القائدة في شركة "داماك" الإماراتية أميرة سجواني لـ"هي" : يجب أن نؤمن بطموحاتنا
نخوض في هذه المقابلة حوارا شائقا مع سيدة الأعمال الإماراتية أميرة سجواني، القائدة الصاعدة في شركة "داماك العقارية"، حول شغفها بالقطاع العقاري منذ مرحلة مُبكرة من عمرها، والشخصيات الملهمة التي تقتدي بها، والعوامل التي تدفعها لتحقيق المزيد من النجاحات والإنجازات.
دبي: "سينتيا قطار" Cynthia Kattar
تصوير: "غيث طنجور" Gayth Tanjour
أُجري التصوير في فندق
DAMAC Towers by
Paramount Hotels and Resorts
ماذا تعني لكِ النشأة في دبي والانضمام إلى عائلة "داماك"؟
لم يتسنَّ للكثيرين مُعاصرة التحولات الجذرية الهائلة التي شهدتها دبي، وبالأخص على مستوى المشهد العقاري. فقد تحولت دبي من أرضٍ صحراوية قاحلة إلى مدينة عصرية فائقة الحداثة والتطور يقصدها الناس من شتى أرجاء العالم. وكنت محظوظة جدا لكوني ابنة عائلة لطالما لعبت دورا رياديا في مسيرة التطور العقاري في الإمارة، وتواصل بفخر لغاية اليوم دفع عجلة التقدم في هذا القطاع. ولا شك في أن مساهمة "داماك" في إثراء المشهد العُمراني عالمي الطراز للمدينة قد شكّل تجربة مدهشة ومجزية بمعنى الكلمة لكل فردٍ في "داماك".
ونفخر ونعتز بدعم الرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والهادفة إلى بناءِ مدينة عصرية تتفوق من حيث معايير الحداثة والتميّز على سائر مُدن العالم الأخرى. وعندما أسترجع في ذاكرتي مشاريعنا المختلفة، يغمُرني شعور لا يُوصف من السعادة والفخر والاعتزاز بجهودنا الاستثنائية في إثراء المشهد العقاري في دبي.
أخبرينا قليلا عن طفولتك؟
أتذكر جيدا كيف كانت المشاريع العقارية الحديث الأبرز بين أفراد عائلتي؛ سواء كان الأمر يتعلق بإطلاق مشاريع جديدة أو ابتكار أفكار إبداعية لبناء مجتمعات تدعم الرؤية الطموحة لإمارة دبي. وعندما أنظر اليوم إلى أخي الصغير البالغ 12 ربيعا، أستذكر جيدا شغفي الكبير بالعقارات عندما كُنت في مثل سنّه. ويمكنني القول: إن هذه الأحاديث والاهتمام بتحقيق الأهداف التي رسمها والدي العزيز قد أثرت إلى حدٍ كبير في طريقة تفكيرنا حتى يومنا هذا.
من الشخصيات التي ألهمتكِ خلال سنوات نشأتك؟
أبي كان قدوتي الأولى طوال سنوات نشأتي. فقد تعلّمت منه دروسا قيّمة لا تُقدر بثمن ليس حول مجالات الأعمال التجارية أو العقارات فحسب، بل وعن كيفية إدراك العالم من حولنا والثقافات والخلفيات المتنوعة أيضا، وهو ما أثّر بشكلٍ كبير في شخصيتي. وكانت معظم أحاديثنا تدور حول مواضيع مهمة مثل السياسة والتسامح وتقبل الآخرين والدين. كما شكل الإرث الفريد لوالدي ونجاحاته الاستثنائية مصدر إلهام لجميع الذين صادفهم في حياته، وسيبقى والدي دائما وأبدا القدوة الملهمة لي في مسيرتي. من ناحية أخرى، شكلت والدتي القوة المُوازنة في المنزل؛ فقد حرصت على عدم انخراطنا بشكلٍ مفرط في العمل، وشجعتنا على استثمار الوقت في تعزيز القيم التي تجعل منا أفرادا صالحين ومُنتجين في المجتمع. وآمل أن امتلك سماتٍ من شخصيتها الرائعة التي تتميز بالإلهام والعزيمة.
كيف تصفين علاقتكِ بإخوتك؟
لدي ثلاثة أشقاء، وأنا الفتاة الوحيدة في العائلة. يوجد فوارق عمرية بيننا، ويتميز كل واحدٍ منا بشخصية مختلفة للغاية. ونحرص على قضاء الإجازات معا والاستمتاع بوقتنا. كما نتشابه جميعا بشغفنا الفطري بالقطاع العقاري، ويشكّل إخوتي السند الحقيقي لي في جميع الظروف.
هل يمكن أن تحدثينا عن تحصيلك العلمي؟
أكملت مرحلة التعليم المدرسي في دبي، ثم انتسبت إلى كلية لندن الجامعية من أجل نيل شهادة البكالوريوس، والتخصص في إدارة المشاريع الإنشائية. ثم تابعت بعد ذلك دراسة الماجستير في كلية لندن للاقتصاد والتمويل، حيث أمضيت هناك السنوات الخمس الأكثر قيمة وأهمية في حياتي. ونجحت خلال تلك الفترة في تكوين صداقاتٍ طيبة مع أشخاصٍ من جميع أنحاء العالم أدركت من خلالها أهمية وقوة التنوع، كما التقيت بزوجي خلال عامي الأول هناك.
ما أهم إنجازٍ شخصي تفخرين به؟
إن أهم إنجازٍ شخصي لي، باستثناء عملي الذي أفخر به دائما، يتمثل في استكمالي لدراسة الماجستير. فقد كانت دراستي في كلية لندن للاقتصاد والتمويل مُجزية للغاية وحافلة بالتحديات التي دفعتني لتحقيق إنجازات مهمة في مسيرتي. وأعتقد أن الإنجاز الشخصي الحقيقي يكمن في إيجادٍ توازنٍ مثالي بين التميز في العمل والقدرة على قضاء وقتٍ ممتعٍ مع العائلة والأصدقاء.
كيف تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي في حياتكِ؟
شكّلت وسائل التواصل الاجتماعي في بداية الأمر تجربة شخصية للغاية بالنسبة لي. وفي الماضي، لم أكن أميل لاستخدام أيٍ من تلك المنصات التي وجدت فيها لاحقا مساحة خاصة وآمنة للتواصل مع الأشخاص المهمين لي. ومؤخرا، أنشأت حسابات شخصية على بضع منصات للتواصل الاجتماعي؛ لأن الكثير من الناس أرادوا معرفة المزيد عن أعمالي وأسلوبي في الإدارة. ولا أزال أسعى بصراحةٍ لمعرفة كيفية توظيف حضوري على منصات التواصل الاجتماعي لإحداث تأثيرٍ إيجابي وملموس في المجتمع. فأنا شخصيا أستبعد أن يقتصر دور هذه المنصات على الحديث عن الأطعمة والسفر وما إلى ذلك.
ما أهم شيء في حياتك؟
أؤمن بالمقولة العربية المأثورة: "الناس صنفان: إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق". وقد يكون التأثير في الناس من حولي أحد أهم الأشياء في حياتي.
باعتبارك سيدة أعمال ناجحة، ما نصيحتك الأولى للشابات اللواتي ينشدن تحقيق النجاح في مجال العقارات؟
إن نصيحتي للشابات اللواتي يطمحن لتحقيق النجاح في القطاع العقاري أو أي مجالٍ آخر هي الإقدام على الانخراط في العمل من دون التفكير بالتراجع أبدا لكونكِ امرأة. يمكن للجميع تحقيق النجاح بالعمل الجاد، ويجب أن نؤمن بطموحاتنا وألا نسمح للآخرين بتثبيط عزيمتنا. فكل ما نحتاج إليه هو تقديم أقصى إمكاناتنا والسعي بجدٍ لنكون الأفضل في كل ما نفعله، وهذه ببساطة الوصفة السرية لتحقيق النجاح لاحقا.
ما الجزء الأكثر تحديا في عملك؟
تعتبر التحديات جزءا لا يتجزأ من أي عمل، ونواجه في قطاعٍ ديناميكي مثل العقارات تحديات جديدة كل يوم. ولديّ اعتقاد راسخ بأن التحديات ليست سوى مجرد فرص كامنة ينبغي اغتنامها. ولا شك في أن استمرارنا في التعلم واكتساب الخبرة سيجعل من التحديات أدوات فعالة تتيح لنا مواصلة مسيرة النمو والتطور الشخصي.
ما الأنشطة التي تمارسينها خلال أوقات الفراغ؟
أخصص وقت فراغي لعائلتي والأشخاص المهمّين بالنسبة لي. ولكني أجد في بعض الأحيان صعوبة كبيرة في الفصل بين العمل والحياة الشخصية بحُكم أنيّ أصادف في العمل معظم أفراد عائلتي. كما أحرص على إنهاء العمل في الوقت المحدد حتى أتمكن من تمضية بعض الوقت مع زوجي وأصدقائنا. ونخصص يوم الجمعة دائما للعائلة بصرف النظر عن رؤية بعضنا البعض خلال أيام الأسبوع، وأحب خلال أيام السبت تمضية الوقت مع زوجي في لقاء أصدقائنا ولعب كرة السلة أيام الثلاثاء.