السعوديتان رائدة الأعمال بيان لنجاوي ومنسقة المظهر مها الحامد لـ"هي": المرأة السعودية اليوم تقود حياتها
جدة - "لمى الشثري" Lama AlShethry
تصوير: "مختار شاهين" Mokhtar Chahine
بيان لنجاوي مؤثرة اجتماعية سعودية برزت بأسلوبها المميز بين نظيراتها. من خلال تجربتها في عالم مواقع التواصل الاجتماعي بنت بيان جسرا نحو ريادة الأعمال، حيث أعلنت عن إطلاقها منصة 31 Store لدعم المصممين الناشئين في المنطقة. التقينا بها مع منسقة المظهر السعودية مها الحامد التي تعمل أيضاً في الإخراج الفني لجلسات تصوير الأزياء، للحديث حول تطور مشهد تصميم الأزياء في السعودية واختيار الرياض عاصمة للمرأة العربية 2020 بالإضافة إلى تسليط الضوء على مشروع 31 Store لدعم المصممين الناشئين.
بيان لنجاوي:
تعيش المرأة السعودية عصرها الذهبي بقرارات تمكينها في مختلف المجالات، حدثينا عن هذا الأمر؟
بالفعل، فقد فتحت الكثير من الأبواب مثل المناصب التي تولتها المرأة في السفارات والوزارات، وغيرها من المجالات المختلفة، وهو ما يشجع النساء في السعودية على الاجتهاد بشكل أكبر لتحقيق أحلامهن. وقد رأينا بعضها يتحقق فعليا على أرض الواقع، مثل تعيين امرأة بمنصب سفير المملكة العربية السعودية في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان. المرأة السعودية اليوم لا تقود سيارتها فقط، بل تقود حياتها بفضل القرارات الداعمة لها من القيادة.
كيف غيرت مواقع التواصل الاجتماعي حياتك.. وبِم تنصحين الناشطات فيها بعد سنوات من الخبرة؟
بعد خمس سنوات من تواجدي بها، أستطيع القول وبكل صدق: إن مواقع التواصل الاجتماعي غيرت حياتي بشكل جذري، فقد أصبحت شخصية معروفة من نواحٍ مختلفة، سواء اجتماعيا أو عمليا. كما باتت لدي هوية خاصة وبصمة مميزة، يهتم المتابعون بما أشاركه معهم من حياتي الشخصية يوما بعد يوم، وعاما بعد عام. واليوم أصبح مشروعي الخاص 31 Store معروفا بمجرد إطلاقه. تطورت لدي خبرة ومعرفة في التسويق من حيث اختيار المنتجات والخدمات المناسبة، كما تعلمت الأمور التي علي أن أتجنبها في حديثي، وكذلك الموضوعات التي لا بد أن أثير نقاشا حولها.
الرياض عاصمة للمرأة العربية 2020 .. ما رأيك بهذا القرار؟
الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، وهي الآن عاصمة أيضا للمرأة العربية 2020 . إنها بلا شك خطوة أخرى تجاه تمكين المرأة ودعمها في السعودية من خلال تسليط الضوء على إمكاناتها وإنجازاتها.
تعملين حاليا على مشروع انطلقت به من عالم التواصل الاجتماعي نحو ريادة الأعمال ودعم المصممين الناشئين.. حدثينا عن ذلك؟
بدأت العمل على مشروع 31 Store منذ نحو 3 سنوات، وأعلنت عنه مؤخرا. راودتني فكرة المشروع بعد أن صورت إعلانا لمصممة أزياء سعودية من خلال ارتداء أحد تصاميمها، أخبرتني أنها قررت تأسيس متجر خاص بها، لأن العملاء تهافتوا عليها، وبات الاهتمام كبيرا بما تقدمه من أزياء وتصاميم. أثارت لدي هذه التجربة الرغبة في دعم المزيد من المصممات من خلال تقديم خبرتي العملية في عالم التسويق. اكتشف أن لدينا العديد من المواهب في التصميم إلا أنهم يفتقرون إلى حس التسويق من حيث جلسات التصوير الفوتوغرافي وتصوير الفيديو. ولذا أقدم من خلال مشروع 31 Store جملة من الخدمات التسويقية التي يحتاج إليها كل مصمم مثل جلسات التصوير بأنواعها المختلفة، والمشاركة في الفعاليات والتعامل مع العميل ولقاء مسؤولي المبيعات في المناسبات. كل ما عليهم فعله هو التركيز على صنع المنتج، وهو ما يصرف عنهم التشتت بين متاهات التسويق التي لا بد منها في كل عمل تجاري.
ما أهمية تبادل "العطاء" في عالم التأثير على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا سيما أنه أصبح منصة تجارية نوعا ما؟
إنه أمر مهم للغاية، لدينا تأثير قوي للغاية، وخاصة في ما يتعلق بنظرة العالم إلى المرأة السعودية. لا بد أن نحرص على تحقيق التوازن في العطاء حتى لا ننجرف وراء الماديات، وذلك عبر المشاركة في التوعية في مختلف الجوانب، ودعم الأحداث المهمة التي تحتضنها المملكة. يتابعنا الكثير من فئة الشباب في عمر المراهقة، ولذا تقع علينا مسؤولية المساهمة في بناء جيل واعٍ ومحفز.
ما طموحاتك في ما يخص المرأة في السعودية؟
أطمح إلى أن تكتسب كل امرأة سعودية الثقة في النفس لكي تستطيع أن توصل رسالتها الخاصة. كما أطمح بقوة إلى أن تتفرد المرأة السعودية بهويتها دون الوقوع في فخ التقليد الأعمى للعالم الخارجي. وأتطلع أيضا إلى أن نركز على معدننا الداخلي، لنعيش حياة ملموسة وأصيلة في جوهرها عبر تواصلنا مع ذاتنا وإدراكنا بأن عالم مواقع التواصل الاجتماعي ليس حقيقيا % 100 ، فهناك الكثير من الخفايا وراء الكواليس.
ما أهم درس تعلمتِه من تجربتك العملية حتى الآن؟
ألا أصغي سمعي للكلام المحبط من حولي، ولا أسمح للمنافسة في عالم مواقع التواصل الاجتماعي بأن تلقِ بظلالها عليّ، بل أبحث من خلالها عن فرصة للتعلم وإفادة الآخرين أيضا.
كيف تحافظين على التوازن في حياتك بين العمل والعائلة؟
أحدد أولوياتي، وأنظم وقتي بدقة. عندماأعود إلى المنزل بعد العمل أركز على عائلتي بشكل تام. كما أخصص جزءا من وقتي لعالم التواصل الاجتماعي، ومشاركة الأفكار، وتبادلها مع متابعيّ.
ما تعريف السعادة من منظورك؟
السعادة لا تنبع من المال، السعادة أساسها أن يجد الإنسان معنى لحياته. حين أقول لأني اليوم: إني أقدم منصة 31 Store أعرف المعنى وراءه وأهمية المثابرة فيه، ولرغبتي القوية بدعم المصممين الناشئين لتقديم منتجهم بالطريقة الصحيحة والمساهمة في رحلة نجاحهم وتقدمهم.. هذا له معنى كبير بالنسبة إلي، وأنفذه بكل جوارحي.. لذا فأنا سعيدة.
مها الحامد:
حدثينا عن نفسك؟
أنا منسقة مظهر ومستشارة في الأزياء، لدي شغف كبير بعالم الموضة والأزياء، درست العلاقات العامة في الجامعة الأمريكية بالشارقة ومن ثم عملت بهذا المجال في عالم الأزياء، مكنتني هذه الخبرة من معرفة كواليس ودهاليز الأزياء من حيث تقديم المنتج والتسويق له بأجمل صورة. توجهت بعد ذلك نحو عالم تنسيق المظهر، وعملت مقدمة تلفزيون في هذا المجال. بعد أن أكملت عشر سنوات في دبي بين الدراسة والعمل، توجهت إلى لندن لدراسة تنسيق الأزياء بشكل احترافي، فتخصصت لمدة سنتين في Advanced Editorial Styling ، أو ما يعرف بتنسيق الأزياء التحريري المتقدم. واليوم أعمل بشكل احترافي في هذا المجال مع مشاهير مثل بيان لنجاوي، إضافة إلى مهام الإخراج الفني في جلسات التصوير الخاصة بالأزياء، كما نعمل مع العديد من المصورين المحليين الموهوبين في السعودية ومصممات أزياء سعوديات مثل سارة التويم. لدي عملاء أيضا من مختلف الفئات اللاتي أقدم لهن خيارات أزياء لمناسبات مختلفة، مثل مناسبات السهرة والزفاف، أو فترة شهر العسل أو غير ذلك. أسافر إلى عميلاتي بشكل متكرر في الإمارات والرياض والمنطقة الشرقية وباريس ولندن. مع بيان أتولى حاليا إدارة مشروع 31 Store لنجاوي لدعم المصممين الناشئين في المنطقة.
كيف تصفين مرحلة التمكين التي تعيشها المرأة السعودية حاليا؟ وما تأثيرها فيك شخصيا؟
إنها مرحلة رائعة، وهي أحد الأسباب الرئيسة التي دفعتني للعودة إلى الوطن. كنت أتخوف سابقا من شح الفرص لإثبات الذات. أما اليوم، فنرى المرأة في السعودية تسير بخطى ثابتة في الهندسة والطب وريادة الأعمال ومجالات عديدة لم تكن متاحة لها من قبل.
ما رأيك باختيار الرياض عاصمة للمرأة العربية 2020 ؟
الفرص في الرياض رائعة نرى فيها نسبة عالية من الاحتراف في العمل لدى النساء والرجال على حد سواء. نرى الخطط تنتقل فيها من رؤية إلى واقع يتحقق، إنه بلا شك الوقت الأمثل لكي تثبت المرأة نفسها في مجالات عدة، وخاصة في الأزياء. وهذا يجعل متوافقا مع اختيار الرياض مشروع 31 Store عاصمة للمرأة العربية 2020 . هناك العديد من السعوديات الموهوبات في عالم تصميم الأزياء، ولكن ينقصهن مع الأسف التوجيه المناسب، وهنا يأتي دور مشروعنا الذي نطلقه هذا العام.
كيف دخلت عالم تنسيق المظهر؟ وما الذي شدك نحوه؟
تقديم المنتج من خلال الإخراج الفني الصحيح في التصوير الفوتوغرافي والفيديو مهمة جسيمة، وهو عنصر أساسي لنجاح المشروع أو فشله. ينقصنا وجود أشخاص محترفين لأداء هذه المهمة، وقد وقعت في غرام تلك المسؤولية، حيث عملت لسنوات طويلة في هذا المجال، ووجدت لدي الموهبة التي يحتاج إليها السوق. لدي شغف كبير بهذا المجال الإبداعي وعين دقيقة ترصد التفاصيل المهمة. أمارسه منذ ما يقارب ست سنوات، وقد درسته من أساسه، وتطورت فيه خطوة تلو الأخرى.
حدثينا عن المشروع الذي تعملين عليه مع بيان لنجاوي؟
منصة إلكترونية ومتجر مشروع 31 Store بمعروضات متنوعة لدعم المصممين الناشئين. وقد بدأت الفكرة لدى بيان بعد أن لاحظت اهتمام المصممات السعوديات واستفادتهن من عمل إعلانات لديها. فكرنا حينها أن كل ما ينقص تلكم المصممات هو التقديم المناسب لمنتجهن، الذي نقدم ومن ثم نشأ مشروع 31 Store من خلاله باقات متنوعة للمصممين تتضمن جلسات تصوير فوتوغرافي للمنتجات، وتصوير فيديو، إضافة إلى بيع المنتج من خلال منصة Store 31. وهو ما يجعلها تجربة متكاملة تتيح
للمصممة التفرغ بشكل تام للتصميم، والعمل على المنتج من دون القلق حول التصوير والتسويق وبيع المنتج. وبما أن بيان مؤسسة المشروع والوجه الإعلامي له، فهناك دعاية مستمرة لكل ما تقدمه المنصة مما يحقق الفائدة للجميع.
لديك طاقة إيجابية رائعة وحماس متوقد للعمل.. كيف تعززين هذا الأمر وتحافظين عليه على الرغم من ضغوط الحياة؟
صدقا، السبب الرئيس هو عشقي لما أفعله. لم أستهن أبدا بعالم الأزياء الذي يظن البعض أنه مجرد قشرة لا تتجاوز المظهر الخارجي. إنه عمل يتضمن الكثير من الجهد والمشقة، سواء في جلسات التصوير أو إدارة الموقع أو المتابعة مع المصممات اللاتي لا يقل عددهن عن 25 مصممة. لا بد أن يكون لدى الإنسان حب جارف نحو ما يفعله، تعرفت إلى عالم الأزياء من مختلف جوانبه، وبدأت فيه من أسفل الهرم، إن صح التعبير. عملت خلال دراستي الجامعية متدربة مبيعات متطوعة، ومررت بالكثير من التحديات، وتعلمت دروسا صعبة مهدت لي الطريق للصعود نحو الأعلى. كل مجال لديه صعوباته، الشغف هو المحرك الوحيد الذي سوف يجعلك تثابرين لتصلي إلى مرحلة تحقيق الأحلام.
برأيك ما تأثير المظهر في شخصية المرأة وثقتها بنفسها؟
الثقة بالنفس تنبع أساسا من الداخل، ومن ثم ينعكس هذا الأمر على المظهر الخارجي.
ما نصيحتك للمرأة عند اختيار أزيائها؟
أن تكون متفردة في اختياراتها، ليس من الضروري أن تكون المرأة مواكبة للموضة العالمية والعصرية. لكل منا ذوقه الخاص وشخصيته المميزة. نصيحتي لمن يواجهن صعوبة في الأزياء أن يبحثن أولا عن مصدر إلهام لهن في عالم الأزياء، ومن ثم يتعرفن أكثر إلى هذا المصدر، ليجدن نقاط التشابه والقوة، ومن ثم يأتي الوحي والإلهام.