المصممة الإبداعية ومؤسسة Lace Events سارة الدباغ لـ"هي": تغير مجال تنظيم حفلات الزفاف
حوار: "مشاعل الدخيل" Mashael Al Dakheel
سارة الدباغ، خبيرة تنظيم الحفلات والزواجات السعودية التي سطع نجمها في سماء مجال الأعراس والاحتفالات في حوار خاص مع "هي"، تشاركنا سارة الدباغ التوجهات الجديدة التي يتبناها هذا المجال تزامنا مع تغيير المفاهيم لمعنى الاحتفال الحقيقي..
بداية كيف تصفين نفسك وأسلوبك في التنسيق لعملائك؟
أؤمن بمفهوم البساطة والمينيمالية، كما أؤمن بضرورة ابتكار تصاميم بسيطة تحمل معنى خاصا للحدث أو المناسبة؛ قد يكون تصميما يخلق تأثيرا عميقا من دون إغراقهم بعناصر تصميم غير ضرورية. تصاميمي تعكس أسلوبي الشخصي، ولا أعمل أبدا على مشاريع لا أؤمن بها. لطالما أحببت مزج الألوان، ويمكن رؤيتها بوضوح في جميع أعمالي وتنسيقاتي بداية من أشغال الزهور، مرورا إلى تفاصيل تنسيق الخامات والملحقات الكمالية التزيينية لأي حدث. أعتقد أن التفاصيل ليست مجرد تفاصيل،
بل التفاصيل هي التي تصنع التصميم.
أزمة كورونا المستجدة كانت ولا تزال آثارها مستمرة في قطاعات الأعمال، وخاصة مجال تنظيم الحفلات.. كيف اجتزت هذه الأزمة بإيجابية ونجاح؟
لا شك في أن تداعيات كوفيد - 19 أثرت في العالم بأسره، وعلى الرغم من أن وقعه كان ولا يزال سلبيا ومؤسفا بشكل رئيس، فإنه برأيي أنتج بعض الأمور الإيجابية. عندما يكون كل شيء حولنا غير واضح، تصبح الأشياء المهمة في الحياة واضحة للغاية. وبطبيعة الوضع الحالي، تغير مجال تنظيم حفلات الزفاف والمناسبات، وتغيرت نظرة بعض الناس عن المفهوم والمعنى الحقيقي للاحتفال.
هل تفضلين الاحتفالات الكبيرة أم الصغيرة؟
شخصيا، أميل إلى حفلات الزفاف واجتماعات العشاء الصغيرة، وعندما تنحصر قائمة الضيوف لتقتصر على أولئك الذين لا يمكنك الاحتفال من دونهم، تدركين أن أولئك هم الأشخاص الأكثر أهمية بالنسبة لك، وتحرصين على وجودهم. بالطبع نشتاق كثيرا للاحتفالات الكبيرة، وستعود مجددا في الوقت المناسب، ولكن حاليا سوف يفرح الأشخاص الذين لطالما كانوا يحلمون بالزواجات.
وما حجم المناسبات التي تفضلين العمل عليها؟
من منظور التصميم، فإن الحفلات والمناسبات الصغيرة تحفز الإبداع، وتمنحك المساحة والقدرة على التبحر في المزيد والمزيد من التفاصيل، لذلك أنا بالتأكيد سوف أستفيد من هذه الفترة، وهذا التوجه الجديد في طرق الاحتفال. لاحظت أن الكثير توجهوا بالعودة إلى إقامة حفلات عشاء صغيرة للاحتفال بمناسبات مختلفة، أو لمجرد الاحتفال بالحياة. لطالما استمتعت بإعداد وتنسيق طاولة العشاء، وزيارة الأصدقاء في منازلهم للاحتفال وقضاء أوقات ممتعة.
حدثينا عن تجربتك في تغيير ثقافة تنسيق الفعاليات الرسمية مثل الفعاليات الفنية التي استلمتها في جدة؟
أعتبر نفسي محظوظة جدا، لأني كنت جزءا من العديد من الفعاليات الفنية والاجتماعية التي أقيمت في السعودية مؤخرا. أقيمت بداية هذه الفعاليات في الوقت نفسه الذي أطلقت فيه Lace Events ، وقد تواصل المنظمون معي مبكرا لتصميم وتنفيذ العديد من المشاريع الممتعة والمختلفة التي ألهمتني التفكير خارج الصندوق والإبداع. واحدة من أولى المبادرات الفنية التي آمنت بي كانت معرض 2139 الفني الذي نظمه الفني السعودي، تشرفت لمدة 7 سنوات حتى اليوم بتصميم حفل العشاء السنوي لهم في مواقع ممتعة ومختلفة، وفي كل عام تتطلب مني هذه الفعالية ابتكار موضوع ومفهوم مختلف. هذه الأحداث الفنية وحفلات العشاء بالنسبة لي لا تقل أهمية عن حفلات الزفاف، لأنها تحفزني للعمل بشكل أفضل وابتكار أفكار جديدة في كل مرة.
تعدين من أوائل الشخصيات السعودية التي كانت تروج لتنسيق الاحتفالات بأسلوب رومانسي باهر وخارج عن المألوف في فترة لم يتعارف عليها فن تنسيق المائدة والورود في الزواجات السعودية. ماذا يعني لك هذا الإنجاز؟
أشعر بالتواضع الشديد، شكرا لك! يسعدني جدا معرفة أنني تمكنت من تقديم طريقة التصميم بأسلوب مختلف، وأن أكون جزءا من هذا التغيير. تأثرت كثيرا بحفلات الزفاف التي كنت أشاهدها في الأفلام عندما كنت طفلة صغيرة، وكنت أؤمن دائما بالرومانسية والبساطة، لذلك كنت سعيدة جدا عندما بدأت Lace Events منذ 9 سنوات، وتقبل الناس أسلوبي في التصميم، وكانوا يثقون بي في حفلات الزفاف والمناسبات.
هل تغيرت توجهاتك في مجال عملك بسبب الوضع الحالي؟
أصبحت الآن أستقبل العمل على فعاليات صغيرة في النطاق والحجم مقارنة بالفعاليات الكبيرة التي تتطلب وقتا أطول في مرحلة التخطيط.
بصفتك صاحبة مشروع، ما الدروس التي تعلمتِها من هذه الأزمة على الصعيد المهني؟ والشخصي؟
الإيمان والعائلة والصحة أولا! الإنسان بطبيعة حاله خلق بقوه وتكيف عجيبة. الحياة تستمر مهما كانت الظروف، ولكن يجب علينا أن نحتاط ونحترز، لنضمن سلامة الجميع، وسوف نتعلم الكثير خلال مراحل التغيير لإيجاد الطرق المناسبة التي تساعدنا على التأقلم المؤقت لأسلوب حياتنا العملية الجديدة. قلة المصادر تحفز الإبداع، وهذا هو الحال الذي مررت به في فترة الحجر عندما أقدمت على تنسيق حفلات منزلية مع عائلتك.
هل لك أن تشاركينا بعض تفاصيل هذه الخطوة التي نفذتِها؟
افتقدت العمل كثيرا أثناء فترة الحجر، وشعرت بأنني بحاجة إلى الإلهام وفعل شيء يعطيني دافعا. نحن البشر نحتاج جميعا إلى أن نبقى متفائلين لتستمر الحياة. قررت أثناء تلك الفترة أن أرتب عشاء فاخرا كل يوم جمعة لعائلتي، وأطلقت عليه Fancy Friday، كان علينا أن نرتدي ملابسنا المخصصة للحفلات، ونتناول العشاء بشكل رسمي في الطابق السفلي، مستمتعين بأنغام الموسيقى، وأطباق متنوعة قمت بتحضيرها بنفسي. اخترت عناصر من جميع أنحاء المنزل لتزيين الطاولة بأسلوب مختلف كل أسبوع، واستخدمت أشياء غير تقليدية، وشاركت عملية التنسيق هذه على حساب الإنستغرام على أمل أن ألهم الآخرين لفعل الشيء نفسه! كانت العملية ممتعة للغاية!
ما رأيك في الصيحات في عالم تنظيم الحفلات والأعراس؟ هل تغيرت لتواكب الأوضاع الحالية؟
لا أتبع الصيحات كثيرا، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالأعراس والمناسبات، فأنا أفضل التصميمات والأساليب الخالدة بدلا من المفهوم الدارج الذي يحمل معه تاريخ انتهاء الصلاحية. أبحث عن الإلهام من عالم الفنون المتنوعة، من عروض الأزياء إلى المجسمات الفنية، وعن تركيبات الألوان والمنسوجات فيها!