فادي أندراوس في حديث خاص إلى "هي" : الأمل ينقذنا والفولكلور اللبناني غائب لهذه الأسباب
هو فنان مجتهد منذ أن شارك في برنامج "ستار أكاديمي" واستطاع أن يحصد نجاحات تلو الأخرى. في رصيده أعمال عديدة آخرها كليب "البنوكي ردولي مالي" الذي يطلق من خلاله صرخة مدوية. ماذا يقول النجم اللبناني فادي أندراوس عن هذا العمل ومن أين تأتي عزيمته؟ تابعوا هذا اللقاء الحصري:
مبروك كليب "البنوكي ردولي مالي"! غائب في الصورة وحاضر في الصوت والسبب الوباء المستجد. كيف تصف هذه التجربة؟
لا شكّ في أنها تجربة فريدة من نوعها دفعت الجميع إلى مراجعة حساباتهم. الحمدالله أنا في صحة جيدة وأتمنى الخير لكل الناس.
نعود بالأغنية إلى زمن الفولكلور الشعبي اللبناني. لماذا يغيب هذا الفن عن أعمالنا الغنائية في الفترة الحالية؟
هو غائب لأسباب عديدة! يستهويني هذا اللون منذ صغري، ولا أزال أستمع إليه حتى يومنا هذا، سواء حين أخرج في السيارة أو أجلس مع الأصدقاء. ترعرعنا على الفولكلور اللبناني، وهو لون لا يحده زمان أو مكان، وثمة أعمال خالدة فعلاً في هذا المجال. وقد يكون غياب هذا اللون عن الساحة الفنية الراهنة مرتبطاً بصناعة الموسيقى التي تبدلت كثيراً عما كانت عليه في السابق، إن لناحية التوزيع أو الآلات الموسيقية المستخدمة في أيامنا. كما أنّ النجوم الكبار، أرباب الفولكلور، توفقوا عن تقديم هذا اللون ربما بعدما وصلوا إلى حالة ذهنية معينة بعد كل التجارب التي عايشوها، دفعتهم إلى عدم إعادة تقديم هذا اللون. مثلا الفنان اللبناني زياد الرحباني الذي أحترم وأقدّر فنه، قدم أعمالاً فولكلورية لبنانية بامتياز، خصوصاً تلك التي أداها الفنان الراحل جوزيف صقر. هذه الأعمال لم تتكرر وهذا ما خلّدها في ذاكرة المستمعين.
العمل يتكلم عن واقع وهو أشبه بصرخة. كيف تحافظ على الأمل لتستمر بالعطاء؟
الأمل هو جزء من التركيبة البشريّة لكن البعض ينسى هذه النقطة أحياناً ربما لأن مصاعب الحياة كثيرة، فلا يعود قادراً على معالجة الأمور بوضوح وموضوعية. وثمة دراسة أثبتت أخيراً أنّ 90 في المئة من الأمور التي تشغل بالنا قد لا تتحول إلى واقع ملموس، لكننا نمضي العمر نسخر فيه كل طاقاتنا للتفكير بها. وهذا أمر مقلق ومتعب في الوقت نفسه، ويشبه إلى حدّ ما الماء المغلي الذي ما أن يعود إلى سابق عهده حتى يصبح صافياً. الأمر منوط بنا لرفع المعنويات ومحاربة هذا الخوف لكي نستطيع أن ننقذ أنفسنا.
كيف تمضي وقتك في أيامنا هذه؟
أمارس أموراً مختلفة، فالوقت، حسب ما يقول Warren Buffett (رجل المال والاستثمار الأميركي) لا تقدر على شرائه مهما علا شأنك! ونملك اليوم وقتاً وفيراً بسبب الحجر المنزلي المفروض على الجميع، فلنستثمره لخدمة ذاتنا أولاً
أنت شاب طموح لا يعرف الاستسلام. من أين تأتي عزيمتك؟
ما هو البديل في حال لم يستمر الانسان في السعي وراء تحقيق أهدافه وأحلامه؟! علينا أن نحب المهنة التي اخترناها، ونقدم لها أفضل ما لدينا وهي ستبادلنا بالمثل. وإذا كنت تسير في وسط الجحيم، فواصل التقدم حتى النهاية.
بعد مرور سنوات على مشاركتك في "ستار أكاديمي"، كيف ينظر فادي الرجل الناضج إلى فادي الشاب الحالم؟
هو لا يزال جزءاً مني، يذكرني باستمرار بأمور تسعدني في حياتي، وأحياناً ألجأ إلى تصحيح هذه المشاعر بعد التجارب التي أوصلتني إلى ما أنا عليه اليوم. أعتقد بأننا أنا وهو لا نزال نتعلم من بعضنا بعضاً.
في الختام ما هي أمنياتك؟
أوجه شكراً كبيراً لكم ولقراء مجلة "هي"، وأتمنى للجميع السلام والحب وأن يباركنا الرب على الدوام.