غسان مسعود لـ"هي":ليس مطلوبا من الفنان أن يكون مثاليا لأنه ليس ملكا للجمهور..وأعود قريبا بفيلم مصري
من جديد يعود النجم السوري البارز غسان مسعود للسينما المصرية بعد غياب 12 عام منذ أن شارك في بطولة فيلم "الوعد" مع روبي وآسر ياسين، كذلك ينتظر العودة لتصوير الجزء الثاني من مسلسل "مقابلة مع السيد آدم" الذي عُرض في رمضان الماضي وحقق نجاحا كبيرا وشارك ابنه السدير مسعود معه في بطولة هذا العمل.. وفي حواره مع "هي" تحدث الفنان الكبير عن كواليس المسلسل الذي كان يغرد خارج السرب خلال موسم رمضان 2020، كما يكشف عن نيته تقديم أعمال جديدة قريبا في أعمال فنية عالمية قريبا.
في البداية.. ماذا عن توقيعك على بطولة فيلم مصري جديد تعود به للمشاركة بالسينما المصرية بعد غياب 12 عام؟
بالطبع.. وقعت على فيلم سينمائي مصري جديد مع المنتجين ريمون مقار ومحمد محمود عبدالعزيز، والتفاصيل لا أستطيع أن أتحدث فيها بالوقت الحالي، ووافقت على العمل لأنني وجدت أمامي فنانين محترفين يتعاملون بحرفية عالية ويتمتعون بأخلاق عالية، ولم أجد نفسي بحاجة أن أخوض جدالا طويلا عريضا، ووافقت ببساطة وأعجبني النص وكذلك المخرج المقترح، فكل الشروط توافرت بالعمل وجعلتني أقول نعم.
ولكن لماذا غبت عن المشاركة بأعمال مصرية على مدار 12 عام مضى رغم أن هناك محاولات لم تكتمل؟
غيابي كانت له أسباب مختلفة من بينها ارتباطي بتصوير أعمال فنية خارج مصر ولم يتثنى لي المشاركة بأعمال في بلد أخرى بالوقت نفسه، وبعضها يخص النصوص، والشئ الأهم أنني أنظر لمن يقدرونني ويعرفون قيمتي بالمقام الأول، فأحيانا كانت هناك مفاوضات لم تكتمل رغم إعجابي بالنص والأفكار المُقدمة، ولكنني كنت أشعر بسوء تقدير من البعض في هذه المفاوضات ولذلك كنت أعتذر.
وهل أنت مُتابع بالأساس لأعمال الدراما والسينما المصرية خلال السنوات الماضية؟
بالتأكيد.. أُتابع الأعمال التي يتم تقديمها بمصر سواء في الدراما أو السينما، فلقد شاهدت فيلم "الفيل الأزرق" و "الممر" وبالنسبة للدراما أُتابع كل موسم ما يتم عرضه، والحقيقة هناك تطور كبير بالمحتوى الفني بمصر وكذلك بالأفكار التي يتم تقديمها.
من ناحية أخرى، كيف ترى مُشاركتك برمضان الماضي بمسلسل "مقابلة مع السيد آدم" والذي حق إنتشارا واسعا لإلمامه بعدة قضايا شائكة؟
سعيد للغاية بهذا العمل والآراء تخطت التوقعات، والحقيقة أنا شهدت على ميلاد هذا العمل منذ أن كان في طور الكتابة والتخطيط كان لتقديم جزئين بالوقت نفسه، ولكننا لم نستطع بسبب جائحة كورونا التي منعتنا من تقديم الجزء الثاني عقب شهر رمضان، ولكن قريبا أعتقد أننا سنعاود التصوير وخصوصا بعد النجاح الكبير الذي حقه الجزء الأول برمضان، وبالفعل المسلسل ألم بعدة قضايا شائكة بداخله وأنا سعدت بهذه التجربة.
ولماذا إخترت الظهور بدراما الجريمة والتشويق هذا العام؟
هي بالآخر دراما، فنحن الممثلين شغلتنا أن ننوع بالخياراات، وليس هذا أول عمل أُقدمه وينتمي لدراما التشويق والجريمة، فلقد سبق وقدمت عمل يحمل عنوان "قصص الغموض" في عام 2000 وكان عمل بوليسي وكنت المُحقق في ذلك العمل، وهناك شئ آخر وهو أنني لم أتعامل مع المسلسل على أنه مسلسل جريمة وتشويق ووجدت أن البعد الإجتماعي والإنساني والأخلاقي في هذا العمل منسوبه عالي للغاية، وربما في بعض الأماكن أكثر من مفهوم الجريمة والتشويق، ولذلك لا أستطيع تصنيفه على أنه دراما جريمة.
استخدامك للقبعة والبالطو الطويل والألوان الداكنة بالملابس، لفت نظر المشاهدين بشدة، فما السبب؟!
بالنسبة لي الملابس وألونها جزء لا يتجزأ من تفكيري تجاه الشخصية التي سوف أقدمها، وهنا الملابس كانت ألوانها مختلفة كليا بعد أن تموت طفلته، فبعد الحلقة الثانية عشر ذهبت شخصية "آدم" إلى الألوان السوداء أو القاتمة لأنه دخل في عالم الحداد والحزن وبالتالي إلى الانتقام، ولذلك لون حياته ولونه النفسي تغير، فيجب أن تكون الملابس منسجمة مع حالة الشخصية النفسية، ومن جهة أخرى بخصوص البالطو والقبعة هي إشارة من بعيد لثقافته الفرنسية أو الأوربية، وبالتالي استخدام الملابس كان جزء من تفكيري وكذلك اختيار ألوانها حسب كل مرحلة مرت بها شخصية "آدم".
دورك ألقى بظلاله على قضية مهمة بوقتنا الحالي وهي تمسك أصحاب المبادئ بمبادئهم والثبات عليها في الوقت الذي أصبح فيه الكثير من الناس مزيفين وغير حقيقيين، فهل كان ذلك مكتوب بالسيناريو أو أضفته على روح الشخصية؟
الشخصية مكتوبة أن تكون صاحبة قيم ومبادئ، وهو يمتثل للقانون وللعدالة، ولكن عندما تغيب العدالة ويحدث هذا الشئ نرى أنه يفكر بأن للعدالة وجه آخر ذلك الذي دفعه لما ذهب إليه من تفكير بالإنتقام لأخذ الحق بخصوص قتل ابنته، ولكن هذه القيم والأفكار جميعها هي مكتوبة في النص وأنا متفق عليها عندما كان لا يزال فكرة في رأس المؤلف.
وهل استقطبت روح الأب الحقيقي وأضفيتها على روح الشخصية بمسلسل "مقابلة مع السيد آدم"؟
بالتأكيد.. استحضرت روح الأب الحقيقي حينما جسدت شخصية "آدم" لأن الممثل يعمل على الذاكرة الإنفعالية عندما يكون هناك مواقف للشخصية تتطابق أو تتقارب من الدور لذي يُقدمه فالممثل يذهب إلى الذاكرة الإنفعالية وإلى مخزونه العاطفي من تجربته الشخصية كي يُقارب بين ما يحدث للشخصية وبين ما حدث له أو ما رآه أو سمع عنه.
وكيف ترى مشاركة ابنك السدير مسعود بالعمل معك؟
مُشاركته جاءت عن طريق مخرج العمل الذي رشحه للدور الذي قدمه، وأعتقد أن الجمهور تقبله وحقق نجاح بهذا الدور الذي يندرج ضمن إطار الشر.
ولكن بروح الوالد وبدافع الأبوة، كيف كانت توجيهاتك له في التعامل مع هذا الدور الشرير الذي قدمه ضمن أحداث العمل؟
برأيي إذا نظر الممثل للشخصية التي يقدمها على أنها شريرة فقد يقع في أخطاء "over acting" أو "المبالغة" أو "الإكليشيه"، وهناك فارق شاسع بين أن يحبك الجمهور وأنت تمثل الشر أو أن يكرهك أنت والشر نفسه، والجمهور برأيي يجب أن يكره الشر الذي تؤديه ويحبك أنت كممثل لديك مهارات وقدرة على الإقناع لتقديمك الشخصية بأفضل شكل ممكن، وهذا ما نصحته به.
وما رأيك بالمنصات الإلكترونية والتي غزت الدراما والسينما حتى أن البعض يتوقع قضائها على التليفزيون ودور العرض السينمائية؟
أعتقد أن المنصات الإلكترونية مهمة بالوقت الحالي في ظل التكنولوجيا واستخدام الملايين من الناس للإنترنت، فهناك إنتاجات جيدة للغاية تقوم بها بعض المنصات بالوقت الحالي.
تعودنا على مُشاركاتك بأعمال أجنبية سواء بالدراما أو سينما هوليوود، ألم يكن لديك جديد قبل جائحة كورونا؟
كانت هناك بعض المفاوضات على المشاركة في بعض الأعمال ولكنها توقفت جراء جائحة كورونا، وننتظر عودة الحديث عن هذه الأعمال عقب انتهاء أزمة كورونا.
وفي النهاية.. برأيك هل تأثير الفنان بجمهوره يُحتم عليه أن يكون شخص مثالي؟
برأيي ليس مطلوب من الفنان أن يكون مثاليا بل لابد أن يكون إنسانا متوازنا لديه ما لدى كل الناس من مبادئ وقناعات معينة، ولكن أن يكون مثاليا أو ملك للجمهور فلا أظن أن من حق الجمهور أن يمتلك الفنان ويمتلك خصوصياته وأسراره، فالفنان إنسان له اسراره وخصوصياته وعليه أن يصل للناس باحترامه وأن يُقدم للناس مثالا جيدا عن الفنان على المستوى الاجتماعي، ولكن هذا كله لا يجعل الفنان ملك لجمهوره لأن هذا أمر مثالي للغاية.