سلوى محمد علي لـ"هي":المرأة مظلومة في عالم الفن..ودوري في "أرض النفاق" الأقرب إلى قلبي
فنانة تنتمي إلى عالم المسرح، تعشقه، وبالتالي حينما أصبحت وجها مطلوبا في السينما والتليفزيون أبهرت الجمهور بموهبتها وقدراتهاـ حيث ظهرت في عشرات الأعمال الدرامية التي حققت فيها التنوع والنجاح، لكنها لم تتوقف عند هذه النقطة فشاركت في دبلجة مكتبة أفلام "ديزني" إلى العربية وبات يعرفها الصغار من صوتها كنجمة استطاعت أن تصل إلى كل الفئات بفنها.
سلوى محمد علي إحدى ابرز النجمات اللاتي تمكن من فرض حضورهن بسلاسة على الشاشة، ففي كل دور شاركت فيه تركت بصمة واضحة يتذكرها الجمهور بها، وفي حوار خاص لـ"هي" تكشف الفنانة سلوى محمد علي عن رأيها في مسلسل "رامي" الذي حصل بطله رامي يوسف على جائز "الجولدن جولوب" حيث أنها كانت إحدى بطلاته، كما تتحدث عن تفاصيل عدم مشاركتها في النسخة الجديدة من مسرحية "الملك لير"، ولماذا تصف نفسها بأنها فنانة لا تسعى للنجومية؟!
كانت بداية مسيرتك على خشبة المسرح..فما هي نظرتك للمسرح الآن؟ وهل هناك حركة مسرحية جديدة؟
خلال فترة التسعينات كان هناك نهضة مسرحية ولا أنكر أننا نعيش فترة انتعاشة عاد الجمهور من خلالها إلى مشاهدات الأعمال المسرحية، وأشرف عبد الباقي استطاع أن يكون جزء من هذا الحراك فضلا أن الجمهور بات متواجدا بشكل واضح وقد شاهدت مسرحية "جريما في المعادي" وهي عمل مسرحي بديع وكانت الصالة ممتلئة عن أخرها.
لكن لا يجب أن ننكر أن الفنان يحيي الفخراني ساهم خلال الفترة الماضية في هذه الحركة عندما شارك في القطاع العام بمسرحية "ليلة من ألف ليلة" واستطاع أن يجذب الجمهور من جديد، أما أشرف عبد الباقي فنجح هو الآخر في الوصول إلى جمهور من خلال تكوين فرقته المسرحية بغض النظر عن محتوى الذي تقدمه الفرقة، فأنا فنانة أميل إلى الأعمال المسرحية الكبرى مثل أعمال وليم شكسبير، أما ما يقدمه أشرف عبد الباقي أقرب إلى كوميديا "دي لارتي" التي لها مواصفات أخرى منها المبالغة في الأداء والحركة، لكن يجب أن نعترف أنه نوع من أنواع المسرح.
ولو هذه النوع أعاد الجمهور من جديد إلى المسارح فأقول لأشرف عبد الباقي متشكرة جدا، خصوصا أنه فتح الأبواب لمواهب جديدة أصبحوا الآن نجوم سينما ودراما فلذلك يجب أن نعترف بنجاح تجربته.
لماذا لم تشاركي في مسرحية "الملك لير" رغم انك كنتِ بطلتها على خشبة المسرح القومي؟
لم يقدم لي عرض للعمل لكي أشارك في مسرحية "الملك لير" في نسختها الجديدة لكن لا استطيع أن انسى تجربتي الأولى مع الفنان يحيي الفخراني في العرض الأول لمسرحية "الملك لير" على خشبة المسرح القومي والتي قمت من خلالها بتجسيد شخصية "ريجان" ابنة الملك، واستفدت كثيرا من هذه التجربة، وتواصلت معي الفنانة ريهام عبد الغفور التي تجسد نفس الشخصية في المسرحية الجديدة مع الفنان يحيي الفخراني، فهي ابنة الفنان الكبير أشرف عب الغفور وتعرف تقاليد المهنة وأصولها.
هل سلوى محمد علي فنانة لا تسعى للنجومية؟
أعتبر نفسي فنانة لا أسعى للنجومية وسعيدة لأنني أقدم أدوار لطيفة ومهمة وليس لدي الرغبة أن أتحمل مسئوليات النجوم، فلو نجح عمل لنجم ما فهو يحمل على الأعناق، ولو فشل العمل حتى ولو لم يكن السبب هو النجم فسوف يتحمل هذا الفشل، لذلك أنا غير قادرة على تحمل مسؤولية النجومية، فكل التزامات النجوم أنا غير قادرة عليها، وأفضل دائما الاستمرار في هذه المنطقة الصغيرة التي أنا فيها الآن.
شاركتي في أكثر من 150 فني فهل نجحتِ في تحقيق التنوع من خلالها؟
اعتقد ذلك لكن لا أنكر أن هناك فنان نمطي لا يرغب في تغير أدواره، ولا نستطيع أن نتصور السينما بدون هذه الفئة من النجوم أمثال زينات صدقي واستيفان روستي، فهم متواجدون بحضورهم بخفة دمهم، وهناك نجوم دائما يعتمدون على التنويع والتغير بشكل كبير في أدوارهم كأحمد زكي مثلا وأعتقد أن النجوم في مصر مجتهدون بشكل كبير خصوصا أن التكنولوجيا ساعدتهم على مشاهدة الأفلام المهمة والتي تساعد على تطوير أدائهم وهذا أيضا انعكس على التصوير والإخراج.
ما هو رأيك في تجربة رامي يوسف خصوصا بعدما شاركتي معه في بطولة مسلسل "Ramy"؟
كما أكدت من قبل مصر تمتلك مواهب فنية عظيمة تستحق أن تحصل على فرص، والطبيعي أن الحصول على فرصة في هوليوود ليس بالأمر السهل، فرامي يوسف موهبة فنية رائعة فهو ليس مجرد ممثل يقدم دور بل هو مؤلف ومنتج ومساهم بشكل كبير في كل شيء في العمل الفني الذي يشارك فيه، ومن هنا تدرك حجم التغيرات التي تحدث في الصناعة، وكيف استطاع رامي يوسف أن يقدم عمل مميز تمكن من خلاله أن يحصل على جائزة مهمة مثل "الجولدن جلوب".
هل تعتبرين أن منطق "الشلة" هو من يحكم السينما والدراما والمسرح في مصر؟
لست ضد منطق "الشلة" في الفن فالبعض يهاجم هذا النوع من المصالح حيث يهتم من خلاله كل فريق بتقديم أعمال مسرحية أو سينمائية أو درامية معا، لكن أن أعتبر أن هذا يخدم الفن في كثير من الأحيان، بديل ما كان يحدث في الماضي فتجد فرقة علي الكسار، وإسماعيل يس، ونجيب الريحاني وأعضاء كل فريق يشاركون في أعمال مسرحية وسينمائية معا، لكل المهم أن لا يتم إغلاق المجموعة علي نجومها فقط بل يجب إضافة مواهب لها كل فترة.
هل هناك مجموعات من الممثلين أغلقوا عن أنفسهم الدائرة بمنطق "الشلة"؟
لا اعتقد وجود نماذج حالية تشبه ما كان يحدث في الماضي، بسبب عدم وجود حركة فنية قوية فلا يوجد رواج فني ولا غزارة إنتاجية، لكن عندما توجد مجموعة أو اثنين هم من يعملون فقط يصبح منطق "الشلة" مرفوض وظالم للعديد من المواهب فلذلك قلة الإنتاج هي أزمة باتت تظلم المواهب التي ليس لديها "شلة" تحميها وتوفر لها فرص.
هل حلم البطولة النسائية المطلقة مستحيلا؟
البطولة النسائية المطلقة حلم بعيد المنال عالميا وليس في مصر فقط لذلك من الصعب تحقيقه، فالفن في الأرض ذكوري، أما بالنسبة للنجاح التلفزيوني بالنسبة للنساء فهو استثناء كما في السينما أيضا حيث أن نجمات استطعن خلال فترات معينة أن يتصدرن شباك التذاكر مثل فاتن حمامة وليلى مراد وكذلك نادية الجندي، لكن في النهاية النسبة الأكبر هي للأدوار الذكورية، المشكلة ليست في العالم العربي فقط بل علي مستوي العالم ولا أعتقد إنها مشكلة إنتاج لأن النساء دوما يعانون من الظلم في الكثير من القطاعات.
لماذا توقفتِ عن المشاركة في الأعمال المدبلجة أم هذه التجربة لم تعد تثير حماسك؟
سوف أظل متحمسة للمشاركة في الأعمال المدبلجة التي أعتبرها من الأشياء المهمة في مسيرتي الفنية، لكن بعدما قررت "ديزني" إنشاء قناة باللغة العربية خلال فترة التسعينات، بدأنا بدبلجة محتوى كبير من أفلام ومسلسلات المؤسسة الكبيرة منذ لحظة انطلاقها فكان من الممكن أن تشارك في دبلجة فيلم كل يوم، أما الآن الوضع أصبح صعبا حيث على الأكثر نشارك في دبلجة 3 أفلام في السنة الواحدة بسبب أنه بات طبيعيا أن تقدم الأفلام الجديدة فقط وليس مكتبة أفلام كما كان يحدث في الماضي.
لماذا تفضلين المشاركة في الأفلام القصيرة؟
شاركت في أفلام قصيرة في معهد السينما، وهي تجارب قدمها العديد من النجوم منهم الفنان فريد شوقي، وحسن يوسف، مثل فيلم "البنات والصيف" فهي أفلام قصيرة مجمعة، لكن هذه النوعية من الأفلام تعاني في العالم العربي على الرغم أنها باتت صناعة مهمة على مستوى العالم ولديها مهرجانات، لكن عربيا لا تزال تعاني من التهميش، وأتمني أن يتم تنفيذ فكرة عرض فيلم قصير قبل الأفلام التي تعرض في السينما فقد يتسبب هذا في انتشار هذه النوعية من الأفلام وربما يشعر قطاع من الجمهور انه يميل أكثر إليها من الأفلام الطويلة.
وماذا عن تجربتك في الفيلم القصير "حبيب"؟
فيلم "حبيب" تجربة مهمة وأعتبرها مثال لفكرة "الشلة" اللطيفة خصوصا أن العمل كان مع سيد رجب والذي تجمعني به صداقة طويلة وارتاح كثيرا بالعمل معه، وكذلك العمل مع الفنان أحمد كمال، وهذا يعود لمشاركتي معهم في العديد من الأعمال المسرحية فتكونت صداقة طويلة، ومعظم الصداقات الفنية تبدأ من المسرح.
ما هو العمل الذي تعتبرينه هو الأقرب لك؟
أعتبر دور "سامية " في مسلسل "أرض النفاق" أقرب الأدوار لنفسي بسبب أنني قدمت شخصية مختلفة مما جعلني أواصل تقديم التنوع الذي بدأته خلال مسيرتي الفنية، ولم أكن أتصور أيضا أن يحقق دور "اعتماد" في مسلسل "لأعلي سعر" هذا النجاح الكبير، فهكذا هي حياة الفنان حيث من الممكن أن يتوقع نجاح عمل ما لكن في النهاية لا يحدث هذا، وقد يصاحبه التوفيق في عمل لم يكن يتوقع له أي نجاح يذكر، وأيضا يجب أن أذكر أدواري في مسرحية "أحلام شقية"، ومسرحية "صحراوية" وهذه أعمال سعيدة بأنني شاركت في بطولتها.
وكيف تجدين الدراما الآن؟ وهل تستعدين لأعمال جديدة؟
الدراما تطورت كثيرا بسبب انتقال قطاع كبير من صناع السينما، إليها مما تسبب في تطور الدراما التلفزيونية من مختلف الزوايا وأعتبر أن الصورة في الدراما باتت أكثر أبهارا عما كانت عليه في الماضي، أما من ناحية الكتابة فنحن لدينا كتاب كبار وتاريخ طويل في عالم الدراما، ونبقى في انتظار غزارة الإنتاج من أجل ميلاد مواهب جديدة تساعد على تطوير الصناعة والدليل أن هناك مواهب تخرج من مصر مثال مينا مسعود ورامي مالك وأخيرا رامي يوسف، أما عن أعمالي الجديدة فحتى الآن لا توجد أدور تم عرضها لكي أشارك فيها.