رثاها بقصيدة بلقيس وهي من أهم قصائد نزار قباني ، وصولاً إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني".
انتحار شقيقة نزار قباني وأثرها في شعره
بحسب ما يقول في مذكراته، ورث نزار من أبيه ميله نحو الشعر، كما ورث عن جدّه حبه للفن بمختلف أشكاله، وقد ذكر أن سِرّ مَحبّته للجمال والألوان واللون الأخضر بالذات أنه في منزلهم الدمشقي كان لديهم أغلب أصناف الزروع الشاميّة من زنبق وريحان وياسمين ونعناع ونارنج، ومن ثم شُغف بالموسيقى، وتعلّم على يد أستاذ خاصٍ العزفَ والتلحين على آلة العود، وخلال طفولته انتحرت شقيقته وصال، بعد أن أجبرها أهلها على الزواج من رجل لم تكن تحبّه، وهو ما ترك أثرًا عميقًا في نفسه، ويصف نزار حادثة الإنتحار بقوله: "صورة أختي وهي تموت من أجل الحُبّ محفورة في لحمي... كانت في ميتتها أجمل من رابعة العدويّة، كما ارتبط نزار بعلاقة قوية مع أمه، وكتب لها قصائدًا كثيرة يدمج فيها بين حنينه لدمشق مهده الأول وحنينه لأمه، وقصائده عن أمّه في ديوانه الرسم بالكلمات خير دليل على ذلك.
نزار قباني سفيرا دبلوماسيا
عُيّن نزار في السفارة السوريّة في القاهرة وله من العمر 22 عامًا، ولم تطل إقامة نزار في القاهرة، فانتقل منها إلى عواصم أخرى مختلفة، فقد عُيّن في عام 1952 سفيرًا لسوريا في لندن لمدة سنتين واتقن خلالها اللغة الإنكليزية، ثم عُيّن سفيراً في أنقرة، ومن ثمّ في عام 1958 عيّن سفيرًا لسوريا في الصين لمدة عامين، وفي عام 1962 عيّن سفيرًا لسوريا في مدريد لمدة 4 سنوات، إلى أن استقرَّ في لبنان بعد أن أعلن تفرغه للشعر في عام 1966.
نزار قباني شاعر المرأة والحب
تناولت أشعار نزار قباني قضية حرية المرأة، إذ تناولت دواوينه الأربعة الأولى قصائد رومانسية. ومن ثمّ تحوّل نحو الشعر السياسي، قصائده في الحب والغرام كان لها دور كبير في نشر اسم نزار قباني، وغنى عمالقة المطربين العرب قديما وحديث من أشعاره ومنهم أم كلثوم وعبد الحليم حافظ و ونجاة الصغيرة ، فايزة أحمد ، ماجدة الرومي ، محمد عبده، كاظم الساهر صاحب نصيب الأسد من أغاني نزار، هذا بالإضافة لغير هؤلاء الكثير.
زواج نزار قباني
تزوج نزار مرّتين، زوجته الأولى كانت ابنة خاله زهراء آقبيق وأنجب منها هدباء وتوفيق، وقد توفيّ توفيق عام 1973 وكان طالباً بكلية طب جامعة القاهرة في السنة الخامسة، والذي ترك الأثر الكبير في حياته، وتوفيّت زوجته الأولى في 2007، وكان زواجه الثاني من امرأة عراقيّة تُدعى بلقيس الراوي، ولكنها لقيت حتفها أثناء الحرب الأهلية اللبنانية عام 1982، وقد رثاها نزار بقصيدته الشهيرة بلقيس التي قال فيها إن الجميع كان لهم دورٌ بقتلها، وقد أنجب منها ابنيه عمر وزينب ولم يتزوّج بعدها.
وفاة نزار قباني ووصيته
بعد مقتل زوجته بلقيس، غادر نزار لبنان وكان يتنقل بين العواصم الأوروبية، حتى استقر في النهاية في لندن حيث قضى الخمسة عشرة عامًا الأخيرة من حياته، واستمرّ بنشر دواوينه وقصائده، وفي عام 1997 كان نزار يعاني من تردي في وضعه الصحي وبعد عدة أشهر توفي يوم 30 أبريل عام 1998، عن عمر ناهز 75 عامًا في لندن، وفي وصيته والتي كان قد كتبها في المستشفى، أوصى بأن يتم دفنه في دمشق، وتم دفن قباني في دمشق بعد أربعة أيام من وفاته حيث دفن بعد جنازة حاشدة شارك فيها مختلف أطياف المجتمع السوري إلى جانب فنانين ومثقفين سوريين وعرب.