المخرجة الإماراتية نهلة الفهد لـ"هي":تجربتي مع فيلم "تحت الشمس" فاقت التوقعات وأنتظر العودة للدراما
مخرجة ومنتجة استثنائية في أفكارها واختياراتها قررت أن تصنع نجاحها في عالم السينما والدراما متجاوزة كل العقبات التي تقف أمامها، فكما تؤكد دوما أن الإجتهاد والصبر هو طريق النجاح، وهذا ما سارت عليه الإماراتية نهلة الفهد خلال مسيرتها الفنية التي حققت من خلالها العديد من النجاحات سواء في الإخراج السينمائي أو في التليفزيون أو في عالم الكليبات الغنائية، وباتت اسما بارزا في صناعة الترفيه العربي، المخرجة نهلة الفهد شاركت كذلك مع مدينة الشارقة للإعلام في مشروع تطوير البنية التحتية لصناعة السينما في مجالات الإنتاج السينمائي وذلك من خلال فيلم "تحت الشمس (اسم مبدئي)" والذي شاركت في صناعته مع مجموعة كبيرة من المواهب الشابة.
نهلة الفهد تحدثت في حوار خاص لـ"هي" عن تقييمها لتجربتها مع فيلمها الجديد، وعن انتظارها لنص يعيدها لإخراج المسلسلات التليفزيونية بعد غياب سنوات، وكذلك عن أهم التحديات التي تواجه المرأة العربية في مجال العمل بالسينما.
استطعتِ إثبات حضورك في الأعمال التي شاركتي في إخراجها. فما هي الصعوبات التي واجهتها خلال مسيرتك؟
التوفيق من الله أولاً، ثم الاجتهاد في العمل هو السبب في النجاح، والصعوبات التي واجهتها هي التي تواجه كل من يحاول أن يثبت نفسه وتحديدا عند المحاولة لكسب ثقة المنتجين والأشخاص المعنيين بصناعة المحتوى او تصوير الأعمال، لأن عموما أي شخص جديد يكون هناك تخوف تجاهه ومن الاعتماد عليه ولكن مع مرور الوقت وبسبب اجتهادي في العمل استطعت أن أكسب ثقتهم، كما زادت ثقتي في نفسي ونجاح أعمالي الأولى ساعدني وزاد من مسؤولياتي لذلك دائما اقول لا شيء يأتي بسهولة بل كل شيء يحتاج وقت، ودائما اقول ذلك لكل من يبدأ في اتخاذ أول خطوات مشواره، فالنجاح يحتاج إلى صبر وجهد كبير جدا والسعي وراء العمل والاجتهاد بشكل متواصل وبدون توقف.
ما هي أهم التحديات التي تواجه المرأة العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص في هذا المجال؟
كان هناك تحديات كثيرة تواجه المرأة في السابق وهي أن تثبت وجودها وكفاءتها في بعض المجالات التي كانت مقتصرة على الرجال، لكن الآن تغير الوضع بل أن المرأة أصبحت تنافس الرجال بصورة ملهمة والجميع يلاحظها وبتنافس شريف جدا، وتقف جنبا إلى جنب مع الرجل، ولكن هناك بعض المناطق التي لاتزال نظرتها للمرأة مختلفة فهذا الشيء بحد ذاته يخلق بعض المعوقات أمام المرأة ويجعل بعضهن يحاولن النجاح في مجالات أخرى، فبالتأكيد التحديات التي تواجه النساء تختلف حسب المكان، لكن كل من تسعى وراء حلمها وتثبت قدرتها ستنجح بجدارة في أي مجال.
وما هو تقييمك لـ"التجربة الفنية الإماراتية" بشكل عام من خلال فيلم "تحت الشمس"؟
من وجهة نظري فإن التجربة فاقت كل التوقعات من خلال الأرقام التي تم تسجيلها ففي فترة زمنية قصيرة أصبح لدينا اكتر من 3000 مشترك في التجربة الفنية الإماراتية، فالدولة هيأت لجيل الشباب كل الفرص الكبيرة للصناعة السينمائية ودخول هذا المجال من كل أبوابه وهذا ما يثبت أنها نجحت نجاحا كبيرا ويعود هذا النجاح بشكل أساسي لوجود فرص مناسبة للصناعة السينمائية من ناحية المعاهد والجامعات والاستديوهات وتوفير كل المعدات ومواقع التصوير، فهذا ما جعل الإقبال كبيرا إضافة إلى الابداع وروح المنافسة لدى المشتركين في كل المجالات، من خلال 3000 ألآف مشترك معانا كان هناك 700 مشتركة في مجال الإخراج والتصوير والتصميم والموسيقى التصويرية وهذا دليل على النجاح وكيف هذا الجيل متعطش للدخول في الصناعة السينمائية الإماراتية العربية.
هل السينما هي الأقرب لنهلة الفهد أم الدراما؟
كل مجال له عوامل تجذبني له، فالسينما لها ايقاع وكاريزما مختلفة، وبصراحة أنا احب السينما كثيرا وأسعى لنهضة الصناعة السينمائية الإماراتية وإيصالها للعالم، نحن نعرف مدى تأثير الأفلام في نقل صورة بلد معين، ونحن في دولة الإمارات نجحنا بكل المقاييس ولدينا قصص نجاح في كافة المجالات لكن في السينما لا يزال أمامنا فرصة للأجتهاد أكثر واكثر لنقل تجربتنا وتراثنا فلا تزال هناك قصص مدفونة وتحتاج لمن يستخرجها، وأعتقد أن السينما هي الأقرب لنقل هذه الصورة.
أما الدراما فقد شاركت في 3 تجارب في الدراما الخليجية وأنا سعيدة جدا لمشاركتي فيها لكن حريصة جدا في اختيار النصوص، لأن العمل في 30 حلقة اعتبره تحدي كبير لأن هذه الحلقات الطويلة ينبغي أن تكون مترابطة وتجذب المشاهد بحبكتها ولا تكون مملة.
ولماذا ابتعدتِ عن الدراما خلال الفترة الماضية؟
سبب ابتعادي عن الدراما هو بسبب محاولتي للتفرغ للسينما والتركيز عليها، والسبب الآخر هو أنني لم احصل على نص درامي مميز يجعلني أتحمس للمشاركة به، احتاج لنص درامي يستطيع أن يستفزني عندما أقرأه ويجعلني اريد البدء في تصويره فورا، فأحتاج إلى هذه النوعية من النصوص الدرامية التي تشجعني قبل اي شيء وتجعلني متأكدة أن هذه القصة سوف تصل للجمهور بكل عوامل نجاحها.
ما هي الأشياء التي لا تزال تنقص الأعمال السينمائية في الإمارات والخليج بشكل عام؟
اعتقد أن العوامل الأساسية كلها صارت متوفرة لدينا ولكننا نريد أن نهتم أكثر بالحبكة الدرامية وفي الافلام السينمائية لأن كتابة نص سينمائي تختلف عن كتابة نص درامي فالإيقاع مختلف في العملين والحبكة تختلف أيضا وهذه من وجهة نظري ونقطة تستدعي اهتماما أكثر، فانا شخصياً رأيت بعض الأفلام يكون السرد فيها كأنه لمسلسل ولا يليق بالفيلم، لذلك يجب التمييز بين العملين واحترام إيقاع السينما، حيث ينبغي أن نجذب المشاهد في فيلم مدته ساعة ونصف ونحن في غنى عن السرد الممل، كما أننا بحاجة لتأهيل كوادر سينمائية متخصصة من البيئة سواء البيئة الإماراتية او البيئة الخليجية عموما بحيث يكونون على دراية بتاريخ وطبيعة البلد وثقافته فإدراك كل هذه التفاصيل شيء ضروري قبل الدخول في مجال السينما والدراما لكي نتمكن من تقديم عمل يعبر فعلا عن بيئتنا ومن هنا نتأكد أن رسالتنا وصلت بشكل صحيح
هل تفضل نهلة الفهد العودة للدراما من خلال أعمال تعرض على "نتفليكس" او "شاهد" أو منصات إلكترونية أخرى؟
بالنسبة لعرض المسلسلات على المنصات الإلكترونية بالطبع أنا معجبة جدا بأسلوب التشويق في المسلسلات الدرامية وتحديدا التي تعرض على "نتفليكس" بغض النظر على المحتوى أنا مؤيدة لفكرة طرح عدد محدد من الحلقات لجذب الجمهور ثم طرح أجزاء أخرى للسلسلة فمن وجهة نظري هذه السياسة تصنع نوعا من التشويق وبالأخص عندما تكون قصة السلسلة جاذبة للمشاهد، وأنا شخصيا أرغب في المشاركة في عمل بهذه الطريقة وعلى نفس المستوى من التشويق بشرط ان يكون عملا يشبه بيئتنا ويعبر عن ثقافتنا لأنني مؤمنة أننا نحن الإماراتيين والخليجيين والعرب بشكل عام لدينا العديد من القصص الجميلة والواقعية التي يمكننا أن نصنع من خلالها أعمالا ناجحة تلامس القلوب.