اليوم: 103 عاماً على ميلاد أميرة الغناء العربي أسمهان
عمرو رضا
منذ 103 عام ووسط أمواج عاصفة كان البحر الأبيض المتوسط يتأهب لاستقبال مولودة استثنائية، مثلها مثل أمواجه ، قصيرة العمر وعظيمة الأثر، أطلق عليها أسم آمال الأطرش، وحملت لقب أميرة، وماتت فى الماء أيضا ولكن بعدما وضعت بصوتها بصمة خالدة فى بحر الموسيقى العربية.
أسمهان أو أمال الأطرش أميرة عائلة الأطرش في جبال لبنان، واللاجئة في مصر برفقة أمها المطربة علياء المنذر وشقيقها الأكبر فؤاد والأصغر فريد، ولدت على متن باخرة كانت تقل العائلة من تركيا يوم 25 نوفمبر 1912 ويتردد تاريخ آخر وهو 1917، ولكن التاريخ الأول أقرب للصحة، وهي الابنة الوحيدة التي كتب لها الحياة في أسرتها بعد وفاة شقيقتها الصغري وداد.
والدها فهد الأطرش وهوأحد قيادات جبل الدروز في سوريا وكان مدير ناحية في قضاء ديمرجي في تركيا، ووالدتها علياء المنذر وهي درزية لبنانية من بلدة شويت المتن، تسببت الظروف السياسية فى هرب الأم بأولادها للقاهرة واستقبلها زعيم الأمة سعد زغلول بنفسه ووفر لها مقرا للإقامة بالقاهرة تقديرا لنضال عائلة الأطرش ضد المستعمر الفرنسي، ولكن حاجة العائلة للمال دفعت فريد الأطرش للعمل فى عالم الفن وهو الذى فتح الأبواب لشقيقته وجعلها نجمة غناء لامعة إلى جانب شهيرات ذلك الوقت أم كلثوم، نجاة علي، ليلى مراد.
نجمة عماد الدين
بدأت أسمهان منذ 1931 تشارك أخاها فريد الأطرش في الغناء في صالة ماري منصور في شارع عماد الدين بعد تجربة كانت لها إلى جانب والدتها في حفلات الأفراح والإذاعة المحلية، وراح نجمها يسطع في سماء الأغنية العربية، ولكن تعطلت مسيرتها بعد ثلاث سنوات فقط بعد زواجها من الأمير حسن الأطرش وانتقالها للعيش معه إلى جبل الدروز في سوريا ليستقروا في قرية عرى مركز إمارة آل الأطرش لتمضي معه كأميرة للجبل مدة ست سنوات رزقت خلالها ابنة وحيدة هي كاميليا، لكن حياتها في الجبل انتهت على خلاف مع زوجها، فعادت من سوريا إلى مصر، وقد عاد إليها الحنين إلى عالم الفن لتمارس الغناء ولتدخل ميدان التمثيل السينمائي.
انتصار الشباب
قدمت عام 1941 أول أفلامها انتصار الشباب إلى جانب شقيقها فريد الأطرش، فشاركته أغاني الفيلم. وفي خلال تصويره تعرفت إلى المخرج أحمد بدرخان ثم تزوجته عرفيا، ولكن زواجهما إنهار سريعًا وانتهى بالطلاق دون أن تتمكن من نيل الجنسية المصرية التي فقدتها حين تزوجت الأمير حسن الأطرش، وفي سنة 1944 مثلت في فيلمها الثاني والأخير غرام وانتقام إلى جانب يوسف وهبي وأنور وجدي ومحمود المليجي وبشارة واكيم وسجلت فيه مجموعة من أحلى أغانيها، وشهدت نهاية هذا الفيلم نهاية حياتها.
وسبق لها أن شاركت بصوتها في بعض الأفلام كفيلم يوم سعيد، إذ شاركت محمد عبد الوهاب الغناء في أوبريت مجنون ليلى، كما سجلت أغنية محلاها عيشة الفلاح في الفيلم نفسه، وهي من ألحان محمد عبد الوهاب الذي سجلها بصوته في ما بعد، كذلك سجلت أغنية ليت للبراق عيناً في فيلم ليلى بنت الصحراء.
ورغم رحيلها المبكر في صباح الجمعة 14 يوليو 1944 تركت اسمهان تراثا نادرا من الأغنيات يصعب تكراره من ألحان القصبجي الذي راهن كثيرا على صوتها، والموسيقار محمد عبد الوهاب، وإبداعات زكريا أحمد والسنباطي، واشعار أحمد رامي وبيرم التونسي.