المديرة العامة لمركز الجواهر للمؤتمرات حنان المحمود لـ"هي": التخطيط المسبق أبرز عناصر النجاح
تعتبر حنان المحمود من النساء الإماراتيات الرائدات في مجال تنظيم المناسبات والمؤتمرات، فهي تشغر منصب المديرة العامة لمركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات في الشارقة، منذ عام 2012 . وتتضمن مسؤولياتها تنظيم الفعاليات بمختلف أنواعها. وفي هذا اللقاء الممتع، تشاركنا المحمود أبرز عناصر النجاح في مجال تنظيم المناسبات والمؤتمرات، كما تكشف لنا عن الحركة المميزة التي تشهدها إمارة الشارقة، والتي تندرج ضمن دورها ومكانتها بصفتها عاصمة للثقافة في الإمارات.
الشارقة - سينتيا قطار
تصوير: غيث طنجور
بداية أخبرينا عن دراستك وأبرز محطات مسيرتك المهنية؟
أحمل شهادة البكالوريوس في نظم المعلومات الإدارية والتسويق من جامعة الشارقة، وتخرجت في برنامج الشارقة للقادة من مؤسسة الشارقة لتطوير القدرات (تطوير)، كما أكملت برنامجا قياديا مكثفا بالتعاون مع جامعة سان دييغو، وبرنامج تطوير المهنيين PDC مع مركز ريادة التابع للمكتب التنفيذي لقرينة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في إمارة الشارقة، وأحمل شهادة في برنامج التدريب على التخصص في البروتوكول الدولي من المعهد الدولي للبروتوكول في كاليفورنيا.
عملت رئيسة قسم إدارة الأعمال في نادي سيدات الشارقة بين 2010 - 2012 ، حيث توليت إدارة كادر يضم 200 موظف، كما عملت قبل ذلك منسقة تسويق وفعاليات في النادي، وتوليت الإشراف على إدارة وتخطيط وتنفيذ ما يزيد على 50 فعالية من مختلف المستويات والأحجام.
في عام 2012 عُينت مديرة لمركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، وتتضمن مسؤولياتي الإشراف على التوظيف وتشكيل فرق العمل، وتصميم منتجات وخدمات الضيافة، وتطوير الأعمال، والتخطيط المالي، وتنظيم الفعاليات بما في ذلك: الاجتماعات، والمؤتمرات، والمعارض، وحفلات الزفاف، والاحتفالات والمهرجانات، وسبق أن عملت لمدة عامين قبل تولي هذا المنصب مديرة المشروع قبل افتتاح المركز.
تبوّأت منصب المديرة التنفيذية لمركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات في سبتمبر 2018 . ما أبرز التحديات التي تواجهك في إدارة المركز؟
لكل عمل خصوصيته المتفردة، وأنا لا أعتبر أني أواجه تحديات بقدر ما أسعى إلى النجاح والتميز المتواصل والارتقاء بمركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، ليصبح واحدا من أبرز الوجهات في قطاع الخدمات على مستوى المنطقة، نظراً للتنامي المتسارع لقطاع الضيافة، بما يحملني المزيد من المسؤولية في البحث المستمر عن كل جديد في هذا القطاع الذي أصبح مصدرا اقتصاديا مهما، وصناعة متخصصة لها كيانها.
ما أبرز الخدمات التي يقدّمها المركز؟ وما أهم الفعاليات التي يحتضنها؟
يشكل مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات منذ تأسيسه في عام 2013 برعاية كريمة من قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، وجهة متكاملة للفعاليات والمناسبات والمؤتمرات في الشارقة، بحيث يلبي متطلبات الإمارة والإمارات الشمالية، ويكون منصة لأفضل خدمات الضيافة والتجهيزات العصرية التي يتطلبها قطاع المناسبات والمؤتمرات والفعاليات. ومنذ انطلاقه إلى اليوم، شهد المركز أكثر من 1800 فعالية، وتطورت خدماته ومرافقه ليصبح اليوم أهم وأكبر المراكز المعنية بتقديم خدمات الضيافة وتنظيم المؤتمرات والمناسبات الرسمية في الشارقة والإمارات الشمالية. وشملت قائمة الفعاليات الكبرى التي استضافها مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات العام الماضي، مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل، ومؤتمر الاستثمار في المستقبل، وملتقى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر، كما نظّم المركز الدورة الأولى من فعالية مخرج E88 للمأكولات والتسوق، المهرجان الترفيهي العائلي الأول من نوعه في الهواء الطلق، الذي أقيم بين شهري نوفمبر وديسمبر، واستمر لمدة أسبوعين على طريق مطار الشارقة الدولي. نظمتم معرضا وملتقى يتعلّق بالصحة والجمال فريدا من نوعه. أخبرينا أكثر عنه.
اختتمنا مؤخرا معرض وملتقى "أزيان"، المتخصص بالجمال، والأزياء، والصحة الذي استمر على مدار أربعة أيام متواصلة، وهدفنا من خلاله أن يصبح مركز الجواهر مرجعية معرفية للمرأة العربية الباحثة عن توسيع مداركها في فنون الجمال والأزياء والعناية بالصحة. ما نتطلع إليه هو أن نقدم للمرأة الخليجية والعربية منصة تتكامل فيها كل العناصر التي تشكل عالمها الأنثوي.
برأيك ما أبرز عناصر النجاح في مجال تنظيم المناسبات والمؤتمرات؟
أصبحت الأحداث الخاصة كالمؤتمرات والمعارض والمهرجانات والاحتفالات تمثل إحدى أهم الأعمال التي يتزايد عليها الطلب في العصر الحديث، والتي تحتاج إلى الكثير من الاحترافية والعمل، وعليه فإن أبرز العناصر التي تسهم في نجاح الفعاليات والمؤتمرات، التخطيط الجيد والمسبق، وتحديد الأولويات والالتزام بها، وعلى من يقود فريق عمل أولا أن يمنح الثقة لأعضاء الفريق، وأن يحسن توزيع المهام وفقا للمهارات، وأن يكون حازما عند الضرورة ومرنا في أغلبية الوقت، بحيث يساعد فريقه على التحكم بالضغوط وتجاوز العراقيل، ويشجعه على إيجاد الحلول بنفسه بدل فرضها بشكل متسلط.
ويجب الاستمرار في تنمية معارف وقدرات طاقم العمل المكلف تنظيم الحدث وتزويده بأحدث المعارف والخبرات والتقنيات في هذا المجال من خلال برامج تدريبية على يد خبراء في مجال تخطيط وتنظيم وإدارة الفعاليات والمؤتمرات، وذلك توفيرا للمال والجهد والوقت، ورفعا لكفاءة وفاعلية العاملين في هذا المجال بما يحقق الهدف المنشود.
تشهد إمارة الشارقة العديد من المهرجانات والمناسبات والمؤتمرات على مدار السنة. ما أبرز هذه الفعاليات؟ وكيف تفسّرين هذه الحركة الاستثنائية في الإمارة؟
إن ما تشهده الشارقة من فعاليات يندرج ضمن دورها ومكانتها عاصمة للثقافة في الإمارات، ومدينة تتكامل فيها عناصر الاستقرار والازدهار من خلال ما توفره من بيئة حاضنة للاستثمارات التنموية. أبرز الفعاليات في الشارقة ترتكز على معادلة الإنسان والتنمية، سواء كانت اقتصادية أو علمية، فهي تشكل داعما معرفيا، وتشكل فرصة لرواد القطاعات المحلية لتعزيز علاقاتهم مع نظرائهم في العالم، والبحث عن حلول لتحديات تعوق مسيرة التنمية.
ما انعكاسات هذه الحركة على اقتصاد إمارة الشارقة والإمارات العربية المتحدة بشكل عام؟
لا شك في أن الفعاليات والمهرجانات مؤشر لقياس تقدم الدول ليس فقط على المستوى المعرفي، بل أيضا على المستوى الاقتصادي، فمن المعروف أن المجتمعات التي تستثمر في تنمية الإنسان تلتزم منظومة من القيم والسلوكيات التي تحفظ استقرارها وتماسكها وتؤسس لمستقبل أفضل. لقد التزمت الشارقة بشكل خاص الاستثمار في الثقافة والمعارف بكل مساراتها وميادينها، لما لهذا الاستثمار من مردود إيجابي على المديين القصير والبعيد، يتجلى في خدمة الإنسان وتسويق عطائه وإبداعه الفكري وخلق الكوادر المتعلمة والمتدربة، فنجاح الخطط الثقافية يعني توسيع القاعدة المادية لأجيال متعلمة ومدربة بخبرات استثنائية، ليس في مجال العمل والإنتاج فقط، وإنما في مجال الانتماء إلى خطط التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة.
المرأة الإماراتية، وبدعم من الحكومة، تُثبت يوما بعد يوم نجاحها في مختلف المجالات. هل هناك خلطة سحرية للنجاح؟
الخلطة السحرية لنجاح المرأة الإماراتية، جاء بفضل الدعم غير المحدود من القيادة الرشيدة، التي لم تدخر جهدا في توفير المؤسسات التعليمية والمعرفية التي تساعدها على الارتقاء بمهاراتها وتوظيف طاقاتها في العمل جنبا إلى جنب مع الرجل، وهو ما أكسبها تقدير العالم واحترامه. ويتمثل النجاح الحقيقي في الموازنة بين الحياة المهنية والشخصية، حيث يحتّم على المرأة الناجحة في حياتها المهنية والشخصية، ترتيب أمور عدة في حياتها اليومية، وأهمها تحديد الأولويات، ووضع الخطط المسبقة، ووضع الوقت المحدد لتحقيقها، وذلك من أجل الحصول على رؤية واضحة للنجاح، فمن دون التخطيط الواضح والمدروس، قد نحتاج إلى بذل جهد إضافي، أما الالتزام بهذه المعايير، فيسهم في تحسين نوعية وجودة حياتنا بشكل عام، ويساعد دائما على التواصل مع العائلة والمجتمع بالطريقة الصحيحة، ويشجعنا على العودة إلى العمل في اليوم التالي بكامل طاقتنا وحيوتنا.