سيدة الأعمال جوزيت عواد لـ"هي": من مفاتيح نجاح أي إنسان أن يحب ما يقوم به
تصوير: جيغا من "ذا فاكتورري"
من عالم التسويق الى عالم الصحافة الرقمية، استطاعت سيدة الأعمال جوزيت عواد أن تحقق نجاحات مبهرة. برقيها المعتاد، وذكائها الحاد، تكشف عوّاد في هذا الحوار الممتع مفاتيح النجاح سواء في مجال التسويق والعلاقات العامة لأفخر الدور العالمية، أو في مجال الصحافة الرقمية، كما تطلعنا على أبرز الخدمات التي تقدمها ضمن شركتها الاستشارية الخاصة.
بعد خبرة دامت 10 سنوات في مجال العلاقات العامة والتسويق مع دار "ديور" Dior وسابقا مع دار "لوريال" L’Oreal، كيف اتخذت قرار تأسيس وإدارة موقع "أزياء مود" Azyaa Mode بالتعاون مع زوجك؟
كان هذا القرار أحد أصعب قرارات حياتي؛ اتخذته وأنا لا أعرف الخطوة التالية. بعد عدة سنوات في القطاع، كانت نقلة طبيعية حثّها فضولي وحبي للمغامرة ولاختبار أشياء مختلفة في الحياة. كان علي المضي وفقا لحدسي.
القرار أتى بالتزامن مع إطلاق موقع "أزياء مود" الذي ابتكره وأسسه زوجي عدنان صفي الدين. بصراحة، كنت مترددة بعض الشيء ولم أؤيد الفكرة تماما. لكنني يوما بعد يوم، اقتنعت بها أكثر فأكثر. تحمست لقبول هذا التحدي، الذي يجمع تجارب حياتي الطويلة من التسويق إلى الاتصالات والعالم الرقمي. كانت الخطوة الأنسب والتوقيت كان رائعا.
امتلأت الرحلة بالكثير من التعلم، والكثير من الأخطاء، والصبر، والشغف، وكانت ببساطة حلما يتحقق. ولعل ما توّجها كان القدرة على البقاء قريبة من القطاع الذي أحبه، والتعلم عن الكثير من الدور الفاخرة الجميلة واكتشاف خبرتها وبراعتها.
ما هي أبرز الصعوبات التي واجهتها عند اتخاذ هذا القرار؟
كانت صدمة لي أن أرى أخيرا الجانب الآخر من الطاولة بين ليلة وضحاها. تغيير الكراسي فاجأني وفاجأ كذلك كثيرين غيري، وتتطلب الأمر بعض الوقت حتى نسيت ونسي الآخرون أنني كنت أعمل لدى "ديور". فبعد السنوات الطويلة والخبرة الكبيرة واللقاءات الكثيرة، كان من شبه المستحيل ومن الصعب جدا أن يتقبل الناس موقعي الجديد.
امتلاك شركة خاصة بك مخيف أحيانا، وبغض النظر عن معرفتي وخبرتي، كان هذا بالتأكيد قطاعا جديدا أتعلم عنه وأكتشفه مع الوقت. وجدت الكثير من الدعم، والكثير من الناس الذين آمنوا بي وطبعا من لم يؤمن بي، وهي ردة فعل بشرية طبيعية على أي جديد.
لم أعد مديرة اتصالات بل انتقلت لأصبح صاحبة شركة ومديرة موقع محلي الولادة.
كيف اختلف عملك وأين تجدين نفسك أكثر؟ في مجال العلاقات العامة أو في المجال الصحافي؟
العالم الذي أتيت منه والعالم الذي أنا فيه اليوم يتكاملان، وأرى قيمة مضافة كبيرة في الطريقة التي تبلورت فيها مسيرتي. كنت قد كوّنت وجهات نظر صححتها سريعا فور انتقالي إلى الطرف الآخر. ومن ناحية أخرى، تأكدت بعض شكوكي. أعشق ما أقوم به الآن وما كنت أفعله سابقا على حد سواء. أعتقد ان امتلاك خبرة في المجالين يضفي قيمة كبيرة.
أنا شغوفة جدا بهذا العالم، إلى درجة أنني أرى نفسي في القطاعين. وهناك القليل من كل قطاع داخل الآخر.
يتميّز موقع "أزياء مود" بمضمونه الراقي والمميز وأنه يأتي باللغتين العربية والإنغليزية. أخبرينا أكثر عن الموقع وعن أبرز أقسامه.
نشأ "أزياء مود" للتحدث إلى المهتمين في الدرجة الأولى بالترف. إنه منبر ذو طابع تعليمي وقصصي وإخباري. نحب سرد قصة وأخذ قرائنا في رحلة شفافة متقنة وجميلة ورقمية. نتعامل مع كل علامة وكأنها علامتنا الخاصة، ونحترم إلى أقصى درجة آداب المهنة المرتبطة بعالم الترف وقواعده. نحاول أن نوازن بين الثقافتين المحلية والعالمية، ونركز فقط على النواحي الإيجابية من كل ابتكار.
أخبرينا عن الخدمات التي تقدمينها من خلال شركتك الاستشارية الخاصة التي أسستها عام 2015.
نشأت شركة "جوزيت عواد لكجري كونسلتنسي" Josette Awwad Luxury Consultancy في البداية لتقديم الخدمات لأزياء "ديور" الراقية وعطور "كريستيان ديور"، وفق عقد كان من المقرر أن يستمر لسنة بعد مغادرتي. ومن هناك انضمت علامات أخرى كثيرة.
Josette AWWAD Luxury consultancy FZ LLE شركة استشارية للعلامات الفاخرة، تقدّم استشارات لعلامات فاخرة مرموقة وجديدة في منطقة الخليج، إضافة إلى أي منصة مرتبطة بالتسويق والإعلانات الفاخرة.
الشركة ترشد عملاءها وتوجههم في وضع استراتيجيات الاتصال، وإنتاج المواد التحريرية والإعلانية مثل جلسات التصوير والفيديوهات وغيرها.
كما تقدّم الشركة برامج تدريب لمسؤولي العلاقات العامة، وتوجه كل الفريق خلال عملية التخطيط الاستراتيجي على صعيدي العلاقات العامة والتسويق.
ما هو أكبر درس تعلّمته خلال مسيرتك المهنية الحافلة بالنجاحات؟
الدرس الذي تعلمته خلال مشوار حياتي على الصعيدين الشخصي والمهني هو أن التسامح واللطف الصادقين مفتاح أي علاقة. الناس لا ينسون، ومهما كانت خلفياتهم أو تجاربهم، تدفعهم مشاعرهم وذكرياتهم. احترام الناس ومعاملتهم على قدم المساواة، بغض النظر عن أعمارهم ومراكزهم وثقافاتهم هو مفتاح كل نجاح.
ما هو برأيك سرّ النجاح؟
الحب، فمن مفاتيح نجاح أي إنسان أن يحب ما يقوم به. الحب الذي تدعمه القوة والرغبة في المخاطرة (حيث امكن) مهم جدا.
وتعلم التغلب على الخوف أساسي جدا، فالخوف يجعلنا مترددين وضعفاء وقد يقتل إمكاناتنا. خذي الوقت الكافي لمحاربة مخاوفك والمجازفة في اتخاذ خطوة نحو ما تحبنيه. وكلما كنا أصغر سنا كانت النتيجة أفضل، فالسنوات تطير بسرعة هائلة، والنظر إلى الخلف لن ينفع.
أنت من الشخصيات الناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي. ما هي برأيك أبرز حسنات وسيئات هذه المواقع؟
أحاول أن أكون ناشطة قدر الإمكان، مع الحفاظ في الوقت نفسه على الصدق والواقعية. أجد نفسي باستمرار مثل غيري، في معضلة علاقة حب وكراهية مع مواقع التواصل الاجتماعي. طالما أنك لا تأخذين الأمر على محمل الجد، وأنك غير مكترثة لدرجة تسمح لك بتحمل بعض القصص والكثير من الغضب والكراهية في بعض الأحيان، ستكونين بخير. وإلا، قد يؤثر عليك هذا العالم كثيرا، ولهذا السبب أختفي أحيانا، وأحيانا أخرى أكون ناشطة جدا. إذا، إنه بالفعل من الأمور التي لم أستطع حتى الآن فهم علاقتي بها تماما.
تتميّزين بأسلوبك الراقي بالأزياء. كيف تصفين أسلوبك وإلى أي مدى تتّبعين تيارات الموضة؟
أنا شغوفة جدا بالموضة، وبخاصة الموضة الأنيقة. أبتعد عن الرائج، وأحرص في الواقع على عدم الوقوع في فخ الصيحات والتيارات. أختار ما يناسبني، وأميل إلى شراء القطع وتغييرها قليلا مع الإكسسوارات. أنا مدمنة تسوق تقريبا بسبب عشقي الكبير للموضة. أتمنى لو أنني كنت من النساء اللواتي يتسوقن عند الحاجة، لكنني أعيش فترة لا أتوقف فيها عن التسوق (للأسف).
أحب القطع الفريدة، وحين أستطيع أن أشتريها أحرص على الحصول عليها. بالنسبة إلى المجوهرات، أبحث دائما عن القطع الفريدة الجميلة والعملية.
"ارتدي ملابسك حسب الطريقة التي تريدين أن تخاطَبي بها" شعاري حين يتعلق الأمر بالموضة.
ما هي مشاريعك المستقبلية؟
أنا على وشك إتمام برنامج ماجستير إدارة الأعمال التنفيذي. إنها تجربة أضافت بعدا جديدا إلى هويتي. وجودي بين أشخاص من عدة مجالات وخلفيات وتجارب متنوعة سمح لي بأن أرى بعض الأمور المهمة بشكل مختلف.
لدي شعور داخلي جيد ومطمئن بالنسبة إلى المرحلة الآتية. هو شيء لا يمكنني بصراحة وصفه بكلمات اليوم، لكنني أشعر به ولطالما وثقت بحدسي.